قالت مجموعة علي بابا الصينية القابضة اليوم الاثنين إنها تعتزم استثمار أكثر من 380 مليار يوان (53 مليار دولار) في بنيتها التحتية للحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي خلال السنوات الثلاث المقبلة. وهو التزام رئيسي يؤكد طموحات رائدة التجارة الإلكترونية في أن تصبح رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي.

كانت علي بابا، عملاق التجارة الإلكترونية، قالت إنها لديها خطط للاستثمار في القطاع خلال الإعلان عن نتائج أعمالها يوم الجمعة الماضي لكنها لم تذكر رقما محددا حينها.

وأعلنت الشركة عن إيرادات بلغت 280.15 مليار يوان (39 مليار دولار) للأشهر الثلاثة المنتهية في 31 ديسمبر/ كانون الأول، متجاوزا تقديرات المحللين بشكل طفيف، ومحققا زيادة في الإيرادات بنسبة 8% مقارنة بنفس الفترة من عام 2023.

وقالت الشركة إن إجمالي مبلغ الاستثمار يتجاوز إنفاق الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية على مدار العقد الماضي.

وبدأت الشركة العام الحالي في صدارة سباق الذكاء الاصطناعي في الصين حيث اجتذبت مستثمرين بصفقات تجارية استراتيجية. وارتفع سهمها بأكثر من 68% هذا العام حتى أحدث التداولات.

علي بابا تسعى لأن تصبح شريكا رئيسيا للشركات التي تعمل على تطوير وتطبيق الذكاء الاصطناعي (الفرنسية)

وقالت الشركة في مدونتها الرسمية إنها تتصور أن تصبح شريكا رئيسيا للشركات التي تعمل على تطوير وتطبيق الذكاء الاصطناعي في العالم الحقيقي مع تطور النماذج والحاجة إلى كميات متزايدة من القوة الحاسوبية.

إعلان

يمثل هذا الهدف واحدة من أكبر ميزانيات البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الصين، مما يؤكد طموحات علي بابا المتزايدة في هذا المجال.

وكتبت أليسيا ياب، المحللة في سيتي غروب: "يسجل هذا أيضًا رقمًا قياسيًا لأكبر استثمار على الإطلاق من قبل الشركات الخاصة الصينية في مجال إنشاء البنية التحتية للأجهزة السحابية والذكاء الاصطناعي"، مضيفة أن المبلغ تجاوز تقديراتها الخاصة بنحو 30 مليار يوان.

كانت رويترز قد ذكرت في يناير كانون الثاني أن شركات صينية أخرى تستثمر أيضا في القطاع، حيث خصصت بايت دانس المالك الصيني لتطبيق تيك توك، أكثر من 150 مليار يوان (21 ميليار دولار) في الإنفاق الرأسمالي لهذا العام سيتركز معظمه على الذكاء الاصطناعي وفقا لمصادر مطلعة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قمة الويب الذکاء الاصطناعی ملیار یوان علی بابا

إقرأ أيضاً:

مخاطر الذكاء الاصطناعي على التعليم والبحث العلمي

يحظى موضوع الذكاء الاصطناعي باهتمام واسع عبر العالم في المناقشات والمنتديات والمجادلات حول الموضوع. ولقد سبق أن تناولت هذا الموضوع في مقالين بهذه الجريدة الرصينة: أحدهما عن الذكاء الاصطناعي والإبداع، والآخر عن الذكاء الاصطناعي والترجمة. ولكن هذا الموضوع يحتمل المزيد من التأملات دائمًا، إذ إن له أبعادًا كثيرةً لا حصر لها؛ ولذلك فإنني أريد في هذا المقال التنويه إلى تأثير الذكاء الاصطناعي على العملية التعليمية والبحث العلمي.

وقد يبدو أن استخدام كلمة «تأثير» أفضل من استخدام كلمة «مخاطر» الواردة في عنوان هذا المقال؛ لأن هذه الكلمة الأخيرة قد لا تبدو محايدة، وإنما تنطوي على حكم مسبق يتخذ موقفًا متحيزًا ضد تقنيات الذكاء الاصطناعي. وهذا تفسير غير صحيح؛ لأن كلمة «مخاطر» تعني أن هناك طريقًا نسير عليه -أو ينبغي أن نسير فيه- ولكنه يكون محفوفًا بالمخاطر التي ينبغي أن ندركها لكي يمكن اجتنابها. فلا مراء في أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة كبرى في المعرفة البشرية.

هذه الثورة المعرفية تتمثل في القدرة الهائلة للآلة على توفير بيانات ضخمة في أي مجال معرفي، بل يمكن لبرامج هذه الآلة أن تؤلف نصوصًا أو موضوعات بحثية أو تصمم ابتكارات ومخترعات باستخدام هذه البيانات.

ولقد أثمرت هذه الثورة المعرفية بوجه خاص في مجال تطبيقات العلوم الدقيقة، وعلى رأسها الرياضيات البحتة التي تمتد جذورها في النهاية في المنطق الرياضي، كما لاحظ ذلك برتراند رسل بشكل مدهش في مرحلة مبكرة للغاية في كتابه أصول الرياضيات!

