○○ معركة الكرامة
□ جاء إلتحام الجيشين جيش متحرك الصياد وجيش الهجانة في الأبيض نصرا إستراتيجيا له ما بعده لا يماري في ذلك إلا الغافل والجاهل .
□ وقد يسأل السائل على أي أساس يقال ذلك ؟
□ والإجابة هي:
○ إن مدينة الأبيض التى جرى فك الحصار عنها ينطبق عليها وصف المركز اللوجستيlogistic hub
وعندما نتحدث عن مركز لوجستي فهذا يعني أننا نتحدث عن: كونها “مركز لوجستي فإننا نشير إلى أهميتها الاستراتيجية في تسهيل تدفق الإمدادات والخدمات والمعلومات عبر سلاسل الإمداد وشبكات النقل المختلفة.

وأول سمات ذلك هي البنية التحتية للنقل:
□ ففي العادة تحتوي المراكز اللوجستية على بنية تحتية للنقل ممتازة، تشمل الطرق السريعة، والسكك الحديدية، والمطارات والمؤاني.
□ وتتيح هذه البنية الحركة الفعالة للإمداد سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي. ووتنطبق هذه الصفات على مدينة الأبيض بوجود كل سلاسل الطرق البرية والسكك الحديدية والميناء الجوي الدولي بها، واذا تذكرنا أن مطار الأبيض هو مطار مركزي يمكن إنطلاق الطيران منه لكل الجهات وبخاصة مناطق العمليات في الغرب وإتجاه الجنوب وشمالا على طريق الإمداد من ليبيا فسندرك معنى أخراج هذا المطار من حالة التحييد التى كانت تكتنفه إلى حال التفعيل.
□ ثم إذا نظرنا إلى خطوط السكة حديد التي تنطلق هي الأخرى من المدينة غربا وشرقا وجنوبا إدركنا أمكانيات السكة حديد في توفير الأمداد كما كانت تفعل أيام حرب الجنوب للجنوب وللغرب و سواء كانت هذه الإمدادات مدنية أو عسكرية فهي جوهرية في حالة الحرب كما هي في حالة السلم.
□ وأما الطرق البرية فالأبيض تكاد تكون هي ملتقى كل طرق السودان.
○ فأولا:
هناك الطريق القومي الذي ينطلق من الخرطوم ثم يتفرع في مدينة مدني لكوستي الأبيض النهود أم كدادة الفاشر.. وفرع آخر من مدني لسنار ثم كوستي ثم أم روابة والرهد والأبيض.وهو ذات الطريق الذي يصل الخرطوم القضارف كسلا بورتسودان من جهة ويصل الخرطوم شندي عطبرة هيا بورتسودان من جهة أخرى فأنت ترى كيف تترابط مدن السودان الكبرى عبر هذا الطريق حتى الأبيض لتمضي الطرق غربا وجنوبا.
○ ثانيا: هناك غير الطريق القومي طريق الصادرات أم درمان الأبيض بارا. وهو طريق إمداد قصير وسريع لإمداد الغرب والجنوب الغربي.
○ ثالثا: هناك طريق الابيض..الدلنج كادقلي.
○ رابعا: هناك طرق محلية أخرى تصل الأبيض جنوبا بمنطقة جبال النوبة مرورا بأبي كرشولا وأبي جبيهة وغيرها من مناطق جنوب كردفان وغرب كردفان.
□ وعندما نتحدث عن الإمداد لا نقصد به الإمداد العسكري فحسب بل الإمداد المدني بالغذاء هو في بالغ الأهمية، ومدينة الأبيض من أكبر اسواق المحاصيل في البلاد كما أن سوقها المفتوح بالطريق من الجهات يؤهلها لتكون مركز إمداد مدني ليس له نظير في البلاد مما يقلل إلى مدى بعيد من تخوفات نقص الغذاءللمناطق المتأثرة بالحرب.
والخلاصة:
هي أن تحرك القوات شمالا لفتح طريق الصادرات كأعجل المهمات ثم تحركها جنوبا إلى بابنوسة لوصل منطقة العمليات هناك بسلسلة إمداد نشطة يصبح أحدى المهمات العاجلة وينطبق ذلك على الطريق المتجه جنوبا إلى الدلنج وكادقلي ثم قد تتحرك القوات غربا لوصل طريق الإمداد للنهود، ثم أم كدادة والفاشر لفك الحصار عنها ،والتحرك منها غربا وجنوبا لتحرير سائر مدن دارفور الأخرى. ومضيا مع توسيع دائرة التأمين يصبح بالإمكان الإستفادة من السكة حديد في النقل الغذائى نحو المناطق جنوبا وغربا .
وأما المغزى العسكرى والمدني لإعادة تشغيل مطار الأبيض فلا يحتاج إلى تفصيل .وأول أثار ذلك التشغيل هو قطع الإمداد القادم من ليبيا، وتحييد كل المهابط الصغيرة في شمال كردفان التي كان تستخدم أحيانا في الإمداد للمليشيا. كذلك فإن إعادة تشغيل المطار سيكون له أثره المباشر في إفشال هجوم المليشيا المتكرر على الفاشر. وفك الحصار عنها ، وتوسيع دائرة التأمين حولها، بما يمكن من نقل الغذاء والإمدادات الضرورية للمدينة المفتاحية في دارفور. من أجل ذلك كله فلا يستغربن أحد من حال( اليوفوريا) الإحتفالية التي شملت كل البلد بعد إلتحام الجيوش في الأبيض ،ذلك أن لكل شيء مفتاح وفك حصار الأبيض هو مفتاح باب تحرير كل البلاد. والله هو ناصر الحق بالحق وهو الهادي إلى سراط مستقيم

