يمانيون:
2025-04-17@20:29:58 GMT

وداعًا يا قائدَ الأحرار

تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT

وداعًا يا قائدَ الأحرار

إسماعيل سرحان

في مشهدٍ تتنهد فيه أرواحُنا باكيةً، وداعك، يتلاشى كُـلُّ شيء حولنا، ويقف الوجع صامتًا، والقلبُ يئنُّ على الفراق الأعظم. إنه اليوم الحزين الذي لن يكون مُجَـرّد يوم آخر، بل تاريخ يُسجل بحروف من دموع وأمل.

يومٌ يئن فيه الحجر والشجر، وتنزف فيه السماء بلا حدود، يوم يتبدى فيه الوجع الفظيع على وجوه الأطفال وكبار السن، حَيثُ لا صوت يتجاوز صداقة الألم المترسب في النفوس.

إنه اليومُ الحزين، الذي يتعانق فيه الحزن بالأمل، وتتدافع فيه الدموع لترويَ أرضًا عطشى لذكراك. يومٌ تعبر فيه الريح عن آلام الأُمَّــة والقدس والجبل الأسود، في حين ينساب نهر الليطاني باكيًا عليك، حتى هذه اللحظة. كيف يمكننا أن نتخيل مجرىً مائيًّا دون أعوام من النضال، دون شغفك الذي أشعل شريان المقاومة؟

إنها ساعةُ اليقين، سادةَ المجاهدين! أنتم الذين توارون قائدَكم في لحده، تبكونه فقدًا، وتجددون العهد “على خُطَى ثابتين”. كيف سيعود الدفء إلى قلوبكم وقد غابت شمس العز والمقاومة؟ لكن رغم حجم الفقد، عليكم وعلينا وعلى الأُمَّــة بكلها، تحمل الطيور أجنحتها، تبكي على نعشك، كأنها تعزف ألحانَ وداع القلوب المحترقة، لتوصيل رسالتها: لن تنطفئ شعلة المقاومة، ولن يتلاشى اسمُك من الذاكرة، كأنها تعرف أنها تودع رجلًا كان صونها من عتبات الانكسار.

شهيد الإسلام والإنسانية أنت الذي رَمَّمتَ أحزاننا، كنتَ الطمأنينةَ في قلوبنا. كيف لنا أن نعيد تشكيل أفكارنا وأحلامنا ونحن نفتقدك؟ كيف نستمر في المسير وقد غاب عنا من كان يعزف لنا لحن الجهاد المقاومة؟

كيف يمكن لنا أن نتخيَّلَ الحياةَ للأُمَّـة دونَ قيادتِك النبيلة؟ وأنت، يا من كُنتَ سيفًا مسلطًا على الباطل، لم يكن الخذلان يعرفك.

يا عزيز الروح: عزاؤنا الوحيد، أنك لن تموت! ما صنعته في سفر التاريخ خَالِد، كنبع ينساب عبر العصور، وفي كُـلّ بيتٍ تُهمس فيه أخبارك، ستظل جدران الذكرى تحتضن صوت الحق الذي دوّى حين خفتت الأصوات.

بكيناك، يا سيد العشق، فقدًا عليك، بوصفٍ لا يُحصى من الآلام، لكن في كُـلّ دمعة تسقط من العيون، تمتزج القوة بالضعف، لتسرد قصص الأمل والبقاء.

لك، يا سيد المقاومة، وعليك يأتي الحزن ليكون فراقك دافعًا نحو استئناف المشوار. لن ننسى وعدك، نحن ثابتون على الخُطَى، مُجددين العهد: “سنبقى هنا، على خطاك ثابتين”. أنت الأمل الذي نحياه في قلوبنا، إن كُـلّ دمعة تسقط من العيون كفيلة بأن تكون شهبًا تنير درب المستضعفين، ونارًا تحرق الطغاة والمستكبرين.

نعم، رحل الجسد، لكن الأثر باقٍ.

أنت، يا نصر الله لم تكن مُجَـرّد قائد بل أُمَّـة تجسدت في رجل، وعقيدة راسخة، وفكرة متجذرة في الأرض. نضالك سطرّته في صفحات التاريخ، ليبقى خالدًا كما هي الإرادَة الفولاذية التي أردتها لأمتك وأمة جدك رسول الله صلى الله عليه وآله، وصوتًا دوّى في ساحات المقاومة حتى أصبح نصرًا يتجسد في أرض الواقع.

رحلت يا من كانت لك اليد القوية التي مسحت دموع الظلم عنا، ولكنك تظل في كُـلّ نقطة حجر عثرة أمام اليهود، وتضحية كبرى في سبيل الله وَالعدالة، وتظل في كُـلّ قلب ينبض بالإيمان.

سلام عليك، يا شهيد أُمَّـة الإسلام، لما أشعلت جذوة الأمل فينا، ونعدك أنها لن تُطفأ.

ستستمر المقاومة على خطاك، وسنبقى نرفع رايتك في كُـلّ ميدانٍ نرسم فيها معالم المجد بوضوح اليقين. فأنت الأمل الباقي، وكلما وقع الفجر على الأرض، تذكرناك وتعود ذكراك كما لو كنت موجود بيننا.

