نظمت جمعية المهندسين المصرية ورشة حوارية بعنوان "الهيدروجين والأمونيا الخضراء بين الواقع والطموح .. رؤى متباينة لمستقبل الطاقة"، وذلك بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجال الطاقة.  

تهدف الورشة إلى تسليط الضوء على أحدث التطورات في مجال الهيدروجين والأمونيا الخضراء، ومناقشة الفرص والتحديات التي تواجه تطبيقاتهما في مختلف القطاعات، خاصة في ظل الدور الحيوي الذي تلعبه هذه المصادر في تقليل الانبعاثات الكربونية وتحقيق التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون.

أدار الورشة المهندس أسامة كمال، رئيس جمعية المهندسين المصرية ووزير البترول الأسبق، بمشاركة الدكتور شريف هدارة وزير البترول الأسبق، والمهندس سعد أبو المعالي أمين عام الاتحاد العربي للأسمدة، والدكتور عطية محمد عطية عميد هندسة الطاقة بالجامعة البريطانية، والدكتور حسين محمد حسين رئيس شركة أركو، بالإضافة إلى عدد من الخبراء والمهتمين بمستقبل الطاقة النظيفة.

الهيدروجين والأمونيا الخضراء 

وأكد المشاركون أهمية التوجه نحو الطاقة النظيفة، مع التشديد على ضرورة دراسة العوامل الاقتصادية واللوجستية والبيئية المرتبطة بالتحول إلى الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، وتمت مناقشة التحديات الكبيرة التي تواجه إنتاج الهيدروجين الأخضر، مثل التكلفة المرتفعة واستهلاك الطاقة الكبير، حيث يتطلب إنتاج كيلوغرام واحد منه نحو 55 كيلوواط من الكهرباء.

وأكد المهندس أسامة كمال" رئيس جمعية المهندسين المصرية ووزير البترول الأسبق" خلال إدارته للورشة الحوارية، أهمية موضوع الورشة ودعمه الكامل لهذا التوجه، مشيرًا إلى أنه يمثل أولوية لمصر والصناعة المصرية في ظل التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة.

وشدد "كمال" على أن جمعية المهندسين المصرية ستعمل على تعزيز التعاون مع مجلس بحوث البترول والثروة المعدنية بأكاديمية البحث العلمي بهدف الاستفادة من الخبرات البحثية والعلمية في هذا المجال، مما يساهم في دعم المشروعات المستقبلية المتعلقة بالهيدروجين الأخضر.

وأكد “وزير البترول الأسبق”، أن التحول إلى الطاقة النظيفة يتطلب تضافر جهود جميع الجهات المعنية، مشيرًا إلى أن جمعية المهندسين المصرية ستواصل جهودها لدعم هذا التحول من خلال البحث العلمي والتعاون مع الجهات المتخصصة.

من جانبه أكد المهندس سعد أبو المعالي “أمين عام الاتحاد العربي للأسمدة”، أهمية التوجه نحو الطاقة النظيفة، مشدداً على ضرورة دراسة العوامل الاقتصادية قبل التحول الكامل إلى الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء.

وأشار "أبو المعالي" إلى أن العالم يشهد سباقًا مع الزمن لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وأن المنطقة العربية بما فيها مصر قادرة على إنتاجه ولكنها بحاجة إلى تجهيز بنية تحتية ملائمة لضمان جدواه الاقتصادية، موضحاً أن إنتاج الهيدروجين الأخضر لا يزال محدودًا، إذ لا يتجاوز 1% من الإنتاج العالمي للهيدروجين، فيما يبلغ الإنتاج السنوي العالمي للأمونيا 250 مليون طن، منها 6 ملايين طن فقط تنتج من الهيدروجين الأخضر.

وأوضح أن التحول إلى الطاقة الخضراء لا يزال مكلفًا، حيث يصل إنتاج الأمونيا من الهيدروجين الأخضر إلى 800 دولار للطن، مقارنة بـ 180 دولارًا فقط عند إنتاجها من الهيدروجين الرمادي، مما يطرح تحديات اقتصادية كبيرة أمام التوسع في استخدامه.

وأضاف أن أي تحول غير مدروس في قطاع الطاقة سيؤثر بشكل مباشر على أمن الطاقة والأمن الغذائي، خاصة من خلال تأثيره على أسعار الأسمدة، والتي تلعب دورًا محوريًا في الإنتاج الزراعي.

