المفتي دريان دعا الى التماس هلال شهر رمضان غروب الجمعة
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
أعلنت دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية، أن التماس هلال شهر رمضان المبارك لعام 1446هـ سوف يتم التحري عنه بعد غروب شمس يوم الجمعة 29 شعبان 1446هـ الموافق 28 شباط 2024، استنادا الى الحديث النبوي الشريف "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته"، وسيجري مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان اتصالات ومشاورات بعد غروب هذا اليوم، مع كبار العلماء والمفتين ووزراء الأوقاف الإسلامية في البلدان العربية للتثبت من رؤية الهلال.
واصدر مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بيانا، حدد فيه فدية العجز عن الصيام جاء فيه: "العجز الدائم عن الصيام في شهر رمضان المبارك هوَ العجزُ الذي يدومُ إلى الموت غالباً، كالمريض مرضاً لا يُرجَى بُرؤُهُ ولا شفاؤُهُ، ولا يُطيقُ المريضُ معَهُ الصومَ أو يُشكِّلُ لهُ ضرراً أو زيادةً في مرضه، أو خطراً على صحته أو حياته، أو الكبير في السِّن (الهَرِم) الذي لا يطيق الصوم، فهذان وأمثالُهُما يُفطران ولا يُعيدان الأيام التي أفطراها، بل عليهما فديةُ الصَّومِ فقط عن كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك".
أضاف: "والفديةُ هي إطعام مسكينٍ عن كل يوم من أيام شهر رمضان، ويجوز دفعُ قيمة هذه الفديَة من النقود، وهو أيسَرُ على الناس وأنفَعُ للفقراء، ومقدارُ قيمتها يتفاوَت بحَسَبِ حالِ المعذور قُدرةً واستطاعةً؛ فأقلُّها 300.000ل.ل ثلاثمائة ألف ليرة لبنانية وما فوق ذلك للقادر، ومن عجَزَ عنها بقيَتْ في ذِمَّته حتى يقدرَ عليها".
كما أصدر بيانا حدد فيه صدقة الفطر لشهر رمضان المبارك جاء فيه: "صدقةَ الِفطرِ واجبةٌ على كُلِّ مُسلم ومُسلمة عنده فضلٌ وزيادةٌ عن قوته وقوتِ مَنْ تلزمه نفقتهم ليلةَ العيدِ ويومَهُ، فيخرجُها عن نفسه وعنهم كزوجة وأولاد وغيرهم ممَّن هم في نفقته، يدفعها إلى الفقراء والمساكين، لقول النبيِّ محمَّدٍ عليه الصَّلاة والسلام: "أغنُوهُم عن المسأَلَة في هذا اليوم" أي يوم العيد، لما في ذلك من الرفق بالفقراء وإغنائهم عن السؤال يوم العيد، وإدخال السرور عليهم في يوم يُسَرُّ المسلمونَ بقدومه عليهم، وهو ما ذهب إليه الأئمة الأربعة الشافعي وأبو حنيفة وأحمد ابن حنبل ومالك بن أنس، رضي الله عنهم أجمعين".
أضاف: "ومقدار الواجب فيها صاعٌ من قمح أو تمرٍ أو زبيب أو صاع من غالب قوت البلد، والصَّاع مكيالٌ مُتوارَثٌ من عهد النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يُقَدَّرُ بكيلُوَيْنِ وأربعمائة غرام (2400 غراماً.( ويجوزُ دفعُ قيمة هذه الأشياء من النقود، وهو أيْسَرُ على الناس، وأنفَعُ للفقراء، وأقلُّها 400.000 ل.ل أربعمائة ألف ليرة لبنانية يصرفها كلُّ واحدٍ عن نفسِه وعن كل واحد ممَّن تلزمه نفقَتهم بحسَبِ حالِهِ قُدرَةً واستِطَاعةً ومن تَطَوَّع خيراً بالزيادة فهو خيرٌ له، والله تعالى أعلم".
هذا واصدر الزكاة في لبنان ـ دار الفتوى بيانًا حدد فيه نصاب الزكاة وفق ما يلي:
"نصاب الزكاة هو المقدار المعين من المال الذي يجب أن يمتلكه المسلم ليكون ملزماً بإخراج الزكاة. يُحدد النصاب بمقدار 85 جراماً من الذهب أو 595 جراماً من الفضة. فإذا بلغت ثروة المسلم هذا الحد أو أكثر ومر عليها عام هجري كامل، وجب عليه إخراج 2.5% من ماله كزكاة. النصاب يعد معياراً عادلاً يضمن أن الزكاة تُفرض فقط على من لديهم ثروة كافية.
