في السنوات الأخيرة، أصبح كل بيت في المملكة العربية السعودية، يعيش حالة من القلق والتوتر بشأن مستقبل أبنائه، ليس بسبب ضعف تحصيلهم الدراسي، بل بسبب اختبارات القدرات والتحصيلي، التي باتت عقبة تقف في وجه طلابنا، رغم تفوقهم في اختباراتهم النهائية.
هذا الواقع، فرض على الأسر تحدّيات إضافية، حيث أصبحت هذه الاختبارات، مصدر ضغط نفسي كبير على الطلاب، وأولياء الأمور، ناهيك عن الأعباء المالية، التي تتكبدها الأسر، لدفع تكاليف الدورات التدريبية، التي أصبحت شبه إلزامية، لاجتياز هذه الامتحانات.


إن نظام اختبارات القدرات والتحصيلي، الذي كان يُفترض أن يكون وسيلة لتقييم مهارات الطلاب، أصبح أداة تقيس القدرة على اجتياز الاختبار أكثر ممّا تقيس المستوى الأكاديمي الحقيقي. فكم من طالب مجتهد ومتفوق لم يتمكن من تحقيق درجة كافية في هذه الاختبارات، ممّا أدى إلى تعطيل طموحاته الجامعية، في حين أن قدراته الحقيقية لا تقل عن غيره.
وعليه، فإن الحل الأمثل يكمن في إلغاء هذه الاختبارات، والاعتماد على السنة التحضيرية في الجامعات، كبديل أكثر عدالة ومنطقية.
فالسنة التحضيرية، تتيح للطلاب فرصة تقييم مستواهم الأكاديمي داخل بيئة الجامعة، ممّا يضمن تحديد التخصص الأنسب لهم، بناءً على أدائهم الفعلي في هذه المرحلة الانتقالية. كما أنها تمثل فرصة للطلاب، لاكتساب المهارات والمعرفة المطلوبة، لمواصلة تعليمهم العالي، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تحسين مخرجات التعليم، وتعزيز جاهزية الخريجين لسوق العمل.
وفي حال لم يتمكن الطالب من اجتياز السنة التحضيرية، وتحقيق المعدل المطلوب، فإن البديل المنطقي، هو توجيهه إلى كليات خدمة المجتمع، التي تم إنشاؤها حديثًا، حيث يمكنه تطوير مهاراته في مجالات تتناسب مع قدراته واهتماماته، بدلاً من أن يُحرم من فرصة التعليم العالي بالكامل.
إن إصلاح منظومة القبول الجامعي بما يتماشى مع تطلعات الطلاب، وأولياء الأمور، هو خطوة ضرورية نحو مستقبل تعليمي أكثر إنصافًا وعدالة. ومن هذا المنطلق، فإن إلغاء اختبارات القدرات والتحصيلي، يعدّ ضرورة ملحّة، لضمان تحقيق تكافؤ الفرص بين جميع الطلاب، ودعم مسيرتهم الأكاديمية بما يتناسب مع جهودهم الحقيقية، وليس بناءً على اختبار محدود المدة يحدِّد مصيرهم.
ختامًا، إن التطوير المستمر للنظام التعليمي في المملكة، يعكس دوماً حرص القيادة على تحقيق الأفضل لأبنائنا، ونأمل أن يشهد المستقبل القريب، قرارات تصبّ في مصلحة الطلاب، وتعزِّز من جودة التعليم العالي في وطننا الغالي.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: اختبارات القدرات والتحصیلی

إقرأ أيضاً:

«التعليم العالي»: نحرص على توفير حرم جامعي صحي وبيئة تعليمية تثري قدرات الطلاب

عقد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، اجتماعًا مع ليونز إيدير، رئيس الاتحاد الدولي للرياضة الجامعية، وذلك بمبنى التعليم الخاص في القاهرة الجديدة.

جاء الاجتماع على هامش استضافة مصر لاجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد الإفريقي للرياضة الجامعية، واجتماعات اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي للرياضة الجامعية، وكذلك افتتاح مقر للاتحاد الإفريقي للرياضة الجامعية بالجامعة البريطانية في القاهرة.

ناقش الاجتماع استضافة مصر لاجتماعات الجمعية العمومية واللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي للرياضة الجامعية.

دعم النشاط الرياضي للطلاب

وأكد الدكتور أيمن عاشور اهتمام الوزارة بدعم النشاط الرياضي للطلاب، مشيرًا إلى أن الأنشطة الطلابية تُعد من أهم أسس المنظومة التعليمية، التي تستهدف تقوية ودعم روح التعاون، وتوطيد الروابط الإنسانية، وتعزيز اندماج الطلاب في المجتمع، وتطوير قدراتهم البدنية والنفسية.

