هل يكلف نظام المعاشات التقاعدية في فرنسا 55 مليار يورو سنويًا؟
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
ديوان المحاسبة في فرنسا يوضح بالأرقام ادعاءات سابقة لرئيس الوزراء فرانسوا بيرو حول تكلفة نظام التقاعد في البلاد، التي تشهد أزمة سياسية واقتصادية حادة بسبب إصلاح نظام المعاشات التقاعدية الذي أثار احتجاجات واسعة وعجزًا ماليًا متزايدًا.
أثار رئيس الوزراء الفرنسي، فرانسوا بايرو، صدمة في الأوساط السياسية والاقتصادية عندما أعلن في يناير الماضي أن نظام المعاشات التقاعدية في فرنسا يستنزف المليارات من خزينة الدولة.
استجابةً لذلك، كلّف ديوان المحاسبة الفرنسي بإجراء تحقيق سريع وشامل لتقييم الوضع المالي للمعاشات.
وفي تقرير نُشر في 20 فبراير، كشف الديوان عن توقعات بعجز يصل إلى 15 مليار يورو بحلول عام 2035، ثم يتضاعف ليبلغ حوالي 30 مليار يورو بعد عامين. وعلى الرغم من أن هذه الأرقام أقل من تقدير بايرو البالغ 55 مليار يورو، إلا أنها تكشف عن فجوة مالية خطيرة في ميزانية الدولة.
وفقًا للتقرير، من المتوقع أن يستقر العجز عند حوالي 5 مليارات يورو خلال السنوات الخمس المقبلة، وذلك بفضل تأثيرات إصلاح 2023. ومع ذلك، يحذّر ديوان المحاسبة من أن هذا الاستقرار سيكون مؤقتًا، إذ يُتوقع أن تتدهور الأوضاع المالية بسرعة بعد ذلك.
وأعرب ديوان المحاسبة عن قلقه العميق بشأن المستقبل المالي لنظام المعاشات التقاعدية في فرنسا بحلول عام 2045، مشيرًا إلى أن أكبر التحديات تكمن في نظام المعاشات التقاعدية العام ونظام معاشات موظفي السلطات المحلية والمستشفيات.
Related بدعم مفاجئ من الحزب الاشتراكي.. فرانسوا بايرو ينجو من تصويت حجب الثقة واختبارات صعبة تنتظرهبايرو يصفع طفلاً.. فيديو قديم يُشعل الجدل بعد تعيينه رئيسًا لوزراء فرنساماكرون يدعو إلى الجرأة والاستقرار في أول اجتماع لحكومة بايرو الجديدةوحذّر الديوان في تقريره الأخير من أن التحديات المالية لنظام المعاشات التقاعدية في فرنسا تتفاقم، وأن الإصلاحات الحالية قد لا تكون كافية لإعادة التوازن المالي. وقد أشار التقرير إلى أن حتى السيناريوهات الاقتصادية الأكثر تفاؤلاً، مثل ارتفاع إنتاجية العمل إلى 1% سنوياً بدلاً من 0.7% أو انخفاض معدل البطالة إلى 5% بدلاً من 7%، لن تقلل بشكل كبير من الجهود المطلوبة لتحقيق الاستقرار المالي.
وأبرز التقرير أن الدين الناجم عن النظام الحالي للمعاشات التقاعدية قد يتضخم ليصل إلى 470 مليار يورو بحلول عام 2045، مما يتعارض مع مبدأ المعاشات التقاعدية القائمة على الدفع حسب الاستحقاق، حيث يُموّل النظام من قبل القوى العاملة النشطة.
ورغم الصورة القاتمة، سلط ديوان المحاسبة الضوء على بعض النقاط الإيجابية، مشيراً إلى أن المعاشات التقاعدية ستستمر في النمو دون احتساب التضخم، وأن المتقاعدين الفرنسيين سيظلون في وضع أفضل مقارنة بنظرائهم في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. كما أكد التقرير أن زيادة سن التقاعد إلى 64 عاماً وفقاً لإصلاح عام 2023 لن تؤثر على مدة التقاعد، لأن متوسط العمر المتوقع سيزداد بالمقابل.
