مالذي يمنع العراق من الانضمام الى منظمة شنغهاي و منظمة بريكس ؟
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
22 أغسطس، 2023
بغداد/المسلة الحدث:
جواد الهنداوي
يحضرُ التساؤل ،هذه المرّة و بقوة ،عن سبب او اسباب عدم انضمام العراق الى هذه المنظمات الدولية ،و المُهّمة على كافة الصُعد ، والتي تلتقي و مصالح العراق بمشتركات جغرافية ( آسيا ) ، اقتصادية ،تنمويّة ، وحتى سياسيّة ،حيث سيكون الانضمام دليلاً على انفتاح العراق على كافة الدول والمنظمات و المحاور .
إنعقاد قمة بريكس ، من يوم ٢٢ ولغاية يوم ٢٥ /٨ ، في مدينة جوهانسبرغ ، في جنوب افريقيا ، هو المناسبة في تناول الموضوع ،عنوان المقال . يجتمع قادة دول المنظمة ( الصين ، روسيا ،الهند ،جنوب افريقيا ، البرازيل ) ، وفي أجندتهم ،هذه المرّة ، أسئلة ذات بُعد استراتيجي . فما هي ؟
ماهي المعايير التي تتبناها المنظمة للبت في طلبات الانضمام ،والتي تتزايد ، سنة بعد اخرى ؟
هل ينبغي التركيز على البعد الاقتصادي للمنظمة ، دون الانجرار خلف الابعاد العقائدية و السياسيّة ؟
النقاش في هذه المحاور ، والتي طرحناها بصيغة اسئلة ، سيقود الى تعزيز كيان وتأثير المنظمة و تفاديها لخلافات تؤدي الى عرقلة توسّع المنظمة وجمودها وتفككّها .
قيادة الصين للمنظمة ، و بالتعاون مع روسيا ، يعطيها بعداً عقائديا ، وهويّة محورية آسيويّة ، و البعض لا يتردّدْ في رؤية مستقبلية للمنظمة كحلف آسيوي مقابل حلف الناتو الغربي .
ولكن مشاركة الهند والبرازيل وجنوب افريقيا ، و بعضوية فاعلة ، وبأعتبارها دول مؤسسة ( بأستثناء جنوب افريقيا والتي انضمت لاحقاً ، في عام ٢٠١٠ ، بعد تأسيس المنظمة عام ٢٠٠٦ ) ، يخفّف قليلاً وطأة البعد العقائدي للمنظمة ، و يمنح المنظمة صفة التدويل و الانفتاح على جميع بلدان العالم بأستثناء امريكا و بريطانيا و فرنسا ( إن لم نقل دول الناتو ) . وهذا الاستثناء وردَ صراحة ،على لسان نائب وزير خارجية روسيا ، سركي ريا بكوف ، حيث ابلغت الخارجية الروسية سلطات دولة جنوب افريقيا بعدم موافقتها على توجيه دعوة للرئيس الفرنسي ماكرون للمشاركة في المؤتمر ،بالرغم من اعلان فرنسا ، ومنذ شهر حزيران الماضي ،عن رغبة الرئيس ماكرون المشاركة في افتتاح قمة بريكس ، و اضافت الخارجية الروسية بان روسيا لا ترحّب بحضور دول ،وصفتها ،غير الصديقة لروسيا ، وفي مقدمتهم امريكا و بريطانيا و فرنسا . وتجدر الاشارة بأنَّ موقف الصين جاء متطابقاً مع الموقف الروسي ، حيث عبرّ الرئيس الصيني بقبول حضور وفد فرنسي صغير للمشاركة ( انظر بخصوص هذه المواقف ،صحيفة رأي اليوم الالكترونية ،الصادرة في ٢٠٢٣/٨/٢٢ ) .
ما يهمّنا هو عديد الدول العربية ،التي تقدمّت بطلباتها ومنذ مُدّة ،للأنضمام الى منظمة بريكس ؛ المملكة العربية السعودية ، ومصر ، و الامارات ، والبحرين ، والجزائر ، والسلطة الفلسطينية.
ومن المتوقع ان توافق المنظمة ،في مؤتمرها الحالي ،على الموافقة بأنضمام الامارات والسعودية و مصر ، و الامارات هي اصلاً عضواً في بنك التنمية الجديد ،وهو البنك الذي تأسس من قبل ولخدمة منظمة بريكس ، ويُحسبْ له ان يكون منافساً لصندوق النقد الدولي ، والبنك الدولي في تمويل مشاريع التمنية .
