"ذهبت المحلاّت التي أمتلك، احترقت هنا أكثر من 500 مليون سنتيم من السّلع، كل شيء احترق، وسيّارات الإطفاء تأخّرت في القدوم؛ ما العمل الآن؟" بكثير من الحرقة والغضب، روى صاحب محلّات بلال شوب، بقلب سوق القرب بني مكادة، بمدينة طنجة في المغرب، الأحداث التي جرت.

من أمام محلّاتهم التي التهمتها النيران، صباح السّبت، لا يزال الحزن والذّهول يُسيطر على المشهد، حيث يقف التجار وهم في حالة انهيار نفسي جرّاء ما حدث، يحاولون السيطرة على الوضع بإحصاء خسائرهم، على الأقل.



وبحسب مصادر لـ"عربي21" فإنّ أكثر من 300 تاجر، قضت النيران على محلاّتهم، التي تقدّر السلع بداخل كل واحد فيها بالملايين؛ بالإضافة إلى ما يفوق 50 طاولة مخصّصة لعرض السلع. جلّهم لهم التزامات مالية، إذ يحصلون على عدد من السّلع بـ"الدّين/ الاقتراض"؛ وذلك في خضمّ ما كانوا يستعدّون له من توفير كامل للسّلع قبل أيام من شهر رمضان.


كذلك، خلال عملية إخماد النيران، أصيب عنصران من الوقاية المدنية وعنصر من القوات المساعدة، بجروح.

ورغم انتهاء رجال الإطفاء من مهاهم في إخماد النيران ومحاولات التبريد، للتأكد من عدم وجود بؤر مشتعلة قد تعيد اشتعال الحرائق، إلآ أن المكان لا يزال يتوفّر على شاحنة صهريجية، بغية تأمين الموقع تحسبّا لأي طارئ. كما يحيط رجال الأمن بعين المكان، وتواصل السلطات وخبراء التّحقيق، تمشيط الموقع بحثا عن أسباب النيران.

اندلع حريق هائل في سوق بني مكادة بمدينة طنجة، حيث التهمت النيران أجزاء واسعة من المحالّ التجارية، فيما تم فتح تحقيق لمعرفة أسبابه.#المغرب pic.twitter.com/e7vGrHaUou — عربي21 (@Arabi21News) February 22, 2025
مرور 24 ساعة على الحريق

لا يزال التجار يعيشون على وقع الصدمة، في واحدة ممّا يصفونها بـ"أقسى الكوارث التي شهدها القطاع التجاري في طنجة"، عقب مرور 24 ساعة على الحريق المأساوي الذي أتى على سوق القرب، المعروف أيضا باسم: "أرض الدولة".

قال بلال، وهو واحد من التجّار الذي احترق محلّه إثر الحريق: "باتت السّلع التي كنت فرحا بتنسيقها حديثا في المحلّ، أكوام من الركام. لم أصدّق بعد ما الذي حصل، فجأة خسرت كل شيء".



وتابع في حديثه لـ"عربي21": "والله لدي أمل ضئيل في الإسراع في إعادة الإعمار، لكن نتمنّى من الله خيرا، وأن يسرع المسؤولين في تفقّد أحوالنا، والنظر في التعويض، لإعادة الانتعاشة الاقتصادية، وعدم تركنا للمجهول".

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة "انستغرام" رصدت "عربي21" خلال الساعات القليلة الماضية، نشر التجّار على حساباتهم المهنية صورا ومقاطع فيديو توثّق لما كانت عليه محلّاتهم وكيف أصبحت بعد أن احترقت.



وفي عدد من التعليقات، رجّح عدد من المتفاعلين مع الحرائق، أن: "السّبب قد يكون تماس كهربائي"؛ فيما استفسر آخرين عن مدى توفّر معايير السلامة داخل السوق النّموذجي خاصّة فيما يتعلّق بأنظمة الوقاية والسلامة.

