فاز تكتل الحزب الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي المحافظ في الانتخابات الألمانية بحصوله على 29% من الأصوات، بحسب بيانات استطلاعات الرأي.

وجاء حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف في المركز الثاني لأول مرة في تاريخ ألمانيا بعد الحرب، حيث حصل على حوالي 20%. لكن بما أن بقية القوى السياسية في البلاد فرضت على التعاون مع الحزب، فإن فرصه في دخول الحكومة المستقبلية تقلصت.

وتلقى الحزب الديمقراطي الاجتماعي بزعامة شولتز هزيمة، ليحتل المركز الثالث بحصوله على 16% من الأصوات.

بينما حصل حزب سارة فاغينكنيشت على 4.7% من الأصوات في أول انتخابات له وفشل في دخول البوندستاغ.

بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية الألمانية 76% في عموم البلاد.

يبدو أن نتائج الانتخابات ستؤدي إلى تداعيات داخلية كبيرة داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حيث أشارت مصادر مقربة من قيادته إلى أن هناك دعوات لإجراء تغييرات في القيادة والاستراتيجية السياسية، من أجل تفادي المزيد من التراجع في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

في تطور سياسي لافت، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن أحد قياديي الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يتزعمه المستشار أولاف شولتز، وصفه لنتائج الانتخابات الأخيرة بأنها "هزيمة تاريخية" للحزب، في إشارة إلى التراجع الحاد الذي سجله في صناديق الاقتراع.

وفقًا للتقارير الأولية، تكبد الحزب الاشتراكي الديمقراطي خسائر كبيرة في عدة ولايات ألمانية، لصالح أحزاب المعارضة، وعلى رأسها حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليميني المتطرف، بالإضافة إلى الحزب الديمقراطي المسيحي (CDU)، ما يعكس تغيرًا كبيرًا في المزاج السياسي الألماني.

وقال القيادي البارز، الذي لم تُذكر هويته، إن "هذه النتائج تشير بوضوح إلى تراجع الثقة في الحكومة الحالية"، مضيفًا أن الحزب سيحتاج إلى مراجعة شاملة لسياساته إذا أراد استعادة شعبيته.

مع هذا التراجع الكبير، يواجه المستشار أولاف شولتز ضغوطًا متزايدة، حيث سيتعين عليه إعادة تقييم سياسات حكومته، سواء فيما يتعلق بالاقتصاد، الطاقة، أو الهجرة، لمحاولة وقف نزيف التأييد الشعبي.

صعود لافت في المشهد السياسي

وفقًا للنتائج الأولية، سجل حزب البديل من أجل ألمانيا، المعروف بمواقفه المناهضة للهجرة والاتحاد الأوروبي، ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة التأييد مقارنة بالدورات الانتخابية السابقة، حيث نجح في توسيع قاعدته الشعبية في ولايات رئيسية مثل ساكسونيا وتورينجن وبراندنبورج، والتي تُعد تقليديًا معاقل للحزب.

وقالت فايدل إن "هذه النتائج تثبت أن ملايين الألمان يشعرون بأن الأحزاب التقليدية فشلت في تلبية تطلعاتهم، وأنهم يبحثون عن نهج جديد يعيد لألمانيا سيادتها وأمنها واقتصادها القوي".

ردود فعل متباينة

أعربت الأحزاب التقليدية، بما في ذلك الحزب الديمقراطي الاجتماعي بزعامة المستشار أولاف شولتز، وحزب الخضر، والحزب الديمقراطي المسيحي، عن قلقها العميق إزاء تقدم حزب البديل، محذرة من أن صعود اليمين المتطرف قد يهدد الديمقراطية الألمانية ويؤثر على سياسات البلاد الأوروبية والدولية.

في المقابل، رحب حلفاء اليمين المتطرف في أوروبا، مثل مارين لوبان في فرنسا وجيورجيا ميلوني في إيطاليا، بنتائج الحزب، معتبرين إياها نقطة تحول في السياسات الأوروبية نحو التشدد في ملفات الهجرة والسيادة الوطنية.

من جانبه، علق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب على فوز ميرز، قائلًا عبر منصة "تروث سوشيال" إن "حزب المحافظين في ألمانيا فاز بشكل متوقع للغاية في هذه الانتخابات الكبيرة.. مثل الولايات المتحدة، سئم شعب ألمانيا من القرارات غير المنطقية، لا سيما فيما يتعلق بالطاقة والهجرة، الذي ساد لسنوات عديدة".

وأضاف ترامب: "هذا يوم عظيم لألمانيا، وللولايات المتحدة الأمريكية تحت قيادة رجل نبيل يدعى دونالد ترامب.. مبروك للجميع، والمزيد من الانتصارات التي يجب أن تحققها".

