التوقيع على الميثاق التأسيسي خطوة لتكريس التقسيم
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
بقلم : تاج السر عثمان
١
أوضحنا سابقا أن الحرب الجارية في السودان حوالى عامين واطالة أمدها من قبل الإسلامويين والدعم السريع بهدف السلطة والثروة، والتمكين للمحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب لنهب ثروات البلاد ، سوف تؤدي للمزيد من تفكك البلاد بعد انفصال الجنوب. وتستمر نذر تكريس التقسيم والتفكك كما في التوقيع الأحد ٢٢ فبراير على ميثاق تأسيس بين قوات الدعم السريع، والحركة الشعبية – شمال، إضافة إلى قوى سياسية، مسلحة، أهلية.
من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة التي وقعت على الميثاق:
عبد الرحيم دقلو: قائد قوات السريع، جوزيف توكا: نائب رئيس الحركة الشعبية – شمال، فضل الله برمة ناصر: رئيس حزب الأمة، إبراهيم الميرغني: الأمين السياسي للاتحادي الديمقراطي – الأصل.، الهادي إدريس: رئيس حركة تحرير السودان. كما وقع على الميثاق كل من الطاهر حجر، زعيم تجمع قوى تحرير السودان، وسليمان صندل، زعيم حركة العدل والمساواة، وهارون مديختر، رئيس القوى المدنية المتحدة “قمم ”.كما وقع ممثلون مستقلون أيضًا وهم : محمد حسن التعايش: ممثلًا للشخصيات المستقلة، علاء الدين نقد: ممثلًا للنقابات والمهنيين، حامد علي نوري: ممثلًا لمنظمات المجتمع المدنى، السلطان، أحمد أيوب دينار: ممثلًا للإدارات الأهلية
تضمن الميثاق التقاط التالية:
تشكيل حكومة تهدف إلى إنهاء الحرب وتحقيق السلام في البلاد.
إقرار دستور انتقالي ينظم سير الحكم.
توحيد الأطراف المسلحة في جيش واحد.
تأسيس نظام حكم لا مركزي.
علمانية الدولة وحظر تأسيس الأحزاب والتنظيمات السياسية على أساس ديني.
جاء في أهداف أهداف الميثاق الآتي:
حماية المدنيين.
تدفق المساعدات الإنسانية.
استرداد المسار الديمقراطي.
*كما تضمن الميثاق : -
تجريم كافة أشكال التطرف والانقلابات العسكرية.
- استغلال الدين لأغراض سياسية.
- الالتزام بالمحاسبة التاريخية وإنهاء الإفلات من العقاب.
٢
اشار الهادي إدريس وإبراهيم الميرغني لرويترز إن قوات الدعم السريع وقعت ميثاقا مع جماعات سياسية ومسلحة متحالفة معها مساء السبت لتشكيل "حكومة سلام ووحدة" في الأراضي التي تسيطر عليها القوات شبه العسكرية.فكيف يتم التوقيع على ميثاق مع الدعم السريع وهو المتورط منذ تأسيسه بدعم من نظام الانقاذ، في جرائم الإبادة الجماعية والتهجير القسري والنهب والسلب في دارفور منذ العام ٢٠٠٣،والقمع الوحشي للمواكب السلمية كما حدث في هبة سبتمبر ٢٠١٣،ومجزرة فض الاعتصام، وانقلاب 25 أكتوبر الذي قاد للحرب اللعينة الجارية التي ارتكبت فيها جرائم حرب؟ . فضلا عن ارتباطهم بالمحاور مثل الإمارات التي تنهب ثروات البلاد. مما يقود للمزيد من انفجار الوضع، والى تقسيم البلاد. ما ورد في الميثاق حول العلمانية والوحدة والسلام للاستهلاك، طالما استمرت الحرب ولم يتم وقفها بالحل السلمي التفاوضي وقيام الدولة المدنية الديمقراطية التي تسع الجميع، لا يمكن تحقيق ما ورد في الميثاق .
