دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كشفت دراسة جديدة أنه تُوجد احتياطيات كبيرة من الهيدروجين الأبيض داخل السلاسل الجبلية، ما يزيد الآمال حول إمكانية استخراج هذا الغاز النظيف وتعزيز الجهود المبذولة لمعالجة أزمة المناخ.

اكتسب الهيدروجين الأبيض الاهتمام مؤخرًا لإمكانيته بالمساهمة في استبدال الوقود الأحفوري الذي يُسخِّن كوكب الأرض.

 

وبدأ بعض العلماء بالكشف عن وجود الوقود القوي والذي يُطلق عليه أيضًا الهيدروجين "الطبيعي" أو "الجيولوجي" داخل قشرة الأرض بكميات كبيرة قبل عدة عقود فقط.

ومنذ ذلك الحين، درس الجيولوجيون كيفية تشكله وأماكن تواجده المحتملة. 

وكانت المشكلة الرئيسية تكمن في معرفة مكان العثور على كميات كبيرة بما يكفي من هذه المادة لتكون مفيدة لشهية البشرية التي لا تشبع للطاقة.

تُشكِّل جبال الألب السويسرية شرق سويسرا منطقة محتملة لاحتياطيات الهيدروجين الطبيعي.Credit: Frank Zwaan/GFZ

وبهدف العثور على إجابات، استخدم فريق من العلماء نماذج حاسوبية لمحاكاة حركة الصفائح التكتونية للكوكب، وتحديد المناطق التي تتواجد فيها ظروف مناسبة لتوليد الهيدروجين الأبيض.

ووجدوا أنّ سلاسل الجبال مثل جبال البرانس وجبال الألب الأوروبية قد تكون نقاط ساخنة محتملة، بحسب الدراسة المنشورة الأربعاء في مجلة " Science Advances".

ولفترةٍ طويلة، تم النظر إلى الهيدروجين، الذي ينتج الماء فقط عند حرقه، كوقود أخضر، وخاصةً للصناعات التي تتطلب الكثير من الطاقة مثل صناعة الطيران والصلب. 

لكن يُنتَج غالبية الهيدروجين التجاري باستخدام الوقود الأحفوري، ما يبطل مفعوله في إنقاذ الكوكب من التغير المناخي.

لذا يشكّل الهيدروجين الأبيض احتمالًا مغريًا للغاية.

ويمكن القول إنّ الاهتمام تجاه الهيدروجين الأبيض يعود إلى اكتشافه العَرَضي في مالي بعام 1987، عندما انفجر بئر ماء لدى انحناء عامل على الحافة بسيجارته.

وتمت تغطية البئر بسرعة ولكنه فُتِح مجددًا في عام 2011 ليساهم في تزويد قرية محلية بالطاقة.

تم العثور على الهيدروجين الأبيض في الولايات المتحدة، وأستراليا، وفرنسا، وأماكن أخرى، ولكن تجسدت المشكلة في العثور على كميات كبيرة منه.

وقال مؤلف الدراسة، والخبير الجيولوجي في مركز "هيلمهولتز" لعلوم الأرض في ألمانيا، فرانك زوان: "لطالما عَلِمنا أنّ الطبيعة تنتج الهيدروجين، ولكن لم يتم استكشافه حقًا كخيار لإنتاج الطاقة".

وأوضح أنّه كان من الأسهل الوصول إلى مصادر طاقة أخرى، ولكن أدّت أزمة المناخ المتصاعدة إلى تكثيف السباق لإيجاد بدائل.

ويتشكل الغاز بشكلٍ طبيعي من خلال عدّة عمليات، بما في ذلك الانحلال الإشعاعي في القشرة. 

ولكن ركّز فريق زوان على عملية تُدعى "serpentization"، ويتفاعل خلالها الماء مع الصخور الغنية بالحديد من وشاح الأرض لإنتاج الهيدروجين.

وعادةً ما تتواجد هذه الصخور في أعماق الأرض حيث لا يتوفر الماء بسهولة، ولكن يمكن للعمليات الجيولوجية على مدى ملايين السنين أن تدفعه نحو السطح.

ويحدث هذا أيضًا أسفل المحيطات عندما تتفكك القارات بشكلٍ يسمح لصخور الوشاح بالارتفاع، وعندما تصطدم القارات أيضًا، ما يؤدي إلى إغلاق أحواض المحيطات وإجبار صخور الوشاح على الارتفاع.

وذكر زوان أن العلماء استخدموا نمذجة الصفائح التكتونية لتحديد مكان وفترة "استخراج" صخور الوشاح هذه، بالإضافة إلى كميتها.