وقال المستشار الألماني أولاف شولتز في أول رد فعل له: "هذه نتيجة انتخابية سيئة ومريرة للحزب.. وأتحمل نتيجة الهزيمة أيضاً»، وذلك دون التعليق على مستقبله السياسي. كما ذكر في تصريحات موجهة إلى ميرز: «تهانينا على نتيجة الانتخابات"، مشددً اعلى أنه لن يشارك في مفاوضات ائتلافية مع الكتلة المحافظة إذا وجه فريدريك ميرز الدعوة إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي.

في المقابل، نقلت الإذاعة الألمانية "دويتش فيه" عن زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي قوله إنه يريد تشكيل حكومة "في أسرع وقت ممكن" في ظل التحديات الدولية الحالية، قائلاً إن "العالم الخارجي لن ينتظرنا، ولن ينتظر مفاوضات ائتلافية مطولة.. يتعين علينا أن نصبح جاهزين للعمل بسرعة مرة أخرى للقيام بما هو ضروري على الصعيد الداخلي، لكي نصبح حاضرين في أوروبا مجددا".

وقال ميرز إن  أولويته القصوى هي العمل من أجل الوحدة في أوروبا لمواجهة أي تدخل من جانب الولايات المتحدة أو روسيا.

بدورها، أشادت زعيمة حزب «البديل من أجل ألمانيا» (اليميني المتطرف) أليس فايدل بـ"النتيجة التاريخية" التي حقّقها حزبها في الانتخابات التشريعية، مضيفة أن الحزب أصبح الآن "راسخاً بقوة»"في المشهد السياسي، وفق الإذاعة الألمانية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترامب اليمين المتطرف شولتز ألمانيا المزيد الحزب الاشتراکی الدیمقراطی البدیل من أجل ألمانیا الدیمقراطی المسیحی الحزب الدیمقراطی أولاف شولتز

إقرأ أيضاً:

تذبذب أسعار الذهب عالميا عقب صدور بيانات اقتصادية متباينة

تراجعت أسعار الذهب بالأسوق المحلية خلال تعاملات اليوم الإثنين، وسط تذبذب للأوقية بالبورصة العالمية، عقب صدور بيانات اقتصادية أمريكية متبانية، وفقًا لتقارير منصات تداول الذهب.

آخر تحديث لسعر جرام الذهب عيار 21 مساء الإثنين 24-3-2025للأسبوع الثالث على التوالي: الذهب مستمر في الارتفاع بعد تخطيه 3000 دولار للأوقيةأسعار الذهب تستقر عند مستويات قياسية وسط ترقب لرسوم ترمبأخبار التوك شو| الحكومة تزف أخبارا سارة للمواطنين.. أسعار الذهب والدولار.. حقيقة اكتشاف مدينة عملاقة تحت أهرامات الجيزة

وقال المدير التنفيذي لإحدى المنصات لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن أسعار الذهب تراجعت بنحو 10 جنيهات خلال تعاملا اليوم، ومقارنة بختام تعاملات الأسبوع مساء السبت الماضي، ليسجل سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 4270 جنيهًا، في حين تراجعت الأوقية بنحو 17 دولارًا، لتسجل 3007 دولارات، بعد أن ارتفعت في بداية تعاملات اليوم.

وأضاف، أن جرام الذهب عيار 24 سجل 4880 جنيهًا، وجرام الذهب عيار 18 سجل 3660 جنيهًا، فيمَا سجل جرام الذهب عيار 14 نحو 2847 جنيهًا، وسجل الجنيه الذهب نحو 34160 جنيهًا.

وفقًا للتقرير الأسبوعي للمنصة، فقد ارتفعت أسعار الذهب بالأسواق المحلية بنسبة 1.7 %، وبنحو 70 جنيهًا خلال تعاملات الأسبوع الماضي، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 4210 جنيهات، ولامس مستوى 3010 جنيهات، واختتم التعاملات عند 4280 جنيهًا، في حين ارتفعت الأوقية بالبورصة العالمية، بنسبة 1.3 %، وبقيمة 39 دولارًا، حيث افتتحت التعاملات عند مستوى 2985 دولارًا، ولامست مستوى 3058 دولارًا يوم الخميس 20 مارس، كأعلى مستوى في تاريخها، واختتمت التعاملات عند 3024 دولارًا.

أوضح، أن أسعار الذهب بالبورصة العالمية تشهد حالة من التذبذب خلال تعاملات اليوم، عقب صدور بيانات اقتصادية كلية متباينة بالولايات المتحدة الأمريكية، وسط استمرار التدفقات نحو شراء الذهب كملاذ آمن مع استمرار حالة عدم اليقين المتزايدة في الأسواق. 

أفادت شركة ستاندرد آند بورز جلوبال اليوم الإثنين، أن مؤشر مديري المشتريات الأولي (PMI) لقطاع الخدمات ارتفع في مارس إلى 54.3، وسط توقعات بأن يسجل قراءة تبلغ نحو 51.2.

