ألمانيا – رفض زعيم الاتحاد المسيحي الديمقراطي فريدريش ميرتس تشكيل حكومة ائتلافية مع حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف.

وقال ميرتس في تصريح للتلفزيون الألماني، يوم الأحد، على خلفية ظهور النتائج الأولية للانتخابات، التي تشير إلى تصدر تحالف الاتحاد المسيحي والاتحاد المسيحي الاجتماعي وحلول “البديل من أجل ألمانيا” في المرتبة الثانية: “لدينا خلافات جوهرية مع فايدل في السياسة الخارجية والسياسة الأمنية والكثير من الجوانب الأخرى المتعلقة بالاتحاد الأوروبي واليورو والناتو”.

وتابع: “بإمكانهم مد اليد مثلما يريدون، لكننا لا نعتزم اتباع سياسات خاطئة بالنسبة لهذا البلد. وأنا لن أضع موضع الشك إرث الاتحاد للسنوات الـ 75 من وجود جمهورية ألمانيا الاتحادية فقط بسبب ظهور ما يسمى بالبديل من أجل ألمانيا فجأة”.

وأكد أن “أغراضهم تتناقض مع أغراضنا ولذلك لن يكون هناك أي تعاون”.

وجاء ذلك ردا على تصريحات مرشحة “البديل من أجل ألمانيا” لمنصب المستشار الألماني، أليسا فايدل، التي أعلنت عن استعدادها “لمد اليد” للمحافظين الذين يمثلهم ميرتس، وتشكيل حكومة ائتلافية مع الاتحاد المسيحي الديمقراطي.

بدوره، صرح القيادي في “البديل من أجل ألمانيا”، الرئيس المناوب للحزب، تينو خروبالا، بأنه “إذا كان ميرتس يريد تنفيذ وعوده الانتخابية، فإن بعض الأمور لا يمكن تنفيذها إلا مع “البديل من أجل ألمانيا”.

ورجح خروبالا إجراء انتخابات جديدة بعد سنتين بدلا من أربع سنوات في حال تشكيل ميرتس حكومة ائتلافية مع أحزاب أخرى.

كما توقعت أليسا فايدل أن حزبها سيتقدم على الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي في السنوات القريبة القادمة.

وشككت فايدل في أن الاتحاد المسيحي الديمقراطي سيكون قادرا على تشكيل ائتلاف مستقر مع الاشتراكيين الديمقراطيين و”الخضر”.

يذكر أن النتائج الأولية للانتخابات التشريعية التي جرت في ألمانيا يوم الأحد تشير إلى تقدم التحالف المحافظ للاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي، الذي كان يمثل أكبر قوة معارضة في البلاد.

وأظهرت النتائج كذلك هزيمة حزب الاشتراكيين الديمقراطيين بقيادة المستشار الألماني الحالي أولاف شولتس، الذي قد اعترف بالهزيمة ومن المتوقع أن يواصل أداء المهام حتى تشكيل حكومة جديدة.

 

المصدر: وكالات

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الاتحاد المسیحی الدیمقراطی البدیل من أجل ألمانیا

إقرأ أيضاً:

فريدريش ميرتس .. من مصرفي طموح إلى مستشار ألمانيا المرتقب

بعد فوز تحالفه المحافظ بأغلبية الأصوات في الانتخابات التشريعية الحاسمة التي جرت اليوم الأحد، 23 فبراير 2025، أصبح من شبه المؤكد أن يتولى فريدريش ميرتس، زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU)، منصب المستشار الجديد لألمانيا، خلفًا لأولاف شولتس. 

ويُعد هذا الفوز تتويجًا لمسيرة سياسية طويلة ومليئة بالتحديات، جعلت من ميرتس الشخصية الأوفر حظًا لقيادة البلاد في المرحلة المقبلة.

رحلة الصعود السياسي والمهني

وُلد فريدريش ميرتس في 11 نوفمبر 1955 في مدينة بريلون بولاية شمال الراين-وستفاليا. درس القانون وعمل في البداية محاميًا قبل أن يتحول إلى السياسة من خلال انضمامه إلى حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي. بدأ مسيرته السياسية على الساحة الأوروبية، حيث انتُخب عضوًا في البرلمان الأوروبي عام 1989، ثم انتقل إلى السياسة الداخلية في عام 1994 عندما أصبح عضوًا في البرلمان الألماني (البوندستاغ).

