يمانيون../
يعتبر اليمنيون استشهادَ السيد حسن نصر الله، خسارةً كبيرة وفادحة على الأُمَّــة الإسلامية جمعاءَ، وقد استطاع السيد نصر الله بشجاعته وموقفه الصادق والوفي مع اليمن ومظلوميته، أن يبنيَ علاقة روحية ووجدانية مع الشعب اليمني.

ومنذ استشهاده، ملأت صوره أركان العاصمة اليمنية صنعاء وساحات المحافظات، رفعت في المنازل وعلقت على السيارات، والشوارع، أصبح أكثر حضورًا، بدمه الطاهر، وتضحيته الكبيرة، وخطاباته القوية التي زعزعت أركان الكيان، لا سِـيَّـما توصيفه بأنه أوهن من بيت العنكبوت.

ويستذكر اليمنيون في وداع الشهيد السيد حسن نصر الله، موقفه القوي في بداية العدوان السعوديّ الأمريكي على الأراضي اليمنية، الذي جعل محبته في قلوب اليمنيين كبيرة، كأول زعيم عربي يعلن تضامنه مع الشعب اليمني وقيادته الثورية غير مُبالٍ بأي شيء، وهي علاقة متبادلة منذ عام 2006 عند انتصار المقاومة الإسلامية في لبنان ومباركة الشعب اليمني لهم.

وفي السياق يؤكّـد مثقفون وسياسيون يمنيون أن أبعاد استشهاد السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين كبيرة، وخسارة فادحة على الأُمَّــة الإسلامية، ولا يمكن التعبير عنها إلا بمقولةِ الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، بأن “من أعظم نكبات الأُمَّــة أن تفقِدَ عظماءَها”.

ويرى أمين سر المجلس السياسي الأعلى الدكتور ياسر الحوري، أن الأُمَّــةَ خسرت قائدَين من أبرز قادة الجهاد والتغيير الإسلامي في هذا العصر، خُصُوصًا في ظل المواجهة المحتدمة مع محور الشر المتمثل في الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية ومن ورائهما الغرب والأنظمة التابعة لهم.

ويوضح الحوري في تصريحٍ خاص لـ “المسيرة” أن السيد حسن نصر الله قاد حزب الله لأكثر من 3 عقود بنجاح ورباطة جأش وهو الأكثر في الظهور الإعلامي والأكثر متابعة من أحرار الأُمَّــة الذين جسد لهم نموذج التضحية والفداء والشجاعة والإقدام والبطولة والانتصار، مُشيرًا إلى دور الشهيد السيد هاشم صفي الدين بأن “مدرسته ومسيرته الحركية العلمية والسياسية والجهادية لم تقل شأناً عن السيد نصر الله، علمًا، وتقوى، وقيادة؛ فهو ظِلُّ القائد على الدوام ولم يكن له في وجود السيد القائد حسن نصر الله أن يكون عَلَمًا ظاهرًا مثله”.

ويؤكّـد أن “العدوّ كان يفهم دورهما وقيمتهما أكثر من بعض أبناء أمتنا الذين وقعوا تحت طائل تغرير العدوّ وتشويهه للسيد حسن ولحزب الله عُمُـومًا، ولذلك كانت جريمته الشنيعة بحقهما وبإصرار على التخلص منهما”، موضحًا “أنهما في المقابل قدما نموذجاً ودرساً لكل أبناء الأُمَّــة بأن أصحاب القضايا الكبرى الذين يسيرون على درب الجهاد والكفاح والنضال وفق المنهج القرآني لا يظلون الطريق أبداً وتكون مصائرهم ونهايتهم كمثل الشهداء العظماء من قبلهم وعلى رأسهم سيد الشهداء الإمام الحسين عليه سلام الله”.

ويلفت الحوري إلى أن “شهادتهما كانت وستظل دليلاً ناصعاً على أن مسار الجهاد واحد ومسيرة الانتصار واحدة لكل أبناء الإسلام، وأن الطائفية وتقسيم الأُمَّــة إلى شيعة وسنة ونحو ذلك ما هو إلا سراب داست عليه وتجاوزته معركة طوفان الأقصى التي اختلطت فيها دماء المؤمنين وأحرار المسلمين دفاعاً عن عرض الأُمَّــة وكرامتها”، مؤكّـدًا أن يوم 7 أُكتوبر هو يوم النكسة الإسرائيلية والذلة الصهيونية التي بدت لكل الأُمَّــة بأنها أوهن من بيت العنكبوت أمام رجال محمد الضيف والسنوار وإسماعيل هنية وأمام بأس لبنان ممثلًا في حزب الله وأمام المعجزة التي صنعتها مساندة اليمن الميمون بقيادة السيد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي”.

ويتابع الحوري في حديثه لـ “المسيرة” بالقول: “وإلى جانب هؤلاء ومعهم أبطال المقاومة في العراق والقيادة الإيرانية هؤلاء القادة عرفوا العدوّ الحقيقي وسلكوا الطريق الصحيح والواضح لكسر إرادته وقهره وكتابة السطور الأولى لزوال الكيان الصهيوني الغاصب والمدنس لأرض فلسطين ومنعوا إلحاق الهزيمة بحماس والمقاومة بكل ما أوتوا من قوة وعلى مدى 15 شهراً لم يخذلوا غزة ولم يهنوا في ابتغاء العدوّ ونصرة فلسطين”.

