محادثات باريس في مواجهة اجتماع الرياض
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
أثارت الدبلوماسية السريعة، التي بدأت بمكالمة هاتفية بين بوتين وترامب حالة من الذعر في أوكرانيا والعواصم الأوروبية، من أن الرئيسين قد يتوصلان إلى صفقة سريعة تتجاهل مصالحهما الأمنية، وتكافئ موسكو على غزوها وتترك بوتين حراً في تهديد أوكرانيا أو دول أخرى في المستقبل.
عقد الزعماء الأوروبيون جلسة محادثات طارئة في باريس يوم الاثنين 17 فبراير الجاري، بعد الصدمات التي أحدثتها إدارة ترامب، وضم الاجتماع الذي دعا له الرئيس الفرنسي أيمانويل ماكرون، زعماء المملكة المتحدة وألمانيا وبولندا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا والدنمارك، فضلاً عن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته.
في مواجهة احتمال تقليص الوجود الأمريكي في أوروبا، ركز اجتماع للزعماء الأوروبيين على النشر المحتمل للقوات الأوروبية في أوكرانيا، واستعداد الحلفاء الأوروبيين لزيادة الإنفاق الدفاعي لقد تم تهميش الزعماء الأوروبيين، في بداية أسبوع محوري لأمن القارة بصرف النظر عن المكالمة القصيرة قبيل اجتماع باريس بين الرئيس الفرنسي ماكرون ونظيره الأمريكي دونالد ترامب. وفي مواجهة احتمال تقليص الوجود الأمريكي في أوروبا، ركز اجتماع الزعماء الأوروبيين على النشر المحتمل للقوات الأوروبية في أوكرانيا، واستعداد الحلفاء الأوروبيين لزيادة الإنفاق الدفاعي. وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي وصف اجتماع باريس بأنه لحظة فارقة للأمن القومي للقارة، إنه «مستعد للنظر في إرسال قوات بريطانية، إلى جانب آخرين، إذا كان هناك اتفاق سلام دائم». واقترح زعماء أوروبيون آخرون أيضا تكثيف الجهود لحل الأزمة بطرق مختلفة. وقال سكرتير حلف شمال الأطلسي مارك روته لشبكة (CNN) في تصريح إعلامي: «محادثات باريس كانت فرصة للقادة الأوروبيين لوضع استراتيجية لأفضل طريقة ممكنة لدعم عملية السلام، بما في ذلك المناقشات حول رغبة العديد من الدول في إرسال قوات إلى أوكرانيا بعد التوصل إلى اتفاق سلام».
وأضاف روته أنه «من المهم للغاية أن تكون الولايات المتحدة على استعداد لتقديم الدعم، أي لا قوات على الأرض، ولكن الدعم اللوجستي لتمكين مثل هذه الجهود». وأضاف: «هذا يعني أن الأوروبيين على استعداد للتدخل والمشاركة بشكل إيجابي، وعلى استعداد للمساعدة في أوكرانيا بعد اتفاق السلام، بما في ذلك القوات العسكرية على الأرض إذا لزم الأمر، ولكن وبوضوح يجب توفر الدعم الأمريكي، لأنه يجب توضيح نقطة مهمة وهي، وجوب وجود الردع لضمان عدم عودة بوتين لمحاولة أخرى».
خلال ثلاث سنوات من الحرب في أوكرانيا، ظلت أوروبا والولايات المتحدة متحدتين بشكل ملحوظ في موقفهما تجاه روسيا. ولكن بعد ثلاثة أسابيع فقط من رئاسة ترامب الثانية تفككت روابط هذه الوحدة. إذ وجهت إدارة ترامب سلسلة من الضربات إلى أوروبا وأوكرانيا في الأيام الماضية. حيث قال وزير الدفاع بيت هيجسيث في مؤتمر ميونيخ للأمن، إن عضوية الناتو لأوكرانيا لم تكن نتيجة واقعية لتسوية تفاوضية، وإن الأمن الأوروبي لم يعد أولوية لدى الولايات المتحدة.
