تفاصيل مثيرة: هكذا سقط البرلماني الحيداوي في فضيحة إعادة بيع تذاكر المونديال (+السمسرة في تذاكر اللاعب حمد الله)
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
حُكم على نائب برلماني وصحافي رياضي بالسجن بعد إدانتهما بالتلاعب بتذاكر مخصصة لمشجعي المنتخب المغربي خلال كأس العالم لكرة القدم في قطر عام 2022.
القصة معروفة، لكن أوراق المحكمة تروي تفاصيل مثيرة نسردها في هذا التقرير.
في 13 دجنبر الفائت، تلقى (فاروق. س)، وهو مواطن مغربي مقيم في الدار البيضاء، على حسابه البنكي مبلغا يقدر بـ62 ألف درهم.
خال فاروق هو عادل العماري، المنشط الصحفي في “راديو مارس” المتخصص في الرياضة. سيكتشف الشاب عندما ستستجوبه الشرطة، بأن خاله العماري لم يكن في الواقع هو صاحب المال المحول إليه، وإنما كان محمد الحيداوي، النائب البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، ورئيس نادي أولمبيك آسفي، أي من سيصبح فيما بعد، المتهم الرئيسي في قضية إعادة بيع تذاكر ممولة من الجامعة المغربية لكرة القدم.
ملاحقة المال
سيشرح العماري للشرطة، كما للمحكمة، الظروف التي جعلت الحيداوي يبعث بـ62 ألف درهم إلى ابن شقيقته. وفق روايته، فقد بدأ كل شيء تحضيرا لمباراة منتخب المغرب ضد فرنسا، وقد كان الحيداوي بحاجة إلى 10 تذاكر لهذه المباراة، له ولرفقائه. لكن الحيداوي لم يكن يملك المال نقدا في تلك المرحلة. العماري سيتعرف على شخص ثالث قادر على توفير 8 تذاكر من الصنف الثاني. حدد سعر كل تذكرة في 2400 ريال قطري، ثم سلمه المال كاملا: 19 ألفا و200 ريال قطري. في اليوم الموالي، تسلم العماري تذاكره باستثناء واحدة تأخر تسليمها. لكن وبمجرد تلقيها، سيتصل بالحيداوي لإخباره بأمرها، إلا أن رئيس نادي أولمبيك آسفي كان حينئذ داخل الملعب، فطلب منه تسليمها “لأي كان”. في نهاية المطاف، سيحصل على هذه التذكرة صديق للحيداوي.
قيمة هذه التذاكر، بالإضافة إلى تذكرتين إضافيتين تتعلقان بمباراة البرتغال، سدد العماري ثمنهما من جيبه، بحسب زعمه، هي ما سيجري تحويله إلى الحساب البنكي لابن شقيقة المذيع. ولأن العماري يزعم دفعه 62 ألف درهم مقابل تذاكر بطلب من الحيداوي، فقد أراد الحصول على أمواله.
وفق تصريحاته، فإن العماري فسر قدرته على تمويل شراء هذه التذاكر بذلك المبلغ، بحصوله على 1200 يورو من المؤسسة حيث يعمل، “راديو مارس”، كتعويض عن المصاريف، بينما تسلم 2000 يورو منحة من الجامعة المغربية لكرة القدم. كما سيقر بأن باقي الأموال التي استخدمها لشراء التذاكر، كان مصدرها “مساعدة من عدد محدود جدا من الأصدقاء لتغطية مصاريف الإقامة” بقطر.
لكن، هذه المعاملة المالية غير الربحية بالنسبة إلى العماري، سينفيها صديقه الحيداوي. في الصفحة 7 من ملف المحكمة، نقرأ تصريحات رئيس أولمبيك آسفي وهو يتهم الصحفي بإعادة بيع التذاكر التي تركها عنده، بحسب “ما اتضح له”.
سينال العماري جراء هذه القضية، حكما بعشرة أشهر حبسا.
يقول الحيداوي مفسرا مصدر أمواله التي استُخدمت لشراء التذاكر بتلك الكميات، إن لديه أمرا بالتحويل موقع لدى وكالته البنكية في المغرب، يسمح له بتنفيذ عمليات التحويل.
عند مغادرته البلاد، صرح بـ60 ألف درهم في حوزته. وعند وصوله قطر، سحب 100 ألف درهم من حساب ابنته التي تقيم في إسبانيا. كذلك، سيقترض 69 ألفا و500 درهما من أحد أصدقائه هناك.
روايات الشهود
ستستجوب الشرطة الكثير من الأشخاص باعتبارهم شهودا على الفضيحة.
شاهد اسمه (المهدي. د)، أخبر الشرطة بالكثير من التفاصيل عن الثنائي الحيداوي العماري فيما يتعلق بالحصول على تذاكر منتخب المغرب في المونديال، لكنه لم يشر إلى إعادة البيع سوى مرة وحيدة مدعيا أنه أوعز إلى الحيداوي، عندما اتصل به شخص يرغب في الحصول على تذاكر، بطلب 6 آلاف درهم مقابل كل تذكرة من تذكرتين تسلمهما من لدن العماري.
