بقلم : محمد سيعلي / صحافي

أثار إنتباهي بلاغ لحزب النهج الديمقراطي العمالي المغربي، يدعمُ فيه هذا الأسبوع نظام ولاية الفقيه في إيران، و هو أمرٌ ملفت بالنسبة لي، و كأنّ فقهَاء بلاد فارِس هم سِنانُ الأممية الإشتراكية و هم الطليعة الثورية للطبقة العاملة الإيرانية، التي حقّقت او على وشَك تحقيق مُهمتها التاريخية بإقامة الشيوعيّة.

حزب النهج الديمقراطي العمالي هو تشكيل ماركسي لينيني يقدّم نفسه بمثابة الجبهة الثورية التي ستقود العمال و المُزارعين المغاربة خلال الإنقضاض على البورجوازية و الإقطاعية و نقل المجتمع إلى الإشتراكيّة فالشيوعية، و إلى بداية التاريخ السعيد و حالة “بزوغ الحضارة الإنسانية الحقيقية”، كما يقول بلغةٍ شاعرية الزعيم المؤسِّس عبد الله الحرّيف في كُرّاس: دفاعًا عن الجوهر الحي للماركسيّة.

عندما كنتُ اقرأ بلاغ هذه الطليعة الثورية المغربية تسائلت لو معلُوماتي خاطئة حول إعدام السلطات الإيرانية سنة 1988، بأوامر من المرشد الأعلى آية الله الخميني و تنفيذًا لفتوى صادِرةٍ عنهُ، ل 5.000 مُعتقل يساري، في عمليّة عشوائية همّت 32 مدينة إيرانيّة.

تسائلت مع نفسي، كذلك، لو كوادر حزب النهج تعلم ان المنظمات الشيوعية محظورةٌ في إيران، فالحزب الشيوعي الإيراني (بجناحيه اللينيني و الماوي) و حزب توده و حزب عُمّال إيران، و غيرها، ينشطُون من الخارج و يتعرضون في القارّات الخمس لملاحقات شرّيرة من طرف نظام الملالي.

تسائلت كذلك لو تشابهت الكلماتُ العربيّة على تلك الكوادر، بين شيوعيّة و شيعيّةٍ و بين “إلى الأمام” و “الولي الإمام”، فإذا كان الشيوعيون يستعدون للمجتمع اللاطبقي و اللاسلطوي، متوسلين نِبراس الاشتراكية العلمية و ماديّتها التاريخيّة متأبّطين كُتباً مثل “الإيديولوجية الألمانية” (ماركس و إنجلز)، فإن الشيعة الإثني عشرية يترقّبون عودة المهدِي بعد غيبته الكُبرى متوسلين “أفيون الشعوب” و متقيِّدين بحيلَة التقيّة و الإنتظار تحت حاكميّة الفقيه المعصُوم، الذي ينُوب عن الإمام الحُجّة.

و رجوع المهدي لن يكون بدايةً للتاريخ بل نهايةً لهُ، لن يمثِّلَ بزوغاً للحضارة الإنسانية الأصيلة، كما قال عبد الله الحرّيف، بل سيكون علامةً من علامات الساعة (يعني: “يا مول الكوتشي آجمع كولشي”)، كالخسف بالبيداء و الصيحتين و ظهور السفياني و مقتل النفس الزكيّة، المؤذنة كلها بنهاية العالم و حلُولِ يومَ يُبعثُون.

المصدر: زنقة 20

إقرأ أيضاً:

معاوية .. وشهود الزور

 

أخيراً وصل النظام الوهابي المُتحجر إلى الغاية التي طالما تمنى الوصول إليها ولكن بسيوف صدئةه وخيول مترهلة، فمع أنه صرف المليارات من أجل ذلك المسلسل البائس المسمى “معاوية”، إلا أنه لم يُحقق ما أراد الوصول إليها ولم يتمكن من طمس الحقيقة الساطعة التي يعرفها كل مُسلم حريص على حماية الدين من التزييف والتأويل، لأنه في الحقيقة استند إلى روايات كلها مُلفقة، كُنا طالما سمعناها في برنامج كان يُذاع في الماضي من إذاعة مكة المكرمة قبل المغرب بعنوان “فضائل معاوية”، وحاول على مدى عقود أن يُقدم للناس معاوية في شكل فاتح ومُصلح اجتماعي كبير، إلا أن ذلك لم يُجد نفعاً، فالناس جميعاً يعرفون من هو معاوية مقابل الخصم العظيم الذي يريدون أن يطمسوا معالم اسمه، وكما قال الشاعر : فأين الثرى وأين الثُريا وأين معاوية من علي

لا أتحدث هُنا عن المسلسل فلقد سقط بشكل مريع وفضح نفسه بنفسه، بل وزاد من معرفة من لا يعرف عن معاوية وحيله وأساليبه، كما قال إمام المتقين ويعسوب الموحدين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام (والله ما معاوية بأدهى مني إلا أنه يكذب ويغدر ويفجر) وهذه أقذر صفات في أي إنسان، يكفي أنه رسخ نظرية شعرة معاوية التي تُبيح الكذب والخداع والغدر والخيانة .

