حزنٌ مولِّدٌ للغضبِ ومحرّكٌ للإعداد
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
يحيى صالح الحَمامي
حان الوداع آن الأوان تُرفع الأحزان في لبنان بتشييع جثامين طاهرة لقائدين عظيمين، شهيد الإنسانية السيد “حسن نصر الله” رحمة الله تغشاه رحمة الأبرار ورفيق دربه الشهيد السيد “هاشم صفي الدين” رحمة الله تغشاهم رحمة الأبرار، الفقد عظيم والمصاب جلل، خسارة فادحة عندما تفقد الأُمَّــة المحمدية قادتها العظماء، قادة شهداء بذلوا أنفسهم في سبيل الله، حافظوا على الدين والعزة والكرامة للأُمَّـة العربية، استشهاد أمين عام حزب الله سماحة السيد “حسن نصر الله” فقد عظيم، فهو أول قائد عربي وقف أمام “إسرائيل” نكل وأرعب الكيان الصهيوني المحتلّ، باع من الله والله أمده بنصره، إلى أن نهض اليمن ونهضت المقاومة الفلسطينية.
لبنان تشيع جثامين القائدين العظيمين اللذين دافعا على ما تبقى من حقوق واستقلال وحرية الأُمَّــة المحمدية، لقد عشقوا الجهاد والبذل والعطاء في سبيل الله وعاشوا حياة المجاهدين حالهم وحال أسرهم كما المواطن اللبناني البسيط لم تكن حياتهم حياة الرفاهية لم تنعم أسرهم بملذات ونعيم الحياة، حَيثُ وإن الكيان الصهيوني يتربص بهم لقد دفع الكيان الصهيوني المال الكثير لقد جند العملاء وأنشأ الكثير من الخلايا العميلة لأجل النيل بهم، وكُـلَّ ما أنفقه الموساد؛ مِن أجلِ إسكات صوت الحق بالاستهداف لهم، حياة القائدين في خطر من أول يوم من مواجهة جيش الكيان الصهيوني بالنسبة لحياة القائدين ثمرة جهادية واستشهادهم فوز بالآخرة، لقد فقد حزب الله اللبناني قادته وظن الكيان الصهيوني أن حزب الله انكسر واختل توازنه، ولولا عناية الله بالشعب الفلسطيني واللبناني ورعاية وتكريمًا لتضحية أبطال حزب الله لسقط الحزب من بعد خبر استشهاد القائدين العظيمين، نالوا عزة وكرامة فوق الأرض وفازوا بالآخرة، قال تعالى: “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”{169} [سورة: آل عمران].
حان الوداع للشهيدين العظيمين -رضوان ربي عليهما- لا يعوضون ولا يسد فراغ غيابهم ولا يحملون من بعده بما كان يحمله من القوة والعنفوان في مواجهة أهل الكفر والشرك أحفاد القردة والخنازير “إسرائيل” التي صنع الغرب منها كياناً صهيونياً في الوطن العربي، وتريد لهم الحق بالعيش في أراضي الغير ويريدون من العرب الاعتراف بهم كدولة على أرض العرب، اغتصبوا أرض الرّسُل ودنسوا المسجد الأقصى، الذي له قداسته في الإسلام فالمسجد الأقصى مسرى نبينا “محمد” أول القبلتين وثالث الحرمين وأحقية العرب بالمسجد الأقصى يترجمها الشعب العربي الفلسطيني الذي فيه أبناء “فلسطين” منذُ قرون من الزمن، ويبذل الدماء في مواجهة قوى الشر والاستكبار العالمي، يدافع عن أرضه بالرغم من تخلي العرب عنهم.
لقد أصبح الأعراب من يقف إلى جانب “إسرائيل” تجاهلوا حق حرية واستقلال الشعب الفلسطيني، لقد ساومتهم “إسرائيل” وتوعدتهم بالموت والفناء، ولكن لا يزال أبطال العرب في أرض الشام يقاومون رغم القلة في العدد والمال والسلاح، الشعب الفلسطيني أعزل مُجَـرّد من السلاح ولكن عزيمتهم لا تلين، لم يمدهم العرب حتى بقطعة سلاح ولا بطلقة نار للسلاح البسيط، مساعدات العرب من زمان من بعد موافقة “إسرائيل” وكانت عبارة عن سلع ومواد غذائية واحتياجات السكن من فراش وخيام.