وحددت الهيئة الشرعية في صندوق الزكاة ـ دار الفتوى نصاب الزكاة لعام 2025م ـ 1446 هـ
*نصاب الذهب : 7900$ ( سبعة آلاف وتسعمائة دولاراً أميركياً) بما يوازيه بالليرة اللبنانية حين إخراج الزكاة
*نصاب الفضة : 605$ (ستمائة وخمسة دولارات أميركية) بما يوازيه بالليرة اللبنانية حين اخراج الزكاة
من ملك النصاب الشرعي (ذهباً أو فضة) وحال الحول على ماله ـ سنة هجرية كاملة ـ فقد وجبت في ذمته الزكاة 2.5%، ولأن الزكاة قد فرضت لما فيه مصلحة المجتمع وشرائحه المحتاجة ممن سماهم الله في كتابه الكريم فالأولى احتساب الزكاة على نصاب الفضة لما فيه من مصلحة للفقير وأجر من الله العلي القدير".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: شهر رمضان المبارک
إقرأ أيضاً:
الأرض المباركة في خطبة الجمعة.. تأملات في تاريخ وتجليات سيناء
حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القادمة بعنوان: «الأرض المباركة»، قائلة إن الهدف من هذه الخطبة هو توعية الجمهور بمكانة أرض سيناء المباركة أرض التجلي، علمًا بأن الخطبة الثانية تتناول بيان خطورة التحرش، ودور الأسرة في مواجهته.
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيـِّـبًا مُبَارَكًا فِيهِ، مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الأَرْضِ وَمِلْءَ مَا شَاءَ رَبُّنَا مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، حَمْدًا يَلِيقُ بِعَظَمَةِ جَلَالِهِ وَكَمَالِ أُلُوهِيَّتِهِ، وأَشهدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأَشهدُ أنَّ سَيِّدَنَا وَبَهْجَةَ قُلُوبِنَا وَقُرَّةَ أَعْيُنِنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَخِتَامًا لِلأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، فَشَرَحَ صَدْرَهُ، وَرَفَعَ قَدْرَهُ، وَشَرَّفَنَا بِهِ، وَجَعَلَنَا أُمَّتَهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:
فَقِفْ أَيُّهَا العَقْلُ عِنْدَ مُنْتَهَاكَ، فَبَيْنَ يَدَيْكَ ذِكْرَى تَحْرِيرِ سَيْنَاءَ، الأَرْضِ المُبَارَكَةِ، أَرْضِ التَّجَلِّيَاتِ، مَجْمَعِ الرِّسَالَاتِ، مَهْبِطِ الأَنْبِيَاءِ، سَاحَةِ الأَبْرَارِ، مَمَرِّ الحُجَّاجِ الكِرَامِ إِلَى بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ، فَعَلَى أَدِيمِهَا الطَّاهِرِ سَارَتِ الأَقْدَامُ المُبَارَكَةُ، وَعَلى تُرَابِهَا المَيْمُونِ ارْتَفَعَت الأَكُفُّ الضَّارِعَةُ وَعَرَجَت الأَرْوَاحُ الهَائِمَةُ، فَكُلَّمَا خَطَوْتَ فِي سَيْنَاءَ خُطْوَةً اسْتَشْعَرْتَ بَرَكَةَ قَسَمِ رَبِّ العَالَمِينَ بِأَرْضِنَا المُبَارَكَةِ، حَيْثُ قَالَ سُبْحَانَهُ: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ}.
أَيُّهَا النَّاسُ، تَخَيَّلُوا مَعِي ذَلِكَ المَشْهَدَ الإِلَهِيَّ الكَوْنِيَّ المَهِيبَ، مَشْهَدٌ لَمْ يَشْهَدِ الزَّمَانُ مِثْلَهُ، حِينَ اصْطَفَى اللهُ جَلَّ جَلَالُهُ لِكَلِيمِهِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ أَشْرَفَ الأَزْمَانِ وَأَرْقَاهَا، وَاخْتَارَ لَهُ أَسْمَى الأَمَاكِنِ وَأَبْرَكَهَا، فتَجَلَّى الرَّبُّ جَلَّ جَلَالُهُ لِنَبِيِّهِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ عَلَى جَبَلِ الطُّورِ، فَاهْتَزَّ الجَبَلُ خَشْيَةً وَتَدَكْدَكَ عَظَمَةً، بَيْنَمَا كَانَ قَلْبُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ يَسْتَقْبِلُ نُورَ الهِدَايَةِ وَيَتَشَرَّبُ حِكْمَةَ السَّمَاءِ، إِنَّ هَذِهِ اللَّحْظَةَ الفَرِيدَةَ رَمْزٌ أَبَدِيٌّ لِعَظَمَةِ الوَحْيِ الَّذِي يُضِيءُ دُرُوبَ الحَائِرِينَ، وَكَأَنَّ ذَرَّاتِ رِمَالِ سَيْنَاءَ تَحْمِلُ بَيْنَ طَيَّاتِهَا صَدَى كَلِمَاتِ اللهِ تَعَالَى الَّتِي تَجَلَّتْ عَلَى جَبَلِهَا المُبَارَكِ {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْـمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}، {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَامُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى}.
