يناقش مجلس النواب غداً "الثلاثاء" قانون العمل الجديد بعد أن انتهت لجنة القوى العاملة بالمجلس الأسبوع الماضي من مناقشته وإبداء ملاحظاتها عليه.

وكان قطاع العمل في مصر قد شهد نقاشًا موسعًا حول مشروع قانون العمل الجديد، والذي يعتبر خطوة هامة نحو تحديث الإطار القانوني لعلاقات العمل بما يتناسب مع التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها سوق العمل، حيث يسعى هذا القانون إلى تحقيق التوازن بين مصالح العمال وأصحاب الأعمال، وتوفير بيئة عمل عادلة.

المهندس إيهاب منصور عضو مجلس النواب ورئيس الهيئة البرلمانية للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي ووكيل لجنة القوى العاملة بمجلس النواب قال إن الهدف الأساسي من قانون العمل الجديد هو تحقيق العدالة بين صاحب العمل والعامل، وخلق بيئة عمل جيدة للإنتاج، بما يعود بالإيجاب على الطرفين والدولة مشيرًا إلى أن تأثير القانون الجديد على سوق العمل والاقتصاد سيعتمد على الصياغة النهائية لبنوده، فإذا كانت البنود جيدة وواضحة وموضحة لحقوق وواجبات كل من العامل وصاحب العمل، وخلق بيئة عمل جيدة، فسيؤثر ذلك إيجابًا على الاقتصاد، أما إذا صيغت البنود بشكل غير واضح أو لم تحل بعض المشاكل التي تظهر وقت التطبيق، فسيؤدي ذلك إلى ظهور العديد من المشكلات التي ستؤثر سلبًا على الاقتصاد.

واستطرد قائلًا: إن من أبرز التعديلات التي تخص المرأة في قانون العمل الجديد، إجازة الوضع التي أصبحت 4 أشهر، وتستحقها المرأة ثلاث مرات طوال فترة خدمتها، ولكن هذه البنود لم تُقر بعد في الجلسة العامة، وهي لا تزال قيد المناقشة في اللجنة.

وفيما يخص ذوي الإعاقة، فهناك بنود تحمي حقوقهم، وتمت إضافة "الأقزام" إلى القانون، استنادًا إلى القانون المصري، حيث لم تضعهم الحكومة في مشروع القانون الذي أرسلته.

وأشار منصور إلى أن هناك بنودًا وأبوابًا جديدة في القانون، مثل العمالة غير المنتظمة، حيث تم وضع باب لتنظيم عملهم، ولكن ينقص هذا الأمر تحديد العمالة التي ينطبق عليها هذا التعريف، كما تمت المطالبة بتوضيح التفاصيل الخاصة بالعمالة المنتظمة، بالإضافة إلى ذلك، تم الطلب في التعريفات بتوضيح عمالة الخدمة المنزلية، حيث سيتم عمل قانون خاص بهم، لأنهم سيحتاجون تفصيلات أكثر في المواد، نظرًا لخصوصية طبيعة عملهم موضحًا أن مواد العقوبات الموجودة في القانون تمت مناقشتها، لأن هناك بنودًا عقوباتها أزيد من المطلوب، وبنودًا أخرى عقوباتها أقل من المطلوب، لذا تم وضع عقوبات تتناسب مع حجم المخالفة، كما تتم مناقشة بند التوقيتات لكل الإجراءات، حيث يجب وضع تواريخ لكل البنود التي توجد بها التزامات، من أجل معاقبة من يتأخر عن هذا التاريخ فيما بعد.

ولفت منصور إلى أن استمارة 6 سيئة السمعة، لأن أصحاب الأعمال يستغلونها استغلالًا سيئًا، ولكن تم حل هذه المشكلة، حيث أصبح العامل يذهب بنفسه إلى الجهة الإدارية في المديريات العامة لإمضائها، وهذا ضمان للعامل أنه هو من يريد الاستقالة وليس مجبرًا مؤكدًا أنه سيتم إنهاء المناقشات في القانون في لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، ثم سيتم أخذ 10 أيام من قِبَل الأمانة الفنية للجنة لصياغة التعديلات النهائية والتوصيات، ليصبح القانون جاهزًا للنزول إلى الجلسة العامة، إذا أخذ المجلس قرارًا بذلك في شهر مارس المقبل.

من جانبه أكد مجدي البدوي نائب رئيس اتحاد العمال، رئيس النقابة العامة للعاملين بالصحافة والطباعة والإعلام على ضرورة وجود فلسفة جديدة لقانون العمل الجديد، تتناسب مع المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها سوق العمل المصري مشيرًا إلى أن القانون الحالي، الذي صدر عام 2003، تمت صياغته في ظل ظروف كان فيها القطاع العام هو صاحب العمل الأكبر، بينما يشهد الوضع الحالي تغيرًا جذريًا، حيث أصبح القطاع الخاص هو المحرك الرئيسي لسوق العمل.