د. أمين حسن عمر عبد الله

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

وزير الصناعة: هدفنا تحقيق النقل الأخضر المستدام وتنظيم سلاسل الإمداد لتقليل الفجوة الاستيرادية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قام الفريق مهندس كامل الوزير؛ نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل لتفقد الموقع المقترح لمشروع تمويل وتصميم وإنشاء واستغلال وصيانة  الميناء الجاف والمنطقة اللوجيستية بمدينة السادات بنظام المشاركة مع القطاع الخاص بين وزارة النقل المصرية ممثلة في الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة والتحالفات التى تتطلع لتنفيذ هذا المشروع الواعد حيث شهد حجم الطلب على الاستثمار بالمنطقة الصناعية بمدينة السادات فى الفترة الاخيرة طلبًا متزايدًا خاصة بعد إنشاء خط سكة حديد كفر داود السادات والذى يحقق الاستدامة فى نقل الصادرات ومدخلات الإنتاج بطريقة آمنة واقتصادية.

وصرح  وزير الصناعة والنقل، خلال جولته اليوم بمدينة السادات الصناعية بمحافظة المنوفية، بأن هذا المشروع يأتي في إطار خطة وزارة النقل لتنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية لتحويل  مصر إلى مركز إقليمي للنقل واللوجيستيات وتجارة الترانزيت وفي ضوء إنشاء 33 ميناء جاف ومنطقة لوجيستية على مستوى الجمهورية وتنفيذ 7 ممرات لوجيستية متكاملة لربط مناطق الإنتاج (الصناعي – الزراعي – التعديني) بالموانئ البحرية أو ربط الموانئ البحرية على البحر الأحمر بالموانئ البحرية على البحر المتوسط وخدمة المجتمعات العمرانية الجديدة بواسطة شبكة من السكة الحديدية (ديزل / قطار كهربائي سريع) أو شبكة الطرق الرئيسية مروراً بالموانئ الجافة والمناطق اللوجستية الواقعة على هذه الممرات حيث يعتبر  الميناء الجاف والمنطقة اللوجيستية بالعاشر من رمضان احد المكونات الرئيسية لممر (القاهرة/ الإسكندرية) اللوجيستي.