يقر هذا الشاهد بمحاولته إعادة بيع التذكرتين، فقد كان وفق روايته، مدينا للعماري الذي دفع ثمن التذكرتين من ماله. لكن هذه المساعي ستفشل عندما قامت السلطات في قطر بضبطه قبل فعله ذلك.
لم يلاحق هذا الشاهد من لدن المحكمة.
شاهد آخر قامت الشرطة باستجوابه، اسمه (رشيد. ن)، وهو منخرط في نادي أولمبيك آسفي. نفى بشكل كامل أي معاملة بينه وبين الحيداوي تخص تذاكر المونديال.
بعض الشهود لم يكن لديهم أي شيء سيء يقولونه عن الحيداوي للشرطة، لكن جرى استجوابهم مع ذلك. (محسن. ح)، مسير بفريق أولمبيك آسفي، يؤكد أن ما بينه وبين الحيداوي “مجرد علاقة عمل”، لم تتسرب إليها مشكلات التذاكر في قطر. في المنحى نفسه، لم يقدم شاهد آخر واسمه (جلال. ك)، أي معلومات مفيدة بخصوص تورط الحيداوي، مكتفيا بالقول إن رئيس أولمبيك آسفي ضمن له تذكرة لمشاهدة مباراة المغرب ضد فرنسا دون أي مقابل.
السقوط
لكن حظ الحيداوي سينفد، فقد أتت الشرطة بشاهدة اسمها (فايزة. س)، تزعم أن الحيداوي، عن طريق شقيقتها، وافق على بيعها 4 تذاكر مقابل 8500 درهم لكل واحدة. لكن هذا المسؤول سيرفض تسلم المال عند إتمام الصفقة. تقول الشاهدة إن الحيداوي كشف لها على هاتفه صورة تحويل مالي كبير لا تتذكر قدره بالتحديد، مشيرا إلى أن التحويل كان مجموع ما دفعه من مال مقابل الحصول على تذاكر. بالنسبة إلى الشرطة، فقد ذكرتها هذه الرواية بالتحويل المالي الذي جرى بين الحيداوي وابن شقيقة عادل العماري.
لاحقا، ستتغير بعض تفاصيل رواية هذه الشاهدة، فهي تقول في محضر ثان، إنها تعرفت على الحيداوي في قطر عن طريق زوج شقيقتها، كما أن الحيداوي حسب روايتها الجديدة، طلب 7500 درهم لكل تذكرة، وليس 8500 درهم. وعلاوة على ذلك، فإن صورة التحويل المالي الذي شاهدته على هاتف الحيداوي، أصبح الآن اتصالا هاتفيا جاريا بصوت مفتوح، بينما كانت هي تستمع.
زوج أخت هذه الشاهدة، واسمه (يونس. أ)، سيخبر الشرطة أن الطرفين اتفقا على تسوية الوضعية المالية مقابل التذاكر الأربع عند عودة الجميع إلى المغرب. ليست هذه رواية شقيقة زوجته.
رغم ذلك، فإن مشكلة هذه الشاهدة، على ما يبدو، كانت مرتبطة فقط بمشكلات في التذكر. في رسالة بعثها زوج أخت هذه الشاهدة إلى الحيداوي، يظهر صوت هذا المسؤول واضحا وهو يطالب بـ7500 درهم لكل تذكرة. في نص الحكم عليه، يقر الحيداوي ببيعه التذاكر الأربع. وسيوضح للشرطة أنه أطلع الشاهدة على صورة التحويل المالي، بل وكذلك أجرى اتصالا في الحين، وبصوت مفتوح مع شخص آخر لم يكن سوى عادل العماري، لإقناع الشاهدة بأن أصل التذاكر لم يكن مجانا.
سيُعرض الحيداوي نفسه لمشكلة إضافية في هذه الأثناء، فهو لم يقتن هذه التذاكر موضوع البيع إلى الشاهدة فايزة، ولم يكن عادل العماري هو من دفع ثمنها بضمان من لدن الحيداوي نفسه، بل سلمها إليه بالمجان شخص آخر هو إلياس البداوي. هذا الشاهد كان ضمن الجماعة الصغيرة من المشجعين التي رافقت الحيداوي إلى قطر، لكنه عاد إلى بلاده قبل مباراة نصف النهائي.
كيف ذلك؟ البداوي صديق للاعب المغربي عبد الرزاق حمد الله، وقد منحه 12 تذكرة، بينها 4 تذاكر تخص مباراة المغرب ضد فرنسا. هذه التذاكر نفسها التي تسلمتها الشاهدة فايزة من لدن الحيداوي مقابل 7500 أو 8500 درهم وفقا لرواية كل واحد من الأطراف في هذه القضية. لم ينجح البداوي في امتطاء طائرة لمشاهدة مباراة النصف النهائي، ولسوف يطلب من الحيداوي أن يأخذها هدية. هذه هي كلماته لدى الشرطة.
