اجتمع أربعة من كبار خبراء السينما والفنون البصرية في جلسة حوارية ملهمة تحت عنوان "نصائح لصنّاع الأفلام الطموحين" ضمن فعاليات المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر 2025"، الذي يقام في الشارقة حتى 26 فبراير الجاري، وقدموا خلالها خلاصة تجاربهم العملية، مؤكدين أن النجاح في صناعة الأفلام يتطلب الشغف، والعمل الجماعي، والاستثمار في الذات قبل الأدوات.

شارك في الجلسة كل من بريت نيل، وآشلي جرانت، ودينيس شيملز، وروري ماكلولين، الذين استعرضوا التحديات التي يواجهها المخرجون المبتدئون، وطرحوا استراتيجيات عملية لمساعدتهم على تحقيق النجاح في عالم صناعة الأفلام.

القصة أولاً: مفتاح النجاح في الإخراج

أجمع المتحدثون على أن اكتشاف الذات ورواية قصة أصيلة هما الخطوة الأولى لأي مخرج طموح وأكد بريت نيل، أحد أبرز الأسماء في صناعة الترفيه، على أهمية السرد الشخصي، قائلاً: "إذا كنت قادرًا على سرد قصتك بأسلوبك الخاص، فستتمكن لاحقًا من تقديم أي قصة أخرى بإبداع واحترافية". كما دعا نيل الشباب إلى التمسك برؤيتهم الفنية وعدم التأثر بالأصوات المثبطة، سواء من الأصدقاء أو العائلة.

العمل الجماعي: مفتاح تجاوز العقبات

من جهته، حذر آشلي جرانت، الشريك المؤسس لشركة (B7A) للإنتاج، من محاولة المبتدئين القيام بكل شيء بمفردهم، مؤكدًا أن بناء فريق موثوق في مرحلة مبكرة هو عنصر أساسي في نجاح أي مشروع سينمائي وقال: "أنت بحاجة إلى أشخاص تثق بهم، يناقشون أفكارك بصدق، ويقدمون لك نقدًا بنّاءً يساعدك على التطور". كما شدد على أهمية المثابرة وعدم الاستسلام أمام التحديات.

بناء شبكة علاقات قوية: الطريق إلى الفرص

أما دينيس شيملز، المصور والمخرج السينمائي العالمي، فأشار إلى أن المنافسة في صناعة الأفلام أصبحت أكثر شراسة مقارنة بالماضي، حيث لم يعد بيع السيناريو لشركات الإنتاج سهلاً كما كان قبل 20 عامًا. وقال: "اليوم، تحتاج إلى وكيل قوي لإيصال عملك، مما يجعل بناء شبكة علاقات في المجال أمرًا بالغ الأهمية" وأكد أن المحادثات البسيطة في الأماكن والفعاليات المناسبة قد تفتح أبوابًا غير متوقعة للمواهب الصاعدة.

الاستثمار في الذات قبل المعدات

فيما قدم المخرج روري ماكلولين نصيحة جوهرية لصنّاع الأفلام الشباب، محذرًا من الإفراط في الإنفاق على المعدات قبل بناء المهارات والخبرات وقال: "لا تستهلك ميزانيتك بالكامل في شراء الكاميرات، بل استثمر في التعلم، احضر ورش العمل، وشارك في المهرجانات، وتفاعل مع صناع القرار في المجال".

الذكاء الاصطناعي ومستقبل السينما

لم تغب التكنولوجيا عن النقاش، حيث تناول الخبراء دور الذكاء الاصطناعي في الصناعة، مؤكدين أنه يمكن أن يساعد في تسريع عمليات الإنتاج، لكنه لن يكون بديلاً عن الإبداع البشري. وأوضح المتحدثون أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة مفيدة، ولكن المشاعر والتجارب الإنسانية لا يمكن برمجتها، مما يجعل دور المخرج والمبدع لا غنى عنه في هذه العملية.

الإمارات والسعودية.. بيئة خصبة للمواهب السينمائية

وفي ختام الجلسة، أكد الخبراء أن صناعة الأفلام لم تعد تقتصر على السينما التقليدية، بل امتدت إلى تجارب غامرة تتفاعل مع الجمهور من خلال تقنيات مثل الواقع الافتراضي والمعزز.