ويواصل الحوري حديثه بأن “السيد نصر الله ورفيقه صفي الدين وكلّ قادة حزب الله الشهداء خسرتهم اليمن والقيادة اليمنية أيما خسارة؛ فالسيد حسن شهيد الإسلام والمسلمين هو الذي وقف كالجبل الشامخ قبل كُـلّ الناس وقبل كُـلّ المقاومين والمجاهدين”، متذكرًا إعلانه دون تردّد وبلا مواربة وقوفه إلى جانب اليمن في مواجهة تحالف العدوان من أيامه الأولى في 2015م واستمرار دعمه للصمود والثبات اليمني ومفتخراً بالبطولات اليمنية طوال ثماني سنوات وأكثر”.

ويشير إلى موقفه المتقدم والجسور الداعم لمعركة طوفان الأقصى، مستطردًا “استشهد هو ورفيقه صفي الدين وكثير من قادة الحزب وهم طوال عام يثخنون في العدوّ الصهيوني وفي ثنايا ذات المعركة المقدسة دعماً لفلسطين ولغزة ولحماس والجهاد ولكل فصائل المقاومة الفلسطينية البطلة في مواجهة العصر للأُمَّـة الإسلامية ضد أئمة الضلال والكفر والطغيان بقيادة الإسرائيلي والأمريكي ومعهما كثير من الأنظمة الغربية وحتى العربية للأسف الشديد”.

ويختتم أمين عام سر المجلس السياسي الأعلى الدكتور ياسر الحوري حديثه لـ “المسيرة” بقوله: “عزاؤنا أن حزب الله ثبت حتى نهاية المعركة وانتصر بمعايير العدوّ نفسه الذي لم يحقّق أيًّا من أهدافه وعزاؤنا أَيْـضًا انتصار محور المقاومة وتماسكه خلال معركة لم تكن عادية مع أعداء الله، وعزاؤنا أن هؤلاء القادة صنعوا جيوشاً من بعدهم يسيرون على دربهم، كما أن شهادتهم في طريق القدس والدفاع عن فلسطين هو الآخر سيؤثر في كُـلّ الأسوياء الأحرار وسيصنع الجيوش والجحافل التي لن تتوقف حتى زوال الكيان الصهيوني، وعزاؤنا في اليمن أن السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، يخوض باليمن أشرف المعارك ويواصل كسر الغطرسة الأمريكية والصهيونية وينتصر لأرواح كُـلّ الشهداء وفي مقدمتهم الشهداء القادة في هذه الجولة من الصراع مع العدوّ الصهيوني والأمريكي ومرتزِقتهم من الغرب ومن العرب”.

من جهته يوضح عضو المكتب السياسي لأنصار الله علي الديلمي، أنه “بلا شك أن الخسارة على الأُمَّــة هي خسارة كبيرة؛ لأَنَّ السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين كان لهم الدور الكبير في استنهاض القضية الفلسطينية بشكل كبير جِـدًّا، وهذا باعتراف الحركات الفلسطينية جميعها”.

ويقول الديلمي في تصريحٍ خاص لـ “المسيرة”: إن “هناك إصراراً كاملاً على أن يكون خدمة الأُمَّــة وأن يكون النهوض بالأمة بشكل كبير جِـدًّا وبالذات في القضية الفلسطينية، حَيثُ كانا يعتبرانها أولى المهمات وأهم المهمات التي تحَرّكا بها بشكل كبير جدًّا”.

ويضيف أن “من مهماتهما أَيْـضًا “القضاء على سلاح استقطبه الغرب بشكل كبير جِـدًّا وهو سلاح الطائفية فاستطاعا بشكل كامل أن يقضيا ويفضحا الطائفية بأنها لا تخدم إلَّا الاستعمار وهي أخطر بكثير من أي سلاح وسلاحها فتاك”.

ويبين أن “الشهيد السيد حسن نصر الله والشهيد السيد هاشم صفي الدين ضحيا وكانت المعركة هي معركة في فلسطين وقامت بها كتائب القسام وبقية الفصائل الإسلامية الجهادية في فلسطين لكنهم شاركوا وضحوا حتى بحياتهم وهذه التضحية يجب أن تقرأ قراءة مختلفة وأن تدرس دراسة مختلفة في العالم العربي ويجب أَيْـضًا التركيز عليها”، مؤكّـدًا أننا أمام شخصية انطلقت في أدائها وعملها ومسؤولياتها من الإسلام وليس من عناوين أُخرى وانطلقت تحت أهم عنوان وهو عنوان فلسطين وهو العنوان المركزي الذي يجب أن نتحَرّك فيه بالإضافة إلى وحدة الأُمَّــة وهذا أَيْـضًا هدف مهم بشكل كبير جدًّا”.

ويؤكّـد الديلمي أن “من المهم القراءة في سيرة السيد حسن نصر الله وأن نتأملها جيِّدًا ونتأمل أَيْـضًا في الخاتمة والنتائج الأخيرة”، مُشيرًا إلى حملات التشويه التي كانت وما تزال بحق السيد حسن نصر الله وبحق حزب الله؛ وهي لخدمة الغرب الذي يتآمر على المسلمين وعلى القضية الفلسطينية وعلى العرب”.

وفي ختام حديثه للمسيرة، يتساءل الديلمي “لو رفضوا التعاطي مع القضية الفلسطينية هل ستكون في هذا المكان الذي نحن فيه وهل ستكون هناك انتصارات؟!، أعتقد أنه ربما يكون قد أنجزوا ما أسموه بصفقة القرن وربما قد شردوا الشعب الفلسطيني في كُـلّ مكان عبر التهجير القسري وقاموا بعدة جرائم”، مشدّدًا على أنه يجب التأمل بالقضايا بشكل كبير جِـدًّا ونلحظ من المستفيد وما هي النتائج وما المفترض أن نقوم به ونعمله، وهذا ما يجب أن نفكر به.

