موقع النيلين:
2025-05-01@09:22:02 GMT

سماجة الشر

تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT

للكاتبة اليهودية ذات الأصل الألماني (حنا ارندت) كتاب مهم ومؤثر، حنا ارندت كانت معادية للصهيونية وكتبت عن محاكمة شهيرة لأحد النازيين تلك التي حدثت في إسرائيل بعد خطف المتهم النازي (آيخمان) من الأرجنتين، كتبت أرندت كتابا شهيرا وقد كانت شاهدة على المحكمة بعنوان (آيخمان في القدس- تقرير في تفاهة الشر)، وهذا ليس موضوعنا ولكن كتلخيص عام عن الكتاب نذكر أنه كتاب مزعج للصهاينة ومربك لدعايتهم لذا ينصح بقراءته.


ما أستوقفني هنا هو أنني قرأت مقالات الطيب صالح التي لخصت ذلك الكتاب، الطيب وبذوقه الأدبي الرفيع فهم المغزى تماما فترجم عبارة Banality of Evil بجملة (سماجة الشر) بدلا عن جملة تفاهة الشر.

فالسمج تافه لكنه يتجاوز حد التفاهة ليحمل معاني أنه ثقيل ومكرر ومزعج وغبي وجاهل ومكروه ومقزز ومثير للشفقة ورديء. السمج شيء أكثر تعبيرا عن الشر من معنى التفاهة.
هذا ما فهمته من المقالات ولكن وبتأمل بسيط في خطاب متحدثي مليشيا الدعم السريع وجماعة تقدم، ولي تجربة في مناقشتهم والصبر عليهم، بتأمل بسيط كنت أقوم به وأفكر كيف نصف هؤلاء؟ ماهذه الحالة؟

لم أجد وصفا حتى عثرت على مقالات الطيب صالح عن حنا أرندت ومعنى سماجة الشر، وكون الشر ليس نقيض الخير فقط، بل هو في الأساس نقيض الفكر، فهمت إذن ما أشعر به حين أناقشهم وربما ما يشعر به الكثيرون حين يسمعونهم.

لقد أعدت التفكير في مفهوم (سماجة الشر) مرة أخرى وأنا أشاهد ما تقوم به مليشيا الدعم السريع وحلفاؤها في نيروبي، حين تسمع خطاباتهم وتشاهد المشاهد والصور تشعر بأنك أمام الشكل الأكثر سماجة للشر، لأنه بجانب كونه شر بغيض إلا أنه مشحون بالحقد والجهل والغباء.

هشام عثمان الشواني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

ما أشبه فيتنام قبل 50 عاما بغزة اليوم.. الصورة تقول ما لا يقوله كتاب

في مقارنة بين حرب فيتنام (1955-1975) وحرب غزة المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، تتشابه المعاناة في تفاصيلها الدقيقة: دمار شامل، حصار خانق، نزوح جماعي، وجوع يفتك بالأرواح، رغم اختلاف الزمان والسياقات.​

وفي مشهد يعيد إلى الأذهان أهوال التاريخ، تتقاطع مآسي حرب فيتنام مع الكارثة الإنسانية التي تعصف بقطاع غزة.

في فيتنام، قُتل أكثر من مليونيْ شخص خلال عقدين، بينما تجاوز عدد ضحايا غزة 51 ألفا خلال أشهر (الفرنسية)

وعلى فيتنام، حيث شنت الولايات المتحدة حربها، رمت الطائرات آلاف الأطنان من القنابل، لتحوّل المدن والقرى إلى أطلال. ولم يكن الهدف فقط كسب معركة، بل ترك أثر لا يُمحى في ذاكرة المكان.

المقارنة تظهر أن سياسات التجويع والتدمير ليست استثناء، بل نمطا متكررا (أسوشيتد برس)

واليوم، في غزة المحاصرة، تبدو المشاهد مألوفة حدّ الوجع، أكثر من 60% من مباني القطاع سويت بالأرض، بما فيها مستشفيات ومدارس ومخابز، وكل ما في غزة بات هدفا مشروعا.