حريق في سوق بني مكادة في طنجة . الله يكون معاهم ويعوضهم خير pic.twitter.com/XKSsAO6pbf — جيهان (@Jihanjazwli) February 22, 2025 المحالات تجارية لي في سوق بني مكادة فيهم شباب يالله بادين في الحياة مساكن ضاعو في رزقهم وهذا الحاجة صعيبة بزاف والله ومكاين لا تأمين لا والو خاصهم شي حل ضروري وزيد الكريديات ديال السلعة عليهم ياربي تعوضهم وتصبرهم على هذا المصاب pic.twitter.com/kKq2GCisR2 — جيهان (@Jihanjazwli) February 22, 2025
وكشف آخرين في تعليقاتهم، أن حريق سوق بني مكادة، قد أتى عقب أيام قليلة من الحريق الذي شبّ بمصنع للأحذية البلاستيكية، بالمنطقة الصناعية بحي العوامة، وهو مكان غير بعيد عن السوق المحترق؛ ما يُفاقم الوضع الاجتماعي لجُل التجار في المدينة، قبل أيام من شهر رمضان.

وفي سياق متصل، أوقفت مصالح الأمن الوطني بمدينة طنجة، السبت، أكثر من خمسة اشخاص، وذلك للاشتباه في تورطهم في سرقة عدد من التجار، من ضحايا حريق "سوق القرب"؛ حيث استغلوا أجواء الحريق، وعمدوا على سرقة بعض السلع الصّامدة.


أي تعويض؟ 
طالب عدد متسارع من التّجار، ممّن فُجعوا بخسارات مالية تُقدّر بالملايين، من السلطات المحلية، بـ:تقديم الدعم المادي والمعنوي، خاصة وأن العديد منهم، قد اشتروا البضاعة والسلع عن طريق القُروض، وبضمان "شيكات"؛ ما يجعلهم مهددين بالسجن في حالة عدم أداء ما عليهم من مبالغ مالية مهمّة.

وكشف رئيس رابطة التجار في السوق، أنّ: "النيران قد التهمت نسبة كبير من المساحة الإجمالية. تقدر بنحو 90 في المئة من السوق"، فيما قدّر الخسائر المالية التي خلّفها الحريق بما يعادل 4 ملايير سنتيم، محدّدا خسارة كل محل من المحلات المتضررة في قيمة 10 ملايين سنتيم كأقل تقدير.

وأوضح: "هناك محلات تجارية صرح أصحابها بأن قيمة البضاعة تتراوح فيها بين 65 و 70 مليون سنتيم، وهو ما يعني أن حجم الخسائر قد يكون مضاعفا".

تجار متضررون يروون تفاصيل حريق سوق بني مكادة بطنجة

خلف الحريق المهول خسائر مادية كبيرة طالت العشرات من المحلات التجارية داخل السوق pic.twitter.com/IWxoVukX1G — ‎ Le360 العربية (@Le360ar) February 22, 2025
تجدر الإشارة إلى أن سوق القرب "بني مكادة"، كان قد افتتحه الملك المغربي محمد السادس، خلال عام 2015، وذلك على مساحة قدرها 6772 مترا مربعا، إذ يضم الشطر الأول منه فقط، حوالي 275 محلا تجاريا مخصّصا لبيع المواد الغذائية، وأخرى مُتعلقة بالفواكه والخضروات، وكذا اللحوم، بالإضافة إلى السمك.

أيضا، يضم السوق التي أتت عليه النيران، محلاّت لمنتوجات النسيج، ومقصفا وفضاءات للعمال والمياومين، ومرآبين وساحة عمومية. وكان على مدى سنوات يُساهم في تحسين ظروف اشتغال التجار، وضمان استقرار الباعة الجائلين، واجتثاث البنيات العشوائية، وتحرير الملك العمومي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سوق القرب بني مكادة طنجة المغرب المغرب طنجة بني مكادة ارض الدولة سوق القرب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة pic twitter com عدد من من الس

إقرأ أيضاً:

المغرب يعزز موقعه في السوق الإسبانية ويصل إلى مليار يورو في الصادرات

عزز المغرب موقعه في السوق الزراعية والغذائية الإسبانية، حيث وصلت قيمة صادراته إلى مليار يورو، مسجلاً ارتفاعًا بنسبة 16% مقارنة بعام 2023. ورغم هذا النمو في العائدات، فإن حجم الصادرات ارتفع بنسبة 4% فقط مقارنة بالعام السابق، ليصل إلى 455.806 طنًا.