٣
الهدف المباشر هو وقف الحرب واستعادة مسار الثورة، وعودة النازحين لمنازلهم وقراهم، وإعادة تعمير ما دمرته الحرب، وخروج العسكر والدعم السريع من السياسة والاقتصاد، والترتيبات الأمنية لحل كل المليشيات وجيوش الحركات وقيام الجيش القومي المهني الموحد الذي يعمل تحت إشراف الحكومة المدنية، وقيام الحكم المدني الديمقراطي. فحكم العسكر في الحكومتيين المتوازيتين، سواء كان من الدعم السريع أو الجيش كما أكدت تجربته لأكثر من ٥٩ عاما لن يقود لسلام وعلمانية ووحدة. بل ستكون النتيجة مزيد من الصراع العسكري والسياسي داخل تحالف الدعم السريع مع القوى العسكرية والمليشيات المتحالفة معه. ومعلوم ان عبد العزيز الحلو وهو زعيم الحركة الشعبية يسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي والقوات في ولاية جنوب كردفان والذي يطالب منذ وقت طويل بأن يتبنى السودان النهج العلماني، سوف يحرث في البحر باتخاذ هذا الموقف الخاطئ بتحالفه مع الدعم السريع .
٤
مؤكد ان التوقيع على هذا الميثاق وما يتمخض عنه من حكومة موازية سوف يقود للمزيد من التوترات في السودان، في ظل تصاعد الحرب بين الإسلامويين في الجيش و قوات الدعم السريع التي تسيطر على معظم منطقة دارفور بغرب البلاد، ومساحات كبيرة من منطقة كردفان في حرب مستمرة منذ ما يقرب من عامين، مما يعجل بخطر انفصال دارفور مع إطالة أمد الحرب.
مما يتطلب تصعيد النهوض الجماهيري لحماية وحدة الوطن وخروج العسكر والدعم السريع من السياسة والاقتصاد، وعدم الإفلات من العقاب بمحاسبة كل الذين ارتكبوا جرائم الحرب وضد الانسانية، وتعزيز السلام والحكم المدني الديمقراطي.
alsirbabo@yahoo.co.uk
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدعم السریع ممثل ا
إقرأ أيضاً:
جون أفريك: الإمارات والصين وروسيا وإيران.. من يزوّد السودان بالأسلحة؟
باريس- “القدس العربي” تحت عنوان “الإمارات والصين وروسيا وإيران: من يزوّد السودان بالأسلحة في الحرب التي يشهدها؟”، قالت مجلة “جون أفريك” الفرنسية إن سيطرة الجنرال البرهان على العاصمة السودانية الخرطوم تشكّل تحولًا كبيرًا في الحرب التي يخوضها منذ عامين ضد الجنرال حميدتي، لكنها لن تؤدي بالضرورة إلى إنهاء الحرب الأهلية، التي تُغذى بتهريب واسع النطاق للأسلحة والمعدات العسكرية، رغم الحظر الذي فرضته الأمم المتحدة.
الوضع يزداد تعقيدًا، مع تصاعد مخاوف من امتداد النزاع إلى دول الجوار
وأشارت الأسبوعية الفرنسية إلى إعلان عبد الفتاح البرهان، قبل يومين، من القصر الرئاسي عن “تحرير” الخرطوم، قائلاً: “ الخرطوم حرة.. لقد انتهى الأمر”. وأظهرت الصور المتداولة الجنرال البرهان مرتديًا الزي العسكري، محاطًا بمسلحين، وهو يتجول داخل المبنى الذي يحمل آثار المعارك.
وتعد السيطرة على الخرطوم، بعد أسبوع من القتال العنيف، نقطة تحول رئيسية في المواجهة التي يخوضها منذ عامين ضد الجنرال محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي”. ومع ذلك، شدّدت مجلة “جون أفريك” على أن السيطرة على العاصمة لن تضع حدًا للحرب الأهلية الدامية. فرغم أن قوات البرهان تسيطر الآن، إلى جانب العاصمة، على شرق وشمال البلاد، إلا أن قوات “الدعم السريع” تفرض هيمنتها على معظم مناطق دارفور.
