يخوض فيلم «يونان»، وهو الشريط السينمائي العربي الوحيد ضمن أفلام المسابقة الرسمية للدورة الـ75 من مهرجان «برلين السينمائي»، مغامرة فلسفية للبحث عن معنى الحياة من خلال قصة الكاتب العربي منير، الذي يمر بأزمة نفسية حادة تدفعه إلى الإقامة في جزيرة نائية.

الفيلم الحاصل على دعم من صندوق وسوق «البحر الأحمر» يغوص في أعماق النفس البشرية، وتتواصل أحداثه على مدى 124 دقيقة، وهو من تأليف وإخراج ومونتاج أمير فخر الدين، وبطولة الممثل اللبناني جورج خباز، والممثلة الألمانية الكبيرة هانا شيغولا، والممثل الفلسطيني علي سليمان، والممثلة الألمانية من أصول تركية سيبل كيكيلي، والممثلة اللبنانية نضال الأشقر، والممثل الألماني توم بلاشيا.

ووفقاً لـ “الشرق الأوسط” يعدّ الفيلم العمل الثاني من ثلاثية «وطن»، بعد فيلم «الغريب»، ليستكمل من خلاله أمير فخر الدين استكشاف قضايا المنفى والهوية من خلال تجربة كاتب شرق أوسطي، يؤدي دوره جورج خباز، يعاني أزمة إبداعية، وينتقل للعيش في جزيرة ألمانية، حيث يقيم في نُزل تديره امرأة مسنّة، تقوم بدورها هانا شيغولا. تتطور العلاقة بينهما من التوتر إلى الحوار العميق، وسط بيئة طبيعية تصبح بدورها بطلة الفيلم، حيث تتحول المياه والهواء والأعشاب البرية إلى عناصر روائية تعكس مشاعر شخصياته.

يمزج فخر الدين في الفيلم بين السرد السينمائي الشاعري والأسلوب البصري المتأمل، مع بطء متعمد في الكادرات، مفعمة بالحياة، ويدعو الفيلم إلى التأمل في العلاقة بين الإنسان والمكان.

عبر العلاقة بين الكاتب ومديرة النُزل، نشاهد استكشافه لمفهوم اللطف الإنساني والقدرة على التأقلم مع الحزن والمنفى. ورغم العزلة التي يعيشها، يجد في البيئة القاسية والجمال الطبيعي للجزيرة متنفساً لإعادة تقييم حياته.

لم يرد مخرج الفيلم تقديم الوهم بإمكانية استعادة الأشياء كما كانت، بل استكشف ما يحدث عندما يصبح المألوف مستحيلاً، مؤكداً أنه في مرحلة ما، يصبح من المستحيل مواصلة الحياة بشكلها المعتاد تحت وطأة ما فقدناه، حسب تصريحاته لموقع المهرجان.

وقال إن فيلمه بدأ كتأمل في النزوح، والمساحات الهادئة التي يخلقها داخلنا وحولنا، مع رغبته في استكشاف ما يحدث عند اختفاء المألوف وانكسار الشعور بالوطن والانتماء، مشيراً إلى انجذابه في الفيلم إلى ما لا يقال، واستكشاف المساحات الهادئة التي يخلفها النزوح.

يشيد الناقد المصري أندرو محسن بأداء الممثل اللبناني جورج خباز، ويقول إن «العمل أبرز موهبته الفنية، مع اعتماد شخصية منير على تعبيرات الوجه أكثر من الحوار»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «كان من اللافت تجميع فريق العمل من عدة بلدان عربية وأوروبية، وتوظيفهم في التجربة بحيث ظهروا جميعاً مناسبين للعمل، وهو أمرٌ يُحسب للمخرج الذي أجاد تسكين أدوار مشروعه السينمائي».

وتابع أن «بعض مشاهد الفيلم أولت اهتماماً بالصورة على حساب تطور الأحداث، بجانب طول مدة العمل نسبياً، لكن في النهاية، التجربة اتسمت بالجودة الفنية، خصوصاً في بداية الأحداث ونهايتها، مع اختيار موقع تصوير بالجزيرة، ملائم لطبيعة الأحداث وليس مجرد مكان جميل».

رأي يدعمه الناقد السعودي أحمد العياد، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «سينما أمير فخر الدين تطرح أفكاراً عميقة، ونجح في استكمالها في (يونان)، بعد تجربة (الغريب) التي قدمها قبل سنوات في مهرجان (البندقية)»، مشيداً بقدرته على توظيف الممثلين أمام الكاميرا بشكل جعلهم قادرين على إيصال فكرته بالطريقة التي أرادها.

وأضاف أن «فيلم (يونان) يفتح باب الترقب للفيلم الأخير في الثلاثية، الذي أتوقع أن يتطرق إلى فكرة الوطن والاغتراب، وهي قضية تعكس رؤية المخرج الفنية»، مشيراً إلى أن التجربة تعتبر من أهم التجارب العربية خلال العام الجاري.