بدوره يؤكّـد الخبير العسكري العميد مجيب شمسان، أن “خسارة الهامتين الكبيرتين الشهيد السيد حسن نصر الله والشهيد السيد هاشم صفي الدين كان له وقعه الكبير وتأثيره على كافة الأُمَّــة العربية والإسلامية وليس فقط على المقاومة الإسلامية في لبنان؛ نظرًا للحضور الكبير الذي كان يتمتع به السيد حسن نصر الله في الوعي للأُمَّـة وفي قلبها وفي عقلها”.

ويشير شمسان في تصريحٍ خاص لـ “المسيرة” إلى أن “رحيلهما واستشهادهما سيكون له تأثيره على العدوّ الصهيوني على اعتبار أن المقاومة كنهج وفكر قائمة على التضحية والبذل وهذا هو ديدن آل البيت وأعلام الهدى منذ كربلاء وحتى اليوم”، مؤكّـدًا أن “هذه الدماء الطاهرة التي قدمت في سبيل الدفاع عن قضايا الأُمَّــة وعن كرامتها لا شك أنها ستتحول إلى طوفانٍ يقرب من زوال العدوّ واستئصاله”.

ويكشف أن “العدوّ الصهيوني بات يستشعر زواله جيِّدًا وإن كان ينظر إلى وصوله إلى هاتين الهامتين بأنه إنجاز تكتيكي أَو انتصار تكتيكي لكن ذلك لم يفلح فيما يتعلق بالأهداف التي كان يسعى إلى تحقيقها من القضاء على المقاومة”، موضحًا أنه قد ظهر واضحًا وجليًّا مدى تماسك المقاومة الإسلامية في لبنان من خلال مواجهة العمل البري الذي قام به العدوّ الصهيوني وتكبيده خسائر فادحة في مقارنة بما حصل في 2006 وهذا يدل على مدى تماسك المقاومة الإسلامية في لبنان”.

ويلفت شمسان إلى حجم الحزن وحجم الأثر والخسارة الكبيرة “ولكن ذلك لن يؤثر على مستوى الأداء في الميدان بل زاد المقاومين وزاد المجاهدين اندفاعًا وثباتًا وصلابةً على اعتبار أن هؤلاء القادة لن يكونوا بعيدين عن الميدان بل كانوا يتقدمون الصفوف وها هم قد تقدموا قافلة الشهداء بأزكى أرواحهم التي بذلوها في سبيل الدفاع عن هذه الأُمَّــة”، مُشيرًا إلى أنه مهما كانت حجم الخسارة التي منيت بها الأُمَّــة برحيل هاتين الهامتين واستشهادهما إلا أن ذلك لا يمكن أن يكون نهاية لهذه المقاومة بل ربما بداية جديدة تتولد من دمائهما الطاهرة والزكية”.

ويقول إن: “عملية اغتيال هاتين الهامتين وعدد أَيْـضًا من القيادات الأُخرى وإصابة عدد بتفجيرات البيجرات واللاسلكي وإلى جانبهم استشهاد أَيْـضًا القائد إسماعيل هنية هو في واقع الأمر يقدم دروسًا لطبيعة المرحلة القادمة للاستفادة منها لمواجهة العدوّ الصهيوني وإغلاق كُـلّ المنافذ التي يمكن أن يتسلل منها العدوّ لتحقيقه اختراقات تنال من جهوزية المقاومة وارتباطها بقادتها”.

وينوّه العميد شمسان إلى أن “كلَّ حدثٍ اليوم يمكن أن يكون له وجه سلبي ولكن من ناحية أُخرى يمكن قراءته بطريقة إيجابية على اعتبار كما قلنا إن المقاومة هي قائمة على الفداء وعلى التضحية وهي فكرة لا تموت باستشهاد قادتها بل تزيد تأججًا وتزيد اندفاعًا، ومن هنا يمكن القراءة بطريقة أُخرى لعملية خسارة هاتين الهامتين العظيمتين بطبيعة الدروس التي يمكن أن تأخذ من أساليب العدوّ وما وصل إليه من إمْكَانيات في اختراق صفوف المقاومة أَو الوصول إلى قادتها للتنبه لتلك المنافذ وتلك الثغرات وسدها أمام العدوّ للمواجهة القادمة”، منبهًا بأن “المعركة لم تنتهِ وإن كانت هذه جولة فلا تزال الجولات ولا تزال الحرب قائمة مع هذا العدوّ الصهيوني حتى زواله واستئصاله بإذن الله”.

أما الكاتب والمحلل السياسي سند الصيادي فيقول: إن “الأبعاد كبيرة ومحورية على كافة المستويات، والحديث عن فقدان هذه القامات العظيمة والمؤثرة في مسارات الصراع يطول”.