كما أشاروا إلى أن الشرق الأوسط، وخاصة الإمارات والسعودية، أصبح بيئة خصبة للمواهب والأفكار الجديدة، داعين صنّاع الأفلام الطموحين إلى التركيز على المحتوى الأصيل، ومواكبة توجهات السوق، واستغلال الفرص التي توفرها التكنولوجيا الحديثة.

أسامة العليمي: تجميد الزمن بعدسة الكاميرا

في جلسة أخرى، ضمن فعاليات المهرجان، تحدث المصور الفوتوغرافي أسامة العليمي عن رحلته في عالم التصوير، مؤكدًا أن التصوير هو أكثر من مجرد توثيق للحظات، بل هو وسيلة لاكتشاف الفرح من جديد واستكشاف جوهر الطبيعة. وقال: "كل صورة يلتقطها هي شهادة على الجمال، وارتباط عميق بين البشر والطبيعة".

وأشار العليمي إلى أن تصويره للمجتمعات الأصلية في إفريقيا كشف عن قصص التحدي والصمود، مؤكدًا أن الصور التي يلتقطها تروي قصصًا عن المرونة والأمل في أبسط التفاصيل. واختتم حديثه بالتأكيد على أن التصوير هو وسيلة للتأمل والتواصل العميق مع العالم.

جايلز كلارك: أسرار الصحافة الاستقصائية

من جهته، أكد المصور الصحفي المخضرم جايلز كلارك على أن التصوير الفوتوغرافي ليس مجرد التقاط لحظات عابرة، بل هو أداة قوية للتعبير عن قضايا إنسانية معقدة، وأضاف: "الصحافة الاستقصائية تتطلب وقتًا وجهدًا لبناء سرد متكامل، ولن تندثر رغم هيمنة وسائل الإعلام السريعة".

صنّاع أفلام: الوثائقيات سلاح للتغيير

وفي جلسة أخرى، بعنوان "صناعة الأفلام من أجل التغيير"، أكد عدد من صنّاع الأفلام العالميين أن الأفلام الوثائقية تعد من أبرز الأدوات التي يمكن أن تساهم في إحداث التغيير الاجتماعي.

وأشار المخرج ريك سولمون إلى أن الأفلام الوثائقية تكشف قضايا قد تكون غائبة عن الكثيرين، بينما شدد دينيس شيملز على أهمية تسليط الضوء على المشكلات الاجتماعية.

من الأوسكار إلى "اكسبوجر 2025"

وفي جلسة بعنوان "بين أوسكارين"، كشف ثلاثة من كبار المخرجين الحائزين على جائزة الأوسكار عن كواليس رحلتهم نحو أرفع تكريم سينمائي في العالم. واستعرض المخرجون التحديات التي واجهوها، مؤكدين أن الإبداع يمكن أن يزدهر رغم الأزمات.

يُعد مهرجان "اكسبوجر 2025" حدثًا فريدًا في مجال التصوير الفوتوغرافي وصناعة الأفلام، حيث يشارك أكثر من 300 مصور ومخرج عالمي في هذا المهرجان الذي يقام في الجادّة بالشارقة حتى 26 فبراير.

ويوفر المهرجان فرصة فريدة لمحبي التصوير للاستمتاع بأعمال كبار المصورين والتعرف عن كثب على آراءهم وأفكارهم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: السينما الذكاء الاصطناعي صناعة الأفلام فی جلسة یمکن أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي سلمتها حماس لا تعود لأي رهينة

قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة 21 فبراير 2025، إن إحدى الجثث التي سلمتها حركة حماس لا تعود لأي من الرهائن المحتجزين في قطاع غزة ، واتهم الحركة بانتهاك وقف إطلاق النار الهش بالفعل.

وذكر الجيش أنه تم التأكد من أن جثتين تعودان للرضيع كفير بيباس وشقيقه البالغ من العمر أربع سنوات أرييل، بينما لم يتم التعرف على جثة ثالثة كان من المفترض أن تكون لوالدتهما شيري.

