“أحلام” يفوز بـ “الدب الذهبي”
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
فبراير 24, 2025آخر تحديث: فبراير 24, 2025
المستقلة/-منصور جهاني/.. اعلن في برلين عن الفائزين في قسم “المسابقة الرئيسية” في الدورة الـ75 لمهرجان “برليناله” السينمائي الدولي، كما تم منح جائزة “الدب الذهبي” لأفضل فيلم لفيلم “أحلام” Dreams للمخرج “دوغ جوهان دغرود” من النرويج.
أعضاء لجنة تحكيم القسم “التنافسي الرئيسي” لهذا الحدث السينمائي العالمي المرموق ومن الدرجة الأولى هم: “تود هاينز” كاتب سيناريو ومخرج رئيس لجنة التحكيم من أمريكا، و”نبيل عيوش” مخرج مغربي مقيم في فرنسا، و”فان بينج بينج” ممثلة من الصين، و”بينا ديجلر” مصممة أزياء من ألمانيا، و”رودريجو مورينو” مخرج من الأرجنتين، و”إيمي نيكلسون” ناقدة سينمائية من أمريكا و”ماريا شريدر” ممثلة ومخرجة من ألمانيا.
وكانت النتائج كالآتي:
منح جائزة “الدب الذهبي” لأفضل فيلم إلى فيلم “أحلام” Dreams للمخرج “داغ جوهان هوجرود” وهو إنتاج مشترك “ينجفي ساثر” و”هيجي هوف هفاتوم” من النرويج.
منح جائزة لجنة التحكيم الكبرى “الدب الفضي” لفيلم “الطريق الأزرق” The Blue Trail للمخرج “غابرييل ماسكارو” وهو إنتاج مشترك بين البرازيل والمكسيك وتشيلي وهولندا.
كما منحت جائزة لجنة التحكيم “الدب الفضي” لفيلم “الرسالة” The Message للمخرج “إيفان فاند” وهو إنتاج مشترك بين الأرجنتين وإسبانيا والأوروغواي.
كما منحت جائزة “الدب الفضي” لأفضل مخرج في الدورة الـ75 لمهرجان برلين السينمائي الدولي إلى “هيو مينغ” عن إخراج فيلم “الحياة في الأرض” Living the Land المنتج في الصين.
وذهبت جائزة “الدب الفضي” لأفضل ممثلة إبداعية ورائدة في الدور الرئيسي إلى “روز بيرن” عن دورها في فيلم “لو كان لدي ساقان لركلتك” If I Had Legs I’d Kick You للمخرجة “ماري برونشتاين” من الولايات المتحدة.
و ذهبت جائزة “الدب الفضي” لأفضل ممثل مساعد إلى “أندرو سكوت” عن دوره في فيلم “القمر الأزرق” Blue Moon للمخرج “ريتشارد لينكلاتر” وهو إنتاج مشترك بين أمريكا وإيرلندا.
اما جائزة “الدب الفضي” فذهبت لأفضل سيناريو إلى “رادو جود” عن كتابته سيناريو فيلم “كونتيننتال 25” Kontinental ’25 الذي شاركت في إنتاجه رومانيا والمجر وألمانيا.
و مُنحت جائزة “الدب الفضي” للمساهمة الفنية المتميزة للفريق الإبداعي لفيلم “برج الجليد” The Ice Tower للمخرجة “لوسيل هادزيهاليلوفيتش” وهو إنتاج مشترك بين فرنسا وألمانيا.
وأقيم مهرجان برلين السينمائي الدولي الخامس والسبعون برئاسة “تريشيا تاتل” في عدة أقسام تنافسية لمدة من 13 إلى 23 شباط/فبراير 2025 في برلين بألمانيا.
