الشهيد نصر الله.. الرجلُ الأمين والصادق بالوعد
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
يمانيون../
لم يكن الشهيدُ السيد حسن نصر الله، شخصية عادية أَو عابرة سواء في لبنان أَو في الوطن العربي، بل أكبر وأعظم شخصية سياسية وتاريخية في المنطقة ومن أهم وأبرز الشخصيات العامة والحديثة والمعاصرة في العالم.
حيثُ تميز سماحة الشهيد بشخصيته الاستثنائية في جميع المعايير والمقاييس الإنسانية والعملية والأدبية والخطابية واللغوية والأخلاقية والدينية والفقهية والشرعية، إضافة إلى تميّزه بكاريزما القيادة السياسية والحكمة والتواضع والتقوى والصدقية والأمانة فهو الأمين على الوطن واستشهد؛ مِن أجلِ كرامته، ودفاعًا عن القدس، وتميّز بصبره وقدرته على التحمل، والبصيرة التي جعلته مصدر ثقة عند الجميع، وحتى عند الأعداء قبل الأصدقاء، إضافة إلى التماسك والثبات والرؤية والمنهجية في التفكير والتخطيط والتحليل، والقدرة على الإقناع وغيرها من الصفات التي لا تعد ولا تحصى.
الحقبة الذهبية للحزب:
وحول الحقبة الذهبية لحزب الله، تؤكّـد المعلومات أنه منذ تولي السيد الشهيد حسن نصر الله، الأمانة العامة لحزب الله وعلى مدى أكثر من 32 عامًا، منذ انتخابه عام 1992، خلفًا للسيد الشهيد عباس الموسوي، حتى تاريخ اغتياله واستشهاده عام 2024، كانت هذه الحقبة الذهبية للحزب بقيادته، حَيثُ تمكّن من جعل الحزب قوة إسلامية عربية عسكرية سياسية فاعلة في المنطقة بأسرها، وكانت هي حجر العثرة أمام مشاريع التوسع الصهيونية، وكانت انتصاراته هي المحطات المشرقة الوحيدة في تاريخ الصراع العربي “الإسرائيلي”.
ووفق المعلومات، فقد تولى السيد الشهيد قيادة المقاومة العسكرية طوال هذه الحقبة التاريخية، بالتوازي مع تسلمّه مقاليد الأمانة العامة لحزب الله في التنظيم السياسي، واستطاعت المقاومة الإسلامية في لبنان بقيادته السياسية والعسكرية تحقيق العديد من الإنجازات والانتصارات التي دخلت التاريخ، لا سِـيَّـما التحرير التاريخي عام 2000، والصمود التاريخي والانتصار الإلهي عام 2006، وتمكّن الشهيد نصر الله من تحويل المقاومة الشعبيّة إلى تنظيم عسكري؛ ما أجبر الأمريكيين والأُورُوبيين والإسرائيليين على الاعتراف بحزب الله بقيادة أمينه العام بأن الحزب أكبر قوة عسكرية في المنطقة.
ومنذ العام 1982 وخلال حروب كيان العدوّ الإسرائيلي على لبنان وقف الشهيد السيد نصر الله بكل قوته وشجاعته بوجه الآلة “الإسرائيلية” الهمجية، مدافعًا عن سيادة لبنان بالمقاومة وظل حتى آخر لحظة من عمره يبذل كُـلّ جهد متاح ويصنع كُـلّ فرصة ممكنة ليبقى في دائرة الحصانة والمنعة والقوة، فكان حالةً فريدةً في التضحية والإيثار والإخلاص دفاعًا عن وطنه.