ووجد الفريق أنّ هناك سلاسل جبلية محددة، بما في ذلك جبال البرانس، وجبال الألب الأوروبية، وأجزاء من جبال الهيمالايا، توفّر ظروفًا جيدة لتوليد الهيدروجين الأبيض، حيث كانت كميات كبيرة من صخور الوشاح موجودة في درجات حرارة مواتية، كما سمحت الصدوع العميقة بتدفق المياه.

وأفاد زوان أنّ كميات صخور الوشاح المتاحة للخضوع لعملية "serpentization" في سلاسل الجبال وحدها تشير إلى أنّ الهيدروجين الأبيض "يمكن أن يكون مغُيِّرًا لقواعد اللعبة".

رسم توضيحي لكيفية تراكم الهيدروجين الأبيض في السلاسل الجبلية.Credit: Frank Zwaan/GFZ

وقال عالِم الكيمياء الجيولوجية في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، والذي لم يشارك في البحث، جيفري إليس، لـCNN إنّ العمليات التي تقرب صخور الوشاح من السطح معروفة بالفعل. 

يتمثل الأمر الجديد في هذه الدراسة  بأنها "توفر نهجًا كميًا" لتقييم إمكانات الهيدروجين الأبيض في بيئات مختلفة رُفِعت صخور الوشاح فيها.

ولَفَت زوان إلى أنّ السؤال الكبير الآن سيكمن حول العثور على مكان تراكم الهيدروجين الأبيض في الخزانات الكبيرة القابلة للحفر. 

وأضاف أنّه قد يكون من الممكن أيضًا تحفيز عملية "serpentization" بشكلٍ اصطناعي عن طريق حفر المناطق التي تكون فيها صخور الوشاح قريبة من السطح وضخ المياه.

وتخضع بعض المناطق بما في ذلك فرنسا، والبلقان، والولايات المتحدة لعمليات الاستكشاف المبكرة بالفعل.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الاحتباس الحراري البيئة التغيرات المناخية الطاقة الوقود طاقة خضراء کمیات کبیرة صخور الوشاح العثور على

إقرأ أيضاً:

العلماء يكتشفون عقارًا يمكن أن يساهم في الوقاية من الملاريا

كشفت دراسة أن بعض الأدوية الموصوفة لعلاج الأمراض النادرة قد تجعل الدم البشري سامًا للبعوض، مما يفتح نافذة جديدة للحد من الأمراض التي تنقلها الحشرات، مثل الملاريا.

اعلان

أجرى الباحثون تجربة على دواء يسمى "نيتيسينون"، يوصف عادةً للمرضى الذين يعانون من اضطرابات وراثية نادرة تمنعهم من تكسير بعض الأحماض الأمينية بشكل كامل، واكتشفوا نتائج مذهلة.

عند شرب البعوض للدم الذي يحتوي على "النيتيسينون"، يحجب الدواء إنزيم معين في جسم البعوض، ما يمنعه من هضم الدم بشكلٍ صحيح، ويؤدي إلى موته. وقد تم نشر النتائج في مجلة Science Translational Medicine.

من جهته، قال لي آر هينز، أستاذ باحث مشارك في جامعة نوتردام الأمريكية والمؤلف الرئيسي المشارك في الدراسة، في بيان: "تتمثل إحدى طرق وقف انتشار الأمراض التي تنقلها الحشرات التي تتغذى على الدم في جعل الدم سامًا".

وأضاف: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن استخدام "النيتيسينون" يمكن أن يكون أداة إضافية واعدة لمكافحة الأمراض التي تنقلها الحشرات، مثل الملاريا".

وتشمل التدابير الوقائية الشخصية لمكافحة الملاريا ارتداء ملابس ساترة، واستخدام طارد البعوض، والناموسيات أو ستائر النوافذ والأبواب.

Relatedالصحة العالمية تكشف الحقيقة وراء "المرض الغامض" في الكونغو.. هل هو مزيج من الملاريا والإنفلونزا؟الملاريا تواصل الفتك بالمواطنين في كينيا رغم التقدم في إنتاج الأدوية المحليةتقرير مقلق: 263 مليون إصابة بالملاريا في 2022 وخطط القضاء عليها تواجه صعوباتالحاجة المتزايدة لحلول مكافحة البعوض

دواء آخر أثبت فعاليته في هذا المجال هو "الإيفرمكتين" الذي يقتل الطفيليات. غير أن العقار يفقد فعاليته عند الاستخدام المتكرر، وقد يكون سامًا للبيئة.

في المقابل، وصف ألفارو أكوستا سيرانو، أستاذ العلوم البيولوجية في جامعة نوتردام، والمؤلف المشارك في الدراسة، عقار "النيتيسينون" بأنه "رائع".