وشدد البدوي على أن فلسفة القانون الجديد يجب أن تركز على توفير الأمان الوظيفي للعاملين في القطاع الخاص، وذلك لمواجهة الممارسات السلبية التي كانت سائدة في الفترة الماضية، مثل الفصل التعسفي وإجبار الشباب على توقيع استمارة 6 قبل بدء العمل موضحًا أن القانون الجديد سيتضمن العديد من المزايا للعمال، منها إنشاء محكمة عمالية متخصصة لتسريع البت في القضايا العمالية، وتوفير إجازات وضع مدفوعة الأجر للمرأة العاملة لثلاث مرات، كل مرة لمدة أربعة أشهر.

واعتبر البدوي أن إنشاء محكمة عمالية متخصصة من أهم بنود القانون الجديد، حيث ستساهم في تسريع البت في القضايا العمالية، وحماية حقوق العمال.

وأشار البدوي إلى أن القانون سيتضمن إنشاء صندوق للعمالة غير المنتظمة، ومعالجة مسألة العمل المرن، بالإضافة إلى وضع ضوابط جديدة لاستمارة 6، وتعزيز دور المجلس القومي للأجور لافتًا إلى وجود بعض الخلافات بين أصحاب الأعمال والعمال، مثل مسألة العقود الدائمة والمؤقتة، والفصل من العمل، إلا أنه أكد على أن القانون الجديد سيسعى إلى تحقيق التوازن بين مصالح الطرفين معلنًا عن إعداد قانون خاص للعمالة المنزلية، يتضمن تنظيم علاقة العمل بين الطرفين وحماية حقوق العمال.

وأكد البدوي على أن قانون العمل الجديد يهدف إلى المساهمة في زيادة فرص العمل والتنمية وتقليل نسبة البطالة وتوفير الأمان الوظيفي مشيرًا إلى أن تحقيق الأمان الوظيفي سيؤدي إلى تحسين العلاقة بين صاحب العمل والعمال.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مجلس النواب عضو مجلس النواب قانون العمل الجديد لجنة القوى العاملة المهندس إيهاب منصور قانون العمل الجدید القانون الجدید أن القانون بنود ا إلى أن

إقرأ أيضاً:

نص كلمة رئيس مجلس النواب في ختام مناقشات مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ألقى المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، كلمة في ختام مناقشات مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد، خلال الجلسة العامة للمجلس، المنعقدة الآن. 

وجاء نص كلمة المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، كالأتي: 

الزميلات والزملاء أعضاء مجلس النواب الموقر..

وبذلك نكون قد انتهينا من مناقشة مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد، هذا القانون الذى يُعد انجاز حقيقى سيسجله التاريخ لهذا المجلس، لما له من أهمية وخطورة سواء على المستوى الداخلى أو الدولى، فعادة ما أصفه بأنه دستور مصر الثانى أو الدستور المصغر لما ينطوى عليه من أحكام تمس بشكل مباشر حقوق وحريات الأفراد، فقد تضافرت فيه الجهود، وبالرغم من اختلاف الرؤى والأفكار والايدلوجيات فقد عمل الجميع بعزم لا يلين وبهمة لا تعرف الكلل لإنجاز هذا المشروع العظيم الذي يجسد رغبة أمة في بناء حاضرها ومستقبلها مستلهمين فى ذلك بدروس الماضي ومستشرفين بآمال المستقبل في ظل الجمهورية الجديدة التي أرسى دعائمها فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (رئيس الجمهورية).

وقد بدأ هذا الإنجاز بفكرة وهى تشكيل لجنة فرعية مكونة من ممثلين عن الجهات ذات الصلة بهذا المشروع ومتخصصين فى هذا المجال – وأؤكد أن هذه اللجنة والتى كانت اللبنة الأولى فى هذا المشروع وبالرغم من مجهوداتها العظيمة التى أشاد بها الجميع من المنصفين إلا أنها كانت مرحلة أولية لإعداد المسودة الأولى للمشروع ولم تكن بديلاً عن القواعد والإجراءات البرلمانية لإقرار مشروعات القوانين – وها نحن اليوم امام مشروع قانون جديد متكامل للإجراءات الجنائية نحسبه خالصًا لوجه الله تعالى ملبيًا لطموحات وتطلعات الشعب المصري العظيم، وبالرغم من كل ما تحقق بمشروع القانون - سيكون التاريخ هو الشاهد علينا جميعًا فى ذلك – إلا أننا لا ندعي الكمال فكل عمل بشري يقبل الاجتهاد وتعدد الآراء بين مؤيد ومعارض، إلاّ أنني أقول بيقين صادق أننا لم نضع نصب أعيينا أثناء مناقشة هذا المشروع سوى تحقيق الصالح العام للدولة والمواطن، ولعلكم لمستم بأنفسكم حجم الممارسة الديمقراطية التي شهدها مناقشة هذا المشروع واتساع المجال لكافة الآراء والأفكار وتلقي كافة المقترحات من جميع الجهات فلم يوصد المجلس أبوابه أو يصم آذانه عن سماع أي طرح أو مقترح. 

