العقوبات على روسيا معضلة أساسية في السلام مع أوكرانيا
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
سيتعين على الأوروبيين أن يقرروا أياً من العقوبات المفروضة على روسيا يجب الإبقاء عليها وتلك التي يرغبون في رفعها من أجل تأمين سلام عادل ودائم في أوكرانيا.
سيكون صعباً لقبول رفع العقوبات عن روسيا بعد ضمها للأراضي
ويقول الباحث في تشاتهام هاوس روبرت نيبلت في مقاله بصحيفة "فايننشال تايمز" إنه من المحزن ولكن ليس من المستغرب أن يفشل القادة الأوروبيون في باريس الأسبوع الماضي في الاتفاق على تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا.
ولكن الحكومات الأوروبية تتمتع بنفوذ اقتصادي جماعي، إذ فرض الاتحاد الأوروبي 15 جولة من العقوبات على روسيا منذ غزوها الكامل لأوكرانيا في فبراير 2022. وسيكون من غير المقبول أن يثبت الأوروبيون أنهم غير مستعدين للعواقب الاقتصادية لسلام دونالد ترامب - وقبل كل شيء استعداده لرفع العقوبات الغربية على روسيا مقابل إنهاء القتال.
Europeans will need to decide which Russian sanctions to keep https://t.co/tNAYDADanb | opinion
— Financial Times (@FT) February 23, 2025ويرى الكاتب أن الحكومات الأوروبية تحتاج بشكل عاجل إلى إجراء مراجعة للعقوبات التي قد تكون على استعداد لرفعها للمساعدة في تأمين السلام.
ويجب إبلاغ موقفها إلى واشنطن في أسرع وقت ممكن. وإذا لم يحدث هذا، فقد يقدم ترامب تنازلات بشأن العقوبات من جانب واحد، ويقدمها كأمر واقع ثم يلقي باللوم على الأوروبيين إذا أدت تحفظاتهم إلى نسف اتفاق السلام الذي توصل إليه.
على سبيل المثال، ينبغي للحكومات الأوروبية أن ترفض إعادة نحو 250 مليار يورو من احتياطيات البنك المركزي الروسي التي تحتفظ بها المؤسسات المالية الأوروبية ما لم تدفع موسكو تعويضات الحرب الكاملة.
ولكن قد تسمح هذه الحكومات لبعض البنوك الروسية بالعودة إلى نظام المدفوعات سويفت لتسوية تجاراتها مع نظيراتها الأجنبية بشأن التجارة غير المصرح بها.
كما يمكنها السماح لمؤسساتها المالية بتأمين ناقلات النفط الروسية، دون فرض سقف لسعر البيع يبلغ 60 دولاراً للبرميل المنقول. وبعد كل شيء، إذا نفذ ترامب وعده بزيادة صادرات النفط الأمريكية بشكل كبير، فقد يؤدي هذا إلى دفع سعر النفط الروسي إلى ما دون السقف في كل الأحوال.
بيدق في لعبة أكبرولكن حتى في حين يفكرون في العقوبات التي يجب رفعها والتي يجب الإبقاء عليها، يتعين على الأوروبيين أن يقبلوا أن ترامب ينظر إلى العقوبات من خلال عدسة مختلفة تماماً، فأوكرانيا ليست سوى بيدقاً في لعبة قوة أكبر، فإنهاء الحرب قد يساعد في فصل روسيا عن الصين وبالتالي إضعاف بكين استراتيجياً، وهي الأولوية للولايات المتحدة.
Europeans will need to decide which Russian sanctions to keep https://t.co/tbrYsfkQtM
— FT Europe (@ftbrussels) February 23, 2025من ناحية أخرى، تتمثل الأولويات الاستراتيجية الرئيسية لأوروبا في ضمان بقاء أوكرانيا كدولة ذات سيادة مستدامة ومنع روسيا من استخدام القوة العسكرية لضم الأراضي أو إنشاء مجال نفوذ خارج حدودها.
وطالما أن بوتين يهدد هذه الأهداف، فسيرغب الأوروبيون في الإبقاء على بعض العقوبات سارية.
علاوة على ذلك، فإن ترامب ليس مهتماً بالسلام العادل؛ فهو مهتم فقط بالسلام.
لذا، بينما يفكر الأوروبيون في موقفهم بشأن العقوبات، يحتاجون أيضاً إلى إيجاد نقاط ضغط على ترامب.
وختم الكاتب: "لن يوفر ترامب بسهولة دعماً لمساعدة الأوروبيين في الدفاع عن سيادة أوكرانيا، لكنه قد يفعل ذلك في حال ضمان مستقبل استثماراته التجارية".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الاتحاد الأوروبي روسيا لأوكرانيا ترامب الحرب الأوكرانية الاتحاد الأوروبي روسيا ترامب على روسیا
إقرأ أيضاً:
ستارمر يضع شروط السلام في أوكرانيا قبل لقاء ترامب
قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الأحد، إنه لا يمكن إجراء محادثات حول مستقبل أوكرانيا دون مشاركة كييف، مجدداً توضيح موقفه قبل اجتماع مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الأسبوع.
وأضاف ستارمر، في مؤتمر حزب العمال الاسكتلندي في جلاسجو،: "لا أحد يريد استمرار إراقة الدماء. لا أحد، ولا سيما الأوكرانيين".
وتابع: "لكن بعد كل ما عانوه، وبعد كل ما قاتلوا من أجله، لا يمكن إجراء مباحثات حول أوكرانيا بدون أوكرانيا، ويجب أن يتمتع شعب أوكرانيا بمستقبل آمن طويل الأمد".
ويزور ستارمر واشنطن، يوم الخميس، بعد زيارة سيقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي سيلتقي ترامب، غداً الإثنين، في ذكرى مرور 3 سنوات بالضبط على غزو روسيا لأوكرانيا.
ومن المتوقع أن يحاول الزعيمان إقناع ترامب بعدم التسرع في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأي ثمن، وإبقاء أوروبا طرفا في المشاورات، ومناقشة الضمانات العسكرية لأوكرانيا.
وقال ستارمر إن الحاجة إلى استمرار التضامن مع أوكرانيا ليست الأمر الصحيح أخلاقياً فحسب، بل إنها أيضاً تأتي في مصلحة بريطانيا.
وأوضح أن عدم الاستقرار في أوروبا تصل عواقبه إلى بريطانيا، وأن هذه لحظة فارقة سيمتد تأثيرها لأجيال.
وقال ستارمر إنه يؤيد دعوات الولايات المتحدة لأوروبا بتحمل قدر أكبر من المسؤولية في الدفاع عن أمنها، وذكر أن بريطانيا ستقوم بدور رئيسي في ذلك.