كيف أغير ما بنفسي قبل رمضان.. روشتة شرعية تجعلك مميزا عند الله
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
قال الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن سيدنا رسول الله ﷺ أرشدنا كيف نغير ما بأنفسنا حتى يغير الله سبحانه وتعالى ما بنا.
كيف نغير ما بأنفسنا قبل رمضان ؟وأضاف “جمعة”، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، ترك لنا ما روى النسائي والترمذي وأحمد وابن حبان وغيرهم في مجموع الروايات يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أبى محمد الحسن بن على بن أبي طالب رضى الله تعالى عنهما قال : "حفظت من رسول الله صلى الله عليه وآله سلم الصدق طمأنينة ، والكذب ريبة ، والخير طمأنينة ، والشر ريبة ؛ فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك، عَودُوا أنفسكم على الصدق حتى إذا ما دخل رمضان وجدكم من الصادقين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ }، فإن الإنسان الذي يجعل نفسه مع الصادقين يتعلم الصدق ، فالمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ، والبيئة المحيطة تؤثر في الإنسان في معرفته للمعروف وفي إنكاره للمنكر ، فالصادقون تجد فيهم الصادق ، والكاذبون تجد فيهم الكاذب.
والنبي صلى الله عليه وآله وسلم فسر لنا تأثير ما حولنا فينا فحكى عن رجل قد قتل تسعة وتسعين نفساً ، وجاء إلى أحدهم ممن يظن أنه يعرف النصيحة من العباد المتنسكين ، وسأله : هل لي من توبة ؟ قال : لا توبة لك ، فقتله فأكمل به المائة ، وأتى إلى عالم فسأله، فقال : من الذي يحجبك عن الله ؟ !!! تُب إلى الله يقبل الله توبتك، قال له : لكني أراك بأرض قوم سوء ، لماذا لم يضربوا على يديه حتى قتل هذا العدد الكبير ولم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر … قال : ولكني أراك بأرض قوم سوء .. اذهب إلى بلد كذا فإن فيها أقواماً يعبدون الله ....إلى آخر الحديث، فأرشدهم إلى أن البيئة المحيطة تؤثر في الإنسان.
وأشار الى أنه يجب علينا أن نلتفت إلى هذا ، فنخرج من الكذب - حتى لو كان من حولنا يكذبون - وأن نلتفت إلى أنفسنا - حتى لو لم يلتفت إلى ذلك من نَشَأْنا في أوساطهم وأصبح الكذب ديدنهم، لماذا؟ لأنه .. " لا تزر وازرة وزر أخرى " … لماذا ؟ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " لا يكون أحدكم إمعة ، يقول أنا مع الناس إن أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا أسأت ، ولكن وطنوا أنفسكم على أنهم إن أحسنوا فأحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا "، لماذا ؟ لأن الصدق طمأنينة ولأن الكذب ريبة ، ولذلك يجب علينا أن ندع ما يُريبُنا إلى ما لا يُريبُنا ، يجب علينا أن نكون من الصادقين مع أنفسنا ومع من حولنا ومع الله – قبل ذلك وبعد ذلك – نفعل هذا أيضاً لله.
فيجب أن نكون صادقين … والصدق ملكة ، فلا يزال الرجل منكم يصدق ويصدق حتى يُكْتَبَ عند الله صديقاً ، ولا يزال الرجل يكذب ويكذب حتى يُكْتَبَ عند الله كذاباً. هكذا أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
هيئوا أنفسكم لرمضان ، وعودوا أنفسكم أن تحاسبوها قبل أن تحاسَبوا ، وراجعوا أنفسكم في مسألة الصدق ، فكونوا صادقين ، لأن الصدق هو حكاية الواقع ، والواقع من خلق الله فإذا ما صدقت فإنما تكون كما أراد الله ، والكذب هو حكاية خلاف الواقع فكأنك تختلق شيئاً لم يخلقه الله وتفتري على الله الكذب وقد نسبته إلى الواقع الموجود.