حان الوداع آن الأوان ترفع الأحزان في لبنان، رحمة الله تغشاهم رحمة الأبرار ورضوان ربي عليهم، تاجروا مع الله وتجارتهم لن تبور، حزب الله اللبناني فقد أكبر قادته، ومن استشهاد شهيد الإنسانية السيد “حسن نصر الله” رضوان ربي عليه، معاناته كانت من العرب أكثر من الكيان الصهيوني صمد في ميدان القتال وثبت أمام طعنات العرب الغادرة لقد واجه “إسرائيل” وواجه العرب الذين وقفوا ضد حزب الله، لقد سخروا أموالهم وقنواتهم الإعلامية لمحاربة حزب الله، لقد ابتلي حزب الله وقادته ابتلاء في مواجهة “إسرائيل” الذي يحظى بحماية الغرب ورعاية العرب.
استشهاد أمين عام حزب الله اصطفاء من الله، وكأنه يسلم راية الجهاد لأخيه في اليمن ويسلم زمام الدين والعزة والكرامة العربية الإسلامية للسيد القائد” عبدالملك بدر الدين الحوثي” يحفظه الله، لا نعلم ما هو التمكين والنجاح للموقف اليمني تجاه “فلسطين” والعمليات العسكرية التي كانت مؤثرة على الكيان الصهيوني هل هو بقدرتنا؟ لا وإنما هو بقوة الله، عمليات اليمن العسكرية حظيت بالتدخل الإلهي فالنجاح يرافق جميع قرارات السيد القائد -يحفظه الله- في البر والبحر والجو قال تعالى: “قُل إِنَّ رَبّى يَقذِفُ بِالحَقِّ عَلّٰمُ الغُيوبِ{48}[سورة: سبأ].
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الکیان الصهیونی حزب الله
إقرأ أيضاً:
كيف استطاع السيد نصر الله وضع اليمن في قلب الصراع الإقليمي؟
يمانيون../
منذ اندلاع الحرب على اليمن في عام 2015، اتخذت القضية اليمنية أبعاداً سياسية وعسكرية معقدة، تحتاج إلى تحليل عميق لفهم دينامياتها. في هذا السياق، برز الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كأحد الأصوات القليلة التي وضعت اليمن في إطارها السياسي الصحيح، مبرزاً الأبعاد الاستراتيجية للصراع وتأثيره على المنطقة بأسرها.
منذ بداية الحرب، كانت نبرة السيد نصر الله واضحة، حيث أكد في خطابه في مارس عام 2015 أن العدوان على اليمن هو جزء من خطة أوسع تهدف إلى إعادة تشكيل المنطقة لمصلحة القوى الغربية. لقد فند المزاعم التي تدّعي الدفاع عما تسمى “الشرعية”، مشيراً إلى أن الأخيرة مجرد ستار لتغطية الأهداف الحقيقية التي تسعى القوى المتعددة لتحقيقها في اليمن. كان واضحًا منذ البداية أن السيد نصرالله يدرك أن اليمنيين يمثلون نموذجًا للمقاومة، وأنهم ليسوا مجرد فصيل محلي، بل هم جزء من محور مقاوم يستهدف الهيمنة الأمريكية والصهيونية في المنطقة.
في كل مرة يتحدث فيها السيد نصرالله، يعيد توجيه الأنظار نحو الاستراتيجيات التي تنتهجها القوى المعادية، حيث اعتبر أن الحرب على اليمن هي جزء من استهداف المقاومة في لبنان وفلسطين، وهو ما يجعل من القضية اليمنية معركة وجودية لا تقتصر على حدود اليمن. في خطابه في 2016، وصف السيد نصرالله التدخل العسكري بأنه “حرب إبادة”، واعتبر أن الجرائم التي ترتكب في اليمن هي تجسيد حقيقي لعقيدة القوى الاستعمارية التي تسعى إلى تدمير الهوية الوطنية.