وقال إن الاتحاد العربي للأسمدة يدعم بقوة التحول إلى الطاقة المتجددة، ولكنه شدد على أهمية أن يكون هذا التحول مدروسًا بعناية لضمان استدامته من الناحية الاقتصادية، بحيث لا يؤثر سلبًا على القطاعات الحيوية الأخرى.

وأكد “أمين عام الاتحاد العربي للأسمدة” ضرورة وضع استراتيجيات واضحة لدعم الهيدروجين الأخضر مع الأخذ في الاعتبار التكلفة المرتفعة لإنتاجه مقارنة بالهيدروجين الرمادي، وضرورة إيجاد حلول اقتصادية تجعل الطاقة الخضراء خيارًا أكثر استدامة وواقعية في المستقبل.

وأكد الدكتور شريف هدارة" وزير البترول الأسبق"، أن أمن الطاقة لا يمكن تحقيقه دون تنوع المصادر، مشددًا على أهمية تبني أسس اقتصادية وجيوسياسية في اختيار مصادر الطاقة لضمان القدرة على المنافسة الصناعية عالميًا.

وأشار "هدارة" إلى أن أوروبا وضعت رؤية طموحة لإنتاج 10 ملايين طن من الهيدروجين بحلول 2030، لكنها لم تحقق سوى 20% من هذا الهدف، مما يؤكد أن تحقيق مثل هذه الأهداف يحتاج إلى جهد وعمل حقيقي وليس مجرد خطط نظرية.

وأوضح أن التحدي الأساسي لإنتاج الهيدروجين الأخضر، بجانب التكلفة المرتفعة، هو استهلاك الطاقة الكبير، حيث يتطلب إنتاج كيلوغرام واحد من الهيدروجين الأخضر نحو 55 كيلوواط من الكهرباء، لافتا إلى أن شمال إفريقيا تمتلك فرصة لتوليد الكهرباء وتصديرها إلى أوروبا في صورة هيدروجين بتكلفة أقل مقارنة بتصديرها كطاقة كهربائية مباشرة.

وأكد “هدارة ”، أن الهيدروجين لا بديل له في بعض المجالات الصناعية والبيئية، وهو ما يجعل الاستثمار في أبحاثه أمرًا حتميًا ، موضحاً أن ألمانيا تتصدر قائمة الدول التي تستثمر في أبحاث الهيدروجين الأخضر، تليها نيوزيلندا، اليابان، فرنسا، وكوريا، ورغم هذا الاهتمام العالمي، فإن التقدم في هذا المجال لا يزال محدودًا.

ودعا "هدارة" إلى اتباع نهج الصين، التي تعمل على تحويل الهيدروجين الأسود، الناتج من الفحم، إلى هيدروجين أخضر تدريجيًا، معتبرًا أن هذا هو الاتجاه الصحيح الذي يجب أن تتبعه الدول المنتجة للطاقة.

وشدد على ضرورة أن تقوم الدول الكبرى المنتجة للبترول بزيادة إنفاقها على الأبحاث والدراسات المتعلقة بالهيدروجين الأخضر لدفع عجلة التحول نحو الطاقة النظيفة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الطاقة النظيفة الهيدروجين الأمونيا الخضراء الهيدروجين الأخضر إنتاج الهيدروجين الأخضر المزيد جمعیة المهندسین المصریة إنتاج الهیدروجین الأخضر الاتحاد العربی للأسمدة نحو الطاقة النظیفة والأمونیا الخضراء البترول الأسبق من الهیدروجین التحول إلى إلى أن

إقرأ أيضاً:

غرام واحد يعوّض 7500 غالون بنزين.. وقود يعد بثورة في الطاقة النظيفة

في ظل السعي العالمي نحو مصادر طاقة نظيفة ومستدامة لتقليل الانبعاثات الكربونية، يبرز الثوريوم كبديل واعد للوقود النووي التقليدي، بإمكانيات كبيرة لمكافحة تغير المناخ، وفق الأبحاث التي تجريها شركة "ليزر بوير سيستمز" في ولاية كونيتيكت الأميركية.

ورغم أن استخدام الثوريوم لا يزال في مراحله التجريبية بالعديد من الدول، لكنه قد يمنح إمكانية قطع مسافة مليون ميل (1.6 مليون كيلومتر) دون الحاجة لإعادة التزود بالوقود، مما سيشكل ثورة في عالم النقل الأخضر.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2استثمارات أوروبا تستنزف موارد مصر والمغرب وتفاقم أزمة المناخlist 2 of 2دراسة تحذر: ذوبان الأنهر الجليدية يتسارع بوتيرة مقلقةend of list ما هو الثوريوم؟

الثوريوم عنصر كيميائي مشع يوجد بشكل طبيعي في القشرة الأرضية، ويعتبر أكثر وفرة من اليورانيوم بـ3 أضعاف تقريبا، ويمكن استخدامه وقودا في المفاعلات النووية.