ويضيف الصيادي في تصريحٍ خاص لـ “المسيرة” أن “سماحة السيد حسن نصر الله -رضوان الله عليه- تجاوز كونه قائدًا لحزبٍ لبناني عربي إسلامي مقاوم إلى كونه قائدًا بحجم الإنسانية جمعاء، وملهماً للأحرار في كُـلّ العالم، وكذلك خليفته هاشم صفي الدين وما عرف عنه من سيرة جهادية عظيمة وشخصية فذة”، مُشيرًا إلى “أننا اليمنيين على خلاف بقية شعوب المقاومة، ولم يكن السيد حسن وحزب الله في واقعنا مُجَـرّدَ حزب لبناني مقاوم نتفق معه بالمنهجية والمسار، بل لقد كان السيد حسن نصر الله حاضراً بيننا منذ وقت مبكر، منذ نصر العام ٢٠٠٦م، حَيثُ احتفت به اليمن شعباً كما لم تحتفل به كُـلّ الأُمَّــة”.

ويتطرق إلى العلاقة مع نصر الله وحزبه بأنها “وصلت إلى أوجها في زمن العدوان على اليمن وكيف كان موقف السيد الشهيد تجاه العدوان وعبر عن تضامنه وانحيازه إلى جانب الشعب اليمني وقيادته المباركة في وقت العزلة والحصار والتواطؤ والخذلان، عز خلاله أن تجد مناصراً أَو متضامناً مع مظلومية شعبنا”، مواصلًا: “كما اكتملت حلقات هذا المسار في معركة طوفان الأقصى حين امتزج الدم العربي والإسلامي المقاوم من فلسطين إلى لبنان إلى اليمن إلى العراق إلى إيران، وفيه تجسد واقع الوحدة في المصير والعدو”.

ويعلق الصيادي حول استشهاد الهامتين الكبيرتين بأن “المصاب كبير وجلل على المستوى المعنوي تحديدًا، والذهنية الإسلامية المقاومة لم تستوعب الصدمة رغم محاولة المكابرة والصبر والاحتساب على قضاء الله وقدره، ورغم الإيمَـان العظيم بالله وحكمته”، مُشيرًا إلى أن هذا الفقدان بالمدلولات الإلهية يجب أن يكون أثره الإيجابي أكبر في ميدان المواجهة وفاء لهذه التضحيات وتمسكاً بمنهجيتها وخياراتها، ودافعاً لمواصلة المشروع المقدس الذي مضت عليه”.

ويختتم الصيادي حديثه لـ “المسيرة” بالقول: “سنتجاوز هذا الانكسار، وقد تجاوزناه فعلاً بثباتنا وصمودنا، وباتت النتائج عكسية على العدوّ الذي ظن أنه بقتل القادة العظماء سيطفئ وقيد ومشعل المقاومة”، مؤكّـدًا أن “المقاومة باقية وعلى العهد، وقد أثبت التاريخ الإسلامي أنها تبعث من بين رماد الغدر والإجرام، ولا يزال الحسين قُدوة وملهماً للأحرار، وعلى دربه مضى الأعلام في طريق الشهادة والتضحيات ينيرون الطريق، وهكذا لن تنكسر المقاومة الإسلامية في لبنان بهذا الرحيل لأعلامها كما لم تنطفئ مسيرتنا القرآنية باستشهاد مؤسّسها، وستبقى القدس أيقونة جامعة لكل رجال المحور، وولادة طريقها بالقادة العظماء حتى النصر والخلاص”.

من جانبها تشير الناشطة السياسية أُمَّـة الملك الخاشب، إلى أن “خسارة الأُمَّــة كبيرة جِـدًّا ولا يمكن وصف هذه الخسارة إلا بأن نعبر مثلما عبر الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي الذي قال: إن من أعظم نكبات الأُمَّــة بأن تخسر عظماءها”.

وتقول الخاشب في تصريحٍ خاص لـ “المسيرة”: إن “فقد هاتين الهامتين العظيمتين هي نكبة كبيرة وخسارة لا تعوض”، مضيفةً: “كيف لا والسيد حسن نصر الله قضى عمره في مقارعة المحتلّين الصهاينة وشكل عليهم كابوساً مرعباً وهزمهم في العام ألفين وفي العام ٢٠٠٦ وظل وجوده حامي لبنان من خطر الإسرائيليين وداعماً أَسَاسياً لحركات المقاومة الفلسطينية!”.

وتلفت إلى أن “خسارتنا كبيرة ولا تعوض أبداً أقولها في هذين القائدين اللذين كانا بيننا وكأنهم ملائكة وليسوا بشرًا، نذروا كُـلّ حياتهم لله وفي سبيله”، معبرة عن الشعور بحسرة ووجع وأن هذه الأُمَّــة ظلمت السيد حسن نصر الله ظلمًا كَبيرًا ولم تكن تعرف قدره أبدًا.

وتواصل الخاشب: “هذا السيد الذي أحيا الملايين من غفلتهم بخطاباته الجماهيرية في مختلف المناسبات الدينية والوطنية وفي ذكرى الشهداء ويوم الجرحى… إلخ، وهذه الأيّام التي فيها يتجدد العهد والولاء للمقاومة ولسيد المقاومة بالمضي قدماً في درب الجهاد والاستشهاد الذي هو درب كُـلّ أئمة أهل البيت عليهم السلام”، مؤكّـدةً أنه ورغم الوجع والألم يبقى الأمل مُستمرًّا وموجوداً ومتجدداً ونستمد من كلمات السيد حسن قوتنا وهو يقول: يجب ألا ننكسر إذَا استشهد أحد قادتنا، بل يجب أن نكون أقوياء لنحمل رايته ونكمل طريقه التي بدأها”.

