أنس عبدالرزاق

المقاومة ليست حربًا تخاض بالسلاح فحسب، بل هي حكاية دم يتحول إلى حروف تنقش على جبين الزمن. والشهيد حسن نصر الله، لم يكن مُجَـرّد قائد يسير في ركب التاريخ، بل كان “الكلمة الأخيرة” في معجم الكرامة، التي حولت مسار الأُمَّــة من اليأس إلى الأمل، ومن الهزيمة إلى صناعة الأساطير.

يقول الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.

هكذا كان الشهيد نصر الله حياة لا تقاس بالأنفاس، بل بصدى كلماته التي ما زالت تهز أعماق الوجدان.

عندما سقطت خرائط الاستعمار فوق جثث الضعفاء، حمل الشهيد نصر الله دمه بُوصلة، ورسم حدودًا جديدة للوطن. لم تكن شهادته لحظة رحيل، بل كانت ميلادًا لـ”جغرافيا الروح”، حَيثُ تقاس الأرض بإرادَة الرجال، لا بمساحة التراب.

قال تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾.

هكذا علمنا أن الدم يعيد رسم الخرائط، وأن الشهادة هي الحدود الوحيدة التي لا تخرق.

لم يكن الشهيد قائد حرب تقليدية، بل كان “شاعر المعركة” الذي حوّل ساحات القتال إلى قصائد ملحمية. بإيمانه العميق بأن “الكلمة أقوى من الرصاصة”، نسج خطابًا جمع بين حكمة الحكماء وشراسة الأسود.

قال تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ، وَاصْبِرُوا، إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾.

فكانت قيادته نموذجا للوحدة التي حوّلت شظايا الأُمَّــة إلى سيل جارف لا يقف أمامه عدو.

في صيف 2006، لم تكن حرب تموز مُجَـرّد مواجهة عسكرية، بل كانت “معجزة” كتبها الشهيد بدم المقاومين. يومها، وقف العالم مذهولًا: كيف لـ”جيش من الظل” أن يهزِمَ آلة الحرب الأقوى؟!

قال تعالى: ﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ، وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾.

كان الجواب في دماء الشهداء التي حولت كُـلّ شهيد إلى جيش لا يُقهر، وكل دمعة أم إلى سلاح لا يندثر.

تحت قيادة الشهيد، صارت دماء الشهداء مناهج تدرس في كُـلّ بيت. الطفل يسمع قصصهم قبل النوم، والشاب يحلم بأن يكتب اسمه في سجل الشهداء.

قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا، لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾.

هكذا صار الشهيد نصر الله “معلما” يخرج أجيالا تعرف أن الموت في سبيل الله هو الحياة الحقيقية.

المقاومة ليست تكتيكًا عسكريًّا، بل هي “لُغة مقدسة” تترجم إرادَة السماء على الأرض. والشهيد نصر الله، كان عالمًا بأسرار هذه اللغة، فحول كُـلّ اشتباك إلى آية من آيات التحدي.

قال تعالى: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ، إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.

فكانت انتصارات المقاومة ترجمة حية لوعد الله الذي لا يخلف.

لم يعد دم الشهيد يذكر في السراديب الخلفية للتاريخ، بل صار أيقونة تعلق على جدران الوعي الجمعي. الشعراء ينسجون من دمه قصائد، والفنانون يرسمون وجهه على جداريات الحرية.

قال تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ، إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾ (إبراهيم: 42).

هكذا صار الشهيد نصر الله رمزًا يذكر الظالم بأن دم الشهداء سيكون حكم التاريخ.

اليوم، وبعد أن ارتقى شهيدا، ندرك أن نصر الله لم يكن مُجَـرّد اسم ينادى، بل كان دمعة على خد الوطن تحوَّلت إلى نهر يروي أشجار المقاومة.

قال تعالى: ﴿وَلَا تَيْاْسُوْا مِن رَّوْحِ اللَّهِ، إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾.

فالشهادة هي الروح التي تعيد للأُمَّـة أنفاسها، والمقاومة هي القلب الذي يخفق حتى تشرق شمس الحرية.

“دم الشهيد..

حبر يكتب مجد الأُمَّــة على جدران الزمن،

ونبض المقاومة..

إيقاع يعلم النجوم كيف تغني للحرية”.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الشهید نصر الله قال تعالى بل کان

إقرأ أيضاً:

"الأرصاد": أمطار متوسطة ورياح شديدة على الباحة ونجران وجازان

أصدر المركز الوطني للأرصاد تنبيهًا اليوم الخميس، من هطول أمطار متوسطة على منطقة الباحة، مصحوبة برياح شديدة السرعة وشبه انعدام في مدى الرؤية وجريان للسيول وتساقط البرد وصواعق رعدية، على مدينة الباحة، ومحافظات القرى والمندق وبلجرشي وبني حسن، والعقيق, والأجزاء المجاورة لها.
وبيّن المركز أن الحالة تستمر -بمشيئة الله تعالى- حتى الساعة 11 مساءً.
أخبار متعلقة حالة الطقس.. أمطار رعدية ورياح نشطة مثيرة للأتربة والغبارالدمام 29 مئوية.. بيان درجات الحرارة العظمى على بعض مدن المملكة .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } "الأرصاد" ينبه من أمطار - أرشيفيةأمطار على منطقة نجرانونبَّه المركز الوطني للأرصاد اليوم، من هطول أمطار متوسطة، مصحوبة برياح شديدة السرعة، وشبه انعدام في مدى الرؤية، وتساقط البرد، وجريان السيول، وصواعق رعدية، على مدينة نجران، ومحافظات بدر الجنوب، وثار، وحبونا، ويدمة.
وبيّن المركز أن الحالة تبدأ الساعة 12 ظهرًا، وتستمر -بمشيئة الله تعالى- حتى 8 مساءً.أمطار ورياح على جازانكما نبَّه المركز الوطني للأرصاد من هطول أمطار متوسطة على منطقة جازان اليوم، مصحوبة برياح شديدة السرعة، وشبه انعدام في مدى الرؤية، وجريان للسيول، وتساقط البرد، وصواعق رعدية، على محافظات الحرث، والداير، والريث، والعيدابي، والعارضة، وفيفا، وهروب، والأجزاء المجاورة لها.
وبين المركز أن الحالة تستمر -بمشيئة الله تعالى- حتى الساعة 8 مساءً.

مقالات مشابهة

  • عمرو الورداني: الحجاب فريضة وخلعه ليس معناه أن المرأة بلا أخلاق وليس نهاية دينها
  • "الأرصاد": أمطار متوسطة ورياح شديدة على الباحة ونجران وجازان
  • وزير حرب الاحتلال: مصر هي التي اشترطت نزع سلاح حماس وغزة
  • عبادة إذا فعلتها يديم الله عليك نعمه.. الإفتاء توضحها
  • حكم الاستمناء باليد وعمل العادة السرية خوفًا من الزنا
  • الجيش شيع المعاون الأول الشهيد فادي الجاسم
  • يتأخر عن عمله نصف ساعة فهل لراتبه تأثير في الشرع الشريف
  • تنفيذ حُكم القتل تعزيرًا بـ3 مقيمين لتهريبهم الهيروين إلى المملكة
  • هل السعي لفك السحر حرام؟.. احذر 3 أخطاء يقع فيها الكثيرون
  • حكم قطع صلة الرحم مع الأقارب الذين يكثرون من الإساءة إلي ولأسرتي؟.. الأزهر يجيب