ثم أجرى ترامب مكالمة هاتفية طويلة مع بوتين، ما أنهى فعليا السياسة الغربية المتمثلة في «لا شيء عن أوكرانيا من دون أوكرانيا». ثم توجيه نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس خطابا لاذعا إلى الزعماء الأوروبيين في مؤتمر ميونيخ للأمن، حيث انتقدهم بسبب حملات القمع المزعومة لحرية التعبير. وقال فانس أمام جمهور متجهم الوجه: «التهديد الذي يقلقني أكثر من أي شيء آخر في ما يتعلق بأوروبا ليس روسيا. ما يقلقني هو التهديد من الداخل». ووبخ نائب الرئيس فانس الزعماء الأوروبيين لما سماه «الركض خوفا من الناخبين في القارة» في إشارة إلى تخوف أوروبا من صعود اليمين المتطرف.
نايجل غولد ديفيز، الذي عمل سفيرا لبريطانيا في بيلاروسيا من 2007 إلى 2009، وكان رئيسا للقسم الاقتصادي في السفارة البريطانية في روسيا، وهو اليوم زميل بارز في شؤون روسيا وأوراسيا في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية قال، إن موجة التصريحات من إدارة ترامب دفعت أوروبا إلى «منطقة مجهولة». وأضاف؛ «أن إدارة ترامب أظهرت تسرعا مفرطا من شأنه أن يخلق فرصا لبوتين من خلال تقديم التنازلات للكرملين قبل بدء المفاوضات». وأضاف غولد ديفيز في حديث لشبكة (CNN): «إذا كنت تتفاوض وتثبت أنك الشخص الذي يريد إنجاز هذا الأمر في أسرع وقت ممكن، فهذا يضعك في موقف أضعف، هناك الكثير ليستغله بوتين». وفي غضون ذلك قالت إدارة دونالد ترامب يوم الثلاثاء 18 فبراير، إنها وافقت على إجراء المزيد من المحادثات مع روسيا بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا بعد اجتماع أولي في العاصمة السعودية، الرياض، استبعدت فيه كييف، وهو ما يمثل انحرافا عن نهج واشنطن السابق الذي حشد حلفاء الولايات المتحدة لعزل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وبينما كان الاجتماع الذي استغرق أربع ساعات ونصف الساعة في العاصمة السعودية جاريا، شددت روسيا من مطالبها، وأصرت بشكل خاص على أنها لن تتسامح مع منح حلف شمال الأطلسي العضوية لكييف. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يجتمع فيها مسؤولون أمريكيون وروس لمناقشة سبل وقف أعنف صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وقالت أوكرانيا إنها لن تقبل أي اتفاق مفروض، من دون موافقتها. وحتى قبل انعقاد اجتماع الرياض، اتهم بعض الساسة الأوروبيين إدارة ترامب بتقديم تنازلات مجانية لموسكو الأسبوع الماضي من خلال استبعاد عضوية حلف شمال الأطلسي لأوكرانيا وقولهم، إنه من الوهم أن تعتقد كييف أنها يمكن أن تستعيد 20% من أراضيها التي تخضع الآن للسيطرة الروسية. وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز للصحافيين في الرياض، إن الحرب يجب أن تنتهي بشكل دائم، وهذا من شأنه أن ينطوي على مفاوضات حول الأراضي.
وأضاف «إن الواقع العملي هو أنه سيكون هناك بعض المناقشات حول الأراضي، وستكون هناك مناقشة حول الضمانات الأمنية». كما قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، إن فرقا رفيعة المستوى ستبدأ محادثات لإنهاء الصراع، وستعمل بشكل منفصل على استعادة البعثات الدبلوماسية لكل من البلدين في واشنطن وموسكو، لتسهيل المحادثات في المستقبل. وقال روبيو إنه خرج من المحادثات الأولية مقتنعا بأن روسيا «مستعدة للبدء في الانخراط في عملية جادة» ولكن التوصل إلى السلام سوف ينطوي على تنازلات من جميع الأطراف.
لكن روسيا لم تقدم أي تنازلات، فلم يذكر المسؤولون الروس تقديم أي تنازلات، ولم يزعم المسؤولون الأمريكيون أنهم سجلوا أي تنازلات في اجتماع الرياض، ما دفع المراقبين إلى الشك في ما إذا كانت المحادثات ستتحول إلى مفاوضات سلام جادة. وفي معرض حديثه عن المخاوف الأوكرانية والأوروبية، قال روبيو إنه لا يتم تهميش أي شخص، ويجب أن يكون أي حل مقبولاً لجميع الأطراف.