كما قلت فالمسلسل لا يستحق الحديث، لكني أتحدث عن شهود الزور من قدمتهم القناة في آخر حلقة والذين تحدثوا عن المسلسل وفاضوا في الحديث عن معاوية وأنه مؤسس الدولة الإسلامية بحسب زعمهم، تخيلوا أن هذا الرجل الذي شق عصا المسلمين ومرق عن الجماعة في لحظة كانت الأمة في حاجة إلى التوحد ولم الشمل في نظر هؤلاء مؤسس الدولة الإسلامية، وكأن الهدف وضعه في مكانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يبق إلا مساحات بسيطة ويزعمون أنه نبي آخر الأمة لا سمح الله، يا هؤلاء كفى كذباً وخداعاً وتجهيلاً وإساءة إلى الدين وإلى رسول الهداية محمد صلى الله عليه وآله وسلم، هذا محمد بن عبد الله الذي محى ظلام الجاهلية وشع نوره على البشرية جمعاء، وهذا وصيه الإمام علي الذي حمل الراية حتى آخر لحظة وظل يُدافع عن الإسلام الصحيح الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حتى تخضبت لحيته بالدم من جبينه، وفقاً لما أخبره رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى، فما كان جواب الإمام علي إلا أن قال (أفي سلامة من ديني يا رسول الله) هذا هو ديدن الإمام علي وهذا هو توجهه، الإسلام هو من وهب نفسه للدفاع عنه واستبسل في سبيل حتى أسلم روحه المقدسة لبارئها .

إذاً المفارقة صعبة وطويلة جداً ولا يمكن لأحد أن يقارن هذا بذاك، إذاً لأتباع الوهابية وخصوم الإمام علي وآل البيت عليهم السلام كفاكم دجلاً وخداعاً لن تنالوا من الإمام علي ولن تؤثروا على مكانته ولن تفرضوا معاوية فهو باغٍ وفاجر، كما أشار إلى ذلك الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم وآله في حديثه للصحابي الجليل عمار بن ياسر (يا عمار تقتلُك الفئة الباغية) صدق رسول الله وكذب الدجالون .

نسأل الله أن يحمي الإسلام ومنهجه القويم من هذه الزعانف التي تحاول النيل من كبار الصحابة خدمة لليهود والأمريكان ومن لف لفهم، نسأل الله السداد والنصر لأمتنا، والتهنئة لقيادة المسيرة وأبناء شعبنا اليمني العظيم بمناسبة عيد الفطر المبارك، والله من وراء القصد ..

 

 

مقالات مشابهة

  • فالح الدراجي وعلي بدر وبيدر البصري يهدون الشيوعيين ” ورد آذار” بمناسبة عيد ميلاد حزبهم الحادي والتسعين
  • “الهلال الأحمر” بالمدينة المنورة يعيد النبض لمعتكف بالمسجد النبوي
  • "حكماء المسلمين" و"بيت العائلة الإبراهيمية" ينعيان رئيس اللجنة العليا للأخوة الإنسانية
  • معاوية .. وشهود الزور
  • ‏علي نوري لاتحاد الكرة: العراق أكبر منكم “كفى” استقيلوا يرحمكم الله.
  • منصور بن زايد: «مؤسسة زايد للتعليم» تجسد النهج الراسخ للإمارات من أجل تقدم البشرية وازدهارها
  • “لولوة الخاطر” وزيرة التربية والتعليم القطرية: لاحظتُ عموما أنّ لأهل السودان عنايةً خاصة بالقرآن الكريم رغم كل الظروف
  • أمير القصيم يرفع الشكر لخادم الحرمين بمناسبة الموافقة على تسمية مستشفى شمال بريدة باسم “مستشفى الملك سلمان”
  • أيها الصائم: “إلّا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به”
  • اختتام أعمال المؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية” في العاصمة صنعاء