افتتاح سد وادي الجفنين للمساهمة في الحد من مخاطر الفيضانات وتوفير المياه الجوفية
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
افتتح اليوم سد وادي الجفنين بولاية السيب برعاية صاحب السمو السيد حارب بن ثويني آل سعيد مساعد الأمين العام لمجلس الوزراء للمؤتمرات، وبحضور عدد من الوزراء والمسؤولين من مختلف الجهات الحكومية.
حيث يساهم السد في تعزيز منظومة الحماية من مخاطر الفيضانات، كما يعد من أهم الأركان في المنظومة الوطنية للحماية من الفيضانات.
وقال سعادة المهندس علي بن محمد العبري وكيل وزارة الثروة السمكية والزراعية وموارد المياه لموارد المياه: "إن النمو الحضري والزيادة السكانية والتنمية الشاملة التي شهدتها سلطنة عمان في كافة المجالات، جعل العديد من التجمعات السكانية والبنية الأساسية عرضة لمخاطر فيضانات الأودية، وخلال العقدين الماضيين شكلت الأنواء المناخية التي تعرضت لها سلطنة عمان تهديدًا خطيرًا على الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتأثير على البنى الأساسية والممتلكات العامة والخاصة، وبالتالي النظر بجدية في وضع خطط لإنشاء منظومة حماية من مخاطر الفيضانات متمثلة في إنشاء سدود للحماية من مخاطر الفيضانات وتأهيل مجاري الأودية الرئيسية، وبالمقابل فرصة لتعزيز الموارد المائية الجوفية والسطحية".
تعزيز منظومة الحماية
وأشار إلى أن عدد السدود المنفذة حتى الآن بلغ مائتي سد، منها ستة وسبعون سدًا للتغذية الجوفية، ومائة وسبعة عشر سداً للتخزين السطحي، وسبعة سدود حماية موزعة على جميع محافظات سلطنة عمان.
وأضاف سعادته أن سد وادي الجفنين يُعد أحد السدود لمنظومة الحماية في الحد من مخاطر الفيضانات على وادي الجفنين التي تتكون من أربعة سدود وهو أهمها، حيث يصل أقصى ارتفاع له عشرين مترًا وبطول إجمالي ستة آلاف وأربعمائة متر، كما وتصل الطاقة التخزينية القصوى للسد حوالي أحد عشر مليوناً وخمسمائة ألف متر مكعب من المياه، ويعتبر هذا السد الأخير في منظومة الحماية لحجز مياه الفيضانات والتحكم في تصريفها دون الأضرار بالمنشآت السكنية والتجارية في مناطق الموالح، والخوض، والحيل، وسوف يسهم بشكل كبير في تقليل الخسائر المادية والبشرية، وتعد فرصة للتوسع التنموي واستدامة المشاريع الاستثمارية في المناطق المذكورة، الجدير بالذكر بأن التكلفة الإجمالية لتنفيذ المشروع بلغت خمسة وأربعين مليون ريال عماني.
وأكد أن تنفيذ هذا السد استغرق مدة ثلاثة أعوام حيث بدء العمل به في شهر فبراير من عام 2021م، سبق ذلك وضع دراسات الجدوى الهندسية والهيدرولوجية وإعداد التصاميم التفصيلية من خلال الاستعانة ببيوت خبرة عالمية في جميع مراحله، وقد ساهمت المؤسسات المتوسطة والصغيرة في تنفيذ المشروع بحوالي 13 في المائة، وتم التعاقد مع عدد ثمانية مقاولين فرعيين، إلى جانب توظيف عدد 91 مواطناً بنسبة تعمين بلغت ستة وأربعين في المائة من العمالة العاملة بالمشروع.
تطوير مشاريع حيوية
من جانبه قال المهندس يوسف بن مسعود المنذري مدير دائرة السدود بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه: "تم افتتاح سد الجفنين الذي يُعد أحد أهم أركان منظومة الحماية من مخاطر الفيضانات في منطقة الجفنين، حيث إن المنظومة تتكون من ثلاثة سدود، اثنان منها يقعان في الجانب الشرقي والغربي، والسد الذي تم افتتاحه تبلغ سعته التخزينية 11 مليونًا و400 ألف متر مكعب من المياه"، وأشار إلى أن طول السد يبلغ حوالي 6.4 كم، بينما يصل ارتفاعه إلى نحو 20 مترًا، ومن المتوقع أن يوفر السد حماية تصل إلى 80% من المخاطر الناتجة عن إعصار مماثل لإعصار "جونو"، وقال: نحن نسير قدمًا في تنفيذ بقية مكونات المنظومة، والتي تشمل السد العلوي والسد السفلي، بالإضافة إلى قنوات بطول 36 كم تمتد من أسفل السد إلى البحر.