الحفاظ على الوَحدة الوطنية:
وبشأن حرص السيد الشهيد حسن نصر الله، على الوطن وقضايا الأُمَّــة الإسلامية، يؤكّـد ناشطون لبنانيون، أن الشهيد عمل بكل جهده على حماية الوحدة الوطنية والإسلامية، وكان شديد الحساسية بكل ما يتعلق بقضايا الفتن الطائفية والمذهبية والحرب الأهلية بين أطياف الشعب اللبناني باختلاف انتماءاتهم واتّجاهاتهم وتموضعاتهم واصطفافهم، وأظهر بكل شفافية التزامه وتمسكه بالثوابت الوطنية والقومية والدينية، وبرز ذلك في عدة مواضع سواء عند مسار التفاهم السياسي مع رئيس الوزراء رفيق الحريري عام 2004 ووثيقة التفاهم الوطني مع الرئيس العماد ميشال عون عام 2006، بعد عودته من باريس إلى بيروت عام 2005، وهو ما يفسر خيار التحالف الاستراتيجي.
وأكّـدوا أنه كان واضحًا لدى الجميع تمسك الشهيد بكل ما يهم قضايا الأُمَّــة الإسلامية بشكل عام وقضايا لبنان بشكل خاص، لا سِـيَّـما تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني وتطبيقها داخل لبنان وخارجه؛ حرصًا منه على الوطن والسلم الأهلي والعيش المشترك بين جميع اللبنانيين.
ويشير الناشطون إلى أن الشهيد السيد نصر الله، كان أبرز الدعاة إلى مؤتمر الحوار الوطني، تحت مسمى المؤتمر التأسيسي، منذ عام 2012، للبحث في المسائل أَو القضايا الخلافية -أي الإشكاليات العالقة- وإيجاد الحلول الملائمة على طريقة التفاهمات أَو التسويات السياسية، مراعاةً لخصوصيات التركيبة اللبنانية وحساسيات التجربة اللبنانية أَيْـضًا.
ومن هذا المنطلق اللبناني الوطني يمكن فهم كيفية تحمل واهتمام السيد الشهيد بشؤون لبنان وشعبه ومصالحه أمام كُـلّ الأخطار التي تعرض لها على مدى أكثر من 30 سنة، وهذا ما يمكن استنباطه من فكره وعمله وجهاده، والسيد نصر الله يؤمن أن لبنان كيان متنوع يجب الحفاظ فيه على هذا التنوع بدون أن يتم إلغاء أحد أَو تمييز فئة على حساب أُخرى.
الدولة العادلة أبرز شعاراته:
الدولة العادلة أحد أبرز الشعارات الوطنية التي أطلقها الشهيد السيد حسن نصرالله، حَيثُ عمل ببصيرته وحكمته على تأسيس وتبني شعار الدولة العادلة بين جميع اللبنانيين والدولة القادرة؛ مِن أجلِ جميع اللبنانيين أَيْـضًا وكان ينادي بها ويدعو الفرقاء من القوى السياسية والكتل النيابية إليها.
وبحسب إعلاميين فَــإنَّ الشهيد السيد نصرالله ظل متعطشًا لدولة تراحمية وشعب يعيش حرية التواصل والتفاعل والحوار الإيجابي، حتى آخر لحظة قبل استشهاده، وكان رافضًا الخلافات التاريخية حول الهويات والانتماءات الضيقة وهي خلافات لا يمكن حلها بالكراهية والعنصريات والعصبيات المغلقة ولا بالتطرف الصراعي الذي أراده البعض على طريقة الحلول النازية والصهيونية، أي الانفصال والإبادة، بل سعى لبناء دولة القانون ومؤسّسات تؤمن حقًا بإنسانية المواطن الذي يتطلع إلى علاقة سليمة مع الدولة بلا حواجز وحدود، وإسقاطات الدول العنصرية.
هكذا كان، سماحة السيد نصر الله رجلًا بكل معنى الكلمة، وقائدًا عظيمًا للأُمَّـة، استشهد؛ مِن أجلِ لبنان وفلسطين شهيداً على طريق القدس، وهو أعزّ وأغلى ما كان عند شعبه وأمّته وسيبقى كما كان، فسلام عليه والسلام عليه يوم وُلِدَ فصار أميناً على الأُمَّــة والمقاومة ويوم استشهد ويبقى حيًّا في قلوب كُـلّ من يعرفه، ويوم يبعث حيًّا.
