الثورة نت:
2025-02-24@04:06:49 GMT

في وداع سيّد الشهداء!

تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT

في وداع سيّد الشهداء!

 

-بالأمس، وفي مراسم تشييع اختلطت فيها مشاعر الحزن بالفخر، والوجع بالتحدي، والألم بالأمل، والدموع بزغاريد الانتصار، ودَّعت الأمة العربية والإسلامية واحدا من أعظم وأبرز رجالاتها الأفذاذ، ومجاهديها الميامين وقادتها الأبطال، ممن لا يستطيع الموت ولا الزمن محو آثارهم ومآثرهم ومناقبهم النبيلة، من عقول ونفوس البشر التوّاقين إلى الحرية والكرامة والمجد.

-عندما يكون الحديث عن شخصية بحجم ومكانة السيد المجاهد الشهيد الكبير حسن نصر الله، تذوب وتتلاشى مفردات صغيرة، على غرار المذهبية والطائفية والحزبية، وغيرها من سفاسف الأمور، فالرجل كان بحجم أمة، ومحل إجماع وإعجاب كل الشرفاء والأحرار في هذا العالم.

-زرت الجمهورية اللبنانية الشقيقة أكثر من مرّة، في زمان ما قبل الحرب العدوانية على اليمن، وفي كل زيارة لذلك البلد الجميل، كنت أزداد قناعة أن جميع طوائف الشعب اللبناني يُجمعون على حب واحترام وإكبار السيد نصر الله وأن تلك المشاعر الحميمية تجاه السيد لا تختلف أبداً من قبل السُني أو الشيعي أو المسيحي أو الدرزي أو الكردي، فأينما وحيثما جاءت سيرته تقابل بالثناء والإكبار.

-السيد حسن نصرالله وُلد في واحد من أكثر الأحياء فقراً وحرماناً في الضاحية الشرقية لبيروت، وأكمل دراسته الثانوية في قرية “البازورية”، وهناك انتسب إلى حركة أمل التي كانت معروفة آنذاك بـ”حركة المحرومين”، حيث أصبح بسرعة مندوب قريته، برغم صغر سنه، وبعد تأسيس “حزب الله “في مدينة بعلبك إثر الاجتياح الصهيوني للبنان، بدأ نصرالله عمله الجهادي منذ وقت مبكر من التأسيس وتولّى عددا من المسؤوليات فيه، ونظرا لشخصيته القيادية الفذّة، والكاريزما النادرة لديه سرعان ما لمع نجمه وذاع صيته، وفي السادس عشر من “فبراير” من العام 1992 تم انتخابه بالإجماع من قبَل أعضاء الشورى أميناً عاماً لحزب الله خلفاً للأمين العام السابق الشهيد السيد عباس الموسوي الذي اغتالته القوات الصهيونية. لتشهد المقاومة الإسلامية اللبنانية في عهده نقلة نوعية وتطورات كبيرة انتهت بتحقيق انتصار عظيم على جيش العدو الإسرائيلي الذي انسحب منهزما من لبنان عام 2000، وحين عاد الكيان بعد 6 سنوات من اندحاره، كان حزب الله وقائده العظيم نصر الله بالمرصاد ليتجرع هزيمة قاسية مرة أخرى، جعلت أمريكا تسارع الخطى لاتفاق وقف إطلاق النار وكانت عملية التبادل الشهيرة مع العدو حين أجبر على إطلاق عميد الأسرى العرب سمير القنطار مقابل رفات جنوده الصرعى.

– لجأ الاحتلال الصهيوني بعد خسارته المذلة لحرب تموز 2006 إلى المكر والخديعة للنيل من هذا القائد العظيم، وعمل منذ ذلك الوقت بكل إمكانياته وإمكانيات داعميه في أمريكا والغرب، من أجل اختراق حزب الله وأنفق مليارات الدولارات، للوصول إلى القائد الباسل والفارس المغوار الذي ترجّل عن صهوة جواده خلال معركة طوفان الأقصى بعد أن صال وجال طويلا في ميادين الوغى وأثخن جراحات العدو، وألحق به الهزائم النكراء.