وأشار التقرير إلى أن نشاط قطاع الخدمات قد ارتفع إلى أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر، وفي الوقت نفسه، يستمر نشاط قطاع التصنيع في الانكماش، حيث انخفض مؤشر مديري المشتريات الأولي إلى 49.8، منخفضًا من قراءة الشهر الماضي البالغة 52.7. وكان الاقتصاديون يتوقعون انخفاضًا أقل إلى 51.9.

وأشار التقرير إلى أن نشاط قطاع التصنيع انخفض إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر.

في حين لا يزال الاقتصاد الأمريكي يتمتع بصحة جيدة نسبيًا، أشار التقرير إلى استمرار ضعف ثقة المستهلك تجاه النمو المستقبلي.

وذكر التقرير: "على الرغم من تسارع وتيرة نمو الإنتاج الحالي في مارس، إلا أن التفاؤل بشأن العام المقبل انخفض للشهر الثاني على التوالي، وقد أدى هذا الانخفاض إلى انخفاض الثقة إلى أدنى مستوياتها منذ أكتوبر 2022.

وفي الوقت نفسه، أشار التقرير أيضًا إلى ارتفاع ضغوط الأسعار، مما يزيد من مخاوف التضخم المستمرة.

يبدو أن المخاطر على المدى القريب تميل إلى التراجع. يتركز النمو في قطاع الخدمات، حيث عاد قطاع التصنيع إلى التراجع بعد أن عززت الرسوم الجمركية إنتاج المصانع مؤقتًا في الشهرين الأولين من العام. وبالمثل، يُعزى بعض الانتعاش الذي شهده قطاع الخدمات في مارس، وفقًا للتقارير، إلى انتعاش الأعمال بعد أن أضعفت الظروف الجوية السيئة النشاط في العديد من الولايات في يناير وفبراير.

وأوضح التقرير، أن السياسات الحكومية والرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على السلع المستوردة أثرت على ثقة المستهلك، مما يُثقل كاهل النمو.

وأضاف، أن أحد المخاوف الرئيسية بشأن الرسوم الجمركية هو تأثيرها على التضخم، حيث يُشير استطلاع مارس إلى ارتفاع حاد آخر في التكاليف، حيث يُحمّل الموردون الشركات الأمريكية زيادات الأسعار المرتبطة بالرسوم الجمركية، وترتفع تكاليف الشركات الآن بأسرع معدل لها منذ ما يقرب من عامين، حيث تُحمّل المصانع هذه التكاليف المرتفعة بشكل متزايد على العملاء.

ويواجه الذهب بعض الضغوط، إثر أنباء صحفية، كشفت عن اعتزام الإدارة الأمريكية تخفيف نطاق الرسوم الجمركية الواسع الذي سيتم فرضه في 2 أبريل.

إن تجدد المخاوف بشأن النمو الاقتصادي العالمي، وتهديد الحرب التجارية التي يشنها دونالد ترامب، ورهانات خفض الفائدة الأمريكية، دفعت الطلب على الملاذ الآمن لأعلى مستوياته، من قبل المستثمرين الذين يستخدمون الذهب كتحوط ضد حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي العالمي.

في حين تشهد الأسواق حالة من عدم اليقين بشأن موقف مجلس الاحتياطي الفيدرالي من أسعار الفائدة، والمخاطر الجيوسياسية المستمرة، والسياسات التجارية الأمريكية، ولا يبدو أن أيًا من هذه العوامل سيتغير بشكل كبير على المدى القريب، مما يجعل حدوث تراجعًا حاد في أسعار الذهب أمرًا مستبعدًا.

وفي سياق متصل، تترقب الأسواق بيانات ثقة المستهلك الأمريكي غدًا الثلاثاء، لاسيما مع حالة عدم اليقين الاقتصادي المتزايدة لدى الأمريكيين، بجانب بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي الأمريكي، الدخل والإنفاق الشخصي يوم الجمعة المقبل، وهو مقياس التضخم المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي ، وذلك للحصول على إشارات حول توجهات السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي.
 

مقالات مشابهة

  • طوارئ في حزب الشعب الجمهوري لمواجهة أزمة إمام أوغلو
  • حزب بارزاني: لانثق بالأحزاب الشيعية لأنها لا عهد ولا ميثاق لها
  • الديمقراطي الكردستاني: نتائج الانتخابات تحدد مسار التحالفات
  • الكرد وتحالفات ما بعد الانتخابات.. حسابات المقاعد تحدد المسار
  • الكرد وتحالفات ما بعد الانتخابات.. حسابات المقاعد تحدد المسار - عاجل
  • تذبذب أسعار الذهب عالميا عقب صدور بيانات اقتصادية متباينة
  • منها تعافي شعبية الليبراليين.. دوافع إعلان الانتخابات المبكرة بكندا
  • ألمانيا تستثمر مليارات الدولارات لتعزيز قدرات جيشها في لحظة حرجة تمر بها أوروبا
  • 14 مليون صوت لدعم ترشح إمام أوغلو في الانتخابات الرئاسية
  • مظاهرات في شوارع فرنسا وهولندا ضد تنامي العنصرية وصعود اليمين المتطرف