أكثر من 60% من مباني القطاع سويت بالأرض (مواقع التواصل الاجتماعي)

ما بين فيتنام التي دفعت ثمنا باهظا بحوالي مليونَي قتيل خلال عقدين، وغزة التي فقدت أكثر من 50 ألف شهيد حتى الآن، تبرز حقيقة واحدة: الإنسان هو الخاسر الأكبر في كل حرب.

آلة الحرب تستنسخ مشاهد النزوح والموت والجوع، مع اختلاف الجغرافيا (أسوشيتد برس)

ففي غزة، تحت كل الركام هناك عائلات كاملة دفنت حيّة، معظمهم من النساء والأطفال، بينما لا تزال آلاف الجثث مفقودة تحت الأنقاض تنتظر أن تعرف أسماء ذويها.

في غزة، تحوّل المدنيون إلى هدف مباشر للحرب، وسط قصف لا يميّز بين طفل وامرأة أو بيت ومستشفى (رويترز)

وعرفت فيتنام وجه النزوح مبكرا، حيث اضطر 12 مليونا لترك بيوتهم، تحت ضغط النيران والرصاص.

في فيتنام، أجبرت الحرب ملايين السكان على النزوح من قراهم، لتُفرغ مناطق بأكملها تحت وطأة القصف (أسوشيتد برس)

وغزة اليوم تُكرّر القصة، لكن على رقعة أصغر، وأكثر اختناقا، حيث نزح أكثر من 90% من سكانها  داخل القطاع نفسه، يفترشون الأرض، بعد تدمير أكثر من 150 ألف منزل بالكامل، ليُصبح السكن حلما، والمأوى ذكرى.

في غزة، اضطر أكثر من 1.9 مليون فلسطيني إلى الفرار في واحدة من أكبر موجات النزوح بتاريخ الصراع (مواقع التواصل الاجتماعي)

ولم تكن القنابل في فيتنام وحدها وسيلة الحرب؛ بل أيضا تدمير المحاصيل وتجويع السكان.

الحصار شكّل أداة عسكرية في كلتا الحربين، مع تعمّد قطع الإمدادات الحيوية (غيتي)

أما في غزة، فقد أُغلقت المعابر، ومنعت الإمدادات، حتى بات الطعام دواء مفقودا، والماء قطرة ثمينة.

إعلان

وحذرت الأمم المتحدة من أن جميع سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليونين يواجهون مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي، مع خطر متزايد لحدوث مجاعة، نتيجة الحصار المفروض ومنع دخول المساعدات الإنسانية.

المجتمع الدولي مطالب باتخاذ خطوات فعلية لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية (الفرنسية)

وتُظهر المقارنة بين حرب فيتنام وحرب غزة المستمرة أن معاناة المدنيين في النزاعات المسلحة تتكرر بشكل مأساوي، حيث يتعرضون للدمار، النزوح، الجوع، والحصار.

النزاعات ينبغي إنهاؤها بطرق سلمية تحترم حقوق الإنسان وتحقق العدالة للمستضعفين (أسوشيتد برس)

وهذه المآسي تستدعي من المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات فعالة لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية، والعمل على إنهاء النزاعات بطرق سلمية تحترم حقوق الإنسان.​

مقالات مشابهة

  • عن تفاهة الشر وتفاهة الشريريين: أدلوف أيخمان، عمر شارون ، جار النبي وآخرون!
  • تايمز: هكذا ينظر كتاب بريطانيون لأداء ترامب بعد 100 يوم من الحكم
  • تدشين كتاب "سيرة ماض بظلال النهضة" لحمود بن محمود البلوشي
  • لقاء موسع لعلماء وخطباء المربع الجنوبي بالحديدة في ذكرى الصرخة
  • ما أشبه فيتنام قبل 50 عاما بغزة اليوم.. الصورة تقول ما لا يقوله كتاب
  • صاحب القلب الطيب.. عمرو الليثي ينعى أمح الدولي
  • الإبادة العرقية.. وجه الغرب الخفي في تدمير الحضارات.. قراءة في كتاب
  • شوبير ينعى الراحل أمح : صاحب القلب الطيب
  • كتاب مؤسسة التصوف والصوفية كمؤسسة اجتماعية متأصلة عبر الزمن
  • إطلاق كتاب «الأَلَقُ الشّعريّ - قراءة نقديّة في شعر سلطان بن علي العويس»