عودة إلى الناقد أندرو محسن، الذي يتطرق إلى مشهد العاصفة الموجود في أحداث الفيلم، الذي يؤدي إلى ابتلاع مؤقت لمساحة من الجزيرة، باعتباره من المشاهد المتميزة التي تعكس فكرة الفيلم الأساسية.

وهو ما أشار إليه أمير فخر الدين، بتصريحاته التي أكد فيها أن «الأمر لم يكن مجرد مشهد، بل ظهر وكأنه استعارة مثالية لإيقاع القصة»، موضحاً أن فكرة الغمر لليابسة، والخسارة، والعودة، تعكس أن ما يختفي لا يختفي للأبد، لكنه لا يعود دون تغيير، مشيراً إلى أن هذه النقطة كانت بمنزلة الفكرة المحورية للفيلم.

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: جورج خباز فيلم يونان مهرجان برلين السينمائي

إقرأ أيضاً:

فنانة شهيرة تفاجئ الجميع بما كشفته عن “وتقابل حبيب”

متابعة بتجــرد: أثارت الفنانة بدرية طلبة ضجة كبيرة بسبب تعليقها على أحداث مسلسل “وتقابل حبيب”، مشيرة الى أنها تعرضت للظلم بعد تقليص عدد مشاهدها ودورها لصالحأحداث المسلسل وأبطال العمل، وهو ما وضع صنّاع العمل في حرج أمام الجمهور.

وشاركت الفنانة المصرية متابعيها على انستغرام بمنشور ردّت فيه على أسباب دورها الصغير ومشاهدها البسيطة في المسلسل الذي يحقق نجاحاً كبيراً ضمن السياق الرمضاني، مشيرة إلى أن دورها في مسلسل “وتقابل حبيب” كان أكبر مما ظهر به على الشاشة، ولكن تم تقليصه بناءً على رؤية المؤلف والتطورات الدرامية للمسلسل.

وكتبت بدرية قائلة: “الاستاذ عمرو محمود ياسين مؤلف “وتقابل حبيب” جه عليا وعلى بعض الزملاء في المسلسل عشان يراضي حضراتكم، أنا ماضية المسلسل بدور أكبر من كدا، لكن لما اتعرض المسلسل أخد شكل وخط درامي محبش يحيد عنه، ووجودنا كتير كان هيخرج الناس من الحالة اللي عاشوها مع المسلسل، ويقلب كوميدي، خصوصًا أن بطلة المسلسل كوميديانا وعلى تكة”.

وأضافت: “وبما إني من عشاق المسلسل وجزء من العمل، راضية بالكام حلقة اللي عملتهم، خرجوا الناس شوية من الحزن، ومش زعلانة، أنا يهمني نجاح العمل وانه يطلع بالشكل الجميل ده. والدور يتعوض بإذن الله”.

وأرفقت بدرية المنشور بتعليق كتبت فيه: “نحنا بنضحي علشان خاطر عيونكم وتتعوض بإذن الله”، وهو ما تفاعل معه النجم خالد سليم، الذي قدم شخصية “يوسف” في المسلسل وكتب لها: “دا انتي كنتي بونبوناية المسلسل يا حبيبة الكل.. وكمان العسل ايمان السيد .. انتوا فعلا ضحكتونا واسعدتونا واحنا بنتفرج.. و كفاية كمان انكوا (على رأي النجمة ياسمين عبدالعزيز) المسلسل ابتدا ينور ويخرج من موود الحزن والدراما بوجودكم.. نورتوا يا حبايبي وربنا يسعد قلوبكم زي ما اسعدتونا و اسعدتوا كل المشاهدين”.

main 2025-03-31Bitajarod

مقالات مشابهة

  • فنانة شهيرة تفاجئ الجميع بما كشفته عن “وتقابل حبيب”
  • نور علي برسالة مؤثرة لـ بسام كوسا: “لاتتركنا وتروح”
  • “أكسيوس” يكشف موعد زيارة ترامب للسعودية
  • صلاح الدين عووضه.. ميني حكاية: الرجل الذي فقد نفسه!!….
  • صاروخ “سبكتروم” الألماني ينطلق في أول رحلة تجريبية قبل سقوطه في البحر.. فيديو
  • أستاذة أرفود التي تعرضت لهجوم همجي بين الحياة والموت
  • السيسي وأردوغان يتفقان على العمل معا لإنهاء “الإبادة الجماعية” في غزة
  • بعد “لام شمسية”.. أحمد السعدني يكشف تطور علاقته بابنه
  • أم “زومبي” تذبح طفلها بعد رحلة مُثيرة إلى ديزني لاند
  • أمينة خليل: عرض “لام شمسية” في رمضان كان مخاطرة!