الموقع بوست:
2025-05-01@07:59:14 GMT

التصوير في صنعاء... مهنة تكافح للبقاء

تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT

التصوير في صنعاء... مهنة تكافح للبقاء

أتاحت متنزهات العاصمة اليمنية صنعاء والمجسمات والنوافير فرص عمل غير متوقعة للمئات من الشباب العاملين في التصوير، بعد اتساع رقعة البطالة.

 

فبمجرد افتتاح مجسم أو نافورة جديدة يتزاحم المصورون هناك على المتنزهين عارضين التقاط الصور التذكارية، إذ إن التصوير بكاميرا احترافية على يد مصور متمرس، لا يزال هو المفضل لدى الكثير من الأشخاص رغم وجود الهواتف الذكية، خصوصاً مع قدرة المصورين على الإقناع بجودة عملهم.

 

ويتهكم وائل وهو عامل سابق في استوديو تصوير شهير في صنعاء، كان أغلق بسبب تبعات الانقلاب الحوثي والحرب بقوله: «أنشأت الجماعة الحوثية كثيراً من المجسمات والنوافير على حساب الخدمات التي حرمت الناس منها، لكنها وفرت لنا من خلالها فرص عمل».

 

ولجأ وائل للتصوير في الحدائق العامة والمتنزهات مقابل ما يقارب نصف دولار للصورة الواحدة (250 ريالاً حيث تفرض الجماعة الحوثية سعراً ثابتاً للدولار يساوي 534 ريالا)، ويحتاج يومياً لالتقاط 20 صورة على الأقل للحصول على ما يسد أهم نفقاته ونفقات عائلته والادخار منها لبعض الالتزامات الشهرية.

 

ومع ذلك تفرض الجماعة الحوثية قيوداً مشددة على التصوير والمصورين، إذ أجبرتهم على استصدار تراخيص من قطاع السياحة الذي تسيطر عليه بمبالغ كبيرة، إلى جانب الإتاوات المفروضة من قبل مشرفي الجماعة على المواقع التي يجري فيها التصوير.

 

قيود وجبايات

 

تتفاوت تكاليف إصدار ترخيص التصوير في الأماكن العامة بين 20 إلى 30 دولاراً (10 إلى 20 ألف ريال يمني)، وفق إفادة عدد من المصورين، حيث يخضع كل راغب في الحصول على الترخيص لاستجواب حول المنطقة التي سيزاول التصوير فيها.

 

وإلى جانب ذلك يُسأل الراغب في الحصول على الترخيص عن ثمن الكاميرا التي يحملها والمعدات الأخرى التابعة لها، وتتحكم مزاجية الأفراد المسؤولين عن إصدار التراخيص بالمبالغ التي تفرض على المصورين.

 

وكان التصوير في الحدائق والمتنزهات قبل الانقلاب الحوثي مهنة يمارسها العديد من المصورين بحرية في عدد من المواقع الهامة والأثرية والمتنزهات والحدائق، دون أي قيود أو شروط أو جبايات.

 

ويقول وجدي سعيد، وهو اسم مستعار لمصور صحافي سابق، تحول إلى العمل مصوراً في المتنزهات بسبب ممارسات الحوثيين ضد وسائل الإعلام، إن العمل في تصوير المتنزهين تحول إلى مهنة يتسابق الكثير من مالكي الكاميرات على مزاولتها في ظل البطالة الشديدة التي ضربت المجتمع والتضييق على الكثير من القطاعات التي كان المصورون يعملون فيها.

 

ويوضح سعيد لـ«الشرق الأوسط» أن البطالة ضربت مهنة التصوير بشكل عميق، بداية بما تعرضت له وسائل الإعلام، ولاحقاً المنظمات المحلية والدولية التي تعرضت بدورها لإجراءات تعسفية شملت اختطاف موظفيها واقتحام مقراتها والتحكم بأنشطتها وأعمالها.

 

ويرى أن الجماعة الحوثية لا تتسامح مع التصوير، ما لم يكن في خدمة مشروعها، ولذلك تسمح بالتصوير بجوار المجسمات التي أنشأتها أو أضرحة قتلاها، للترويج لمشروعها فقط، بينما تمنع تصوير الشوارع والمرافق الحيوية وما تعانيه من إهمال وتردٍّ، وقد تصل عقوبة ذلك إلى السجن والمحاكمة.

 

مداخيل محدودة

 

أنشأت الجماعة الحوثية خلال الأعوام الماضية كثيراً من المجسمات والنوافير بتكاليف باهظة تشير إلى حالات فساد ونهب للأموال العامة في ظل أوضاع معيشية معقدة.

 

ويتحسر المصور باسم في حديثه لـ«الشرق الأوسط» لما يعانيه وعدد من زملائه، إذ لا يحصلون على الكثير من الدخل، بسبب انتشار الهواتف المزودة بكاميرات عالية الجودة من جهة، وزيادة أعداد المصورين الذين يتزاحمون في المتنزهات، إلى جانب ما يجري اقتطاعه منهم كإتاوات.

 

ويشير إلى أن غالبية المصورين يلجأون إلى العمل لأوقات طويلة تبدأ منذ ساعات الصباح الباكر وحتى ساعات متأخرة من الليل، وخلال ذلك يضطرون إلى التخفي والهروب عند وصول المشرفين الحوثيين، خوفاً من أي إتاوات عشوائية يجري فرضها عليهم، أو معاقبتهم لأي سبب.

