تصاعد التوتر في الضفة الغربية.. عملية السور الحديدي وتداعياتها
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
تواصلت التوترات في الأراضي الفلسطينية وسط تصعيد إسرائيلي غير مسبوق في شمال الضفة الغربية، حيث أطلقت إسرائيل عملية عسكرية واسعة أطلقت عليها اسم "السور الحديدي".
وتسببت هذه العملية في تهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين من مخيمات اللاجئين، وتدمير البنية التحتية، وتعزيز الوجود العسكري الإسرائيلي في المنطقة، يأتي ذلك بعد وقف إطلاق النار في غزة، مما يشير إلى تحول مركز العمليات العسكرية الإسرائيلية نحو الضفة الغربية.
أعلنت إسرائيل، يوم الأحد 23 فبراير 2025، أنها قامت بطرد عشرات الآلاف من الفلسطينيين من ثلاث مخيمات للاجئين في شمال الضفة الغربية، ومنعت عودتهم إلى منازلهم. وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الجيش تلقى تعليمات "للبقاء في هذه المخيمات لمدة عام على الأقل"، وعدم السماح بعودة السكان الفلسطينيين إليها.
منذ 21 يناير، بعد 48 ساعة فقط من دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، بدأ الجيش الإسرائيلي تنفيذ عملية "السور الحديدي"، التي استهدفت مخيمات جنين وطوباس وطولكرم. ووفقًا لبيان رسمي صادر عن وزير الدفاع، تم إجلاء نحو 40 ألف فلسطيني من مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم ونور شمس، والتي أصبحت الآن خالية من السكان.
وحسب الأمم المتحدة، أسفرت العملية العسكرية عن مقتل 51 فلسطينيًا، بينهم سبعة أطفال، إضافة إلى مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين، كما أحصت المنظمة الدولية وجود عشرات الآلاف من السكان الذين لا يزالون نازحين بعد مرور شهر على بدء العملية العسكرية.
وفي خطوة غير مسبوقة منذ انتهاء الانتفاضة الثانية (2000-2005)، قام الجيش الإسرائيلي بنشر دباباته في الضفة الغربية المحتلة، وعلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هذا التحرك بقوله: "إنه يشير إلى شيء واحد فقط، وهو أننا سنكافح الإرهاب بكل الوسائل وأينما كان".
من جانبه، قال فايز السيد، أحد سكان جنين الذين نزحوا إلى قباطية: "الجيش الإسرائيلي دمر المحلات والبنى التحتية في محاولة لفرض سياسة تهجير الفلسطينيين، لكننا لن نرحل عن أرضنا".
زيارة نتنياهو وتكثيف العمليات العسكريةقام رئيس الوزراء الإسرائيلي بزيارة القوات المنتشرة في مخيم طولكرم للاجئين يوم الجمعة، في خطوة غير مسبوقة، حيث أمر بتكثيف العمليات العسكرية في المنطقة. وقد وصفت وزارة الخارجية الفلسطينية هذه الزيارة بأنها "اقتحام وعدوان".
وكجزء من العملية، قامت القوات الإسرائيلية بهدم عشرات المنازل في مخيمات طولكرم وجنين، لشق طرقات داخل المناطق المكتظة بالسكان، ووفقًا لمايكل هوروفيتس، الخبير في الشؤون الأمنية لدى "لو بيك إنترناشيونال"، فإن نشر الدبابات في الضفة الغربية "لا يحمل أي منطق عسكري حقيقي، بل يبدو وكأنه رسالة واضحة تهدف إلى ترسيخ وجود طويل الأمد في المناطق التي استهدفتها العمليات الإسرائيلية".
