دار الإفتاء: سرقة الغاز والكهرباء حرام شرعًا وخيانة للأمانة
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليها عبر موقعها الرسمي مضمونة:" ظهر علينا من يدعي حل سرقة الكهرباء والغاز الطبيعي من الدولة، فهل هذا الكلام يستقيم مع أحكام الشرع الشريف؟ أرجو الإفادة وجزاكم الله خيرًا؟".
وردت دار الإفتاء المصرية، أنه يحرم شرعًا سرقة الكهرباء والغاز الطبيعي، لما فيها من مخالفات شرعية؛ ففيها تعدٍّ على المال العام الذي تتكفل الدولة بحفظه وخرق للنظام، ومخالفةٌ لولي الأمر، وخيانة للأمانة وذلك بالاستيلاء على الخدمات دون دفع مقابلها الملزم به، وتغذية للجسم بالحرام، وإضرار بالمصلحة العامة التي أعلى الإسلام شأن الحفاظ عليها، ومخالفة للقوانين التي وضعتها الدولة لحفظ المال العام.
ومن المقرر شرعًا أن حماية المال والمحافظة عليه هو أحد مقاصد الشرع الشريف التي جاء لحمايتها؛ ولذلك حرم التعدي على أموال الغير واستحلالها دون وجه حقٌّ، فقال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ﴾ [النساء: 29].
وعن أبي بَكرةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَليْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا» متفق عليه.
وإذا كان الاعتداء على الأموال الخاصة المملوكة للأشخاص حرامًا، فإن الحرمة تَشْتَدُّ إذا كان الاعتداء على الأموال العامَّة المملوكة لعموم المجتمع، إذ خطره أعظم؛ لأنه مالٌ تتعلق به ذمة عموم الناس، ولأنه ليس له مطالب بعينه من جهة العباد كالمال الخاصّ، ولما فيه من تضييع حقوق عامة الناس.
والأموال العامَّةُ يُقصد بها: "كلُّ ما كان مملوكًا للدولة أو للأشخاص الاعتباريَّة العامَّةِ سواءٌ كان عقارًا أو منقولًا أو نحو ذلك، مما يكون مخصَّصًا لمنفعةٍ عامَّةٍ بالفعل أو بمقتضى قانونٍ أو مرسومٍ"، كما أفادته المادة رقم 87 من القانون المدني المصري.
وهذه الأموال تسَمَّى في الشريعة بـ"مال الله"؛ لأنها غير متعيّنة لفردٍ بعينه، وإنما هي حقٌّ عام، يتصرف فيها ولي الأمر بما يحقق المصلحة للمجتمع.
ولهذا كله احتاط الشرع الشريف للمال العام احتياطًا أشدَّ من احتياطه للمال الخاص، حتى إنه جعل الاعتداء عليه غُلولًا -أي: خيانة- يحشر به صاحبه يوم القيامة على رؤوس الأشهاد، فقال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [آل عمران: 161].
وقال الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (4/ 256، ط. دار الكتب المصرية): [قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ أي: يأتي به حاملًا له على ظهره ورقبته، معذبًا بحمله وثقله، ومرعوبًا بصوته، وموبخًا بإظهار خيانته على رؤوس الأشهاد] اهـ.
وعن أبي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ بَعَثْنَاهُ عَلَى عَمَلٍ فَغَلَّ شَيْئًا، فَإِنَّهُ يَأْتِي بِهِ يَوْمَ القيامة يَحْمِلُهُ عَلَى عُنُقِهِ» أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" وأصله عند البخاري ومسلم.
وعن خَوْلَة الأنصارية رضي الله عنها أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللهِ بِغَيْرِ حقٌّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ القيامة» أخرجه البخاري.
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (6/ 219، ط. دار المعرفة): [أي: يتصرفون في مال المسلمين بالباطل] اهـ.
وسرقة الكهرباء والغاز الطبيعي تعدٍّ على المال العام الذي تتكفل الدولة بحفظه، وخرق للنظام ومخالفةٌ لولي الأمر، وخيانة للأمانة، وتغذية للجسم بالحرام، وإضرار بالمصلحة العامة التي أعلى الإسلام شأن الحفاظ عليها.