شهيد القدس نعدك أننا لن ننساك، سنظل نعتزّ بك، سنظل نتذكر كُـلّ لحظة خطتها يدك الكريمة. سلامٌ على من حمل راية العزة حتى آخر رمق، وعلى من ظل اسمه منارةً للكرامة والمقاومة، ما دامت الأرض تنبض بالحياة. لن يكون الفراق معك إلا سبيلًا للمضي قدمًا، فذكركم هو عزم دائم على مواصلة الطريق.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی ک ـل

إقرأ أيضاً:

السيد عبدالملك الحوثي: لبنان محسوب ضمن مشروع “إسرائيل الكبرى” والعدو الصهيوني يطمع في السيطرة التامة عليه

يمانيون/ صنعاء

أوضح السيد القائد أن العدو الإسرائيلي يستمر في انتهاكه للاتفاق في لبنان بتشجيع ودعم أمريكي.

وقال السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، خلال كلمة له اليوم الخميس، حول مستجدات العدوان على غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية، أن الاعتداءات اليومية على لبنان هي توجه إسرائيلي وليست حالة جديدة تجاه لبنان فأطماع العدو الإسرائيلي في لبنان واضحة على مستوى مخططهم الصهيوني، ولبنان محسوب ضمن مشروع “إسرائيل الكبرى” ولو تمكن العدو الإسرائيلي في عدوانه الكبير ضد لبنان لقام فعلا باجتياح كامل لبنان فالعدو الإسرائيلي يطمع بالسيطرة التامة على لبنان وأن يكون خاضعاً له خضوعاً تاماً ومستباحاً له.

وأوضح أن العدو الإسرائيلي يسعى الآن إلى أن يبدأ في عمليات نهب لنهر الليطاني ولديه أطماع واضحة وتوجهات واضحة وعدوانية. مضيفا ان العدو الإسرائيلي يستمر في الاستباحة للأجواء اللبنانية والاعتداءات بإطلاق النار وبالمدفعية والاحتلال لمراكز داخل لبنان. كما يحاول العدو الإسرائيلي أن يعيق أبناء الشعب اللبناني من العودة والاستقرار في مساكنهم بأمان ويستهدف حتى الغرف الجاهزة.

وأكد أن العدو الإسرائيلي يشكل خطرا وتهديدا ضد لبنان وهو المشكلة والشر على لبنان أما حزب الله فهو يقوم بأعظم دور في إطار الحق المشروع لإنقاذ لبنان. وأضاف: لقد تحققت انتصارات كبيرة لحزب الله على العدو الإسرائيلي لم يسبق أن تحقق مثلها للمسلمين والعرب ضد العدو الإسرائيلي ومن واجب كل اللبنانيين رسمياً وشعبياً أن يكونوا مساندين للمقاومة وداعمين لها وأن يدركوا أنها خيار الضرورة الذي لا يمكن الاستغناء عنه.

ونوه قائد الثورة إلى أنه  لو تم التفريط بخيار المقاومة في لبنان لتحولت المسألة إلى خطر كبير جدا وخسارة للحرية والاستقلال. موضحا أن حزب الله قدم أعظم التضحيات لحماية لبنان وكرامة الشعب اللبناني ولذلك الواجب هو المساندة لحزب الله وليس التآمر على المقاومة. مضيفا أن الأولوية الوطنية الصحيحة في لبنان هي العمل على إخراج العدو الإسرائيلي مما هو محتل له في الأراضي اللبنانية ووقف اعتداءاته ولا ينبغي التجاهل لأولويات لبنان والذهاب نحو تبني أولويات العدو الإسرائيلي بالمطالبة بتسليم سلاح المقاومة. أضاف: يفترض أن يكون التوجه في لبنان هو إرغام العدو الإسرائيلي على تنفيذ الاتفاق بشكل كامل وإكمال الانسحاب من الأراضي اللبنانية ويفترض أن يكون التوجه في لبنان إيقاف الاستباحة للبنان بالغارات والقتل وإطلاق النار والاستباحة للأجواء اللبنانية.

وأضاف أن العدو الإسرائيلي يستمر في استباحة سوريا وقد ثبّت العدو 9 قواعد في الجنوب، ووضع خطوطا حمراء أمام الجماعات التكفيرية وداعميها وكل ما يعمله العدو في فلسطين ولبنان وسوريا شاهد واضح على أن شعوبنا بحاجة ملحة إلى أن تمتلك إمكانات الردع والحماية.

مقالات مشابهة

  • هل يوافق الحوثي على تسليم سلاح المقاومة؟ إليكم ما قاله
  • السيد القائد: نزع سلاح المقاومة! غير منطقي وسخيف
  • قائد أنصار الله: “قدراتنا العسكرية لا تزال قوية جداً ولم تتأثر بالعدوان الأمريكي”
  • السيد عبدالملك الحوثي: لبنان محسوب ضمن مشروع “إسرائيل الكبرى” والعدو الصهيوني يطمع في السيطرة التامة عليه
  • القرار 1701 امام مجلس الوزراء اليوم وتهديد حزب الله بـقطع اليد يتفاعل
  • أمين الفتوى: الرحمة هي الأساس الذي يُبنى عليه أي مجتمع إنساني سوي
  • لا سلاح يُسلّم.. والمُحتلّ لا يؤتمن
  • تعليق أوسمة الامم المتحدة لجنود الكتيبة الكورية في جنوب الليطاني
  • ما هو سلاح المقاومة الذي يريد الاحتلال الإسرائيلي نزعه من غزة؟
  • من النبي الوحيد الذي يعيش قومه بيننا حتى الآن؟ علي جمعة يكشف عنه