بعد 5 أشهر من اغتياله.. لبنان يشيع حسن نصر الله في جنازة حاشدة والاحتلال يعلق
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
شهدت العاصمة اللبنانية بيروت، أمس الأحد، مراسم تشييع غير مسبوقة لأمين عام حزب الله السابق حسن نصر الله وخلفه هاشم صفي الدين، اللذين اغتيلا في غارات إسرائيلية خلال الأسابيع الماضية.
وشارك عشرات الآلاف من أنصار الحزب في الجنازة التي جرت في مدينة كميل شمعون الرياضية جنوب بيروت، وسط إجراءات أمنية مشددة وحضور وفود إيرانية رفيعة المستوى، في حين لم يحضر الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، وتم وضع صور عملاقة لـ حسن نصر الله وصفي الدين داخل المدينة الرياضية وعلى جدرانها، فيما حمل المشيعون نعشيهما المغطّيين برايات حزب الله الصفراء.
واغتيل حسن نصر الله في 27 سبتمبر الماضي، في غارة إسرائيلية استهدفت مقره تحت الأرض في منطقة حارة حريك، المعقل الرئيسي للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث استخدمت فيها أطنان من المتفجرات، ولم تمضِ سوى أيام قليلة حتى قُتل خليفته هاشم صفي الدين في 3 أكتوبر، في غارة مماثلة.
وقد امتلأت مدينة كميل شمعون الرياضية والطرق المؤدية إليها بحشود كبيرة للغاية منذ ساعات الصباح الأولى، من أنصار الحزب الذين ارتدوا الملابس السوداء ورفعوا صور حسن نصر الله وصفي الدين ورايات الحزب الصفراء، ووفقا المنظمين، فقد امتلأت مدرجات الملعب بالكثيرين، إذ يتسع لأكثر من نحو 78 ألف شخص، إضافة إلى المقاعد الإضافية التي تم وضعها، وقبل مراسم التشييع، بثت شاشات عملاقة في الملعب مقتطفات من خطابات سابقة لنصر الله، ما دفع الكثير من المشيعين إلى البكاء.
وفي ذات الوقت غاب الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام عن حضور المراسم، إذ أوفد الأول رئيس مجلس النواب نبيه بري، حليف حزب الله، لتمثيله، وأرسل نواف سلام وزير العمل محمد حيدر، بينما كان هناك حضور إيراني رفيع المستوى، إذ تقدم الجنازة وفد ضم محمد باقر قاليباف، رئيس مجلس الشورى الإيراني، عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، علي فدوي، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني.
وألقى نعيم قاسم، كلمة خلال مراسم التشييع، حيث تعهد الأمين العام الجديد لحزب الله، نعيم قاسم، بمواصلة مسيرة نصر الله، قائلا: سنحفظ الأمانة وسنسير على هذا الخط، مردّدًا بقبضة مرفوعة: أنا على العهد يا نصر الله.
وأكمل قاسم الذي ظهر عبر الفيديو من موقع غير معلوم بسبب التحليق المكثف للطائرات الإسرائيلية فوق بيروت: لن نقف مكتوفي الأيدي بينما نتعرض للقتل والاحتلال.. ونقول لأمريكا: لن تأخذوا بالسياسة ما لم تأخذوه بالحرب.
وأشار إلى أن حزب الله يدعم الجيش اللبناني ويقف إلى جانبه، في رسالة تؤكد استمرار العلاقة بين الحزب والقوات المسلحة اللبنانية.
ونُشرت آلاف العناصر الأمنية في محيط المراسم، كما عُلقت الرحلات الجوية في مطار بيروت من الساعة 12:00 ظهرا حتى 4:00 عصرا بتوقيت بيروت، وتم هذا مع تصاعد التوتر الأمني حيث اتخذ حزب الله والأجهزة الأمنية اللبنانية تدابير مشددة
دفن حسن نصر اللهوذكرت وسائل إعلام كمحلية وعالمية، أن حسن نصر الله دفن في قطعة أرض تقع بين الطريقين المؤديين إلى المطار، فيما نُقل جثمان صفي الدين إلى بلدته دير قانون النهر جنوب لبنان، ليدفن اليوم الإثنين.