لا أروم الخوض كثيراً في المنافع الاقتصادية و التنمويّة التي ستُتاح الى الدول الساعية للانضمام ،ولدول المنظمة ، و احاول أن اجد تفسيراً او سبباً لعدم تقدّم العراق ،حتى الآن بطلب رسمي للانضمام الى منظمة شنغهاي او / و منظمة بريكس .
لم نغفلْ اهمية الانضمام الى منظمة شنغهاي ، خلال عملنا في وزارة الخارجية ، وكنت حينها رئيساً لدائرة آسيا ،وتقدّمنا ،اكثر من مرّة ، بتقرير موسّع يدعو الى الانضمام ، في عام ٢٠٠٨ وكذلك في عام ٢٠١٥ ، وحضرنا اكثر من اجتماع دولي ،بدعوة من المنظمة ، وبهدف تعزيز الثقة وتبادل المعلومات بين دول غرب و وسط اسيا ، لمكافحة الارهاب و تجارة المخدرات والتمهيد لانضمام الدول الى المنظمة ، ولكن للاسف لم تُسفر التقارير عن نتائج ملموسة ، لا عن الانضمام و لا عن اسباب رفض او تريث بالانضمام . ولا أظّنُ دور لوزارة الخارجية ، غير مُشّجع للأنضمام ، و أعزي الامر الى تلكأ و عدم اهتمام و عدم معرفة في اهمية الموضوع ، في مفصل من مفاصل التواصل البيروقراطي الاداري ، وهذا التلكأ وعدم الاهتمام او حتى اللامبالاة ،لمسناه في مواقف استراتيجية اخرى ،مهمّة للعراق من النواحي السياسية و الاقتصادية ،مثل الاتفاقية الاستراتيجية بين الاتحاد الاوربي و العراق .
العراق يمتلك كل المقومات الاساسية للانضمام ، وسيلاقي كل الدعم و الترحيب من قبل الدول الاعضاء ،وخاصة الصين و روسيا ، و انضمام العراق سيكرّس سياسة العراق بالانفتاح على كل المحاور وعلى كل الدول ، وسيعزّز ثقة المواطن بسياسة العراق الحياديّة ، وعدم ارتهانه بالسياسة والشروط الامريكية .
ناهيك عن حجم الدعم الاقتصادي والتنموي الذي سيحظى به العراق عند نيله لعضوية المنظمة .
اعتقدُ طلب دولة البحرين وطلب السلطة الفلسطينية بالانضمام سيشجعان العراق على الاقدام و على التفكير بالانضمام .
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: جنوب افریقیا منظمة بریکس الى منظمة
إقرأ أيضاً:
ماهي أسباب عزل “العراق” عن اجتماع “الناتو العربي” في الرياض؟
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا :
لِمن لا يتذكر نُذكّرهُ ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب وفي دورته الاولى حرص على ترتيب قمة عربية وإسلامية ضخمة في الرياض وهي قمة المال والأعمال والتغيير ( ويبدو ان الرجل يتفائل بالرياض ويثق بها ويعشق كرمها الملياري)ولقد حضر ترامب تلك القمة بنفسه ورقص رقصة السيف هو وصهره كوشنير والآخرين . وتقررت خلالها قرارات مهمة وخطيرة واهمها ” صفقة القرن ، والمشروع الإبراهيمي ، والاتفاق على تشكيل نواة لحلف الناتو العربي مع إسرائيل … الخ من القرارات المهمة ) . وعندما خسر ترامب الانتخابات حدث شبه تعطيل في تلك القرارات .ولكن الرئيس ترامب لم ينسى ( لان رجال الاعمال لا ينسون ) فمباشرة وبعد تنصيبه لولاية ثانية باشر بمغازلة السعودية ماليا ولوجستيا فقالت له الرياض ” لبيك بالفلوس ولا بالنفوس” وهي استراتيجية اعطت ثمارها في حماية البلدان( وبالمال تُحفظ الأوطان ) خصوصا مع قائد العالم ترامب الذي يُقدّر المال جدا !
