عبدالفتاح في زمن الإصلاح
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
نشأ عبدالفتاح على ضفاف شط العرب. وترعرع بين قرى (السيبة) و (سيحان) من ضواحي الفيحاء. فحمل طيبة الريف وبراءة العصافير المغردة بين بساتين النخيل والحناء. لكنه انتقل إلى المدينة، وعاش وسط مجتمع ينال فيه الإنسان إحترامه على قدر ما يملك من مال. ويحظى بالأمن والاستقرار على قدر علاقاته الوصولية بالاحزاب المتنفذة.
وفي يوم من الأيام تلقى دعوة لحضور ندوة أقامتها احدى التنظيمات المسلحة المطالبة بالإصلاح. سمعهم يتكلمون عن التنمية والتغيير والتجديد. وكانوا يحملون لافتة مكتوب عليها: (العدل أساس الملك)، وأخرى مكتوب عليها (الإصلاح الجاد يستدعي التضحية). فقال لهم، وبراءة الاطفال في عينية: هل تريدون إصلاح عناصر تنظيمكم. أم تريدون إصلاح الناس بطريقتكم الخاصة ؟. فزجره كبيرهم، وبصق آخر بوجهه. كانت فوهات بنادقهم موجهة إليه. ثم اوسعوه ضرباً وركلاً. واختتموا تعاملهم معه بصفعة من هنا ودفرة من هناك. وما هي إلا دقائق معدودات حتى تعالت الصيحات وتكاثرت اللعنات، ولم ينج منهم إلا بشق الأنفس. فاضطر للهروب إلى أخواله في قرية (الزيادية). تطارده كوابيس الموت بسبب كلمة قالها من غير قصد. .
عاد عبدالفتاح إلى المدينة بعد غياب بضعة أشهر، وبينما كان يشرب الشاي مع صديقه في احدى مقاهي البصرة، شاهد احد السياسيين يتحدث بلباقة في لقاء متلفز عن العفة والشرف والاستقامة والإصلاح، وعن تجربته الشخصية في دحر الفساد والانتصار عليه. . لم يكن عبد الفتاح يعرف المتكلم، لكنه أبدى اعتراضه بصوت عال، فقال: انظروا إلى هذا المتكلم. انه فاسد آخر يرتدي جلباب الإصلاح. انظروا إلى ساعته الذهبية الثمينة، وخواتمه المرصعة بالاحجار الكريمة. ومسبحته العقيق التي تشبه مسبحة أمير من البرامكة. فطردوه من المقهى بعدما أغرقوه بسيل من الشتائم والصفعات الساخنة. .
نصحه أهله بالتواري عن الانظار حتى تتغير الظروف وتهدأ النفوس. .
عاد عبدالفتاح بعد عام فرأى الناس فى السوق عند الآذان يُغْلقون محلاتهم وينطلقون جريا ويتزاحمون كى يلحقوا بالصف الأول، فقال لهم: كُلُوا الحلال، وأدوا الحقوق، ولا يضُرُّكم إن صليتم فى الصف الأخير، فلم يسلم من غضبهم وتهورهم. .
قبل بضعة أيام شاهدته يتحدث مع نفسه بصوت مسموع، مكرراً مقولة الدكتور علي الوردي: (إذا تعلمت الدين من الثعلب فسوف تعتقد تدريجياً ان سرقة الدجاج فضيلة). .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي يتحدث عن "أكبر الهزائم" التي منيت بها موسكو
اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، أن توقف تصدير الغاز الروسي عبر الأراضي الأوكرانية يشكل أكبر الهزائم التي منيت بها موسكو.
وقال زيلينسكي في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "عندما تولى (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين السلطة في روسيا قبل 25 عاما، كان يُضخ أكثر من 130 مليار متر مكعب من الغاز سنويا إلى أوروبا عبر أوكرانيا".
وأضاف: "اليوم، باتت هذه الكمية صفر. يعد ذلك من بين أكبر الهزائم التي منيت بها موسكو".
كانت شركة غاز بروم الروسية قد أوقفت إمدادت الغاز إلى أوروبا، عبر أراضي أوكرانيا، وأرجعت الشركة، الخطوة لانتهاء عقد مرور الغاز، الموقع مع كييف عام 2019، ورفض الأخيرة تجديده.
وأمضت روسيا ومن قبلها الاتحاد السوفياتي 50 عاما تقريبا في بناء حصة رئيسية من سوق الغاز الأوروبية، والتي بلغت في ذروتها 35 بالمئة، ولكن الحرب في أوكرانيا دمرت كل هذا العمل لشركة غازبروم العملاقة للغاز التي تسيطر عليها الدولة الروسية.
وفقدت موسكو حصتها أمام منافسين مثل النرويج والولايات المتحدة وقطر منذ حربها ضد أوكرانيا في عام 2022، مما دفع الاتحاد الأوروبي إلى خفض اعتماده على الغاز الروسي.
وأدى انخفاض إمدادات الغاز الروسي لأوروبا إلى ارتفاع أسعاره إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق وزيادة التضخم ورفع تكاليف المعيشة في أنحاء أوروبا.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي إنه لم يتبق وقت كاف هذا العام لتوقيع اتفاق جديد لنقل الغاز عبر أوكرانيا، واتهم كييف بالمسؤولية عن ذلك لرفضها تمديد الاتفاق.
وكانت شركة غازبروم سجلت خسائر صافية قدرها سبعة مليارات دولار في عام 2023، وهي أول خسارة سنوية لها منذ عام 1999 بسبب تراجع شحناتها لأسواق الغاز في الاتحاد الأوروبي.
وذكر زيلينسكي في وقت سابق من هذا الشهر أن أوكرانيا قد تفكر في استمرار نقل الغاز الروسي لأوروبا بشرط ألا تتلقى موسكو أموالا مقابل هذه الشحنات إلا بعد انتهاء الحرب.