الاحتلال يعلق علي جنازة حسن نصر اللهوشنت مقاتلات إسرائيلية، صباح أمس الأحد، غارات على جنوب لبنان وشرقه، ما أسفر عن إصابة فتاة بجروح، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، وأكد الجيش الإسرائيلي أنه استهدف موقعًا عسكريا يحتوي على منصات الكثير من الصواريخ والأسلحة في جنوب لبنان، كما استهدفت أيضا منصات صواريخ كانت تشكل تهديدا محتملا للمدنيين الإسرائيليين.
وحلق الطيران الحربي الإسرائيلي على علو منخفض فوق بيروت وضاحيتها الجنوبية، في استعراض واضح للقوة، وفي تعليق مستفز على جنازة نصر الله، نشر الجيش الإسرائيلي تغريدة عبر منصة إكس تويتر، قال فيها: اليوم هو يوم جنازة حسن نصر الله.. اليوم أصبح العالم مكانًا أفضل.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي التي تحلق حاليًا في سماء بيروت فوق جنازة حسن نصر الله ترسل رسالة واضحة، متابعا: من يهدد بتدمير إسرائيل ويهاجمها، فهذه ستكون نهايته.
اقرأ أيضاًالرئيس اللبنانى «جوزيف عون» لن يشارك فى جنازة «حسن نصر الله»
تشييع جنازة حسن نصر الله اليوم من بيروت.. بث مباشر
حزب الله يستعد لإقامة جنازة حسن نصر الله بالضاحية الجنوبية لبيروت الأحد المقبل
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: العاصمة اللبنانية العاصمة اللبنانية بيروت بيروت حسن نصر الله رئيس مجلس الشورى الإيراني رئيس مجلس النواب نبيه بري عباس عراقجي علي فدوي غارات إسرائيلية محمد باقر قاليباف نائب قائد الحرس الثوري الإيراني هاشم صفي الدين وزير الخارجية الإيراني جنازة حسن نصر الله جوزیف عون نعیم قاسم حزب الله
إقرأ أيضاً:
بدء مراسم تشييع جثمان حسن نصرالله وهاشم صفي الدين في بيروت
بدأت منذ قليل، مراسم حزب الله، اليوم الأحد، لتشييع جثمان الأمين العام السابق حسن نصرالله الذى أغتيل فى غارة جوية إسرائيلية سبتمبر الماضى بالضاحية الجنوبية، كما يتم تشييع هاشم صفي الدين في مراسم يحضرها المئات من داخل وخارج لبنان.
يشارك في المراسم، وفد إيراني رفيع المستوى، كما يشارك رئيس البرلمان اللبنانى نبيه برى ممثلا لرئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون.
تتشييع نصر اللهوشهد ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية ببيروت منذ السادسة من صباح اليوم الأحد، توافدا شعبيا من الداخل اللبناني ومن الخارج، استعدادًا لمراسم تشييع حسن نصرالله الأمين العام السابق لحزب الله وهاشم صفى الدين رئيس المجلس التنفيذي للحزب، المقررة ظهر اليوم، وسط تأهب رسمي واستنفار غير مسبوق على مستوى الأجهزة الأمنية فى لبنان، التي اتخذت الإجراءات والتدابير اللازمة كافة في المدينة الرياضية ومحيطها ليباشر تنفيذها تباعاً، تحسباً لأي مستجدات قد تخل بالأمن وسلامة المشاركين.
ووفق المنظمين من الحزب، ستستوعب المدينة الرياضية أكثر من 23 ألف مقعد داخل الملعب، إضافة إلى 55 ألف مقعد على مدرجاتها. وفي الساحات الخارجية، تم تخصيص 35 ألف مقعد للرجال و25 ألف مقعد في جناح مخصص للنساء.
وأعلنت اللجنة المنظمة مشاركة شخصيات رسمية لبنانية وخارجية، فيما أحصت اللجنة العليا لـ مراسم التشييعمشاركة نحو 79 دولة من مختلف أنحاء العالم، بين مشاركات شعبية ورسمية.
نشأة حسن نصر اللهوُلد حسن نصر الله في أغسطس 1960 في أحد الأحياء الفقيرة شرق بيروت، كان والده يملك محل بقالة صغيرًا، وكان نصرالله هو الابن الأكبر بين 9 أبناء.
عند اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية كان عمره 15 عامًا، في بداية الحرب، قرر والد حسن نصرالله مغادرة بيروت والعودة إلى قريته الأصلية في جنوب لبنان «البازورية» التي ينتمي سكانها إلى الطائفة الشيعية مثل العديد من القرى في مدينة صور في محافظة الجنوب، وهناك تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي.