في خضم تلك الفوضى، وكما نعرف جميعا الآن، سينفجر الوضع في يدي الحيداوي بمجرد تسرب تسجيل محادثة هاتفية جمعته بشخص ستتعرف إليه الشرطة لاحقا باسم جمال النوالي، ويُسمع فيها الحيداوي وهو بصدد إتمام عملية بيع تذكرتين إليه مقابل 6 آلاف درهم لكل واحدة. ورغم أن عملية البيع هذه قد فشلت بسبب تخلف النوالي عن الحضور، إلا أن عواقبها أفضت إلى الحكم بـ18 شهرا حبسا نافذا في حق رئيس أولمبيك آسفي.
أنظر كذلك:
تحقيق: هكذا طاردت الشرطة بودريقة في قضية إعادة بيع تذاكر مونديال قطركلمات دلالية المغرب تذاكر فساد قدم كرة
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المغرب تذاكر فساد قدم كرة
إقرأ أيضاً:
«أسطورة اليونايتد» يتوقع عودة صراع رونالدو وميسي بعد «المونديال»!
أنور إبراهيم (القاهرة)
يبدو أن هناك رغبة كبيرة لدى بعض الشركات الأميركية الكبرى، وخاصة في مجال الأدوات الرياضية، لجذب البرتغالي «الأسطورة» كريستيانو رونالدو لاعب النصر السعودي، للعب في الدوري الأميركي، بعد انتهاء كأس العالم 2026، التي تُقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، حتى تشتعل المنافسة من جديد بينه وبين منافسه التقليدي الأرجنتيني ليونيل ميسي لاعب إنتر ميامي إذا ما استمر هو الآخر في اللعب بعد «المونديال»، وهي المنافسة التي كانت على أشدها، خاصة عندما لعب النجمان في إسبانيا، الأول مع ريال مدريد، والثاني مع برشلونة.
وأبدت مصادر صحفية وإعلامية أميركية عديدة أيضاً رغبتها في الجمع بين «الدون» و«البرغوث» مجدداً في بطولة واحدة، هي الدوري الأميركي، لما يمثله ذلك من فائدة كبيرة ليست في الجانب الرياضي فقط، وإنما تمتد إلى مكاسب اقتصادية لا حصرلها.
ويستعد رونالدو لتوقيع عقده الجديد مع النصر براتب خرافي «200 مليون يورو بخلاف المتغيرات الأخرى»، فضلاً عن احتمال حصوله على حصة نسبتها 5 في المائة من أسهم النادي السعودي، على أن يكون العقد لمدة عام، ينتهي بنهاية المونديال المقبل، عندما يقترب «صاروخ ماديرا» وقتها من الثانية والأربعين من عمره.
وذكر موقع جول العالمي بنسخته الفرنسية، أن رونالدو وميسي أشهر نجمين كرويين في القرن الواحد والعشرين، وهما من أفضل اللاعبين على مر تاريخ كرة القدم، إن لم يكونا الأفضل، سيكون من الممتع رؤيتهما يتنافسان مرة أخرى في بلاد «العم سام»، لأن رونالدو قرر بينه وبين نفسه الاستمرار في الملاعب إلى ما بعد مونديال 2026 «السادس في تاريخه لاعباً «رقم قياسي».
وفي حديث للمهاجم الترينيدادي «المخضرم» دوايت يورك «أسطورة» مانشستر يونايتد، والذي لعب لـ «الشياطين الحمر» من 1998إلى 2002، وسجل 47 هدفاً في 95 مباراة، قال إن رونالدو قد يسعى للبقاء في أميركا، بعد كأس العالم القادمة، ليكون قريباً من منافسه «الأزلي»، مشيراً إلى أن «الدون» يبذل ما في وسعه من أجل تمديد مسيرته لأطول فترة ممكنة، وهمه الأول أن يستمر في الملاعب، طالما يحتفظ بلياقته البدنية والذهنية والفنية، وطالما أن ساقيه قادرتان على حمله، لأن أمامه هدفاً كبيراً يريد أن يحققه هو بلوغ ألف هدف في مسيرته، بعد أن كان أفضل هداف في كل الأندية التي لعب لها خارج البرتغال» مانشستر يونايتد، وريال مدريد ويوفنتوس والنصر».
واعترف يورك بأنه لا يستبعد مطلقاً إمكانية بقاء رونالدو في الولايات المتحدة، بعد انتهاء «المونديال» القادم الذي يأمل أن يبلغ أبعد مدى في منافساته، ومحاولة رفع كأس العالم، لتكون المرة الأولى له، ولمنتخب بلاده.