انتقدت الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، التهديدات التي أكطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي للشعب السوري، ومطالبته للسلطات السورية الجديدة بجعل جنوب دمشق منطقة خالية من السلاح، واعتبرت ذلك استمرارا في نهج الغرور والاستعلاء الذي يتعامل به الاحتلال مع شعوب المنطقة، وهو استعلاء مؤذن بخراب كيان الاحتلال.



وقال علي محمد الصلابي في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، تعقيبا على تهديدان نتنياهو للسلطات السورية السورية: "يبدو أن كثيرا من الناس، ومنهم رئيس كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو لم يستوعبوا أن سورية الجديدة ليست سورية النظام السابق، وأيضا إذا أراد الله أمرا هيأ له أسبابه، يبدو أن زعماء الكيان الصهيوني الغاصب للأراضي المحتلة غرهم حلم الله واستدراجه لهم، ويتعاملون مع شعوب الشام وشعوب المنطقة باستخفاف عجيب، فتصريحات نتنياهو تدل على الغرور والكبرياء وهذا ليس غريبا على كيان غاصب ظالم".

وأضاف: "تصريحات نتنياهو بشأن الجنوب السوري تدل أيضا أنه لم يستوعب بعد أن الله سبحانه يتعالى يهيء أسبابا عظيمة لمرحلة حضارية مقبلة في التدافع بين الخير والشر وبين الهدى وبين الضلال، وبين الحق وبين الباطل، واضح أن نتنياهو لم يستوعب هذه التغيرات الكبيرة التي جرت وتجري في سورية، ويبدو أن هذا يسري أيضا على كثير ممن هم أمثاله، غرتهم القوة المادية الزائلة".

وأكد الصلابي أن "شعب سورية بقيادته الجديدة أذن له الله بالتخلص من نظام الظلم والجور ومن الغزاة، وهذا عند علماء الاجتماع والمتخصصين في قيام الدول وسقوطها وفقه الحضارات واستيعاب المحطات التاريخية التي تمر بها الإنسانية، والذين رزقهم الله البصيرة والعقل، وبعد النظر، يعني أن بلاد الشام وخصوصا سورية وفلسطين وهذه المنطقة على أعتاب مرحلة جديدة".

وقال: "بالنسبة لسورية التي دخلت في علاقة جديدة بين الحاكم والمحكوم على المستوى المحلي، فهي اليوم ليست سورية الأمس بقواها المتعددة الروحية والسياسية والاقتصاديةوالاجتماعية والأمنية والثقافية إلخ..، فهي تغيرات جذرية..  هذا على المستوى المحلي بالإضافة إلى تطلعات الشعب السوري واستعداده للدفاع عن مكتسباته التي نالها بعد تضحيات كبيرة، ليس من السهل أن يسلم لأي قوة ظالمة".

وأضاف: "أيضا في التحالفات الاستراتيجية على المستوى الإقليمي، فقد دخلت سورية الجديدة في تحالفات استراتيجية يصعب أن تضعف وهذه تحالفات ستكون لها انعكاسات إيجابية لصالح الشعب السوري والشعوب المستضعفة".

وأشار الصلابي إلى "أن رعاية الله لهذا الشعب ستجعله مع قيادته الجديدة، يتعامل مع سنن الله الجارية، كالتدافع والأخذ بالأسباب وسنن النصر والتمكين والتصدي للمخططات والمكر، وقريبا ستتغير بإذن الله موازين القوى السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والحضارية لصالح هذا الشعب العزيز".

وقال: "إن نقطة الصعود في بلاد الشام انطلقت من أغلالها بإذن ربها، وتجري وفق أقدار الله نحو القوة والسيادة، فالأحداث جمعت بين السنن الجارية والتوفيقات الربانية العظيمة، التي تدخل في قول الله تعالى: ﴿ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم﴾، وفي تدبير الله العجيب ومكره بخصومه لصالح أوليائه مأحفاد خالد بن الوليد وأبو عبيدة ابن الجراح وهم على نهج نورالدين وصلاح الدين سائرون"، وفق تعبيره.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد دعا إلى نزع السلاح جنوب دمشق. وقال في كلمة له خلال مؤتمر صحفي أثناء حفل تخريج ضباط أقيم في مدينة حولون قرب تل أبيي، مساء أمس الأحد: "نطالب بجعل المنطقة إلى الجنوب من دمشق منزوعة السلاح".