وهو يتميز بأمانه النسبي باعتباره ينتج نفايات مشعة أقل خطورة مقارنة باليورانيوم، ويصدر إشعاع ألفا الذي لا يخترق الجلد البشري، ويمكن احتواؤه بسهولة باستخدام حاوية فولاذية سميكة.

كما أن تكلفة استخراجه وتجهيزه أقل من اليورانيوم، فضلا عن صعوبة تحويله إلى أسلحة باعتباره ليس مناسبا لصناعة الأسلحة النووية.

ما إمكانياته؟

وتعمل شركة "ليزر بوير سيستمز" على تطوير الثوريوم لوقود نووي أكثر أمانا من اليورانيوم الذي يعتبر خطيرا وغير مستقر.

إعلان

ووفق الشركة، فإن غراما واحدا من الثوريوم -الذي يتميز بإشعاع أقل خطورة- يحتوي على طاقة تعادل 7500 غالون (الغالون 3.7 لترات) من البنزين.

وهذا يعني أن سيارة تعمل بـ8 غرامات فقط من الثوريوم يمكنها السفر لمسافة مليون ميل دون الحاجة لإعادة التزود بالوقود.

كيف تعمل التقنية؟

تعتمد التقنية التي تعمل عليها الشركة الأميركية على تسخين الثوريوم باستخدام ليزر عالي الكثافة، مما يولد حرارة كبيرة لتسخين الماء وإنتاج البخار الذي يدير توربينات صغيرة لتوليد كهرباء تشغل السيارة.

ويزن النظام بأكمله حوالي 227 كيلوغراما، مما يعني أن كل سيارة ستكون بمثابة محطة طاقة متنقلة، لكن تطوير ذلك ما يزال يحتاج تقنيات متقدمة وبنية تحتية ضخمة واستثمارا كبيرا.

ويأتي ذلك في ظل عمل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على خطة طويلة الأمد لتطوير تقنيات الطاقة النووية، مما قد يفتح الباب أمام ثورة في عالم النقل والطاقة.

كيف يواجه التغير المناخي؟

يمكن أن يوفر الثوريوم -إذا استخدم كوقود نووي بالسيارات- طاقة نظيفة ومستدامة دون الحاجة إلى احتراق الوقود الأحفوري، مما سيقلل بشكل كبير من الانبعاثات الكربونية.

كذلك فإن الطاقة النظيفة التي ينتجها تدوم لفترات طويلة، مما يجعلها أكثر فاعلية من السيارات الكهربائية التي تحتاج لإعادة الشحن، فضلا عن أن بطاريتها بحاجة لمعادن نادرة مثل الليثيوم.

هل الفكرة جديدة؟

لا تعد فكرة استخدام الطاقة النووية بالسيارات جديدة. ففي الخمسينيات، قدمت شركة فورد نموذجا لسيارة تعمل بالطاقة النووية، وكانت تعتمد على مفاعل انشطاري يعمل باليورانيوم، مع نظام بخار مشابه لتقنية الثوريوم التي تعمل عليها شركة "ليزر بوير سيستمز".

وقد توقعت فورد حينها أن السيارة يمكنها السفر لمسافة 5 آلاف ميل قبل الحاجة لإعادة التزود بالوقود.

مقالات مشابهة

  • طاقة غامضة داخل أهرامات مصر تحيّر العلماء.. هل سبق المصريون عصرهم؟
  • تنمية طاقة عُمان تحصل على جائزة صفقة الصكوك الهجينة للعام
  • غرام واحد يعوّض 7500 غالون بنزين.. وقود يعد بثورة في الطاقة النظيفة
  • «المهندسين المصرية» تنظم ورشة حوارية عن الهيدروجين الأخضر ومستقبل الطاقة
  • مصر تشتري الكهرباء من السعودية
  • جامعة حلوان: تحقيق فضية الابتكار الدولي في الطاقة الخضراء من بين 438 مشروعا
  • ابتكار ثوري.. توربينات مائية تولد طاقة تعادل 12 لوحًا شمسيًا
  • "روساتوم" الروسية تعلن عن مفاوضات مع إيران حول بناء محطة نووية أخرى
  • روسيا تتفاوض مع إيران لبناء محطة نووية جديدة