راشد عبد الرحيم: زلزال نيروبي
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
في اليوم التالي لحشد الدعم السريع و الدول الحليفة له في نيروبي و قبل إعلان الميثاق و الحكومة الموازية نشرت صحيفة الإستاندر اليومية الكينية و في صدر صفحتها الأولي صورة كبيرة لحميدتي و عنونتها بكلمة واحدة ( الجزار)
.كان ذلك إيذانا بالزلزال غير المتوقع الذي اربك الدعم السريع و حلفائه من الدول الداعمة .
تصاعد الرفض الكيني من قبل المعارضة و الإعلام و المجتمع المدني و حررت شكوي في المحكمة العليا ضد وزراء الخارجية و الداخلية و مدير الشرطة تطالب فيها بوقفهم عن السماح للمحتشدين بإكمال ما ينوون فعله بإعتباره مهددا لمصالح بلدهم .
جاء الموقف الدولي الأكبر من الولايات المتحدة عبر محادثة بين الرئيس الكيني ووزير الخارجية الأمريكي كما جاء ذات الموقف من الأمم المتحدة .
إعلان حكومة موازية لدولة من خارجها يهدد دولا أفريقية لديها مكونات ساعية للإنفصال .
زلزال نيروبي اصاب تحركات الدعم السريع بقوة ليس في الخارج فقط بل في الداخل و اقله ما احدثه تحالفه مع المتمرد الحلو و ما اثاره من تحرك وسط ابناء النوبة ضد إتفاقه مع الجنجويد و لتتسع دائرة عداوته مع العديد من المكونات القبلية في دارفور ثم كردفان .
حرب المتمردين حفلت بالكثير من المطامع و لم تقتصر علي سعيهم للسيطرة علي الدولة و جاء السند الكبير لهم من دول خارجية غير معنية بمصالح التمرد بل تحركها اطماع كبري في السودان هدفها اوسع من الحصول علي منافع مالية محدودة بل تريد ان تحيط بكل مقدرات وثروات السودان الكبيرة و الواسعة و أراضيه الشاسعة و التي تشكل لها عوضا عن صغر مساحتها و النفط الذي تبني عليه رفاهيتها و ترفها و تخشي علي مستقبلها جراء فقدانه لكونه سلعة ناضبة و قريبا ستجف و تنقطع عنهم .
هذه الاطماع تفسر دوافع الدعم الكبير للتمرد و الإصرار عليها و تسخير السلاح و العتاد و الأموال و العلاقات السياسية و الخارجية له و يؤكد ذلك العدد الكبير للدول التي تم تسخيرها و شرائها و قبل كينيا كانت يوغندا و تشاد و حتي توغو وصلوا عاصمتها و سخروا سحرتها .
الأهداف و المطامع الخارجية في بلدنا تبين و تؤكد أننا سنواجه تحديات كبيرة و أن الحرب لن تنتهي بيسر و ستتواصل و تتعدد صورها و تتكرر .
مواجهة ما يجري ضدنا يحتاج إعدادا كبيرا اوله العمل العسكري و الذي ينبغي ان يكون منتهاه التدمير الكامل للقوة العسكرية للتمرد و بكل اشكالها المالية و العسكرية و البشرية و الإحاطة بكل حواضنه .
الإنتصار في حربنا لن يتوقف علي إنهاء التمرد بل بإغلاق كل المنافذ المسببة للطمع في بلدنا و من اهمها لجم الأطماع الإقتصادية بنظم ترتب بها المعاملات المالية و التجارية .
السودان دولة مفتوحة سلعنا تهرب من الذهب إلي المحاصيل و الماشية و كل شئ .
الفساد هو اوسع ابواب سرقة مقدراتنا كما أن حدودنا مفتوحة للتهريب و دخول البشر بلا تاشيرات و العيش فيها بلا إجراءات إقامة و جنسيتنا و جوازاتنا تباع و تشتري .
سفراء بعض الدول يتحركون بلا ضوابط ناظمة و لا تحديد لأنشطتهم و مهامهم . موائدهم مشرعة و كذا اموالهم و قبلهم و معهم كانت اموال حميدتي تعمل في البلاد يشتري بها السياسيين و رجال الحكم و الإدارة الأهلية بجزلان كبير و دولار موزع و بكاسي تجوب الطرقات .
الأخطر ان حولنا دولا و خاصة الأفريقية قابعة في أسواق البيع و الشراء هي و منظمتها الإقليمية .
هذا وضع يتطلب جهدا أكبر مما هو مبذول يضاف إلي ماتقوم به قواتنا المسلحة من أعمال خارقة.
راشد عبد الرحيم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الإعلان عن تشكيل حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع بالسودان
السودان – وقعت قوات الدعم السريع ميثاقا مع جماعات سياسية ومسلحة متحالفة معها لتشكيل “حكومة سلام ووحدة” بالأراضي التي تسيطر عليها القوات شبه العسكرية، وفق ما أفاد سياسيان سودانيان لرويترز.
والسياسيان السودانيان، الهادي إدريس، وإبراهيم الميرغني، هم من الموقعين على الميثاق، ومن بين الموقعين على الميثاق أيضا عبد العزيز الحلو، وهو رئيس “الحركة الشعبية- شمال” التي تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي في ولاية جنوب كردفان والذي يطالب منذ وقت طويل بأن يتبنى السودان “النهج العلماني” وفق وكالة “رويترز”.
ومن غير المتوقع أن تحظى مثل هذه الحكومة، والتي أثارت بالفعل قلق الأمم المتحدة، باعتراف واسع النطاق.
وقال إدريس وهو مسؤول سابق، ورئيس “الجبهة الثورية السودانية” إن “تشكيل الحكومة سيعلن من داخل البلاد في الأيام المقبلة”.
ووفقا لنص الميثاق، اتفق الموقعون على أن السودان يجب أن يكون “دولة علمانية وديمقراطية وغير مركزية بجيش وطني واحد” لكنه احتفظ بحق الجماعات المسلحة في الاستمرار بالوجود.
وجاء في الميثاق أن من مهام الحكومة “عدم تقسيم البلاد بل توحيدها وإنهاء الحرب، وهي المهام التي لم تتمكن الحكومة المتحالفة مع الجيش والتي تعمل انطلاقا من بورتسودان من تحقيقها”.
وجاء التوقيع على الميثاق خلال مراسم مغلقة في العاصمة الكينية نيروبي.
وأثارت استضافة كينيا لهذا الحدث تنديدات من السودان وانتقادات داخلية في كينيا للرئيس وليام روتو، بسبب إدخال البلاد في صراع دبلوماسي.
وفرضت الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام عقوبات على محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع المتهمة بـ”ارتكاب انتهاكات واسعة النطاق” في السودان.
وأدت الحرب التي اندلعت في أبريل نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزوح الملايين من منازلهم.
ويعيش نحو نصف سكان السودان أي حوالي 26 مليون شخص وهم يواجهون انعدام الأمن الغذائي مع تزايد مخاطر المجاعة في مختلف أنحاء البلاد وتدهور شديد للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد بسبب استمرار الصراع الدائر منذ 20 شهرا، وفق تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
المصدر: رويترز