العراق.. الخطة الزراعية تطرد “فائض” حبوب كردستان ومزارعو الاقليم يستمرون بسقي اراضيهم
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
يمارس عدد غير قليل من المزارعين في اقليم كردستان، عملية بذر اراضيهم وسقيها على الرغم من قرار الحكومة الاتحادية تحديد كميات المزروعات ونوعها وطرق الري التي يتم استخدامها، على خلفية موجة الجفاف التي تجتاح العراق والمنطقة.
وعلى الرغم من ان جزءا كبيرا من الاراضي الزراعية في اقليم كردستان مصنفة ضمن مناطق “مضمونة الامطار” لا سيما مزارع الحنطة، وهو أمر يدفع المزارعين ويحفزهم على زراعة القمح والذرة الصفراء وعباد الشمس والارز في كل موسم، الا ان عدم الالتزام بتوجيهات المركز قد يؤدي الى خسائر مالية مستمرة على المزارعين.
نائب رئيس لجنة الزراعة النيابية في البرلمان الاتحادي، حسين مردان، يؤكد ان الخطة الزراعية التي تضعها الحكومة المركزية مع اقليم كردستان “غير دقيقة” وهذا العام لم تنجز لغاية الآن، فيما تأخذ جديتها بشمول مناطق الوسط والجنوب.
وقال مردان في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ان “الخطة الزراعية لهذا العام ستختلف عن سابقاتها من خلال استخدام طرق الري الحديثة، فضلا عن دخول الآبار لري الحنطة ايضا”، مبينا ان “باقي المحاصيل لم تكتمل الخطة الخاصة بها”.
واوضح ان “اجتماع اللجنة العليا برئاسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وعرض الخطة الزراعية، أظهر اقصاء لبعض الفلاحين بسبب دعم فقط من يستخدمون طرق الري الحديثة، وهو قرار غير صحيح”، لافتا الى ان “شح المياه لا يمكن ان يقيد الفلاحين، وبالإمكان السماح لهم بالزراعة لكن بنسب قليلة، مع احتمال فرص هطول الامطار خلال السنة”.
واشار الى ان “الخطة الزراعية النهائية غير مكتملة لغاية الآن، وستكتمل في الفترة المقبلة”، لافتا الى ان “الاقليم مشمول بخطة محصول الحنطة منذ انطلاق الموسم لكن النهايات مفتوحة لتسلم المحاصيل، حيث أكمل مزارعو الاقليم قبل 10 ايام موسم الحصاد، وطالبوا بتسويقها الى السايلوات الاتحادية”.
وبين ان “وزارتي التجارة والزراعة في الحكومة الاتحادية رفضتا استلام المحاصيل وهي لغاية الآن في مخازن الاقليم”، لافتا الى “وجود شك ان الكميات الكبيرة ليست من مزروعات الاقليم فقط، وانما قد تكون قادمة من تركيا”.
من جهتها، ذكرت وزارة الزراعة في الاقليم ان المياه التي توفرها السدود تكفي لعمليات الاستزراع في مدن كردستان، وان مناخ الاقليم ملائم والمياه المتوفرة تعد افضل من المناطق الوسطى والجنوبية ولم تتخذ الوزارة في الاقليم اي قرار بمنع زراعة محاصيل الحبوب الاساسية.
وتمتنع السلطات العراقية في بغداد، عن شراء القمح من اغلب المزارعين في كردستان ممن لا يلتزمون بالخطة الزراعية لكن هذا لم يمنع المزارعين من الاستمرار بالزراعة ومن بينها الموسم المقبل، فيما يقول مزارعي الاقليم ان اعتمادهم بالدرجة الاساس على مياه الامطار والجوفية وهي توفر فرصة جيدة للزراعة، رغم ما يتكبدوه من خسائر جراء رفض الحكومة المركزية شراء المحاصيل والتي يضطرون حاليا لبيعها بمبالغ زهيدة لا تعادل كلفة الانتاج “.
المصدر: وكالة تقدم الاخبارية
كلمات دلالية: الخطة الزراعیة
إقرأ أيضاً:
السوداني يدعو لإنهاء النزاعات العشائرية وإسناد الحكومة في تعزيز الأمن ومحاربة المخدرات
بغداد اليوم - بغداد
دعا رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، اليوم الاثنين (10 شباط 2025)، لإنهاء النزاعات العشائرية وإسناد الحكومة في تعزيز الأمن ومحاربة المخدرات.