ومنذ بدء وقف إطلاق النار في غزة في 19 يناير، أصبح من الواضح أن إسرائيل توجه اهتمامها بشكل متزايد نحو الضفة الغربية، وأبدى وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، رغبته في ضم أجزاء كبيرة من الضفة، مستفيدًا من الدعم الذي تحظى به إسرائيل من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
منذ 7 أكتوبر 2023، قُتل ما لا يقل عن 900 فلسطيني في الضفة الغربية بنيران الجيش الإسرائيلي أو المستوطنين، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية. وفي المقابل، قُتل ما لا يقل عن 32 إسرائيليًا، من بينهم جنود، في هجمات فلسطينية أو خلال عمليات عسكرية إسرائيلية، وفقًا لبيانات رسمية.
ووسط تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية والتوترات المستمرة، يواجه الفلسطينيون في الضفة الغربية مرحلة غير مسبوقة من التهجير والعنف. وفي ظل استمرار هذا التصعيد، يبقى السؤال المطروح: إلى أي مدى يمكن أن يمتد هذا الصراع، وما هي التداعيات المحتملة على الاستقرار في المنطقة؟
وفي ظل التطورات المتسارعة في ملف التهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، تبرز مخاوف متزايدة من تعثر تنفيذ الاتفاقات المبرمة للهدنة في قطاع غزة، نتيجة مماطلة إسرائيلية واضحة.
وفي هذا السياق، يؤكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس والقيادي في حركة فتح، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواصل التهرب من تنفيذ بنود الاتفاق، مما يهدد بإفشال المساعي الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق تهدئة مستدامة.
وأضاف الرقب، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواصل التهرب من الالتزام بالاتفاق الذي تم التوقيع عليه، مشيرًا إلى أن هناك مماطلة واضحة في الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق وتمديد المرحلة الأولى، وهو ما يثير المخاوف من أن يكتفي نتنياهو بهذه المرحلة دون الانتقال إلى الثالثة.
ولفت الرقب، إلى أن القاهرة والدوحة، إلى جانب الولايات المتحدة، يبذلون جهودًا كبيرة لإنجاح هذه الهدنة، إلا أن هناك مماطلة متعمدة من قبل نتنياهو، لافتًا إلى أن بنود الاتفاق الحالي تشبه إلى حد كبير مقترحًا قدمته القاهرة عام 2024، والذي قوبل أيضًا بالمماطلة من الجانب الإسرائيلي.
وأكد الرقب أنه يرى أن هناك نية واضحة من نتنياهو للاكتفاء بالمرحلة الثانية من الاتفاق، دون الانتقال إلى المرحلة الثالثة، التي تتضمن إعادة إعمار غزة وتحقيق الاستقرار بشكل كامل.
وأعرب الرقب عن خشيته من أن يكون الهدف الحقيقي لنتنياهو هو العودة إلى الحرب بدلًا من تحقيق التهدئة والاستقرار في المنطقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فلسطين غزة الضفة الغربية الضفة وقف إطلاق النار المزيد رئیس الوزراء الإسرائیلی العملیات العسکریة الجیش الإسرائیلی فی الضفة الغربیة فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
«جوتيريش» يعرب عن قلقه الشديد جراء تصاعد العنف في الضفة الغربية
أعرب أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، اليوم الإثنين، عن قلقه الشديد جراء تصاعد العنف في الضفة الغربية، ودعوات ضمها لإسرائيل.
وقال «جوتيريش» أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف: في وقت من الأوقات أصدرت إسرائيل قرارا بإخلاء 3 مخيّمات للاجئين فلسطينيين متواجدين بالضفة الغربية من سكانها ومنعت عودتهم.
وتابع: لذلك أعربت عن قلقلي الشديد للغاية جراء تصاعد أعمال العنف والانتهاكات، وما يفعله المستوطنون في الضفة الغربية، والدعوات المستمرة لضمها.
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة الهدنة المتفق عليها بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة بأنها «هشة»، مشددًا على ضرورة تجنب تجدد الأعمال القتالية بأي ثمن.
اقرأ أيضاًجوتيريش يدين اقتحام الشرطة الإسرائيلية مدارس تابعة للأونروا في القدس
«جوتيريش» يشيد بجهود الوسطاء للحفاظ على استمرار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
«جوتيريش» يطالب بإجلاء 2500 طفل من غزة فورا