ولا يفوتني في هذا المقام  أن أتوجه بالشكر لمجلس الوزراء الموقر برئاسة السيد الدكتور مصطفى مدبولى (رئيس مجلس الوزراء) على مجهودات سيادته المستمرة بالتعاون والتنسيق الدائم مع مجلس النواب في سبيل إنجاز هذا المشروع التاريخي، كما أتوجه بالشكر إلى المستشار محمود فوزي (وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسى) على جهوده وتعاونه الدائم ومداخلاته القيمة أثناء مناقشة المشروع.

كما أخص بالشكر والتقدير المستشار عدنان فنجري (وزير العدل) على حرصه الدائم على حضور جميع جلسات مناقشة هذا المشروع ولقد كان لهذا الحضور أثره المباشر فى إثراء المناقشات بآراء سيادته القيمة التي شكلت ضمانات هامة لمنظومة العدالة والاستفادة بخبرته القضائية الطويلة، وهو ما انعكس بشكل إيجابي على نصوص المشروع. 

كما أتقدم بالشكر إلى اللجنة المشتركة، برئاسة سيادة المستشار إبراهيم الهنيدي، وكافة السادة النواب الذين شاركوا في أعمال اللجنة، على الوقت والمجهود الوافر الذي بُذل من جانبهم وسعيهم نحو عرض كافة الأطروحات والأفكار بكل شفافية ، والذي كان له عظيم الأثر على نصوص المشروع المعروض.

وأتقدم باسمي واسمكم جميعاً بخالص الشكر والتقدير والعرفان إلى اللجنة الفرعية التى أعدت مشروع القانون برئاسة سيادة النائب إيهاب الطماوي حيث كان لنتاج عملها المتميز ومجهودها المضني الأثر البالغ على سرعة إعداد مشروع القانون المعروض والتوافق الذى شاهدناه جميعًا من جميع سلطات الدولة بمؤسساتها.

كما أتوجه بالشكر إلى نقابة محامين مصر وعلى رأسها سيادة النقيب عبدالحليم علام الذى حرص على حضور جلسات مناقشة مشروع القانون فى اللجنة المشتركة والجلسة العامة، والذي كان حريصًا على إعلاء المصلحة العليا للدولة وتبنى مطالب السادة المحامين بموضوعية وبتجرد شديد.

كما أتوجه بالشكر والتقدير إلى المستشار أحمد مناع أمين عام مجلس النواب، وكافة العاملين بالأمانة العامة بمختلف القطاعات على جهودهم الحثيثة أثناء مناقشة مشروع القانون فى جميع مراحله.

 وفى نهاية كلمتى لا يفوتنى أن أًشيد بالجهود التى قام بها السيد المستشار محمد عبدالعليم كفاقى (المستشار القانونى لرئيس المجلس) والسادة مستشاري الأمانة العامة (المستشار/ رامي خير الله، والمستشار محمد عبد الصبور، والمستشار أحمد حمودة) على جهودهم طوال جلسات مناقشة هذا المشروع سواء في اللجنة الفرعية أو اللجنة المشتركة، وقدرتهم على ايجاد حلول دستورية وقانونية لكافة الاشكاليات التى كانت تثار أثناء مناقشة المشروع.

مقالات مشابهة

  • نص كلمة رئيس مجلس النواب في ختام مناقشات مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد
  • «النواب» يناقش مشروع قانون العمل الجديد غدا.. ينهي عصر «استمارة 6»
  • رئيس قوى عاملة النواب: قانون العمل الجديد أمام البرلمان غدا
  • برلماني: مشروع قانون العمل الجديد يخلق مناخا استثماريا أكثر استقرارًا وأمانًا
  • عضو بـ«النواب»: مشروع قانون العمل الجديد يقضي على ظاهرة «الاستقالة المسبقة»
  • قبل مناقشته بالنواب .. تعرف على أهداف مشروع قانون العمل الجديد
  • رفع سن المعاش وإلغاء استمارة 6.. أبرز مميزات قانون العمل الجديد قبل مناقشته في البرلمان
  • الثلاثاء.. مجلس النواب يبدأ مناقشة قانون العمل الجديد
  • اشتراك شهري 200 جنيه .. مفاجآت يحملها قانون العمل الجديد للعمالة غير المنتظمة