وقال السوداني في كلمة خلال المؤتمر العشائري العام لشيوخ عموم عشائر العراق، الذي نظمته وزارة الداخلية، وتابعته "بغداد اليوم"، إن "للعشائر في العراق دور فاعل في بناء ودعم سيادة الدولة وقوانينها، وفي ترسيخ الاستقرار والأمن" مشيرا الى "دور أبناء العشائر من عموم مناطق البلاد في مواجهة عصابات داعش الإرهابية وحماية البلد".
واضاف أن "البرنامج الحكومي افرد مكانة خاصة للعشائر لأهمية دورها ومساهمة أبنائها في تحقيق التنمية والخدمات والإعمار، ودعم المشروع الوطني الذي تبنته الحكومة"، مؤكدا "أهمية الدعم العشائري بإسناد جهد الحكومة التي أطلقت الكثير من المشاريعِ وأعادت العمل بالمتلكئ منها كما اطلقت حزمة كبيرة من الإصلاحات لمعالجة ما ورثته من تركة لسياسات خاطئة امتدت لعقود ووضعت البلد في زاوية الاقتصاد الأحادي".
وتابع السوداني ان "العشائر أحد أهم التشكيلات الاجتماعية التي تمثل مظلة وعنواناً حيوياً يعبر عن وطنيتها، ومواقف عشائرنا واضحة في ترسيخ الاستقرار، والمحافظة على الأمن ودعم مؤسسات الدولة"، مشيرا الى ان "البرنامج الحكومي ارتكز في جانب كبير منه على الجانب الخدمي، والدعم العشائري ساهم بإنجاز المشاريع".
واشار الى ان "الزراعة حظيت بدعم واهتمام الحكومة من خلال اطلاق مشاريع الري الحديثة وتوفير المستلزمات الخاصة بالفلاحين والمزارعين"، مؤكدا أننا "وجهنا بتسليم كامل المستحقات الخاصة بتسويق المحاصيل الزراعية بلا تأخير وإعادة الاعتبار للريف ليكون منتجاً ومساهماً في التنمية".
واوضح السوداني ان "الحكومة اهتمت بالصناعة وعملت ضمن خطط شاملة لتوطين الصناعات وتشغيل المصانع تحت شعار (صنع في العراق)/ وكذلك اطلقنا مشروع طريق التنمية، وهو واحد من اهم المشاريع في المنطقة ولا نبالغ اذا قلنا في العالم والذي يضم مشاريع متكاملة بمختلف المجالات"، مؤكدا أننا "قطعنا أشواطاً كبيرة بالإصلاحات ونريد من عشائرنا المساهمة بها ودعمها لأنها تؤسس لنهضة شاملة ستغير من حاضر ومستقبل العراق".
وحث السوداني "شيوخ العشائر والوجهاء في المحافظات على المساهمة في دعم استمرار عمل الشركات بالمشاريع الخدمية"، داعيا اياها "لمضاعفة دورها الذي تمارسه اليوم في دعم الدولة وقوانينها".
واكد أن "على العشائر التحرك بشكل حاسم لفض النزاعات التي يذهب ضحيتها الأبرياء، وإنهاء المظاهر السلبية، ويجب التعاون مع الأجهزة الأمنية لمحاسبة المسيئين وعدم احتضانهم وتقديمهم للعدالة، لأن أمن البلد فوق كل شيء"، مشيدا "بجهود وزارة الداخلية ومديرية العشائر فيها لما يقدمونه من اهتمام بعشائرنا الكريمة وزعمائها".
وبين السوداني ان "آفة المخدرات تفتك بالكثير من أبنائنا، وتسببت بتفشي الجريمة، ونعول على مشايخنا بإسناد الدولة في التصدي لها"، مؤكدا "يجب تحصين أبناء العشائر أمام الأصوات الداعية للفتنة، والتي تريد تمزيق نسيج بلدنا الاجتماعي لغايات طائفية أو عرقية".
واشار الى ان "الحكومة تعاملت مع تطورات المنطقة بمبدأ الحكمة من خلال المواقف والقوة في القرارات بعيداً عن الارتجال والانفعال"، معتبرا ان "سياسة الحكومة المتوازنة حصنت العراق وأبعدت عنه شبح العدوان والاحتراق بنار حرب أرادوها أن تحرق جميع بلدان المنطقة".