وأضاف: مخالفة تلك العقود وتضييعها باستيلاء المواطن على الغاز أو الكهرباء دون دفع مقابلها الملزم به بعقد المواطنة وبموجب القانون من خيانة العقد المنهي عنها، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة: 1]، وقد جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم خيانة الأمانة وإخلاف الوعد من صفات المنافق، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ» متفق عليه.
وبناء على ذلك وفي واقعة السؤال: فإن سرقة الكهرباء والغاز الطبيعي حرام شرعًا، ففيها تعدٍّ على المال العام الذي تتكفل الدولة بحفظه، وخرق للنظام ومخالفةٌ لولي الأمر، وخيانة للأمانة، وتغذية للجسم بالحرام، وإضرار بالمصلحة العامة التي أعلى الإسلام شأن الحفاظ عليها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حكم سرقة الكهرباء المزيد صلى الله علیه وآله وسلم المال العام ة العام
إقرأ أيضاً:
رسميا.. الاثنين أول أيام عيد الفطر في هذه الدولة بعد تحري الهلال
أعلنت أستراليا رسميًا عن موعد عيد الفطر المبارك للعام 2025، حيث سيكون أول أيام العيد هو يوم الاثنين الموافق 1 شوال.
جاء هذا الإعلان من مجلس الإفتاء الأسترالي الذي أكد أن آخر يوم في رمضان سيكون يوم الأحد المقبل، الموافق 30 رمضان.
جدير بالذكر أن أستراليا كانت من أولى الدول التي أعلنت عن بدء شهر رمضان للعام 2025، حيث بدأ الصيام في السبت الأول من مارس، وكان قد تم تبليغ 20 دولة أخرى بمثل هذا الموعد.
هذه الدول تضمنت كلا من مصر، والسعودية، وقطر، وعمان، والإمارات، وغيرها.
تحري هلال شوالفي بيان رسمي، أوضح مجلس الإفتاء الأسترالي أنه بعد تحرّيه من المراصد المحلية والعالمية، تبين أن هلال شوال سيولد في سيدني يوم السبت 29 مارس 2025، في الساعة 9:57 مساءً بتوقيت شنرق أستراليا، بعد غروب شمس تلك الليلة.
بينما في بيرث، سيولد الهلال في نفس اليوم ولكن الساعة 6:57 مساءً بتوقيت غرب أستراليا، بعد غروب الشمس أيضًا.
وعليه، فإن الهلال لن يُرى في اليوم التالي، مما يعني أن أول أيام عيد الفطر سيكون يوم الاثنين.
معايير تحري الهلاليعتمد مجلس الإفتاء الأسترالي في تحديد نهايات الأشهر القمرية على حساب ميلاد الهلال قبل غروب الشمس، وكذلك مدة غروبه بعد غروب الشمس، وإمكانية رؤيته.
هذه الطريقة في تحديد الشهور القمرية قد تم اعتمادها من قبل العديد من المجالس العلمية العالمية المرموقة.
وأعرب مجلس الأئمة الوطني الأسترالي ومجلس الإفتاء الأسترالي عن تفهمهما للآراء المختلفة التي قد تُطرح من قبل الأئمة والعلماء في هذا الشأن. حيث دعا المجلسان جميع المسلمين إلى احترام هذه الآراء المختلفة والعمل على تعزيز وحدة الأمة الإسلامية، والتركيز على القيم والمصالح المشتركة التي تجمعهم سويًا.
اختلاف الآراء بين الفلكيينفي الفترة الأخيرة، شهدت الساحة الفلكية جدلاً كبيرًا حول التوقعات المتعلقة برؤية الهلال في 29 رمضان، حيث أبدى فريق من الفلكيين رأيًا يؤكد إمكانية رؤية الهلال، بينما رأى آخرون استحالة ذلك.
أصدر مركز الفلك الدولي بيانًا يوضح أن ما يبدو كاختلاف بين الفلكيين هو في الواقع نتاج لتباين الجهات الرسمية في إعلان بداية الأشهر الهجرية.
ولفت المركز الانتباه إلى أن تحديد موعد عيد الفطر هو من اختصاص السلطات الرسمية، وليس الفلكيين. فدور الفلكيين يتمثل في تقديم المعلومات العلمية المتعلقة برؤية الهلال وتحديد مدى إمكانية مشاهدته من عدمها.