 

ويجبر المصورون على دفع المزيد من المبالغ تحت مسميات مختلفة، وغالباً دون سندات قبض، ومن ذلك، مقابل رسوم صيانة الأماكن العامة وتحسينها، ورسوم التشجير.

 

وتستغرب فاطمة حمود، وهو اسم مستعار لمصورة تعاني من البطالة بسبب قيود الحوثيين، من حرمان المصورين من تصوير الأماكن العامة، إذ تقتصر التراخيص التي يتم منحها للمصورين على السماح لهم بالتصوير في المتنزهات العامة فقط، ويمنع التصوير في الشوارع، وتشدد العقوبات على من يقوم بتصوير المؤسسات العامة.

 

وتُمنع النساء، بحسب إيضاحات حمود لـ«الشرق الأوسط»، من مزاولة التصوير في المتنزهات مثل الرجال، ويسمح لهن فقط بتصوير المناسبات النسائية.

 

وتعاني حمود في كل مرة تصطحب معها كاميرتها لتصوير مناسبة عائلية أو خلال الخروج مع أقاربها للتنزه في المناطق الريفية، حيث تتعرض للاستجواب حول أسباب حملها الكاميرا، وما إذا كانت تملك تصريحاً للتصوير.

 

ويصل الأمر في كثير من الأوقات إلى تفتيش الكاميرا والاطلاع على الصور التي تحتويها دون مراعاة لأي خصوصية، بحجة الاحتياطات الأمنية والتحقق من عدم مخالفة السياسة العامة للجماعة الحوثية بشأن التصوير.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن صنعاء مهنة التصوير اعلام حقوق الجماعة الحوثیة فی المتنزهات التصویر فی الکثیر من

إقرأ أيضاً:

شرطة المرور تطلق حملة توعوية صيفية لتعزيز الثقافة المرورية لدى النشء في صنعاء

يمانيون../
أطلقت الإدارة العامة لشرطة المرور، اليوم الأربعاء، حملة توعوية مرورية تستهدف طلاب المدارس الصيفية في أمانة العاصمة، ضمن جهودها لنشر الثقافة المرورية وتعزيز السلوكيات السليمة لدى النشء.

وفي فعالية التدشين، أوضح مدير عام شرطة المرور اللواء الدكتور بكيل البراشي، أن الحملة تأتي في إطار اهتمام وزارة الداخلية بتوظيف الدورات الصيفية كمساحة لبناء الهوية الإيمانية والثقافية، وتكريس مفاهيم السلامة المرورية لدى الأجيال القادمة.

وأكد اللواء البراشي أن غرس القيم المرورية في أوساط الطلاب يسهم بشكل فاعل في تعزيز التزام المجتمع بالقواعد والتعليمات المرورية، ويهيّئ جيلًا واعيًا قادرًا على المساهمة في الحد من الحوادث ومساندة الجهود الأمنية في تنظيم حركة السير.

وأشار إلى أن شرطة المرور تعوّل على هذه الحملات في خلق وعي مجتمعي دائم يرتكز على الوقاية والتثقيف، مشددًا على أن التربية المرورية تمثل ركيزة أساسية لحماية الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، من خلال الحد من السلوكيات الخاطئة أثناء القيادة أو التنقل في الطرقات.

كما لفت إلى أن الحملة تشمل محاضرات وزيارات ميدانية تنفذها كوادر مختصة في مجال التوعية المرورية، وتركز على إشراك الطلاب بفاعلية من خلال أنشطة تفاعلية وتثقيفية.

يُذكر أن شرطة المرور كانت قد عممت على إدارات المرور في المحافظات بتكثيف أنشطة التوعية بالتزامن مع انعقاد المدارس الصيفية، وذلك بهدف ترسيخ مفاهيم الثقافة المرورية في أوساط الجيل الناشئ، وتقليص نسب الحوادث، بما يعكس الشراكة المجتمعية في حماية الأرواح وحفظ النظام.

مقالات مشابهة

  • شرطة المرور تطلق حملة توعوية صيفية لتعزيز الثقافة المرورية لدى النشء في صنعاء
  • محمود حميدة: بيع نيجاتيف الأفلام جريمة مثل تهريب الآثار.. والذكاء الاصطناعي خيارنا للبقاء
  • جولة لمحافظ دمياط داخل رأس البر لتفقد المتنزهات
  • مناقشة الصعوبات التي تواجه الجمعيات التعاونية بمحافظة صنعاء
  • منظمة الشفافية الدولية هيئة عالمية تكافح الفساد
  • اليوم.. استكمال محاكمة 13 متهمًا في قضية «خلية داعش كرداسة»
  • استكمال محاكمة 13 متهما في قضية خلية داعش كرداسة.. غدًا
  • مكافحة الفساد تحيل عدداً من المتهمين بمكتب أشغال صنعاء إلى نيابة الأموال العامة
  • اللجنة الأمنية بمحافظة صنعاء تناقش الجوانب المتصلة بتعزيز الجاهزية الأمنية
  • الدائرة الأولى إرهاب تستكمل محاكمة متهم من أعضاء الجماعة الإرهابية الأربعاء