أَيُّهَا المِصْرِيُّونَ، اسْتَشْعِرُوا نِعْمَةَ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ عَلَى مِصْرَ وَأَهْلِهَا، فَأَيُّ شَرَفٍ وَأَيُّ مَجْدٍ وَأَيُّ بَرَكَةٍ وَأَيُّ نُورٍ وَأَيُّ بَصِيرَةٍ أُفِيضَتْ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى تِلْكَ البُقْعَةِ الغَرَّاءِ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ! أَيُّ فَضْلٍ وَكَرَمٍ وَمِنْحَةٍ وَعَطَاءٍ مِنَ اللهِ لَنَا أَهْلَ مِصْرَ، لَمـَّا أَنِ اصْطَفَى اللهُ تَعَالَى بُقْعَةً مِنْ أَرْضِنَا الطَّاهِرَةِ لِيَتَجَلَّى عَلَيْهَا مُصْطَفِيًا نَبِيَّهُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ!
أَيُّهَا المِصْرِيُّونَ، إِنَّ هَذَا التَّجَلِّي لَمْ يَكُنْ آخِرَ العَهْدِ بِأَرْضِ سَيْنَاءَ، بَلْ إنَّه مَا أَنْ مَضَتِ السَّنَوَاتُ، واشْتَاقَتْ أَرْضُ سَيْنَاءَ وَجِبَالُهَا وَوِدْيَانُهَا لِتِلْكَ الأَنْوَارِ وَالبَرَكَاتِ، حَتَّى أَتَى الوَحْيُ الشَّرِيفُ مِنَ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ يَدْعُوهُ اللهُ لِمِيقَاتِهِ سُبْحَانَهُ، فَاسْتَشْرَفَتْ أَرْضُ سَيْنَاءَ مِنْ جَدِيدٍ لِشُهُودِ هَذَا التَّجَلِّي العَظِيمِ {وَلـَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}.
أَيُّهَا الكِرَامُ، فَلْنَسْتَلْهِمْ مِنْ صَمْتِ سَينَاءَ الحِكْمَةَ، وَمِنْ وُعُورَةِ دُرُوبِهَا القُوَّةَ، وَمِنْ شَمْسِهَا السَّاطِعَةِ النُّورَ، تَعَالَوْا نَتَأَمَّلُ فِي جِبَالِهَا الشَّمَّاءِ الَّتِي تُشْبِهُ فِي صُمُودِهَا قُلُوبَ المِصْرِيِّينَ، وَفِي وِدْيَانِهَا الفَسِيحَةِ الَّتِي تَحْتَضِنُ آمَالَ المُسْتَبْشِرِينَ، إِنَّ سَينَاءَ المُبَارَكَةَ أَرْضٌ تُرَابُهَا ذَهَب، وَنَخِيلُهَا عَجَب، وَمَعَادِنُ رِجَالِهَا تُحَبّ، رِمَالُهَا فَيْرُوز، وَخَزَائِنُهَا كُنُوز، أَرْضُنَا سَيْنَاءُ كِتَابٌ مَفْتُوحٌ يَقْرَأُ فِيهِ العَارِفُونَ سُطُورَ العَظَمَةِ الإِلَهِيَّةِ، وَالبُطُولَةِ المِصْرِيَّةِ، فَفِي كُلِّ حَجَرٍ حِكَايَة، وَفِي كُلِّ وَادٍ قِصَّة، وَعَلَى كُلِّ شِبْرٍ مَلْحَمَة!
أَيُّهَا الكِرَامُ، بُثُّوا فِي نُفُوسِ أَوْلَادِكُمْ أَنَّ سَيْنَاءَ الأَرْضَ المُبَارَكَةَ عُنْوَانُ الثَّبَاتِ وَالنَّصْرِ، وَأَرْضُ المَلَاحِمِ والبُطُولَاتِ وَالعِزَّةِ والإِبَاءِ وَالكَرَامَةِ، ارْتَوَت أَرْضُهَا بِدِمَاءِ الشُّهَدَاءِ، وَكُلُّ ذَرَّةٍ فِيهَا تَشْهَدُ لِجُنُودِ مِصْرَ الأَوفِيَاءِ، فَاقْدُرُوا لِتِلْكَ الأَرْضِ المُبَارَكَةِ قَدْرَهَا، فَإِنَّ الخَامِسَ وَالعِشْرِينَ مِنْ أَبْرِيلَ شَاهِدٌ أَنَّ سَيْنَاءَ تَنْفِي خَبَثَهَا، حَيْثُ يَجْتَمِعُ في هَذَا اليَوْمِ العَظِيمِ شَرَفُ الزَّمَانِ وَالمَكَانِ والإِنْسَانِ مَمْزُوجًا بِتَكْبِيرَاتِ النَّصْرِ وَنَظَرَاتِ الأَمَلِ فِي مُسْتَقْبَلٍ يَحْمِلُ الخَيْرَ وَالبَرَكَةَ وَالنَّمَاءَ.