Gabriel Mascaro Iván Fund Sheng xi zhi di Mary Bronsteinالمصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
"مترونوم”.. حين يُعيد الزمن عزف الحلم المؤجل
عن حلم رقم 25 من المجموعة القصصية أحلام فترة النقاهة للأديب نجيب محفوظ ، مشروع تخرج مدرسة الجيزويت الثقافية – مشروع تخرج 2024 / 2025 ، قدّم المخرج الشاب أحمد عبد الكريم في فيلمه القصير “مترونوم” معالجة سينمائية حسّاسة لحلم من أحلام الأديب العالمي نجيب محفوظ، حيث ينطلق من الحلم الخامس والعشرين في مجموعة أحلام فترة النقاهة، ليصنع منه عالمًا بصريًا شاعريًا يعبّر عن الزمن، والاختيار، والندم، والذاكرة.
تبدأ أحداث الفيلم بلقطة هادئة على شاطئ بحر الإسكندرية، حيث تجلس فتاة وشاب في لحظة مواجهة صامتة، تنهيها الفتاة بكلمة واحدة تقول له: “قرّر… أو انصرف” ، تلك الجملة البسيطة تختصر علاقتهما المضطربة، والعجز عن اتخاذ قرار واضح بين البقاء أو الرحيل، الحب أو النهاية.
تمر السنوات، وننتقل إلى معهد الموسيقى بالإسكندرية، حيث يظهر البطل وهو يدخل المكان ليجد الفتاة من جديد، تعزف على البيانو بنضج وهدوء مختلفين عن الماضي. في تلك اللحظة، تمتزج الذاكرة بالخيال، فيتخيل نفسه يعزف معها في تناغم موسيقي يعيد للحظة القديمة حياتها الضائعة.
بعد خروجه من المقابلة، يذهب إلى أحد المقاهي بحثًا عنها. هناك، في صمت طويل ومعلق بينهما، يدخل فجأة ابنتها الصغيرة ثم زوجها الذي لا نراه إلا من انعكاسه في مرآة الكافيه، في لقطة رمزية مؤثرة عن الفقد ومرور الزمن، وعن كيف يمكن للحب القديم أن يبقى مجرد صدى لا يُلمس.
ينتهي الفيلم بلقطة دائرية قوية: البطل يكرر نفس اليوم الذي ابتعدت فيه عنه، وكأن الزمن عاد ليعاقبه على التردد، أو ليُثبت أن بعض القرارات إن لم تُتخذ في وقتها، تُصبح بلا معنى.
يتميز فيلم مترونوم بلغة بصرية دقيقة تعكس وعي المخرج بعناصر التكوين والإيقاع.
تتحرك الكاميرا ببطء وهدوء محسوب، كما لو كانت تسير على نبض “مترونوم” موسيقي يضبط إيقاع الحكاية، ليصبح الإيقاع السمعي والبصري معًا مرآةً لحالة التردد والانتظار التي يعيشها البطل.
اعتمد المخرج على الإضاءة الطبيعية لخلق إحساس بالواقعية في المشاهد الأولى على البحر، بينما استخدم ظلالًا وانعكاسات في مشاهد المقهى لتأكيد فكرة “الانعكاس الزمني” وازدواجية الماضي والحاضر.
اختيار أن يظل وجه الزوج غير ظاهر، والاكتفاء بانعكاسه في المرآة، كان تفصيلاً رمزيًا ذكيًا يُبرز فكرة الغياب والحضور المعكوس في حياة البطل.
أما الموسيقى فكانت جزءًا أساسيًا من بنية الفيلم، ليست خلفية فقط، بل شخصية سردية تعكس المشاعر المتناقضة بين الحنين والفقد، وتعيد الربط بين زمنين يفصل بينهما عمر من الصمت ، بهذا المزج بين الأدب والفلسفة والصورة، استطاع أحمد عبد الكريم أن يقدّم تجربة تخرج ناضجة بصريًا وإنسانيًا، تؤكد وعيه بجوهر الحلم المحفوظي، وقدرته على تحويله إلى لغة سينما حديثة تتحدث بصوت الشباب وتحتفظ بروح الكلاسيكيات.