وتعليقا على عزم الدول الأوروبية إرسال قوات أوروبية مشتركة لدعم أي اتفاق سلام في أوكرانيا، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في الرياض، إن موسكو لن تقبل نشر قوات حلف شمال الأطلسي هناك، أيا كان العلم الذي تعمل تحته. وقال «بالطبع، هذا الأمر غير مقبول بالنسبة لنا». كما أشارت تعليقات لافروف إلى أن روسيا ستواصل الضغط من أجل المزيد من التنازلات في المفاوضات.
من جانبه علق مايكل ماكفول، الذي شغل منصب السفير الأمريكي في روسيا في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما على ما يجري قائلا: «حتى الآن لم أر أي دليل على أن بوتين على استعداد للتنازل عن شبر واحد من أجل التفاوض على اتفاق سلام»، أما الرئيس الأسبق باراك أوباما فقد علق على منصة X بقوله؛ «كل ما أراه بدلاً من ذلك هو أفكار طرحتها الولايات المتحدة حول التنازلات التي من المفترض أن تقدمها أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة».
(القدس العربي)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه باريس الرياض امريكا فرنسا الرياض باريس سياسة صحافة سياسة سياسة رياضة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الزعماء الأوروبیین الولایات المتحدة حلف شمال الأطلسی فی أوکرانیا على استعداد إدارة ترامب اتفاق سلام
إقرأ أيضاً:
التبدّل في الخطاب الأمريكي تجاه روسيا.. هل سيُترجم في الواقع؟
في العادة، تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى استخدام معجم ثابت عند الحديث عن الدول "المارقة" أو الخصوم والأصدقاء. كان موقفها في أفغانستان واضحًا، وكذلك في العراق وفيتنام، وتجاه إسرائيل. لكن الأمر ذاته لا ينطبق عندما يتعلق بروسيا.
أدى التبدل في السياسة الأمريكية تجاه روسيا بعد تولي دونالد ترامب الحكم إلى إرباك داخل غرف البيت الأبيض، حتى بات المسؤولون الأمريكيون غير قادرين على تصنيف موسكو بشكل واضح للشعب. هل هي العدو ذاته الذي استدعى فتح خزائن البنتاغون على مصراعيها، وتقديم 60 مليار دولار للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بين الحين والآخر (كما يزعم ترامب)؟ هل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو ذاته الذي قالت عنه الولايات المتحدة إنه زعيم يسعى إلى تقويض أمن أوروبا والغرب؟ أم أنه شخص ذكي وودود، يُمكن أن يصبح شريكًا اقتصاديًا في المستقبل القريب؟
هي فكرة على قدر أهميتها، على قدر ما تبدو ساخرة. وقد عالجتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بشكل طريف عندما قالت إن رؤساء الاستخبارات في البلاد، عندما يمثلون أمام الكونغرس يوم الثلاثاء لتقديم أول "تقييم علني للتهديد العالمي" في فترة ولاية الرئيس ترامب الثانية، سيواجهون خيارًا صعبًا عندما يأتون على ذكر الكرملين.
قبل تولي الزعيم الجمهوري الرئاسة، تبنت واشنطن وحلفاؤها وجهة نظر عدائية ثابتة بشأن بوتين، لأنه "استغفل الأوروبيين والبيت الأبيض، ولديه أطماع كبيرة يسعى من خلالها إلى تقويض الأمن العالمي". أما بعد عودة ترامب، فقد أصبح الجاسوس السوفياتي السابق شريكًا تجاريًا مستقبليًا جديرًا بالثقة، يسعى ببساطة إلى إنهاء حرب بغيضة والسيطرة على أجزاء من أوكرانيا التي "هي من حقه" واستئناف علاقة منتظمة مع الولايات المتحدة.
أمام هذا التغيير الجذري، تقول الصحيفة الأمريكية إنه سيتعين على المديرة الجديدة للاستخبارات الوطنية، تولسي غابارد، والمدير الجديد لوكالة الاستخبارات المركزية، جون راتكليف، أن يعرفا كيف يسيران على الخط الرفيع لوصف روسيا كخصم حالي وشريك مستقبلي.
لكن في المقابل، يبرز سؤال محوري: هل التحول في الخطاب الأمريكي سيترجم إلى تغييرات ملموسة في الأمن العالمي؟
الأداء الأمريكي خلال هدنة الـ30 يومًافي هذا السياق، يرى عدد من المراقبين أن تحصيل الجواب رهن بعدة مؤشرات، منها كيف ستتعامل واشنطن مع قضية وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا في أوكرانيا، ومدى استعداد ترامب لقطع المساعدات نهائيًا عن أوكرانيا بعدما التزمت إدارة جو بايدن بتقديم عشرات المليارات من المساعدات.