الخضروات: العنصر الأساسي في النمو

كانت الخضروات هي المحرك الأساسي لهذا الازدهار التجاري. ففي عام 2024، صدّر المغرب إلى إسبانيا 291.047 طنًا من الخضروات، مسجلاً زيادة بنسبة 22% مقارنة بعام 2023. وبلغت عائدات هذه الصادرات 422 مليون يورو، مما يؤكد مكانة المغرب كمورد أساسي في هذا القطاع.

الفواكه: تراجع في الحجم وارتفاع في القيمة

على عكس الخضروات، سجلت الفواكه أداءً مختلطًا. فقد انخفض حجم الصادرات بنسبة 18% ليصل إلى 164.752 طنًا، لكن قيمتها ارتفعت بنسبة 16%، محققة 619 مليون يورو. وهذا يشير إلى أن المغرب يركز على المنتجات ذات القيمة المضافة العالية، والتي تظل قادرة على المنافسة حتى مع انخفاض الكميات المصدرة.

أهم المنتجات المصدرة إلى إسبانيا

ثلاثة منتجات رئيسية هيمنت على الصادرات المغربية إلى إسبانيا:

الفلفل الفاصوليا الخضراء الطماطم

شكلت هذه المنتجات الثلاثة 77% من إجمالي الخضروات المصدرة إلى إسبانيا، كما مثلت ما يقرب من نصف إجمالي الصادرات من الفواكه والخضروات. وكان الفلفل هو النجم الأبرز، حيث شهد زيادة بنسبة 31% في الحجم، محققًا قيمة 102 مليون يورو، ليصبح واحدًا من المنتجات الأكثر طلبًا في الواردات الإسبانية.

تراجع الإنتاج الزراعي في إسبانيا

في المقابل، يمر القطاع الزراعي الإسباني بمرحلة قلق وتراجع. حيث خرجت إسبانيا من قائمة أكبر 10 دول منتجة للفواكه والخضروات عالميًا، بعدما كانت تحتل المرتبة الثامنة في عام 2020، متجاوزة من قبل إندونيسيا، مصر وأوكرانيا.

ويعود هذا التراجع إلى عدة عوامل، أبرزها السياسات المناخية المفروضة من قبل الاتحاد الأوروبي، والتي وضعت المنتجين الإسبان في منافسة غير متكافئة مع دول أخرى، مما أثر على القدرة الإنتاجية للبلاد.

عن (gaceta.es)

كلمات دلالية إسبانيا المغرب خضر صادرات غذاء فواكه

مقالات مشابهة

  • حريق يلتهم محل مفروشات في المساكن الاقتصادية بحلوان
  • المغرب يعزز موقعه في السوق الإسبانية ويصل إلى مليار يورو في الصادرات
  • حريق هائل يلتهم محلات في الأميرية.. و3 سيارات إطفاء تتدخل.. شاهد
  • وزير خارجية العراق وأبو الغيط يبحثان الأوضاع في المنطقة والتحديات التي تواجه الدول العربية
  • أول صور من موقع حريق رمسيس.. النيران اندلعت بـ عقار من 8 طوابق
  • معاينة حريق رمسيس.. النيران التهمت مخزن أدوات صحية أمام مبنى حي الأزبكية
  • معاينة حريق المقطم: اندلاع النيران في مخزن إكسسوارات هواتف امتد لنوافذ حضانة
  • أثناء إعداد الإفطار.. حريق يلتهم مطبخ شقة في السيدة زينب
  • حريق هائل يلتهم مائدة رحمن فى طنطا
  • النار أكلته.. حريق كبير يلتهم معرض «أهلًا رمضان» في المنيا