وانضم حسن نصر الله في سن الـ 15 إلى أهم مجموعة سياسية عسكرية شيعية لبنانية في ذلك الوقت إلى «حركة أمل»، وهي جماعة مؤثرة وناشطة أسسها موسى الصدر، ورغم أن «نصرالله» درس في النجف بالعراق لمدة عامين فقط ثم اضطر إلى مغادرتها، إلا أن وجوده في النجف كان له تأثير عميق على حياته، حيث التقى في النجف برجل دين آخر يُدعى عباس الموسوي والذي كان يكبر حسن نصر الله بـ8 سنوات، وسرعان ما أصبح مدرسًا صارمًا ومرشدًا مؤثرًا في حياة نصرالله، وبعد عودتهما إلى لبنان، انضم الاثنان إلى القتال في الحرب الأهلية.
كان «الموسوي» يُعتبر أحد طلاب موسى الصدر في لبنان، وتأثر بقوة بالأفكار السياسية لروح الله الخميني الذي سيصبح المرشد الأعلى للثورة الإيرانية فيما بعد.
تأسيس حزب اللهقرر قادة الحرس الثوري الإسلامي في إيران الذين كانوا يمتلكون خبرة في الحروب التقليدية، إنشاء مجموعة في لبنان تتبع بالكامل لإيران، واختاروا الاسم الذي كانوا معروفين به في إيران ليكون اسم هذه المجموعة «حزب الله».
وفي عام 1985، أعلن حزب الله رسميًا عن تأسيسه، انضم حسن نصرالله وعباس الموسوي، مع بعض الأعضاء الآخرين في حركة أمل، إلى هذه المجموعة التي تم إنشاؤها حديثًا.
عندما انضم نصرالله إلى جماعة حزب الله، كان عمره 22 عامًا فقط وبمعايير رجال الدين الشيعة، كان يُعتبر مبتدئًا، وكان يقودها شخصية أخرى تُدعى صبحي الطفيلي، وسرعان ما تركت بصمتها من خلال تنفيذ أعمال مسلحة ضد القوات الأمريكية في لبنان.
التواصل مع إيرانفي منتصف الثمانينيات، ومع تعمق علاقة نصرالله مع إيران، قرر الانتقال إلى مدينة قم لمواصلة دراسته الدينية، وخلال فترة وجوده في الحوزة العلمية في قم، أصبح نصرالله متمكنًا من اللغة الفارسية وأقام علاقات صداقة وثيقة مع العديد من النخب السياسية والعسكرية في إيران.
عندما عاد إلى لبنان، نشأ خلاف كبير بينه وبين عباس الموسوى، في ذلك الوقت، كان الموسوي يدعم زيادة النشاط السوري والنفوذ في لبنان تحت قيادة حافظ الأسد، في حين أصر نصرالله على أن تركز الجماعة على الهجمات ضد الجنود الأمريكيين والإسرائيليين.
موقفه تجاه إسرائيلوجد نصرالله نفسه في الأقلية داخل حزب الله، وبعد ذلك بوقت قصير، تم تعيينه «ممثلًا لحزب الله في إيران»، أعادته هذه الوظيفة إلى إيران وأبعدته في الوقت نفسه عن الساحة اللبنانية.
تصاعد التوتر بين الحزب وإيران، إلى درجة أنه في عام 1991 تم عزل صبحي الطفيلي من منصب الأمين العام لحزب الله بسبب معارضته لارتباط الجماعة بإيران، وتم تعيين عباس الموسوي بدلًا منه.
بعد عزل الطفيلي، عاد حسن نصرالله إلى بلاده، بعدما بدت مواقفه حول دور سوريا في لبنان قد تعدلت، وأصبح فعليًا الرجل الثاني في جماعة حزب الله.
توليه قيادة حزب اللهاغتيل عباس الموسوي على يد عملاء إسرائيليين (الموساد) بعد أقل من عام من انتخابه أمينًا عامًا لحزب الله، وفي العام نفسه 1992، انتقلت قيادة الجماعة إلى حسن نصرالله في ذلك الوقت والذي كان يبلغ وقتها 32 عاما.
اقرأ أيضاًالرئيس اللبنانى «جوزيف عون» لن يشارك فى جنازة «حسن نصر الله»
حزب الله يستعد لإقامة جنازة حسن نصر الله بالضاحية الجنوبية لبيروت الأحد المقبل
ماذا قال «راغب علامة» عن حسن نصر الله؟ بيان رسمي يكشف الحقيقة «صور»