وفي منتصف فبراير/شباط الماضي، أعلنت قوات “الدعم السريع” نيتها تشكيل حكومة موازية، عقب اجتماع في نيروبي، كينيا، مع عدة جماعات مسلحة، من بينها “الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال”، التي تنشط في جنوب البلاد. وردًا على ذلك، حذرت الاتحاد الأفريقي من “خطر تقسيم البلاد”.
ووفقًا لأحدث إحصائيات الأمم المتحدة، فقد أسفرت الحرب الأهلية عن أكثر من 18 ألف ضحية مدنية منذ اندلاعها في أبريل/نيسان عام 2023. وتشير المنظمة إلى أن “المدنيين يتعرضون لقصف مدفعي، وضربات جوية، وهجمات بالطائرات المسيرة”، مضيفة أن “أكثر المناطق تضررًا هي ولايتا جنوب كردفان والنيل الأزرق”.
وفي هذا السياق، يتزايد استخدام الطائرات المسيرة القتالية من قبل الطرفين، مصنوعة في الصين وإيران وصربيا، سواء كانت طائرات عسكرية أو مدنية تم تحويلها لأغراض عسكرية، تتابع مجلة “جون أفريك”، موضّحة أن الوضع يزداد تعقيدًا، مع تصاعد مخاوف من امتداد النزاع إلى دول الجوار.
ففي 23 مارس/آذار الجاري، صرح القائد العام للقوات المسلحة السودانية، التابعة للبرهان، بأن “مطاري نجامينا وأمدجراس أهداف مشروعة”. وهو ما دفع المتحدث باسم وزارة الخارجية التشادية، إبراهيم آدم محمد، إلى التحذير من أن “هذه التصريحات يمكن تفسيرها على أنها إعلان حرب”، مؤكدًا أن “تشاد تحتفظ بحقها في الرد بقوة على أي محاولة اعتداء”.
تتهم قوات البرهان تشاد بلعب دور في نقل الأسلحة والمعدات العسكرية من دولة الإمارات إلى قوات “الدعم السريع”
وتتهم قوات البرهان تشاد بلعب دور في نقل الأسلحة والمعدات العسكرية من دولة الإمارات العربية المتحدة إلى قوات “الدعم السريع”، وهو ما تنفيه نجامينا بشدة، متهمة السودان، في المقابل، بالتدخل في شؤونها الداخلية ودعم التمردات لزعزعة استقرار البلاد.
ومضت مجلة “جون أفريك” قائلةً إنه لدعم قوات حميدتي في مواجهة قوات البرهان، عقدت أبوظبي تحالفًا مع تشاد. ولكن التوترات في نجامينا تدفع الإماراتيين للبحث عن حل آخر في جمهورية إفريقيا الوسطى.
وعلى الرغم من أن الإمارات العربية المتحدة واصلت، في الأشهر الأخيرة، إرسال المعدات عبر نجامينا (بعد أن كانت تفعل ذلك لفترة طويلة عبر أم جرس، في شرق البلاد)، إلا أن محمد إدريس ديبي إيتنو قرر، وفقًا لمصدر أمني تشادي، ورغم تردد بعض مستشاريه، تقليص مستوى تعاونه مع أبوظبي. لذلك، تم الشروع في محادثات بين الإمارات العربية المتحدة وجمهورية إفريقيا الوسطى، المجاورة لتشاد، والتي يمكن أن توفر لهم نفس الإمكانيات اللوجستية لدعم قوات الدعم السريع، وفق المجلة الفرنسية، مؤكدة أن الإماراتيين يرغبون في استخدام مطار بانغي، وكذلك مطار بيراو في شرق البلاد.