وتؤكّـد في ختام تصريحها لـ “المسيرة”، أن “أملنا يبقى في الله وفي السيد عبدالملك -يحفظه الله- وكلّ أحرار الجهاد والمقاومة، وجمهور المحور الباذلين المجاهدين السائرين على نفس الدرب، درب الجهاد والاستشهاد حتى تحقيق النصر الكامل بإذن الله وتحقيق وعد الله لعباده المؤمنين”.

ويتفق الناشط الثقافي علي التوعري، في حديثه مع التصريحات السابقة، مؤكّـدًا أن العظماء عندما يستشهدون يكون هناك أثرٌ كبير، وخسارة الأُمَّــة في الشهيدين الكبيرين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين كبيرة جِـدًّا.

ويؤكّـد التوعري في تصريحٍ خاص لـ “المسيرة” أن العدوّ فاشل وسيظل حزب الله وقادته حتى وهم شهداء يشكلون رعبًا وعائقًا كَبيرًا أمام الكيان الصهيوني لتحقيق الهدف الذي يسعى إليه العدوّ لتحقيق “إسرائيل” من النيل إلى الفرات، مُشيرًا إلى “أننا ندرك حجم الخسارة ولكن الكيان الصهيوني لم يفلح ولم تتحقّق له أهدافه بل هزم أمام حزب الله بالرغم من الألم الذي حَـلّ بالحزب”.

ويتطرق إلى مواقف القيادات العربية المرتهنة للأمريكي والإسرائيلي كيف قدمت نموذج الخزي، مواصلًا: “عندما نعود إلى هذا الرجل العظيم الذي قدم الصورة المشرقة والأمل بأن الكيان الصهيوني سيزول قاموا باستهدافه”، مؤكّـدًا أن العدوّ الصهيوني لم يفلح ولم يحقّق هدفه طالما هناك قيادة قرآنية في اليمن متمثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وهو أمل الأُمَّــة بإذن الله.

ويشدّد التوعري على أنه “لا بدَّ أن نستفيد ونستلهم الدروس والعبر من أية أخطاء كي لا تتكرّر، والله سبحانه وتعالى سيتدخل، وبإذن الله الانفراجات لمحور الجهاد والمقاومة قريبة”.

أصيل نايف حيدان| المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المقاومة الإسلامیة فی لبنان السید هاشم صفی الدین السید حسن نصر الله القضیة الفلسطینیة الکیان الصهیونی بشکل کبیر ج ـد الدین الحوثی الشعب الیمنی الشهید السید م شیر ا إلى مؤک ـد ا أن فی تصریح حزب الله أن یکون على الأ یمکن أن یجب أن خاص لـ إلى أن على أن

إقرأ أيضاً:

السيد القائد:المشروع القرآني أثبت فاعليته في تحصين من يتحرك على أساسه من الولاء لأمريكا ولإسرائيل

الثورة نت/..

أكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن المشروع القرآني أثبت فاعليته الكبيرة في تحصين من يتحرك على أساسه من الولاء لأمريكا ولإسرائيل ومن الانخداع بهم أو بمن يواليهم، ومن أكبر مكاسب هذا المشروع هو تعزيز الثقة بالله تعالى.

وأشار قائد الثورة في كلمته اليوم بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة وحول آخر مستجدات العدوان على غزة والتطورات الإقليمية والدولية، إلى أن المشروع القرآني هو مشروع عظيم وناجح في شعاره في مقاطعته للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، في الثقافة القرآنية التي تعالج كل الاختلالات، وله مسار كبير ومؤثر في التعبئة وإثارة السخط ضد الأعداء وتحريك الناس عملياً في إطار واسع.

وأوضح أن المشروع القرآني يرسخ الشعور بالمسؤولية والوعي بالواقع وبالعدو، كما أنه مشروع فعال في بناء الأمة وفي تطوير قدراتها.

ولفت إلى أن النموذج القائم اليوم الذي يواجه ما يمتلكه الأمريكي وهو الذي قد وصل إلى ما وصل إليه من إمكانات وقدرات شاهد على ذلك.. مؤكدا أن المشروع القرآني يبني حالة الوعي لدى من يتحركون على أساسه فيتحركون بوعي.

وقال” من يعي المشروع القرآني يعرف الأعداء ومخططاتهم فلا يستغفلونه ولا يخدعونه فهو محصنٌ من أن يتأثر بهم، ومن أهم ما في المشروع القرآني أنه يبني بناءً صلباً على أرضية صلبة ثابتة راسخة وليس مشروعاً هشاً ضعيفاً يمكن أن يتلاشى أمام أي تحدٍ”.

وذكر السيد القائد أن المسيرة القرآنية فيما واجهته من تحديات منذ بداية هذا المشروع وإلى اليوم يشهد على أنه مشروع عظيم وقوي.. مبينا أن المشروع القرآني ووُجِه بالسجون والاعتقالات وبمختلف الضغوط وفي مستويات متعددة.

ولفت إلى أن الأمريكي حرك أدواته في اليمن ضد المشروع القرآني وفشلوا في الأخير، ومع كل ما قد مضى من حروب ومكائد ومؤامرات ضد المشروع القرآني إلا أنها تساقطت وتهاوت وفشلت وسقط الكثير ممن وقفوا بوجه هذا المشروع العظيم.. مؤكدا أن المشروع القرآني تحصين من الولاء للأعداء ومن طاعتهم ومن الانخداع لهم.