ويقع الميناء الجاف بمدينة السادات على مساحة 90 فدان لاستيعاب الطلب المتزايد على التصدير واستيراد مدخلات الانتاج والذى يحقق رفع مشغولية العودة لرحلات نقل البضائع والذى يسهم فى تقليل كلف النقل والتى تقاوم رفع معدلات التضخم وتقليل استهلاك الوقود بمعدلات تتخطى 30% وبذلك يرتفع المردود الاقتصادى للمنتج المصرى وتزيد قدرته التنافسية لمواجهة ارتفاع الاسعار وزيادة معدلات النمو فى الناتج القومى ومجابهة ارتفاع معدلات البطالة وتوفير فرص العمل وتنمية مدينة السادات  خاصة وانها تجمع بين الاستثمار الصناعى والزراعى لقربها من مشروعات التنمية الزراعية بالدلتا الجديدة ومدن النوبارية وجناكليس والتحدى وبدر وقرى ترعة النصر والنوبارية الخ.

وتهدف وزارة النقل إلى تحقيق النقل الاخضر المستدام وتنظيم سلاسل الامداد وتكامل جميع وسائط النقل ومشروعات الوزارة حيث يبعد موقع الميناء الجاف عن طريق القاهرة الاسكندرية الصحراوى بمسافة 5 كم فقط ويوجد طريق خاص للشاحنات من القاهرة للاسكندرية ضمن شبكة متميزة من الطرق الخاصة بالشاحنات التى تدعم النقل الحجمى الكبير من المناطق الصناعية ومناطق التنمية الزراعية الى الموانىء المصرية بهدف مسابقة الزمن لتقليل الفجوة الاستيرادية وتحقيق الاكتفاء الذاتى وحل مشاكل توفر العملة الصعبة، ويعتبر ميناء السادات من اولويات المرحلة الاولى للموانئ الجافة حيث تم تنفيذ ميناء السادس من اكتوبر وربطه بشبكة سكة حديد الديزل للجمهورية وجارى انشاء ميناء العاشر رمضان والذى يخدم المناطق الصناعية والروبيكى وبدر ويتزامن مع انشاء خط سكة حديد بلبيس العاشر الروبيكى وميناء برج العرب الجاف الذى يخدم المناطق الصناعية ببرج العرب والعامرية ومرغم ووادى القمر وبذلك يتم تغطية احتياجات اهم المناطق الصناعية وتحقيق التكامل بين مؤسسات الدولة متمثلة فى وزارة الصناعة والنقل ودفع عجلة التنمية والتقدم رغم التحديات التى تواجهها الدولة فى الوقت الراهن.

وتفقد الوزير محطة قطار البضائع ومنطقة الشحن بخط سكة حديد (كفر داود / السادات) البالغ طوله 38 كم والذى تم افتتاحة رسميا فى الثانى عشر من اكتوبر 2024 امام حركة الركاب والبضائع حيث يدخل الخط ضمن الممر اللوجيستي (القاهرة / الإسكندرية) ويساهم في ربط مناطق التصنيع بالمنطقة الصناعية بالسادات  بمناطق الاستهلاك بالسوق المحلي وموانىء التصدير بالبحر المتوسط عبر شبكة السكك الحديدية ضمن خطة وزارة النقل لتعظيم نقل البضائع عبر شبكة السكك الحديدية، حيث يعد هذا الخط اول خط سكة حديد جديد ينشأ منذ 30 سنة ويبلغ عدد محطاته 4 محطات بواقع (3 محطات ركاب لخدمة القرى ومدينة السادات - محطة شحن بضائع عملاقة) حيث تساهم هذه المحطة عبر خط كفر داود السادات في خدمة المنطقة الصناعية بالسادات والميناء الجاف بها.

كما شملت زيارة الوزير لمدينة السادات الصناعية افتتاح خط إنتاج جديد بمصنع شركة جلاسروك للمواد العازلة التابع لمجموعة شركات القلعة والمتخصص فى انتاج مواسير العزل من الصوف الزجاجي بطاقة انتاجية  1200 طن سنوياً وبحجم استثمار 530 ألف دولار حيث يهدف خط الإنتاج الجديد الى زيادة حجم المبيعات بنسبة 25% مما سيسهم في زيادة ايرادات الشركة ب5 مليون دولار سنويا بعد التشغيل الكامل المتوقع خلال الربع الثاني من العام حيث تفقد الوزير منطقة الصوف ومنطقة لف المواسير، إلى جانب تفقد خطوط الإنتاج المختلفة بالمصنع الحالى والتي شملت منطقة المنتجات النهائية وخط إنتاج الصوف الزجاجي ومنطقة انتاج  الصوف الصخرى ومعدات التغليف لمنتجات التصدير وخط إنتاج عزل الأجهزة الكهربائية، كما ان منتجات العزل الحراري التي تنتجها الشركة تساهم فى خفض استهلاك الطاقة بنحو 40٪ مما يساهم في خفض الأعباء التى تتكبدها الدولة في دعم الطاقة.

