تساءل الدبلوماسي والكاتب الإسرائيلي ألون بينكاس، في مقال تحليلي بصحيفة هآرتس، عما يقصده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عندما تعهد باستئناف الحرب على قطاع غزة.

وأوضح ألا أحد في كامل قواه العقلية يظن أن نتنياهو ينوي تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ولهذا السبب أعاد تشكيل الفريق الإسرائيلي المفاوض برئاسة أحد المقربين له وهو رون ديرمر "لأن الولاء هو المعيار الوحيد عنده".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: ترامب يفضل الولاء الشخصي على الكفاءةlist 2 of 2أكاديمي فرنسي: أنقذوا غزة كي تنقذوا أوروباend of list

وأضاف أن الغرض الواضح من تلك الخطوة هو المماطلة والتأخير والتسويف وإدخال شروط جديدة وإعادة النظر في الاتفاق القائم، ومحاولة عرقلته على أمل أن ينهار بشكل طبيعي في غضون ذلك المسلسل.

أما الأسرى الإسرائيليون المحتجزون، فهم مجرد "إلهاء يمكن التضحية بهم"، وهو الأساس الذي يبني عليه تعهده "الزائف" لشركائه في الائتلاف الحاكم باستئناف الحرب، وفق بينكاس.

4 سيناريوهات

ويرى الدبلوماسي الإسرائيلي في تحليله أن هناك 4 سيناريوهات محتملة قد تحدث في الأسابيع المقبلة:

أولها دخول المرحلة الثانية حيز التنفيذ بعد الموافقة على التسلسل الدقيق وفق التفاصيل التي تضمنها الاتفاق. والاحتمال أو السيناريو الثاني ألا يتم التوقيع على المرحلة الثانية وتُستبدل بتمديد المرحلة الأولى لمدة غير محددة. وسيشمل هذا التمديد استمرار وقف الأعمال العدائية ولكن ليس إطلاق سراح المزيد من الأسرى أو تخفيض القوات الإسرائيلية في ممر نتساريم وفيلادلفيا في اليوم 42 من الاتفاق، أو انسحاب إسرائيل من معظم قطاع غزة في التاسع من مارس/آذار، أو إعلان وقف دائم لإطلاق النار. والسيناريو الثالث هو مزيج مؤقت من تمديد المرحلة الأولى مع تنفيذ عناصر محدودة من المرحلة الثانية. أما كيف سيؤثر ذلك على إطلاق سراح الأسرى وانسحاب الجيش فهو أمر لا يمكن لأحد تخمينه، حسب كاتب المقال. ورابع السيناريوهات أن تستأنف الحرب بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، وهو الاحتمال الذي خصه بينكاس بمزيد من التفصيل والتحليل. إعلان

فالكاتب يقول إن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي يصفه بالمشير، ووزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير -الذي يسميه جنرال الجيوش- هما الداعيان الرئيسيان لاستئناف الحرب، وتدمير حماس وتسوية غزة، رغم أن الأول خدم في الجيش كاتبا لمدة 18 شهرا فقط، في حين لم يؤدِّ الثاني الخدمة العسكرية قط.

وفي اعتقاده أن استئناف الحرب لن يحقق لإسرائيل شيئا سوى قصف غزة أو نشر فرقتين أو 3 من الجيش. وأشار إلى أنه ليس هناك هدف سياسي لما بعد الحرب أو كيان يملأ الفراغ في حكم القطاع.

إن قابلية تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تقوم على تفريغ قطاع غزة من سكانه، هي صفر في تقدير بينكاس، الذي يسخر من تبني نتنياهو الفكرة، ويعدها مضحكة تدعو للأسف.

فإذا كان الهدف تدمير حماس كقوة عسكرية وكيان سياسي، فهناك طريقة واحدة مكلفة للغاية للقيام بذلك، وهي احتلال غزة، وهذا -برأي بينكاس- يستلزم امتلاك القطاع، وتوفير الماء والغذاء والدواء والكهرباء، وتقديم المساعدات الإنسانية والخدمات الاجتماعية، وفرض القانون والنظام.