وقال” الشعار عبر عن ثقافة وموقف، وعن مسار قرآني عملي لم يتغير أبداً، لا في مراحل التمكين ولا في مراحل صعوبات، ولم يتغير أبدا لا أمام التهديدات، ولا تجاه الإغراءات”.. مؤكدا أن ” هناك من يتغير في ظروف أو مراحل معينة وقد تحرك تحت عنوان حركات اسلامية، لكن موقفنا ثابت ببركة القرآن الكريم، والأحداث تكشف صوابية المشروع القرآني وأنه ليس مشروعاً عبثياً، بل يثبت الواقع الحاجة الملحة إليه”.

وأشار إلى أن شعبنا العزيز يتحرك على أساس هدى الله، ومن واقع انتمائه الإيماني التف حول المشروع القرآني على نحو واسع.

الصرخة في وجهة المستكبرين:

وأكد قائد الثورة أن الصرخة في وجه المستكبرين كانت البداية العملية للمشروع القرآني المبارك.. مشيرا إلى أن شهيد القرآن السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه بدأ بإعلان شعار البراءة في محاضرته القيمة.

ولفت إلى أن شهيد القرآن أطلق الصرخة في وجه المستكبرين ضمن تحركه العملي في التصدي للهجمة الأمريكية والإسرائيلية على أمتنا الإسلامية.

وقال” مع دخول الألفية الثالثة، اتجه اليهود الصهاينة في مرحلة جديدة من تنفيذ مخططهم الصهيوني التدميري العدواني ضد أمتنا الإسلامية”.. مبينا أن الهجمة الأمريكية الإسرائيلية الغربية لم تكن مجرد ردة فعل على أحداث الـ11 من سبتمبر التي خططت لها الصهيونية لصناعة التبرير للهجمة.

كما أكد السيد القائد أن المرحلة الراهنة بالغة الخطورة ضمن توجه الحركة الصهيونية اليهودية لاستهداف الأمة.. موضحا أن الحرب الصلبة أو الحرب الناعمة ليست مجرد ردود أفعال ولا حوادث وقتية عابرة بل في إطار استهداف شامل وهجمة مستمرة.

وأفاد بأن المخطط الصهيوني اليهودي التدميري ضد أمتنا الإسلامية هو في خطين واتجاهين متوازيين: هجمة عسكرية صلبة، وهجمة بالحرب الناعمة.

وأضاف” الأعداء اليهود الصهاينة وأذرعهم في أخطبوط الشر المتمثل بأمريكا وإسرائيل وبريطانيا وقوى الغرب المتصهينة معهم يدركون ما تمتلكه أمتنا الإسلامية من عوامل القوة المعنوية والمادية”.. مبينا أن من المقومات الكبرى التي تؤهل الأمة لحماية نفسها وتمنحها المنعة في مواجهة أعدائها أن تكون هي الأمة التي تحمل إرث الأنبياء والرسل.

ولفت إلى أن مسؤولية الأمة الإسلامية ورسالتها العالمية أن تقوم بدور عالمي في الدعوة إلى الخير والسعي لإقامة القسط وحماية المستضعفين وإرساء دعائم الحق.. مؤكدا أن هجمة الأعداء على الأمة الإسلامية هي هجمة تستهدفها في دورها وفي رسالتها وهويتها وكذلك تستهدفها في ثرواتها وموقعها.

وقال” الأطماع الكبيرة والشهية الأمريكية الإسرائيلية مفتوحة بجشع كبير جداً في أوطان شعوبنا وثرواتها وموقعها الجغرافي وبحقد شديد في نفس الوقت، ومما زاد من مخاطر الهجمة العدوانية الخطيرة جداً على أمتنا هي وضعية الأمة من الداخل بسبب الخلل الكبير في داخلها على مدى أجيال وقرون”.. مشيرا إلى أن حجم الاختراق من جهة الأعداء للأمة في مراحل طويلة على مدى زمن طويل أوصل الأمة إلى حالة من التيه الرهيب.

وأفاد قائد الثورة بأن الأعداء يعملون على أن تبقى هذه الأمة بكل ما تمتلكه من عناصر قوة وإمكانات مكبلة تجاه ما يفعلونه بل أكثر من ذلك، وتتحول إلى أداة طيعة لهم في تنفيذ مخططاتهم التدميرية.. موضحا أن حجم الاختراق للأمة من جهة الأعداء أوصلها إلى واقع الانحدار بالرغم مما تمتلكه من مقومات وعناصر القوة.

وأضاف” أمتنا اتجهت لتأخذ بأسباب الضعف التي تزيدها وهنًا إضافة إلى شتاتها وفرقتها، فيما اليهود الصهاينة اتجهوا لاستهداف المقومات الهامة للأمة الكفيلة بأن تمنحها المناعة والعزة”.

وأكد أن ” أمتنا ليست صغيرة، محدودة العدد، ضعيفة الإمكانات، محدودة الجغرافيا، يمكن للأعداء حسم المعركة معها بكل سهولة، أمتنا تغفل عن مقوماتها وإمكاناتها وعناصر القوة فيها، لكن الأعداء يدركون حقيقة ذلك”.

وذكر أن الأعداء حرصوا على نقطة جوهرية وأساسية، وهي احتواء ردة الفعل من قبل أمتنا، وعملوا على أن تبقى الأمة بكل ما تمتلكه من عناصر قوة وإمكانات مكبلة مجمدة تجاه ما يفعلونه بها.. مؤكدا أن الأسوأ أن تتحول الأمة إلى أداة طيعة مساعدة للأعداء في تنفيذ مخططاتهم التدميرية لها.