بعد صعوده السريع في صفوف الحزب، واجه ميرتس تحديات كبيرة، حيث تم تهميشه داخليًا إثر صراعه على السلطة مع المستشارة السابقة أنجيلا ميركل. ولكن بعد فترة من العمل في القطاع الخاص كمحامٍ ومستشار مالي، عاد بقوة إلى السياسة عام 2021، ليقود الحزب مجددًا ويُعيده إلى صدارة المشهد السياسي.

مواقف بارزة وتوجهات حاسمة

يُعرف ميرتس بتوجهاته المحافظة، خاصة في ملف الهجرة، إذ أثار جدلاً واسعًا عندما دفع بمشروع قرار غير ملزم يدعو إلى فرض قواعد هجرة أكثر صرامة، تشمل ضوابط على الحدود وزيادة في عمليات الترحيل، ما أثار انتقادات واسعة بخصوص احتمالية انتهاك قوانين اللجوء الألمانية.

على الصعيد الاقتصادي، لم يتردد ميرتس في انتقاد سياسات حكومة أولاف شولتس، محمّلاً إياها مسؤولية التدهور الاقتصادي الحالي وأزمة الركود التي تواجهها البلاد. ويرى أن تعزيز القطاع الخاص وتخفيف البيروقراطية هما السبيلان لإعادة إنعاش الاقتصاد الألماني.

موقفه من الحرب الأوكرانية ودوره الأوروبي

فيما يخص الحرب الأوكرانية، يتبنى ميرتس موقفًا حازمًا من دعم كييف. على الرغم من محاولته في البداية تقديم نفسه كرجل أعمال يمكنه التفاهم مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إلا أنه غيّر موقفه بسرعة بعد تصريحات ترامب المثيرة للجدل حول أوكرانيا. أبدى ميرتس صدمته العلنية من تلك التصريحات، مؤكدًا أن "الشيء الوحيد الذي يمكننا فعله هو تنظيم أمورنا في أوروبا في أقرب وقت ممكن."

ينتمي ميرتس إلى المعسكر الداعم لأوكرانيا بشكل صريح، مؤكدًا ضرورة تزويدها بالمزيد من الأسلحة، بما في ذلك صواريخ كروز "توروس" بعيدة المدى. ومن المرجح أن يدعم أيضًا تعزيز الدور الألماني في إرسال قوات ضمن بعثات لحفظ السلام أو الردع في المنطقة.

تحديات أمام المستشار المنتظر

رغم تصدره الساحة السياسية بعد فوز تحالفه المحافظ، يواجه ميرتس تحديات كبيرة تتعلق بتشكيل حكومة مستقرة في ظل المشهد السياسي المتشظي. كما أن مواقفه المتشددة بشأن الهجرة قد تعيق محاولاته في بناء تحالفات مع الأحزاب الأخرى، خاصة في ظل صعود اليمين المتطرف.

ومع ذلك، فإن خبرته الطويلة، إلى جانب رؤيته الواضحة لمستقبل ألمانيا على الصعيدين المحلي والدولي، يجعلان من فريدريش ميرتس المرشح الأقوى لقيادة البلاد في مرحلة يُتوقع أن تكون حافلة بالتحديات الكبرى داخليًا وخارجيًا.
 

مقالات مشابهة

  • «الاتحاد المسيحي» يتصدر الانتخابات التشريعية في ألمانيا
  • فريدريش ميرتس .. من مصرفي طموح إلى مستشار ألمانيا المرتقب
  • الاتحاد المسيحي يتصدر انتخابات ألمانيا
  • الاتحاد المسيحي يتصدر الانتخابات التشريعية في ألمانيا
  • إعلام ألماني: توقعات أولية بفوز حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي بالانتخابات بنسبة 29%
  • لاكروا: 5 تواريخ أساسية لفهم صعود حزب البديل اليميني المتشدد في ألمانيا
  • ألمانيا .. قيادي بـ الاشتراكي الديمقراطي: نتائج الانتخابات هزيمة تاريخية لـ شولتز
  • ألمانيا تصوت مع تقدم المحافظين وحزب البديل من أجل ألمانيا.. فما هي نسب الفوز؟
  • النمسا.. اتفاق على تشكيل حكومة ائتلاف دون اليمين المتطرف