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَبَعْدُ:
فَإِنَّ التَّحَرُّشَ اعْتِدَاءٌ عَلَى حُرُمَاتِ النَّاسِ المَصُونَةِ، وَتَعَدٍّ صَارِخٌ عَلَى القِيَمِ الإِنْسَانِيَّةِ، وَمُخَالَفَةٌ لِلْفِطَرِ السَّوِيَّةِ، يَسْتَبِيحُ حُرْمَةَ النَّاسِ، وَيَتْرُكُ فِي نُفُوسِهِمْ جُرُوحًا غَائِرَةً قَدْ لَا تَنْدَمِلُ، فَيَا أَيُّهَا الكِرَامُ أَدُّوا دَوْرَكُمْ، وَلَا تَتَرَدَّدُوا فِي فَتْحِ هَذَا المَوْضُوعِ الحَسَّاسِ مَعَ ذَويكُم، ابْحَثُوا عَنِ الأُسْلُوبِ المُنَاسِبِ وَالكلِمَةِ المُلَائِمَةِ، وَاشْرَحُوا لَهُمْ أَنَّ بَرَاءَتَهُمْ حِصْنٌ مَنِيعٌ لَا يَحِقُّ لِأَحَدٍ اخْتِرَاقَهُ، وَأَنَّ أَجْسَادَهُمْ مِلْكٌ لَهُمْ وَحْدَهُمْ، فَلَا يحِقُّ لِأَيِّ شَخْصٍ أَنْ يَلْمِسَهَا أَوْ يَقْتَرِبَ مِنْهَا.
أَيُّهَا السَّادَةُ، بُثُّوا فِي نُفُوسِ مَنْ حَوْلَكُمُ قُوَّةَ الرَّفْضِ فِي التَّعَامُلِ مَعَ كُلِّ شَخْصٍ غَرِيبٍ أَوْ فِعْلٍ مُرِيبٍ، وَجِّهُوهم إِلَى الإِبْلَاغِ عَنْ أَيِّ حَالَةِ تَحَرُّشٍ، وَأَدْخِلُوا فِي قُلُوبِهِم السَّكِينَةَ وَالطُّمَأْنِينَةَ أَنَّكُمْ سَتُصَدِّقُونَهُمْ وَسَتَقِفُونَ سَنَدًا لَهُمْ، حَتَّى يَنَالُوا حُقُوقَهُمْ القَانُونِيَّةَ.
أَيُّهَا الكِرَامُ، إِنَّ التَّوْعِيَةَ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ كَلِمَاتٍ تُقَالُ، بَلْ هِيَ سُلُوكٌ وَمُمَارَسَةٌ، فَكُونُوا قُدْوَةً حَسَنَةً فِي احْتِرَامِ الآخَرِينَ وَحُدُودِهِمْ، وَكُونُوا يَقِظِينَ لِأَيِّ عَلَامَاتٍ تَدُلُّ عَلَى تَعَرُّضِ مَنْ تُحَبٌونَ لِلْأَذَى، كَالانْطِوَاءِ المُفَاجِئِ، أَوْ تَغَيُّرِ المِزَاجِ، أَو الخَوْفِ غَيْرِ المُبَرَّرِ، فَقَطْرَةُ وِقَايَةٍ خَيْرٌ مِنْ قِنْطَارٍ عِلَاجٍ.
اللَّهُمَّ أَنْزِلِ السَّكِينَةَ عَلَى مِصْرَ وَأَهْلِهَا
وَافْتَحْ لَنَا البَرَكَاتِ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ
وَبَارِكْ فِي مِصْرَ وَرِجَالِهَا وشَعْبِهَا وَجَيْشِهَا
اقرأ أيضاًسيناء «الأرض المباركة».. موضوع خطبة الجمعة القادم لـ وزارة الأوقاف
خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف.. الأرضُ المباركةُ
بعد توجيه الرئيس السيسي دعاة الأوقاف للاقتداء به.. من هو الإمام السيوطي؟