ولا شك أيضًا في أن الذكاء الاصطناعي له استخدامات مثمرة في مجال العملية التعليمية، إذ إنه يسهِّل على المعلم والطالب معًا بلوغ المعلومات المهمة والحديثة في مجال الدراسة، ويقدِّم المعلومات للطلبة بطريقة شيقة ويشجعهم على البحث والاستكشاف بأنفسهم.

وهنا على وجه التحديد مكمن المشكلة، فعندما نقول: «إن الذكاء الاصطناعي يشجع الطلبة على البحث والاستكشاف بأنفسهم»، فإننا ينبغي أن نأخذ هذه العبارة بمعناها الدقيق، وهو أن الذكاء الاصطناعي هو ذكاء الآلة، والآلة دائمًا هي أداة للاستخدام، وبالتالي فإنها لا يمكن أن تكون بديلًا لدور المستخدِم الذي يجب أن يقوم بنفسه بالبحث والاستكشاف. وهذا يعني أن سوء استخدام الذكاء الاصطناعي والتعويل عليه في عملية التعلم، سيؤدي إلى القضاء على روح المبادرة والاكتشاف، وسيحول دون تعلم مهارات التفكير الناقد critical thinking وتنميتها من خلال عملية التفاعل المباشر بين الطلبة والمعلم. وتلك كلها مخاطر حقيقية على التعليم.

ولا تقل عن ذلك مخاطر الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي الذي يصبح تكريسًا لسوء استخدام هذا الذكاء في مراحل التعليم المختلفة. بل إن المخاطر هنا تصبح أشد وأكثر ضررًا؛ لأنها تتعلق بتكوين باحثين وأساتذة يُرَاد لهم أو يُرجى منهم أن يكونوا علماء حقيقيين في مجالاتهم البحثية المتنوعة. ولعل أشد هذه المخاطر هو شيوع السرقات العلمية من خلال برامج الذكاء الاصطناعي التي تقوم بعملية التأليف من خلال كتابات ودراسات وبحوث منشورة؛ وهو ما قد يشجع الباحث على استخدام المادة المُقدّمة له باعتبارها من تأليفه ودون ذكر للمصادر الأصلية التي استُمدت منها هذه المادة.

حقًّا أن الذكاء الاصطناعي نفسه قد ابتكر برامج لاكتشاف السرقات العلمية (لعل أشهرها برنامج Turnitin)؛ ولكن هذا لا يمنع الباحثين الذين يفتقرون إلى أخلاقيات البحث العلمي من التحايل على مثل هذه البرامج من خلال التمويه، وذلك بتطعيم البحث بمادة موثقة من مصادرها، بحيث يبدو البحث مقبولًا في الحد الأدنى من نسبة الاقتباسات المشروعة! وهذا أمر لا ينتمي إلى البحث العلمي ولا إلى الإبداع والابتكار.

وبصرف النظر عن مسألة السرقات العلمية، فإن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي له مخاطر أخرى تتمثل في أن المادة المقتبَسة كثيرًا ما تكون مشوهة أو غير دقيقة، وهذا يتبدى -على سبيل المثال- في حالة النصوص المقتبسة المترجَمة التي تقع في أخطاء فادحة وتقدم نصًا مشوهًا لا يفهم مقاصد المؤلف الأصلي، وهذا ما فصلت القول فيه في مقال سابق. وفضلًا عن ذلك، فإن برامج الذكاء الاصطناعي لا تخلو من التحيز (بما في ذلك التحيز السياسي)؛ ببساطة لأنها مبرمَجة من خلال البشر الذين لا يخلون من التحيز في معتقداتهم، وهذا ما يُعرف باسم «الخوارزميات المتحيزة» biased algorithms.

ما يُستفاد من هذا كله هو أن الذكاء الاصطناعي ينبغي الاستعانة به في إطار الوعي بمخاطره؛ ومن ثم بما ينبغي اجتنابه، ولعل هذا ما يمكن تسميته «بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي»، وهي أخلاقيات ينبغي أن تَحكم برامج هذا الذكاء مثلما تَحكم المستخدم نفسه.

مقالات مشابهة

  • ارتفاع إجمالي الدين العام إلى 44.8 مليار دينار حتى شباط
  • خبراء يحذِّرون: الذكاء الاصطناعي يجعل البشر أغبياء
  • ترامب: شركة أبل تعتزم استثمار 500 مليار دولار في الولايات المتحدة
  • مخاطر الذكاء الاصطناعي على التعليم والبحث العلمي
  • أبرزها دعم الشباب.. أمانة الذكاء الاصطناعي بحزب الجبهة الوطنية تناقش استراتيجيتها الوطنية
  • آي بي إم تعتزم استثمار 150 مليار دولار بأميركا خلال 5 سنوات
  • كِتابة جِنيّ المصباح تجارب روائية ولَّدها الذكاء الاصطناعي
  • كتَّاب عرب: لن نترك الذكاء الاصطناعي يأخذ مكاننا!
  • الذكاء الاصطناعي والرقمنة في العمل
  • IBM تعتزم استثمار 150 مليار دولار في أميركا على مدار 5 سنوات