فينبغي عليك أن تتدرب عليه قبل رمضان حتى إذا ما جاء رمضان كان ذلك سجية لك وكانت أعمال الخير ملكة فيك راسخة في النفس ، فدع ما يريبك - وهو الكذب والشر - إلى ما لا يريبك - وهو الصدق والخير.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المزيد صلى الله علیه وآله وسلم رسول الله
إقرأ أيضاً:
مرصد الأزهر يحذر من التطرف الإلكتروني.. ويؤكد: الزواج فطرة إنسانية ومسؤولية شرعية
أقيمت في اليوم الثالث من فعاليات مبادرة "نحو رؤية أزهرية لمكافحة التطرف" في محافظتي سوهاج والمنيا، ندوة نظمها مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تحت عنوان "الفطرة الإنسانية في عصر السماوات المفتوحة وسبل الوقاية من التطرف الفكري"، وذلك في كلية البنات الأزهرية بمحافظة المنيا، وبحضور الدكتور عبد المنعم فتحي، وكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب.
في بداية الندوة، قدم محمد فرغلي ضاحي، الباحث في وحدة رصد اللغة الألمانية، وطه عبد الفضيل طه، الباحث في وحدة رصد اللغة الإسبانية، كلمة تعريفية حول المرصد، حيث شَرحا آلية عمله وأهم مخرجاته. تأتي هذه الخطوة في سياق كونه أحد الأدوات الحديثة التي تهدف إلى تعزيز الوعي وكشف استراتيجيات التنظيمات المتطرفة في استقطاب الشباب.
بدوره، تحدث الدكتور مختار محمد عبدالله، الباحث بوحدة البحوث والدراسات في المرصد، عن أهمية زيادة الوعي لدى الشباب فيما يتعلق بأحدث المستجدات العالمية، وأكد على حرص الأزهر الشريف على تنشئة أجيال واعية بالأحداث المحيطة بهم وما يُخطط لاستهداف عقولهم، بالإضافة إلى محاولات دفعهم للثورة على القيم الأصيلة والمنهج الوسطي.
وأشار الباحث إلى أن الزواج الصحيح وتأسيس الأسرة في الإسلام يمثلان نموذجًا عمليًا للاعتدال والابتعاد عن التطرف. وشدّد على أن الظواهر التي تنتشر في بعض المجتمعات، مثل الشذوذ والانحراف، تتعارض مع الفطرة السليمة وتؤدي إلى إلغاء العقول وتراجع الإنسانية. واستشهد بما ذكره فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر حول مسؤولية الأسرة من منظور شرعي، مؤكدًا أن بناء الأسرة هو مسؤولية مشتركة بين الزوجين.
كما تحدث الدكتور علاء صلاح عبد الواحد، مشرف وحدتي اللغات الإفريقية والبحوث والدراسات بالمرصد، عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في انتشار الانحرافات الفكرية والسلوكية، مؤكدًا أن التقدم التكنولوجي الكبير الذي نشهده في عصرنا الحديث يمثل تحديًا كبيرًا للشباب، خاصة في ظل انتشار الأفكار غير السوية والدعوات الهدامة، التي تستغل المرأة لتفكيك المجتمعات وإحداث اضطرابات بدلاً من المساهمة في بنائها واستقرارها.
في نهاية الندوة، قام أعضاء المرصد بالإجابة على الأسئلة التي طرحتها الطالبات حول مواضيع متنوعة، مثل: كيفية حماية النفس والآخرين من التطرف، والمنهج الذي يتبعه الأزهر في الحوار مع الآخر، والعلاقة بين التطرف والإلحاد، وكيفية معالجة المرصد للظواهر التي تظهر في المجتمعات مثل ظاهرة العنف والعنصرية، وسبل بناء أسرة مستقرة قائمة على التفاهم والوسطية.