وأوضح عن خصائصه التي تميزه عن "الإيفرمكتين" قائلًا: "إنه يتمتع بنصف عمر أطول بكثير في دم الإنسان، مما يعني فعالية أدوم. وهذا أمر بالغ الأهمية عند استخدامه في السوق لأسباب تتعلق بالسلامة والاقتصاد".

وقد أثبت "النيتيسينون" فعاليته في قتل البعوض لدى جميع الفئات العمرية للحشرات، بما في ذلك البعوض الأكبر سنًا الذي من المرجح أن ينقل الملاريا. كما كان قادرًا على القضاء على البعوض المقاوم للمبيدات الحشرية.

مستقبل استخدام النيتيسينون والإيفرمكتين

وتابع هينز قائلاً: "في المستقبل، قد يكون من المفيد استخدام كل من النيتيسينون والإيفرمكتين بالتناوب لمكافحة البعوض".

وأوضح: "على سبيل المثال، يمكن استخدام النيتيسينون في المناطق التي يفقد فيها الإيفرمكتين فعاليته أو حيث يُستخدم بكثرة للماشية والبشر".

وتشمل الأمراض التي ينقلها البعوض الملاريا، حمى الضنك، فيروس غرب النيل، الشيكونغونيا، والحمى الصفراء، وفقًا للمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها.

وتمثّل هذه الأمراض تهديدًا لصحة الإنسان في أوروبا مع تغير المناخ الذي يخلق ظروفًا أكثر ملاءمة لأنواع البعوض الغازية، رغم القضاء على الملاريا في القارة العجوز منذ عدة عقود.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "أوروبا يجب أن تثبت قوتها"... قمة باريس تبحث نشر قوات في أوكرانيا إنجاز طبي غير مسبوق في الصين.. زراعة كبد خنزير في جسم إنسان لأول مرة هل تريد حياة صحيّة أفضل في شيخوختك؟ إليك ما ينصح به العلماء ملارياالحشراتتغير المناخأدويةعلاجدراسةاعلاناخترنا لكيعرض الآنNextعاجل. زلزال بقوة 7.7 درجات يضرب ميانمار ويتسبب بأضرار وهزات تمتد إلى تايلاند والصين يعرض الآنNext إطلاق صواريخ من لبنان: حزب الله ينفي علاقته وكاتس يهدد: "كريات شمونة مقابل بيروت" يعرض الآنNext أستراليا تستعد لانتخابات حاسمة في 3 مايو.. هل ينجح ألبانيز في الاحتفاظ بالسلطة؟ يعرض الآنNext الملك تشارلز يدخل المستشفى إثر مضاعفات علاج السرطان يعرض الآنNext "أوروبا يجب أن تثبت قوتها"... قمة باريس تبحث نشر قوات في أوكرانيا اعلانالاكثر قراءة إعلام عبري: إطلاق صاروخ بالستي من اليمن وسماع دوي انفجارات قرب مدينة القدس هل استهدفت إسرائيل مقاتلين أجانب في اللاذقية؟ تعيين كريم سعيد حاكما لمصرف لبنان خلفًا لرياض سلامة.. ماذا نعرف عنه؟ مصر: ستة قتلى على الأقل بعد غرق غواصة سياحية في البحر الأحمر هزائم متلاحقة لعناصر الدعم السريع في السودان.. أي مصير ينتظر قوات حميدتي؟ اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلالحرب في أوكرانيا سورياروسياقوات الدعم السريع - السودانفولوديمير زيلينسكيصوم شهر رمضانعيد الفطراعتقالشرطةصاروخسياحةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • العلماء يكتشفون عقارًا يمكن أن يساهم في الوقاية من الملاريا
  • أكسيوس: سلطنة عمان أطلعت واشنطن على الرسالة التي تلقتها من إيران وستسلمها للبيت الأبيض خلال أيام
  • استثمارات هائلة.. الصين تتحرك لتعويض الانسحاب الفرنسي من الساحل الافريقي
  • دراسة تكشف عن أن معظم علاجات آلام الظهر لا تعمل فعلا
  • سحب منتجات شامبو شهيرة ملوثة ببكتيريا قد تشكل خطرا صحيا
  • اكتشاف مدينة سرية أسفل أهرامات الجيزة.. ما القصة؟
  • علماء روس يكتشفون بكتيريا تزيد إنتاجية المحاصيل بنسبة 20 بالمئة
  • علماء يكتشفون أكبر مخلب محفوظ بالكامل لديناصور في منغوليا
  • الولايات المتحدة.. سحب أكثر من 10 آلاف علبة كوكاكولا بسبب احتمال تلوثها بالبلاستيك
  • المواجهة الأميركية – الإيرانية… احتمال جدي!