-الحشود الغفيرة التي شاركت في تشييع جثمان الشهيد الكبير حسن نصر الله أمين عام حزب الله، وخليفته ورفيق دربه المجاهد هاشم صفي الدين والتي اكتظت بها ساحة المدينة الرياضية في الضاحية وفي شوارع وأزقة بيروت ولم تأبه لطائرة العدو الحربية وهي تحلق على مستويات منخفضة، وأكدت مجددا مستوى الحميمية التي تربط الشعب بالقائد حيّا وميتا، وأنها ستمضي على دربه ونهجه في المقاومة، ومقارعة الظلم والطغيان والاستكبار.

-رحل سيد المقاومة شهيداً كما أراد ذلك دوماً، وبقيت المقاومة ومبادئها ومآثر قادتها العظماء، نبراسا تضيء دروب الحرية والكرامة في كل العصور والأزمان.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

والد الشهيد السيد حسن نصر الله: اليمنيون هم الصوت الأصدق في نصرة فلسطين

يمانيون/
أشاد السيد عبدالكريم نصر الله، والد الشهيد السيد حسن نصر الله، بالمواقف المبدئية للشعب اليمني في دعم القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن اليمنيين يمثلون الصوت الأصدق والوقفة الخاصة مع فلسطين.

وفي حديث لقناة “المسيرة” خلال زيارة لأسرة الشهيد، نقل السيد عبدالكريم عن ابنه الشهيد السيد حسن نصر الله قوله المتكرر: “لا تحزن ولا تيأس، نحن على درب آبائنا وأجدادنا وقادتنا، طريقنا الشهادة، وإذا أصابني شيء فتسلح بالصبر والتحمل.”

وأشار إلى أن الزيارات المتواصلة لمنزلهم بعد استشهاد ابنه تحمل رسالة مهمة، قائلاً: “من يحب السيد حسن عليه أن يكمل رسالته ويسير على نهجه ومبادئه.” كما أكد أن الأمة مليئة بالخير والعلماء والقادة، مشددًا على أنه يرى كل زائر إلى منزله وكأنه يرى الشهيد السيد حسن نصر الله بنفسه.

وتطرق السيد عبدالكريم نصر الله إلى دور السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي والشعب اليمني في نصرة القضية الفلسطينية، قائلاً: “الله يقوي قائد الأمة ويعزز صمود الشعب اليمني وينصرهم.”

وأضاف: “اليمن رغم إمكانياتها المحدودة وفقرها مقارنة بالدول الأخرى، إلا أنها أثبتت أنها الدولة الأكثر ثباتًا في مواقفها مع الحق ومع فلسطين.”

واختتم حديثه بتذكيرٍ بما كان يسمعه من الشهيد السيد حسن نصر الله: “أهل اليمن هم الأساس، ونحن إن شاء الله من أهل اليمن.”

مقالات مشابهة

  • من تربية العظماء إلى صناعة القادة: رسالةٌ إلى والد الشهيد الأقدس السيد نصرالله
  • وداعًا يا قائدَ الأحرار
  • والد الشهيد السيد حسن نصر الله: اليمنيون هم الصوت الأصدق في نصرة فلسطين
  • “انتصار الدم على السيف” في أجواء وداع شهيد الإسلام والإنسانية
  • حماس: الشهيد نصر الله تحدى العدو الصهيوني ودافع عن القدس حتى قضى شهيداً
  • في رسالة خلال تشييع شهيد الإسلام نصر الله وصفي الدين..السيد الخامنئي: ليعلم العدو أن المقاومة باقية
  • حماس: نستذكر الشهيد السيد نصرالله وموقفه الصلب من فلسطين
  • السيد نصرالله إلى مثواه الأخير.. وداعٌ حاشد ومشاركة عربية وأجنبية
  • في وداع القادة العظماء.. دماء الشهداء ترسم الطريق إلى القدس