وأضاف المنذري أنه فيما يتعلق بصيانة السدود في سلطنة عُمان بشكل عام فإن الصيانة مستمرة وبشكل يومي، حيث يتم ذلك لضمان جاهزية السدود لمواجهة أي تغيرات مناخية قد تطرأ، كما تشمل أعمال الصيانة إزالة الأتربة وإصلاح بوابات السدود والتأكد من عمل أجهزة المراقبة بشكل مستمر، كما يوجد قسم خاص لسلامة السدود يضم عددًا من الموظفين المؤهلين لمتابعة حالة السدود. كما تتم مراقبة الأجهزة الموجودة في السدود مثل مراقبة مستوى المياه والتحقق من أي هبوط قد يحدث في السد، حيث يتم تقييم حالة السدود كل عشر سنوات لضمان سلامتها. كما أضاف المنذري أنه في الوقت الحالي لدينا حوالي 42 سدًا قيد الصيانة، وهي تعمل بشكل فعال، حيث يتوقع أن تستمر عمرها لأكثر من 80 عامًا منذ إنشائها.
فرص تنموية مستدامة
من جانبه أشار سعادة الدكتور صالح الفهدي عضو مجلس الدولة أن وجود السدود المائية سواءً كانت سدود حماية من الفيضانات أو سدودًا للتغذية الجوفية، يعتبر أمرًا مهمًا وحيويًا خصوصًا في ظل التنمية العمرانية المستمرة في البلاد، فالسدود تساهم بشكل كبير في توفير المياه الجوفية وهي من المصادر المهمة التي تحتاج إليها البلاد، وقال الفهدي: "للأسف العديد من المياه تهدر وتذهب إلى البحر، لذا من المفيد استغلال هذه المياه في مثل هذه السدود للاستفادة منها في تغذية المياه الجوفية"، وأشار الفهدي أن هذه السدود ليست فقط مهمة من ناحية توفير المياه، ولكنها أيضًا تدعم التوسع العمراني في البلاد، وتساهم في الحفاظ على سلامة سكان المناطق المتأثرة، فهناك العديد من الأودية والشعاب التي تأتي من مناطق مختلفة إلى العاصمة مسقط، مما يستدعي وجود هذه السدود لضمان الأمان ولتسهيل التوسع السكاني في المنطقة.
وأكد الفهدي أنه على مستوى المخططات السكنية في مسقط فإن وجود السدود والمصائد المائية يقلل من خطر الفيضانات ويحسن الاستفادة من الموارد المائية، خصوصًا مع ما شهدناه من تغيرات في دورة المناخ، خاصة بعد إعصار جونو وما تلاه من أعاصير وفيضانات، فقد أصبح من الضروري وجود خطة شاملة، بالإضافة إلى حراك كبير لإنشاء عدد من السدود، لذلك تعد هذه الخطوة كانت موفقة، ونتطلع إلى المزيد من السدود في المستقبل لتأمين المياه وتعزيز الأمان.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: منظومة الحمایة سلطنة عمان
إقرأ أيضاً:
إنجاز مشروع ملعب فريق وادي الطائيين
"عُمان": يواصل بنك مسقط، افتتاح المزيد من مشاريع الملاعب الرياضية في مختلف المحافظات، وذلك ضمن برنامج "الملاعب الخضراء" الذي ينفذه البنك سنويًا، حيث شارك البنك الاحتفال بافتتاح مشروع تعشيب ملعب فريق وادي الطائيين بولاية دماء والطائيين بمحافظة شمال الشرقية، برعاية سعادة عبدالله بن علي الحمحامي، عضو مجلس الشورى ممثل ولاية دماء والطائيين، وبحضور بدر بن محمد الحجري، مساعد المدير الإقليمي لفروع بنك مسقط بمحافظة شمال الشرقية، وعدد من أبناء الولاية ومنتسبي الفريق.