وأشاد الوزير بالخطط الطموحة التي يتبناها المصنع للتوسع في استثماراته، وإضافة خطوط إنتاج جديدة تسهم في تغطية احتياجات السوق المحلية، وتعمل على خفض الفاتورة الاستيرادية بقيمة 5 مليون دولار سنوياً قابلة للزيادة بالإضافة الي ما قيمتة 12 مليون دولار سنويا ناتجة من انتاج منتجات عزل حراري من خط الصوف الزجاجي بديل منتجات الصوف الزجاجي المستوردة، وهو ما يتماشى مع نهج ومستهدفات الحكومة خلال الفترة الحالية حيث تستهدف الشركة تصدير بقيمة 20 مليون دولار خلال عام 2025 وتتطلع خلال عام 2025 لإنتاج نحو 10,500 طن متري من الصوف الصخري 15,500 طن من الصوف الزجاجي و1200 من مواسير الصوف الزجاجي كما تستهدف خلال عام 2025 إنتاج 26 ألف طن من المنتجات معاً.

وفى إطار زيارة الفريق مهندس كامل الوزير  لمدينة السادات الصناعية بمحافظة المنوفية، قام الوزير بتفقد مصنع الشركة العربية للصلب المخصوص والتابع لمجموعة العشري للصلب والمقام على مساحة 500 الف متر مربع والمتخصص فى انتاج الصلب المخصوص عالى الجودة على هيئة (صلب على شكل مدرفلات طولية نصف مشكلة ـ قضبان وبارات- حديد لفائف أملس) بنسبة مكون محلى 75% وبحجم استثمارات 20 مليار جنيه ويبلغ حجم الصادرات 70% من حجم الإنتاج السنوى كما يوفر المصنع 1200 فرصة عمل مباشرة و5000 فرصة عمل غير مباشرة كما تفقد الوزير خطوط الانتاج التوسعية الجديدة للشركة العربية للصلب المخصوص والمقامة على مساحة 163 متر مربع والمتمثلة فى مصنع درفلة صاج علي البارد وجلفنة صاج ومصنع سحب الاسلاك للاستخدامات في السكك الحديدية وللمساعدة في الاقتصاد المصري والتصدير للخارج بطاقة انتاجية حوالي 600 الف طن سنويًا.  

مقالات مشابهة

  • هل تعكس التعديلات الجديدة تحولا إستراتيجيا في حزب العدالة والتنمية التركي؟
  • صحيفة تكشف.. هذا ما طلبه الحزب من عناصره جنوبا
  • وزير الصناعة: هدفنا تحقيق النقل الأخضر المستدام وتنظيم سلاسل الإمداد لتقليل الفجوة الاستيرادية
  • دلالات دخول متحرك الشهيد الصياد إلى مدينة الأبيض
  • شاهد بالفيديو.. وسط احتفالات صاخبة بعروس الرمال بعد التحام متحرك الشهيد الصياد بالهجانة.. الجيش يدخل مدينة الأبيض محملاً بأطنان من المواد الغذائية للمواطنين
  • الجيش السوداني : فتح الطريق إلى مدينة الأبيض واستعادة القطينة
  • بالفيديو .. التقاء متحرك الصياد والهجانة داخل الأبيض والجيش السوداني يستعيد منطقة من سيطرة “الحلو” واحتفال المواطنين بالنصر
  • وزير النقل: مشروعات «الجسر العربي» تجعل الشركة لاعبا أساسيا في سلاسل الإمداد
  • رسالة ماسك للموظفين الفيدراليين: "عدم الرد يعتبر استقالة"