وأكد التقرير أيضاً أن العاملين لحسابهم الخاص لن يتأثروا سلباً، وأن أنظمة التقاعد التكميلية ستشهد ارتفاعاً أيضاً.
وخلال تقديم نتائج التقرير، أوضح بيير موسكوفيسي، الرئيس الأول لديوان المحاسبة، أن هدف التقرير ليس تقديم توصيات سياسية، بل تقديم حقائق واضحة حول الوضع المالي لنظام المعاشات.
ورغم هذه التحليلات، يظل إصلاح نظام المعاشات، الذي رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاماً، مثيراً للجدل وغير شعبي في فرنسا. ويأتي تقييم ديوان المحاسبة الذي يشير إلى أن هذا الإصلاح لا يعالج العجز المالي الكلي في فرنسا، والذي بلغ 6.1% حتى نهاية عام 2024، كضربة للمطالبات بإلغاء هذا الإصلاح.
وشهدت فرنسا أزمة سياسية حادة بسبب إصلاح نظام المعاشات التقاعدية الذي تم إقراره في مارس 2023 في عهد حكومة إليزابيث بورن، التي استخدمت أداة دستورية مثيرة للجدل، هي المادة 49.3، لفرض خطتها للميزانية على البرلمان دون تصويت، مما أثار موجة من الاحتجاجات العنيفة في جميع أنحاء البلاد، وأدى إلى اضطراب واسع النطاق في الخدمات العامة. كما واجهت بورن عدة تصويتات بحجب الثقة، لكنها نجت منها جميعًا.
Relatedالوسط الفرنسي يعزز من فرصه في الرئاسيات بعد تحالف بين ماكرون وبايرومشاورات لتشكيل حكومة فرنسية جديدة.. رئيس الوزراء المكلف فرانسوا بايرو يتحرك تحت ضغط ميزانية 2025من هو فرانسوا بايرو، رئيس وزراء فرنسا الجديد؟تكررت الأزمة مع تولي فرانسوا بايرو منصب رئيس الوزراء في ديسمبر، حيث واجه بداية مضطربة بسبب الحالة المالية المقلقة لفرنسا. نجا بايرو مؤخرًا من ثالث تصويت بحجب الثقة في أقل من شهر بعد أن لجأ هو الآخر إلى المادة 49.3 لتمرير ميزانية عام 2025، التي تهدف إلى خفض 30 مليار يورو وزيادة الضرائب بـ 20 مليار يورو للحد من العجز إلى 5.4% من الناتج المحلي الإجمالي.
في محاولة لكسب دعم النواب الاشتراكيين ودرء تصويتات حجب الثقة، أبدى بايرو استعداده لإعادة فتح النقاش حول إصلاح المعاشات التقاعدية، بما في ذلك إمكانية تغيير سن التقاعد مجددًا، شريطة ألا تتفاقم الأزمة المالية.
تعيش فرنسا الآن حالة من الشلل السياسي بعد أن قام الرئيس إيمانويل ماكرون بحل مجلس النواب في البرلمان عقب خسارة حزبه في الانتخابات الأوروبية في يونيو 2024. وأسفر هذا القرار عن برلمان معلق منقسم إلى ثلاث كتل دون أغلبية مطلقة، مما أدى إلى انهيار حكومة سلف بايرو، ميشيل بارنييه، الذي أصبح أقصر رؤساء وزراء فرنسا خدمة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تخريب مبنى الاتحاد الأوروبي احتجاجًا على خطط الانضمام إلى منطقة اليورو أوربان: المجر ستقرر مصير انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي موسكو تُعلن عن بدء الاستعدادات لقمة مفصلية بين ترامب وبوتين فرنسوا بايروإيمانويل ماكرونمجتمعاقتصادالمصدر: euronews
كلمات دلالية: ألمانيا إسرائيل أولاف شولتس فلاديمير بوتين دونالد ترامب ألمانيا إسرائيل أولاف شولتس فلاديمير بوتين دونالد ترامب فرنسوا بايرو إيمانويل ماكرون مجتمع اقتصاد ألمانيا إسرائيل أولاف شولتس فلاديمير بوتين دونالد ترامب أوكرانيا حزب الله حسن نصر الله فولوديمير زيلينسكي حركة حماس حكومة دیوان المحاسبة فرانسوا بایرو رئیس الوزراء یعرض الآنNext ملیار یورو إلى أن رئیس ا
إقرأ أيضاً:
ماكرون يعلن مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 2 مليار يورو
الإعلان عن المساعدات جاء خلال استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الأربعاء في باريس، ضمن التحضيرات لقمة "تحالف الراغبين"، وهي مجموعة الدول المستعدة لتقديم ضمانات أمنية طويلة الأمد لأوكرانيا.
تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتقديم 2 مليار يورو إضافية من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
وخلال مؤتمر صحفي في باريس مساء الأربعاء، قبلقمة دولية رفيعة المستوى حول أمن أوكرانيا على المدى الطويل، التي بدأت صباح الخميس.
وتتضمن الحزمة الجديدة مجموعة من المعدات العسكرية، مثل صواريخ ميلان المضادة للدبابات، وصواريخ ميكا للطائرات المقاتلة من طراز ميراج الفرنسية الصنع، وصواريخ ميسترال للدفاع الجوي، ومركبات مدرعة، وذخائر، وطائرات بدون طيار.
قضية قوات حفظ السلام الشائكةوأوضح ماكرون أن قمة باريس ستتناول "الشكل المستقبلي للقوات المسلحة الأوكرانية"، وتهدف المناقشات إلى ضمان بقاء أوكرانيا قادرة على مقاومة الهجمات الجديدة والحفاظ على الأمن على المدى الطويل.
وعننشر قوات حفظ السلام، أوضح ماكرون أن هذه القوات لن تكون منتشرة في الخطوط الأمامية.
ووفقًا للرئيس الفرنسي، فإن تعزيز الجيش الأوكراني هو الأولوية الرئيسية، مع احتمال نشر قوات حفظ السلام للاحتفاظ بمواقع خلف الخطوط الأمامية كإجراء ثانوي. ويمكن أن تتمركز هذه القوات في "بلدات استراتيجية" أو "قواعد عسكرية".
من جهته أمل زيلينسكي أن "تحافظ الولايات المتحدة على التزامها بفرض وقف إطلاق النار". وقال في المؤتمر الصحافي، "لقد أجرينا العديد من المناقشات مع الولايات المتحدة في المملكة العربية السعودية التي مكنتنا من الحصول على المساعدات الأمريكية والمعلومات الاستخباراتية التي نحتاجها".
"نأمل ونعتقد أن أمريكا لديها القوة الكافية لفرض وقف إطلاق النار الجزئي" أضاف زيلنسكي.
ويوم الثلاثاء، أعلنت الولايات المتحدة إنها توسطت في اتفاق لإنهاء القتال في البحر الأسود في محادثات مع أوكرانيا وروسيا.
ومع ذلك، أصدرت موسكو في وقت لاحق بيانًا أكدت فيه احترامها وقف إطلاق النار فقط "عندما يتم رفع العقوبات المفروضة على بنوكها وصادراتها".
"من المبكر جدًا" رفع العقوبات عن روسياورفض ماكرون فكرةتخفيف العقوبات على روسيا، واصفًا إياها بأنها "مبكرة جدًا". "السلام من خلال القوة لا يعني رفع العقوبات. فرفعها يعتمد فقط على اختيار روسيا للامتثال للقانون الدولي"، أضاف الرئيس الفرنسي في انتقاد واضح لإدارة ترامب.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت يوم الثلاثاء أنها ستخفف العقوبات التي تستهدف التجارة الزراعية الروسية.
ورغم ذلك، أكد زيلينسكي مجددًا ضرورة تشديد العقوبات ضد موسكو، كما دعا إلى إبقائها "سارية المفعول وأن يتم تشديدها"، معتبراً أن "الدبلوماسية القائمة على القوة هي الفعّالة وحدها".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية باريس تحتضن الخميس قمة مصيرية لدعم أوكرانيا.. ماذا نعرف عن "تحالف الراغبين"؟ ماكرون يعزز الردع النووي بـ40 رافال وتحديث قاعدة جوية بـ1.5 مليار يورو فرنسا بين العجز المالي والطموح العسكري: كيف سيموّل ماكرون خططه الدفاعية؟ فولوديمير زيلينسكيإيمانويل ماكرونتحالف دولي