المسيرة: عباس القاعدي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: السید نصر الله الشهید السید السید الشهید ن الشهید حسن نصر
إقرأ أيضاً:
في كلمته خلال منبر القدس.. السيد القائد يُجدّد تأكيد ثبات الموقف اليمني المبدئي والإيماني في نصرة الشعب الفلسطيني
يمانيون/ صنعاء أكد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن مواقف الشهيدين السيد حسن نصر الله والقائد إسماعيل هنية، صادرة من موقع الإرادة الصادقة والتوجه الجاد، وقدما كل شيء في سبيل الله على طريق القدس.
وأوضح السيد القائد في كلمة له اليوم الأربعاء ضمن كلمات منبر القدس، أن مواقف الشهيدين السيد نصر الله وهنية كانت معبّرة عن الحق ومستنهضة للأمة ومؤثرة في الميدان، مبينًا أنهما أسهما بالتصدي للطغيان الإسرائيلي وكانا في طليعة أمتنا الإسلامية في حمل راية الجهاد.
وقال: “نستذكر في منبر القدس القائد الكبير والعزيز الرئيس الإيراني السابق الشهيد السيد إبراهيم رئيسي الذي كان نموذجًا بين الرؤساء في إخلاصه واهتمامه بقضية فلسطين، كما كان معبرًا عن موقف إيران ومجسدًا له عمليًا”.
وأفاد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن الحديث عن القضية الفلسطينية يأتي في إطار التبيين لضرورة الموقف الصحيح الذي يرقى إلى مستوى المسؤولية، موضحًا أن المسار العدواني للعدو الإسرائيلي بشراكة أمريكية يتجه نحو هدف واضح هو السعي لتصفية القضية الفلسطينية، كما أن تهجير الشعب الفلسطيني واضح في ممارسات العدو الإسرائيلي من خلال الإبادة الجماعية والتدمير والتجويع والتعطيش.
ودعا السيد القائد الدول العربية إلى التحرك الجاد واتخاذ موقف شجاع وتاريخي لمنع تهجير الشعب الفلسطيني ورفض التطبيع، مؤكدًا أن العدو الصهيوني لا يمكن أن يهجر الشعب الفلسطيني إلا بتخاذل وتواطؤ عربي، وهذا ما ينبغي الحذر منه لأنه مشاركة في الجريمة.
وحيا جميع الشهداء على طريق القدس من فلسطين ولبنان واليمن والعراق وإيران، كما حيا المجاهدين في كل جبهات الإسناد، وللشعوب والبلدان التي تحمل راية الجهاد.
وبين السيد القائد أن الدور قادم على البلدان العربية المحيطة بفلسطين، مبيناً أن الأطماع الصهيونية في محيط فلسطين لن تتوقف إلا بالموقف الجاد الصادق، موضحاً أنه بوسع المسلمين أن يقفوا بوجه الأطماع الصهيونية إذا اتجهوا بجدية وتوكلوا على الله. وبوسع المسلمين أن يقدموا الدعم اللازم والكامل للشعب الفلسطيني ومجاهديه بما يسهم في فرض معادلات الردع، وبوسع المسلمين التحرك بدلاً من إتاحة الفرصة للعدو الإسرائيلي لفرض معادلة الاستباحة، التي تشكل خطراً على كل الأمة.
ونوه السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى ضرورة أن يحذر المسلمون من اليأس والهزيمة النفسية، وعليهم أن يثقوا بالله وبوعده الصادق في زوال الكيان الإسرائيلي.
ولفت إلى أن اليمن، رسمياً وشعبياً، اتخذ موقفه المساند للشعب الفلسطيني في إطار انتمائه الإيماني الأصيل، وقد تحرك اليمن بشكل شامل لنصرة الشعب الفلسطيني على كل المستويات، وساهم في الإسناد مع جبهات المحور.
وجدد السيد القائد التأكيد على استمرار اليمن في إسناد الشعب الفلسطيني دون تراجع بالرغم من العدوان الأمريكي، لافتاً إلى أن أعظم الجهاد في سبيل الله هو ضد الطغيان الإسرائيلي والأمريكي الذي بلغ أسوأ مستوى من الظلم والإجرام والجبروت.