وخلال الحفل، ألقى بدر بن محمد الحجري، مساعد المدير الإقليمي لفروع بنك مسقط بمحافظة شمال الشرقية، كلمة بهذه المناسبة قدّم من خلالها التهنئة لإدارة فريق وادي الطائيين على نجاح إتمام المشروع ضمن برنامج "الملاعب الخضراء"، حيث سيكون مشروع التعشيب إضافة مهمة للفريق ويساعدهم على تعزيز البنية الأساسية، التي بدورها ستسهم في تنظيم مختلف الفعاليات والرياضات، مضيفًا إن برنامج "الملاعب الخضراء" يشهد سنويًا إقبالًا واسعًا من الفرق الأهلية التي تتنافس للاستفادة من مجالات الدعم المقدمة، ونحن فخورون بأن نشاهد هذه المشاريع الرياضية قائمة ومنتشرة في مختلف المحافظات.
من جانبه، أعرب عمران بن مبارك الحبسي، رئيس فريق وادي الطائيين بولاية دماء والطائيين، عن سعادته بإتمام المشروع، موجهًا شكره للبنك على دوره الرائد في مجال المسؤولية الاجتماعية، لا سيما من خلال تنظيم برنامج "الملاعب الخضراء" الذي يسهم في تحسين مستوى البنية الأساسية الرياضية للفرق الأهلية في مختلف المحافظات، مشيرًا إلى حرص إدارة الفريق ومنتسبيه على تطوير وتنمية مواهب أعضاء الفريق، للإسهام في دعم القطاع الرياضي في سلطنة عُمان والعمل على تنظيم فعاليات رياضية وثقافية واجتماعية متنوعة.
وبمناسبة افتتاح مشروع التعشيب الخاص بفريق وادي الطائيين، شارك عدد من أعضاء الفريق رأيهم حول أهمية المشروع والدور الذي يقوم به بنك مسقط، حيث قال سالم بن شنون السوطي: إن برنامج "الملاعب الخضراء" يمثل خطوة مهمة في دعم الشباب والرياضة، حيث يوفر الفرص اللازمة لتطوير مهارات الشباب في الفريق ويعزز من قدرتهم على المنافسة، مضيفًا إن الاستثمار في الرياضة يسهم في بناء مجتمع صحي ونشيط، ويعد دعمًا كبيرًا لتحقيق أهداف وطموحات الشباب الرياضية.
ومن جانبه، قال حمد بن سالم الرزيقي: إن مثل هذه البرامج المجتمعية تُعد نقطة تحول بالنسبة لنا، فهي لا تسهم في تحسين البنية الأساسية الرياضية فحسب، بل تعزز أيضًا من روح الانتماء والتعاون بين الشباب وتفتح لهم آفاقًا جديدة، كما تسهم في دعم المجتمع ككل، حيث يمكن استثمار هذه المساحات الخضراء في إقامة مختلف الفعاليات المجتمعية.
وقال عبدالله بن مسلم المسلمي: نشكر بنك مسقط على دعمه القيّم والمستمر، الذي أسهم في إنجاح هذا المشروع، كما نوجه الشكر لإدارة الفريق والمنتسبين على جهودهم الاستثنائية والتعاون المثمر، حيث كان تخطيطهم الدقيق وتفانيهم في التنفيذ من العوامل الرئيسية في تحويل الرؤية إلى واقع ملموس.
ويهدف برنامج "الملاعب الخضراء" إلى مساعدة الفرق الأهلية العُمانية المسجلة في الأندية الرياضية المستوفية للشروط، وذلك في أربع مجالات، وهي تعشيب الملاعب بالعشب الطبيعي أو العشب الصناعي أو تركيب أنظمة الإنارة أو أجهزة تحلية المياه، ومنذ إطلاق البرنامج أسهم حتى اليوم في تقديم الدعم لعدد 203 فرق، ويُقدّر عدد المستفيدين من النسخ السابقة بحوالي 70 ألفًا من منتسبي هذه الفرق الأهلية في مختلف المحافظات، وحقق برنامج "الملاعب الخضراء" منذ تدشينه في عام 2012 العديد من النجاحات والإنجازات في هذا المجال، وشهد عدة مراحل تطويرية أسهمت في تحقيق نقلة نوعية وكبيرة في تعزيز دور البنك في مجال المسؤولية الاجتماعية.