Relatedزيلينسكي يتهم بوتين بعرقلة جهود السلام قبل انطلاق محادثات السعوديةزيلينسكي: العقوبات على موسكو وتعزيز حلف العالم الحر والضمانات الأمنية.. طريق أوكرانيا إلى السلامترامب: أنا الوحيد القادر على إيقاف بوتين.. وعلاقتي جيدة معه ومع زيلينسكيمصير معاهدة "ستارت" الجديدةنقطة ثانية يُمكن أن تجيب عن هذا الأمر هي مصير معاهدة "ستارت" الجديدة، أو اتفاقية الحد من استخدام الأسلحة النووية بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، والتي من المقرر أن تنتهي صلاحيتها العام المقبل.
إذ يرى البعض أنه إذا اتفق الطرفان على العودة إلى المعاهدة وتمديدها، أو حتى دعوة الصين إلى محادثات نووية، فسيكون لذلك انعكاس كبير على الأمن العالمي، وقد يمهد الطريق أمام نظام عالمي جديد، غير خاضع لدوافع الحرب الباردة.
ترامب ماض في سياسة "أمريكا أولًا"من جهته، عقد مجلس العلاقات الخارجية، وهو مركز أبحاث أمريكي متخصص في السياسة الخارجية الأمريكية والعلاقات الدولية، ندوة لمعالجة هذا الشأن استضافت عددًا من الخبراء، عالجوا فيها حدود التفاهمات الأمريكية-الروسية. وتطرقوا إلى عدة ملفات منها العقوبات المفروضة على موسكو، واستمرار الحرب في أوكرانيا، وقدرات روسيا العسكرية، والديناميكيات السياسية داخل الكرملين، والتفاعل الأوسع للولايات المتحدة مع موسكو.
يشير أحد الخبراء في الندوة إلى أن ترامب جاد في تطبيع العلاقات مع روسيا، ويأتي ذلك ضمن استراتيجية الزعيم الجمهوري "أمريكا أولًا". لذلك فإنه يرى أن واشنطن جادة في تقديم تنازلات للكرملين، ما جعل بوتين الرابح على الصعيدين العسكري والسياسي.
ويلفت المشاركون إلى وجود شعور بالخيبة لدى الدول الأوروبية، التي ترى، بحسبهم، أنها لم تستطع أن "تتوحد" بما فيه الكفاية، وأن تتصدى بشكل حازم في الملف الأوكراني أو في ملفات جيوسياسية أوسع.
فيما يخص الهدنة بين كييف وموسكو، يؤكد المشاركون على وجود شكوك حول مدى صمودها وفعاليتها. لكن يعتقد البعض أن ترامب ماضٍ في علاقاته مع روسيا، وسيتجاوز أوروبا في ذلك.
أمريكا بين العلاقات التجارية والعمل الاستخبارييبدو أن واشنطن تميل نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية مع موسكو، خاصة بعد أن أدرج ترامب مسألة رفع العقوبات ضمن المفاوضات. ولكن هناك مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى حدوث إرباك أو انقسام بين وجهة النظر التجارية التي يتبناها الزعيم الجمهوري وبين جهاز الاستخبارات.
إذ تنقل "نيويورك تايمز" عن السيناتور مارك وارنر من ولاية فرجينيا، وهو ديمقراطي في لجنة الاستخبارات بالمجلس، قوله إن تعليقات إدارة ترامب الإيجابية تجاه روسيا مربكة للغاية بالنسبة إلى الجواسيس الأمريكيين.
ولفت وارنر إلى أن تبني البيت الأبيض سياسة مغايرة سينعكس على العمل الاستخباراتي العالمي، حيث قد يصبح التعاون مع واشنطن في هذا الصدد أقل.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية السلطات الإسرائيلية تُفرج عن مخرج فيلم "لا أرض أخرى" عقب احتجازه وتعرضه للضرب من قبل مستوطنين بعد عضّ حراس الأمن وتوجيه إهانات عنصرية.. تجريد ملكة جمال اسكتلندا من لقبها كوبيليوس لـ "يورونيوز": الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى 70 مليار يورو على الأقل لتعزيز التنقل العسكري فلاديمير بوتينروسياالولايات المتحدة الأمريكيةدونالد ترامبأوروباالحرب في أوكرانيا