وأشار «عاشور» إلى أن الوصول إلى مبنى جامعي وبيئة تعليمية صحية يأتي على رأس أولويات خطة عمل الوزارة، منوهًا باهتمامه الشخصي، بصفته أستاذًا في العمارة، بدعم تطوير المباني الجامعية وجعلها أكثر صحة، وتوفير بيئة جامعية تساهم في الارتقاء بقدرات الطلاب البدنية وصحتهم النفسية. وأكد أن الوزارة تحرص على تطوير البنية التحتية للجامعات، بحيث تكون الجامعة مكانًا متكاملًا يقدم للطلاب التعليم، ويعزز البحث العلمي، ويساهم في تأهيلهم بدنيًا ونفسيًا وثقافيًا، واستثمار وقتهم في المرحلة الجامعية على أفضل نحو، بما يضمن تخريج كوادر مؤهلة على كافة المستويات.

ولفت الوزير إلى التنوع الكبير الذي باتت تشهده منظومة التعليم العالي المصرية بجميع روافدها، من جامعات حكومية وخاصة وأهلية وتكنولوجية وفروع للجامعات الأجنبية، والتوسع في إتاحة التعليم الجامعي، مشيرًا إلى أن عدد الطلاب في الجامعات المصرية يصل إلى 3.7 مليون طالب، وأكثر من 53% منهم من الفتيات، مما انعكس على إثراء التنوع الطلابي، ودعم إقامة منافسات ومسابقات رياضية وثقافية تعزز من مستوى الطلاب، بالإضافة إلى تعظيم قدرات مصر على استضافة الأحداث الدولية الجامعية في مختلف الرياضات.

وثمَّن الوزير استضافة مصر لاجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد الإفريقي، واجتماعات اللجنة التنفيذية، مشيرًا إلى دور مصر المحوري على مستوى القارة الإفريقية، ومؤكدًا ضرورة التعاون في تنظيم المزيد من الفعاليات المشتركة على المستوى الإفريقي لتعزيز التبادل الثقافي ودعم روح التنافس والتعاون بين شباب القارة الإفريقية.

ومن جانبه، أكد الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، أن استضافة مصر لاجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد الإفريقي للرياضة الجامعية، وما يصاحبها من لقاءات واجتماعات، تمثل تأكيدًا جديدًا على المكانة الريادية التي تحظى بها الدولة المصرية في دعم وتطوير الرياضة الجامعية، ليس فقط على المستوى الوطني، ولكن أيضًا في الإطارين القاري والدولي.

وشدد على أن وزارة الشباب والرياضة تولي اهتمامًا بالغًا بالرياضة الجامعية باعتبارها ركيزة أساسية في بناء جيل واعٍ قادر على تحمل المسؤولية، فهي تجمع بين الجانب الأكاديمي والتكوين الرياضي، مما يسهم في إعداد كوادر تمتلك مقومات النجاح والتفوق في مختلف المجالات.

التعاون الوثيق بين الشباب والرياضة والتعليم العالي

كما أوضح وزير الشباب والرياضة أن التعاون الوثيق بين وزارة الشباب والرياضة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي يعكس رؤية الدولة المصرية في الاستثمار في شبابها، من خلال توفير بيئة رياضية متكاملة داخل الجامعات، تدعم المواهب، وتعزز الروح التنافسية، وترسخ مبادئ الرياضة كوسيلة لتعزيز الانتماء الوطني والتقارب بين الشعوب.

مُجددًا التأكيد على التزام الوزارة بدعم كافة الجهود الرامية إلى الارتقاء بالرياضة الجامعية، والحرص على تعزيز التعاون مع مختلف المؤسسات الدولية لتحقيق أهداف التنمية الرياضية المستدامة، بما يخدم شباب مصر والقارة الإفريقية والعالم أجمع.

من جانبه، أعرب ليونز إيدير عن سعادته بزيارة مصر، وتقديره لتراثها الحضاري العريق والمناطق السياحية المتميزة، مشيدًا بدورها البارز على مستوى القارة الإفريقية في دعم تنظيم البطولات والمنافسات الرياضية. كما أكد على الدور الكبير للرياضة في التقريب بين الشعوب.

حضر الاجتماع السيد ماتياس ريموند، الأمين العام للاتحاد الدولي للرياضة الجامعية، والسيد تارمو جاكسون، مدير التطوير والعلاقات للاتحاد الوطني للرياضة الجامعية بالاتحاد الدولي للرياضة الجامعية.

مقالات مشابهة

  • «التعليم» تحسم الجدل بشأن تعطيل الدراسة يوم السبت في رمضان
  • زيلينسكي: نعمل مع واشنطن على "اتفاق معادن أكثر عدالة"
  • زيلينسكي: نعمل مع واشنطن على اتفاق معادن أكثر عدالة
  • زيلينسكي: نعمل مع واشنطن على "اتفاق معادن أكثر عدالة"
  • «التعليم العالي»: نحرص على توفير حرم جامعي صحي وبيئة تعليمية تثري قدرات الطلاب
  • «التعليم» تحدد مصير الطلاب المتخلفين عن تسجيل استمارة الثانوية العامة
  • ”ذاكرة الأرض“ يستعرض تاريخ المملكة من التأسيس إلى رؤية 2030
  • إلغاء الدراسة بجميع مدارس الشرقية يوم السبت خلال شهر رمضان المبارك
  • قيادي بمستقبل وطن: الحزب يعمل على تنفيذ رؤية الدولة المصرية لمستقبل أفضل