ثانيا:-
ومباشرة وقبل قدوم الرئيس الاميركي ترامب إلى الرياض في السعودية قريبا باشرت القيادة السعودية بتحريك الاتفاقيات القديمة وهي رسالة سعودية مفادها ” اننا لا ننسى وعلى العهد والاتفاق يا ترامب ” خصوصا وان هذه المرة الأوضاع مختلفة حيث الخسائر الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة . فقرر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان دعوة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجلالة ملك المملكة الأردنية الهاشمية، ورئيس جمهورية مصر العربية في توقيت خطير جدا .وتزامن هذا مع وجود امير قطر في طهران والذي نقل رسالة أميركية اخيرة على مايبدو فيها دعوة لايران للجلوس مع الجانب الاميركي بلا شروط وحسب المتغيرات الجديدة في المنطقة (والتي رفضتها ايران من خلال وسائل إعلامها بقولها ” اننا لا نجلس بموقع الذليل امام ترامب”) وتزامن هذا مع تواجد الوفدين الامريكي والروسي في الرياض لهندسة صفقة ايقاف الحرب الروسية الاوكرانية بشروط ترامب الذي اذل القيادة الاوكرانية وحشرها في زاوية حتى الآن . وكل هذا ليس في صالح ايران اطلاقاً!
ثالثا:-
نعم سيباشر قادة دول مجلس التعاون الخليجي مع الملك الأردني والرئيس المصري في الرياض المشاورات والنقاشات لوضع اللمسات الأخيرة لتشكيل ( حلف الناتو العربي ) وانطلاقه حسب اتفاقية قمة ترامب الرياض السابقة .ولقد نجح الرئيس الاميركي ترامب باجبارهم على ذلك من خلال ( ورقة تهجير سكان غزة إلى الأردن ومصر ) فجاءت المقايضة التي يريدها أصلا ترامب وهي ( ناتو عربي بقيادة إسرائيل او يكون لإسرائيل الدور الأكبر فيه بحكم قربها من الولايات المتحدة ) وهم مجبرين على ذلك لارضاء ترامب . وحتما تنتظر هذا الناتو العربي مهام استراتيجية وامنية وعسكرية مهمة في المنطقة تتماشى مع تشكيل المنطقة من جديد بموازاة ولادة العالم الجدبد .ونستطيع القول ( ان الدول الخليجية ومصر والأردن وإسرائيل سوف يستلمون قيادة المنطقة خلال هذه السنوات المقبلة ) وهذا بحد ذاته يمثل ضربة امنية واستراتيجية موجعة لايران التي ستغادر الدول العربية بلا رجعة !
رابعا :-
العراق بدوره وجد نفسه معزول ومنبوذ ومحشور في زاوية لا يُحسد عليها” اي القيادة العراقية ” بسبب اصرارها ولمدة ٢٢ سنة على وضع البيض العراقي في السلة الإيرانية وجعل العراق حديقة خليفة لايران .والنتيجة نبذ العراق وانعدام الثقة بقيادته التي اثبتت انها لا تستطيع ترك ايران والإملاءات الإيرانية اطلاقا . بحيث حتى رغبة العراق بالحضور في قمة الرياض جوبهت بالرفض من الخارجية السعودية لعدم ثقة قادة تلك الدول وادارة ترامب بالقيادة في العراق اولا ، وثانيا لأن قادة تلك الدول لديها علم ب( التغيير القادم في العراق ) والذي بموجبه سوف تطرد إيران من العراق والمنطقة ،وتستبدل تلك القيادة العراقية الحالية بقيادة وطنية جديدة تؤمن باللحمة العربية والتحالف مع المجتمع الدولي اي (وضع البيض العراقي في اكثر من سلة مهمة )وحينها سيجد العراق طريقه سالكا نحو الدول الخليجية ومصر والأردن والولايات المتحدة ودول العالم !
ولا تفصل العراق عن ذلك إلا خطوة واحدة وهي قادمة وقريبا .خصوصا بعد الشروع بالحرب الاقتصادية الاميركية والعقوبات ضد المصارف العراقية ،وضد تمويل إيران من المال العراقي عبر اتفاقية استيراد الغاز الإيراني والتي توقفت بأمر أميركي .والعراق مقبل على خواء تام في خزينته الرسمية( اي لا يستطيع حتى دفع الرواتب في الايام القادمة ) .وحينها ستكون الحكومة والطبقة السياسية في العراق منبوذتان شعبيا .ولا حل إلا برحيلهما وقريبا جدا !
ملاحظة :-
هذه قراءة عن معلومات وليس تشهير او تحقير لأحد إطلاقا، وليس شائعات . فالذي يريد سماع الحقيقة فهذه هي الحقيقة .ومن لا يريد سماع الحقيقة فلقد تعودنا على شتم وتسقيط جيوشهم الإلكترونية ومرتزقتهم الإعلامية ضدنا وضد الذين ينقلون الحقيقة !
حمى الله العراق واهله من كيد الكائدين !
سمير عبيد
٢١ فبراير ٢٠٢٥