وأردف: "ولن نسمح للجيش السوري الجديد بالانتشار في هذه المنطقة، كما لن نقبل بأي تهديد لأبناء الطائفة الدرزية في جنوب سوريا"، على حد زعمه.

وأضاف: "قواتنا ستبقى في قمة جبل الشيخ وفي المنطقة العازلة (السورية) إلى أجل غير مسمى".

كما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، خلال الفعالية نفسها، إن "الجيش سيبقى متمركزًا لفترة طويلة في المنطقة العازلة مع سوريا".

وتابع: "الجيش يسمح لقوات معادية بالتمركز في المنطقة الأمنية الواقعة جنوب سوريا".

وأردف كاتس: "لن نسمح بتموضع أي قوة تهدد أمن إسرائيل في المنطقة الممتدة من هنا حتى طريق السويداء- دمشق، والجيش سيتحرك ضد أي تهديد محتمل".

وشدد على أن "قوات الجيش ستظل متمركزة في جبل الشيخ" السوري، بزعم "ضمان أمن (مستوطنات) الجولان وشمال إسرائيل وسكان الدولة كافة"، وفق تعبيره.

ومنذ 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في سوريا واحتلت المنطقة السورية العازلة، كما شنت غارات جوية دمرت مواقع عسكري وآليات وذخائر للجيش السوري.

وبسطت فصائل سوريا سيطرتها على العاصمة دمشق، في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، منهيةً 61 عاما من حكم حزب البعث الدموي و53 سنة من سيطرة أسرة الأسد.

إقرأ أيضا: نتنياهو يتحدث عن "نزع السلاح" جنوب سوريا.. وكاتس: سنركز على المجتمع الدرزي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية التهديدات السورية تصريحات نتنياهو تصريحات نتنياهو سورية تهديدات المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يبحث هاتفيًا مع نظيره السوري مستجدات الأوضاع في المنطقة

تلقى صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، اليوم، اتصالًا هاتفيًا من معالي وزير الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية السيد أسعد الشيباني.
وجرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، إضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع في المنطقة، والجهود المشتركة حيالها.

مقالات مشابهة

  • “أمين عام مجلس التعاون” يدين المخططات التي استهدفت أمن واستقرار الأردن
  • بهدف زيادة الحركة التجارية بالسواحل السورية.. تخفيض سعر طن الوقود للسفن التي تؤمها
  • “الإخوان المسلمين” في الأردن تنفي علاقتها بالخلية التي اتهمت بالتآمر على البلاد
  • عاجل| الرئيس التركي: أي طرف يحاول زعزعة استقرار سوريا سيجدنا أمامه إلى جانب الحكومة السورية
  • عاجل. أردوغان: أي طرف يحاول زعزعة استقرار سوريا سيجدنا أمامه إلى جانب الحكومة السورية
  • خاص| علي جمعة يعلق على دعوة علماء المسلمين للجهاد المسلّح ضد إسرائيل
  • وزير الخارجية يبحث هاتفيًا مع نظيره السوري مستجدات الأوضاع في المنطقة
  • أمين الفتوى يعلق على الـمشاهد غير الأخلاقية التي تخالف الذوق العام
  • مراسل سانا بدمشق: اتحاد كرة القدم يطلق بطولة سوريا المستقبل بنسختها الثانية دعماً لملف رفع الحظر عن الملاعب السورية بمشاركة 4 أندية محلية، هي الكرامة وأهلي حلب وأمية والوحدة، برعاية وزارة الرياضة والشباب والاتحاد العربي السوري لكرة القدم، وبالتعاون مع مشر
  • دلالات تقديم قسد تنازلات للحكومة السورية