وقال” لو لم يكن لأمتنا إلا الإسلام العظيم الذي يصلها بالله لتحظى بنصره، وفي الأثر العظيم على المستوى النفسي والعملي”.. مبينا أن هدى الله يُكسب الأمة الوعي والبصيرة والنور والفهم والحكمة والرؤية الصحيحة في المواقف والأعمال.. مؤكدا أن “أمتنا تملك عناصر القوة التي تؤهلها لأن تكون في ريادة الأمم وليس فقط في مستوى أن تدفع عن نفسها الخطر”.

وأشار السيد القائد إلى أن من يتأمل حال المسلمين في هذه المرحلة مقابل ما يقوم به الأعداء سيجد الجمود والتجاهل بل التعاون من قبل البعض مع العدو.. مبينا أن البعض من أبناء أمتنا يتعاون مع الأعداء عسكريا وفي الحرب الناعمة المفسدة، والتعاون المادي وفي كل المجالات.

وذكر أن حالة التعاون مع العدو غير طبيعية في واقع أمتنا، وليست منسجمة مع الفطرة الإنسانية.. مؤكدا أن كثير من الأمم في الأرض لن تقبل أن يكون واقعها كحال أمتنا تجاه أعدائها، وهذا معيب بحق أمتنا الإسلامية.

وأكد أن ما يفعله أعداء المسلمين بالمسلمين ثم لا يكون لهم موقف جاد من ذلك فتلك حالة غير طبيعية ومعيبة ومخزية.. لافتا إلى أنه وبالرغم من ارتكاب الأمريكي أبشع الجرائم في العراق البعض ينسى ويتبنى مواقف مسيئة جدا إلى المقاومة الإسلامية في العراق، كما أن البعض في العراق يعتبرون المقاومة الإسلامية في العراق حالة غير إيجابية ولا مطلوبة وحالة زائدة على الوضع العراقي ويطالبون دائماً بإنهائها.

وأضاف” في بقية البلاد العربية والإسلامية ينسى الناس ما فعله الأمريكي هناك ويتعامل معه الرسميون كما لو أنه لم يفعل أي شيء عدائي ضد الأمة”.. مبينا أن ما يجري هذه الأيام في فلسطين يأتي في إطار تصعيد مرحلة بعد أخرى ثم لا يحفز الناس على التحرك الجاد.

وأفاد السيد القائد بأن العدو احتوى ردة الفعل من جهة الأمة باستفادته من الخلل الكبير الذي في داخلها، ومن أسوأ مشاهد العجز للأمة مشهد التجويع للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وتابع” نحن في مواجهة عدو مضل مفسد عمل على تكبيل الأمة وإفقادها كل دوافع التحرك إلى درجة أن يتحكم العدو في مستوى مواقفها”.. مؤكدا أن الأمريكي يضع السقف للأنظمة العربية حتى لا تتجاوز البيانات التي تكتب ثم لا تساوي الحبر الذي كتبت به.

وقال” لو أن أمتنا الإسلامية في وضع طبيعي وفي حالة سليمة لكانت الهجمة اليهودية الصهيونية في قطاع غزة كافية لتتحرك تلقائياً”.

وجدد قائد الثورة التأكيد على أن البديل عن الموقف تجاه الهجمة الأمريكية الإسرائيلية المستمرة على هذه الأمة هو ترسيخ الهزيمة النفسية، وكلما أقدم العدو على خطوة عدوانية جديدة يقابلها البعض من أمتنا بترسيخ الهزيمة النفسية وزرع اليأس والتثبيط عن المواقف.

وأوضح أن وضعية الأمة خطيرة جداً، وهي وضعية خزي وهوان، وسقف المخطط الصهيوني هو الاستباحة لأمتنا في كل شيء.. مشيرا إلى أن العدو يعمل على طمس الهوية الإسلامية للأمة لتتحول إلى نسخة مزورة تتأقلم مع كل ما يريده الأمريكي الإسرائيلي.

وقال” العدو يسعى لأن تخشاه أمتنا أكثر من خشيتها لله وأن تطيعه فوق طاعتها لله، وهذه النسخة الأمريكية المزورة للإسلام”.. مؤكدا أنه لا يوجد أي مبرر للقبول بوضعية الهوان لأمتنا، لأنها خسارة في الدنيا والآخرة، والوضع الراهن لأمتنا ليس الصورة النهائية المرسومة والمخطط لها من جهة الأعداء.

وأكد السيد القائد أن المخطط الصهيوني تجاه أمتنا يأتي ضمن مسار تصاعدي للوصول إلى غاياته الكارثية والتدميرية، والبعض من أبناء أمتنا يرفضون أن ينظروا إلى مخطط العدو نظرة شاملة وموضوعية، ويصرون على التعامل معه كأحداث جزئية.

وذكر أن الصورة النهائية التي يمكن أن نتصورها وفق المخطط الصهيوني هي السيطرة على مكة والمدينة ومساحة واسعة من البلاد العربية.. وقال” تمكن المخطط الصهيوني يفترض شرذمة الأمة وتدميرها وطمس هويتها الإسلامية”.

وأضاف” عندما نتأمل واقع الأمة ما قبل 20 عاماً نجد اليوم ضعفا كبيرا في تفاعل الشعوب مع القضية الفلسطينية، وضعف التفاعل الشعبي مع القضية الفلسطينية جرأ الأنظمة على أن تتخذ مواقف سلبية”.. لافتا إلى أن العدو لا يهدف فقط إلى السيطرة الجغرافية على أمتنا، بل السيطرة على الأفكار والثقافات والولاءات والعداوات.