وأضاف أن الجثة لا تخص أي رهينة آخر ولا تزال مجهولة.

وقال الجيش في بيان “هذا انتهاك شديد الخطورة من جانب منظمة حماس (..) التي من المفترض بموجب الاتفاق أن تعيد أربعة رهائن متوفين”، وطالب بإعادة شيري وجميع الرهائن.

وقالت عائلة الرهينة عوديد ليفشيتس في بيان إنه تم التعرف رسميا على جثته التي جرى تسليمها يوم الخميس أيضا.

ولم يصدر أي تعليق من حماس على الفور.

وقال الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إن الطفلين أرييل وكفير بيباس اللذين كانا محتجزين رهينتين لدى حركة حماس في قطاع غزة،، قُتلا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 بأيدي الحركة وليس بقصف إسرائيلي، خلافا لما تقوله حماس.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنّ “أرييل وكفير بيباس قُتلا بوحشية في الأسر في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 على أيدي (..) فلسطينيين”.

وتوعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالانتقام من (حماس) بعدما سلمت الحركة ما قالت إنها جثث أربعة رهائن إسرائيليين، من بينها جثتا الرضيع كفير وأرييل وهما أصغر رهينتين احتجزتهما حماس في هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول.

وفي سياق متصل، أعلن رئيس معهد الطب العدلي الإسرائيلي خان كوجل، الخميس، أن إحدى جثث الأسرى التي سلمتها حركة حماس في وقت سابق اليوم، تعود للأسير عوديد ليفشيتس.

وقال كوجل إن “إحدى الجثث التي فحصها معهد الطب العدلي اليوم تعود للمحتجز عوديد ليفشيتس، وهو ما يتوافق مع إعلان أحد أسماء الجثث الأربع التي سلمتها حماس”.

وذكر رئيس المعهد، في مؤتمر صحافي بثته قناة “كان” الإسرائيلية الرسمية، أن الفحوص تشير إلى أن ليفشيتس قُتل منذ أكثر من عام.

ولم يحدد كوجل كيفية مقتل ليفشيتس، لكن “سرايا القدس ” الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي” أكدت، في بيان الأربعاء، أنه كان محتجزا لديها، قبل أن يلقى حتفه بغارات جوية إسرائيلية خلال حرب الإبادة على غزة، التي تواصلت لقرابة 16 شهرا.

وسبق أن حذرت حركة حماس أكثر من مرة تعمد الجيش الإسرائيلي قصف أماكن احتجاز الأسرى، في إطار سعي نتنياهو إلى التخلص منهم كي لا يتم استخدامهم ورقة تفاوضية ضده.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية قصف إسرائيلي يستهدف مواقع بين سوريا ولبنان محمد الضيف أخّر إطلاق هجوم 7 أكتوبر حتى التأكد من هذه الخطوة بالصور: تفجير حافلات بات يام – نتنياهو سيوعز بشن عملية هجومية بالضفة الأكثر قراءة سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الجمعة 14 فبراير أحوال طقس فلسطين اليوم الجمعة 14 فبراير وزير الخارجية الأميركي: سنمنح البلدان العربية فرصة لتقديم خطة حول غزة الأونروا: الاحتلال استخدم أحد مرافقنا لاحتجاز فلسطينيين قُرب بيت لحم عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • إنجاز مذهل من الصمود وشهادة على المثابرة التي لا تموت لسكان غزة
  • برج الجوزاء .. حظك اليوم الأحد 23 فبراير 2025: تجارب تعليمية
  • “روساتوم” الروسية تعلن عن مفاوضات مع إيران بشأن بناء محطة نووية أخرى
  • إكسبوجر 2025.. كيف أعاد المهرجان سردية التصوير في العالم؟
  • مشاركة ناجحة لـكالدس الإماراتية في آيدكس 2025
  • خبراء يؤكدون أهمية الابتكار والتكنولوجيا في السرد القصصي البصري
  • «إكسبوجر 2025» يعرض قصصاً سينمائية ملهِمة
  • وزير العدل: لا يمكن بناء دولة من دون قرار ظني في انفجار المرفأ
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي سلمتها حماس لا تعود لأي رهينة