استئناف الحرب لا يعدو أن يكون شعارا أجوف يهدف إلى استرضاء الحلفاء السياسيين الذين من دونهم تكون حكومة نتنياهو في خطر

ويرى الكاتب أن إسرائيل غير مستعدة للقيام بذلك، لكنه دعا الناس لأن يتخيلوا لو أن نتنياهو وجد الذريعة لاستئناف الحرب، واحتل غزة، وقضى على حماس، ثم اتصل بترامب ليقول له: "لقد فعلت ما توقعته مني، والآن هي جاهزة لتستولي عليها وتمتلكها وتبني ريفييرا كما قلت".

وهنا -طبقا لمقال هآرتس- سيتذمر ترامب ويرد عليه قائلا: "كلا أنا مشغول بأوكرانيا وتايوان الآن. ولكن (القضاء على حماس) عمل رائع".

ولسوء حظ نتنياهو -على حد تعبير المقال- أن العدو الجديد "الأسوأ للإنسانية على الإطلاق" هو الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وليس حماس.

ويستخلص بينكاس من هذه الفكرة المتخيلة أن استئناف الحرب لا يعدو أن يكون شعارا أجوف يهدف إلى استرضاء الحلفاء السياسيين الذين من دونهم تكون حكومة نتنياهو في خطر.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات المرحلة الثانیة

إقرأ أيضاً:

المرحلة الثانية من اتفاق غزة.. طلب إسرائيلي جديد من الوسطاء

قالت هيئة البث الإسرائيلية، يوم الجمعة، إن إسرائيل طلبت من الوسطاء الإفراج عن 22 أسيرا على قيد الحياة في إطار المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة "حماس".

وتعتزم إسرائيل الإفراج اليوم السبت عن 602 من المعتقلين الفلسطينيين في إطار صفقة تبادل مع رهائن محتجزين في قطاع غزة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، وفق ما أفاد نادي الأسير الفلسطيني الجمعة.

وأفادت المتحدثة باسم النادي أماني سراحنة لوكالة فرانس برس بأن 445 من المعتقلين هم من قطاع غزة وتمّ توقيفهم بعد هجوم السابع من أكتوبر 2023، و60 يقضون أحكام سجن طويلة، 50 يقضون أحكاما بالسجن المؤبد، و47 من الذين أعيد اعتقالهم بعد الافراج عنهم في صفقة تبادل أجريت عام 2011.

وأشارت الى أن 108 من المعتقلين الذين من المقرر أن يتم الافراج عنهم السبت، سيتم ترحيلهم الى خارج إسرائيل والأراضي الفلسطينية.

وفي سياق متصل، أكّدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مساء الجمعة أنها سلّمت السلطات الإسرائيلية رفات جديدة، من دون أن يتبيّن للهيئة ما إذا هي رفات الرهينة الإسرائيلية شيري بيباس.

وأفاد متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأن فريقا تابعا للهيئة "تسلّم رفات تم لاحقا نقلها إلى السلطات الإسرائيلية. يتعذّر على اللجنة الدولية للصليب الأحمر تأكيد أي تفاصيل إضافية".

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان موجز "سيتم نقل الرفات إلى مختبر الطب الشرعي الوطني في إسرائيل للاختبار. لا يمكن على الفور تحديد الوقت الذي ستستغرقه عملية تحديد الهوية".

وكان من المفترض فعليا إعادة رفات شيري مع رفات طفليها الصغيرين إلى إسرائيل يوم الخميس.

لكن النعش الذي سلمته حماس إلى الصليب الأحمر كان يحتوي على جثمان امرأة مجهولة الهوية.

مقالات مشابهة

  • وزير إسرائيلي يعلن 4 شروط للمرحلة الثانية وقناة تتوقع استئناف الحرب
  • ما الذي يؤخر مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة؟
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو لن يذهب للمرحلة الثانية ما لم يفرض عليه ذلك
  • لقاء أمريكي إسرائيلي لبحث مصير صفقة غزة وتحديات المرحلة الثانية
  • مصطفى بكري يكشف سيناريوهات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار
  • عائلات المحتجزين الإسرائيليين: نتنياهو يحاول عرقلة المرحلة الثانية من صفقة التبادل
  • خبير سياسي: المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين بغزة هي الأصعب
  • المرحلة الثانية من اتفاق غزة.. طلب إسرائيلي جديد من الوسطاء
  • معهد إسرائيلي: فشلنا في تحقيق الأهداف بغزة وعلينا التركيز على أمرين