تجلى دور السيد نصرالله في دعمه المستمر لليمنيين من خلال إيضاح الخلفيات السياسية للمعتدين، حيث عمل على فضح المصالح الاقتصادية والعسكرية التي تكمن وراء الهجوم على اليمن. في خطاباته، كان يسرد كيف أن التحالف العربي يتبنى أجندات مدعومة من واشنطن، تستهدف التحكم في ثروات اليمن ومنع أي نموذج مقاوم من الظهور في المنطقة.
ومع تصاعد الأزمات الإنسانية في اليمن، كان السيد نصرالله يؤكد على ضرورة تجاوز الخطاب الإنساني إلى مستوى التحليل السياسي العميق. لقد أشار في العديد من خطاباته إلى أن الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب اليمني ليست مجرد صدفة، بل هي نتيجة مباشرة للسياسات العدوانية. وقد عمل على إبراز كيف أن الحصار المفروض على اليمن لا يمثل اعتداءً على الشعب فقط، بل هو محاولة لتمرير مشاريع سياسية تتناقض مع حق اليمنيين في تقرير مصيرهم.
في عام 2018، وفي ذروة تصاعد الهجمات على اليمن، ألقى السيد نصرالله خطاباً هاماً، اعتبر فيه اليمن “ساحة المقاومة” الجديدة في مواجهة الاستكبار. وقد استحضر التاريخ النضالي لليمنيين، موضحاً كيف أن صمودهم يمثل اختباراً للقدرة على المواجهة. أشار إلى أن اليمنيين يتمتعون بإرادة قوية قادرة على مقاومة الاحتلال والهيمنة.
عندما بدأت انتصارات اليمنيين تتجلى على الأرض، زادت نبرة السيد نصرالله تفاؤلاً، حيث أشار في خطابه عام 2020 إلى أن “الأمة التي تصمد في وجه التحديات ستحقق الانتصار”. في هذا السياق، كان يشير إلى أهمية تعزيز الوحدة بين جميع قوى المقاومة، وأن النصر ليس فقط في الميدان العسكري، بل يتطلب أيضاً وعياً سياسياً يستند إلى استراتيجية طويلة الأمد.
حرص السيد السيد نصرالله على ربط نضال اليمن بقضية الأمة الكبرى. لقد أكد مراراً أن كفاح الشعب اليمني يتقاطع مع مقاومة الشعب الفلسطيني، وهو ما يجعل من التجربتين نموذجاً للتحدي أمام المشاريع الغربية في المنطقة. هذا الربط أسهم في تعزيز الشعور لدى اليمنيين بأن نضالهم ليس منعزلاً، بل هو جزء من حركة أكبر تهدف إلى تحرير الأراضي العربية.
في اليمن، كان يُنظر إلى السيد نصرالله كقائد عربي ملهِم، حيث اعتُبر الشخص الوحيد الذي انتصر على إسرائيل في معركة تموز 2006. هذا الانتصار أعطى الأمل لليمنيين بأنهم قادرون على مواجهة التحديات رغم قسوة الظروف. لقد كانت خطابات السيد نصرالله تعبر عن إيمان عميق بقدرة الشعوب على تحقيق النصر، مما حفز العديد من اليمنيين على تعزيز صمودهم.
السيد الشهيد حسن السيد نصرالله، أسس لنموذج سياسي مختلف في التعاطي مع القضية اليمنية. لقد استطاع أن يضع اليمن في قلب الصراع الإقليمي، حيث لم يكن صوته مجرد تعبير عن المظلومية، بل كان منارة تضيء الطريق نحو فهم أعمق للصراع وأبعاده. إن تأثير كلماته تجاوز حدود التحليل السياسي ليصبح دافعاً حقيقياً للعديد من اليمنيين الذين أدركوا أنهم ليسوا وحدهم في معركتهم، بل هم جزء من محور مقاوم يتجاوز الجغرافيا.
موقع الخنادق اللبناني مريم السبلاني