وأكد أن العدو يعمل في خطين متوازيين، حرب صلبة عسكرية تدميرية، وحرب ناعمة مفسدة للتأثير على النفوس.. موضحا أن معظم الأنظمة ومكونات كثيرة في أوساط الشعوب توالي أمريكا علناً، وترتبط بها في إطار أنشطتها العدوانية ضد الأمة وأحرارها.

وأشار السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، إلى أن تحريم الموالاة للأعداء أتى بسبب آثاره المدمرة للأمة من الداخل.

وجدد التأكيد أن العدو يواجه معضلة كبيرة في معركة غزة، فكيف سيكون واقعه لو خاض المعركة العسكرية داخل كل قطر من أمتنا.. لافتا إلى أن الطريق الأيسر لتفكيك هذه الأمة وتدميرها هو السيطرة عليها وتوظيفها كأذرع وأدوات بأيديهم.

وأفاد بأن العدو يحول مئات الملايين من أبناء الأمة إلى أناس غير مستعدين لحمل البندقية لمواجهته ويجعلهم تلقائياً يضعون السلاح.. مبينا أن قتل الروح المعنوية والدوافع أسلوب خطير جداً لتجميد مئات الملايين من أبناء الأمة.

وأوضح أن العدو يحرك فئات من هذه الأمة لتقاتل معه في تنفيذ مخططات تدميرية لتمزيقها من الداخل تحت عناوين مناطقية، مذهبية، وغير ذلك.. مؤكدا أن تحريك الأمة ضد بعضها يخدم الأمريكي والإسرائيلي ويخفف عليه الكثير.

وتطرق قائد الثورة في بداية كلمته إلى الأوضاع المأساوية التي يعشها الشعب الفلسطيني وما يرتكبه العدو الإسرائيلي من جرائم في قطاع غزة.. مشيرا إلى استشهاد وجرح ما يقارب 1300 فلسطيني خلال هذا الأسبوع أكثرهم من النساء والأطفال، فيما بلغ عدد الشهداء منذ استئناف العدو الإسرائيلي لعدوانه وإبادته الجماعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة أكثر من ألفين و300 شهيد وبلغ عدد الجرحى ما يقارب ستة آلاف.

وذكر أن العدو الإسرائيلي أباد أكثر من سبعة آلاف عائلة بالكامل من عوائل الشعب الفلسطيني وهذا ما يبين حجم هذا العدوان الإجرامي الذي ينطبق عليه وصف الإبادة الجماعية، وارتكب جريمة القتل الجماعي بحق أكثر من 18 ألف طفل فلسطيني في نطاق جغرافي محدود، وقتل أكثر من 12400 امرأة وتقدر نسبة الشهداء من الأطفال والنساء وكبار السن في قطاع غزة بثلثي النسبة.

ولفت إلى العدو في إطار سعيه لإنهاء الخدمة الطبية والصحية في قطاع غزة قتل أكثر من 1400 طبيب وكادر صحي.

وفيما يتعلق بالحصار والتجويع، أكد قائد الثورة أن العدوّ الإسرائيلي مستمر في سياسته الإجرامية لشهرين متتالين، حيثُ يمنع دخول أي مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، في.. مشيرا إلى أن شبح المجاعة يهدد أكثر من اثنين مليون فلسطيني على مرأى ومسمع من المجتمع البشري.

وأكد السيد القائد أن العدو الإسرائيلي يستخدم التجويع كسلاح قاتل والمشاهد المفجعة والمؤلمة والمحزنة لأطفال الشعب الفلسطيني وهم يتجمعون على القليل من بقايا الطعام هي مشاهد يجب أن تهز ضمير العالم.

وأفاد بأن العدو الإسرائيلي مستمر في الضفة الغربية بكل أنواع الانتهاكات والاعتداءات من اختطاف وتدمير وتجريف وقتل وغير ذلك، وفي القدس، يستمر العدو الإسرائيلي في انتهاك حرمة المسجد الأقصى.. مشيرا إلى أن هناك اقتحامات مستمرة مع ما يمارسه اليهود الصهاينة عندما يدخلون إلى باحات المسجد الأقصى من تدنيس لها ومن رقصات وأغانٍ وأهازيج وعبارات عدائية.

وحذر السيد القائد من خطورة مشروع مصعد حائط البراق الذي أعلن عنه العدوّ الإسرائيلي، معتبراً إياه خطوة خطيرة في مسار تصاعدي ضمن مساعي العدوّ إلى تهويد مدينة القدس والسيطرة التامة على المسجد الأقصى المبارك.

وأشار إلى أن هناك صمود عظيم للأخوة المجاهدين في قطاع غزة خلال هذا الأسبوع الأخير استطاعت كتائب القسام تنفيذ مجموعة من العمليات العسكرية النوعية.. مبينا أن عمليات المجاهدين في غزة شكلت مفاجأة عملياتية كبيرة لعصابات العدو التي يسميها بالجيش وضربة لاستراتيجية مجرمه الذي يسمى برئيس الأركان.

ولفت إلى أن عمليات المجاهدين في غزة جاءت على خطوط المواجهة الأولى ما يعني أن كلفة الخسائر ستكون مضاعفة بشكل كبير في حال تقدم إلى عمق المدن والتجمعات السكانية.. وقال” العدو مترددٌ في غزة وهذا ثمرة لهذا الصمود العظيم لإخوتنا المجاهدين في قطاع غزة من كتائب القسام والسرايا ومن معهم من بقية الفصائل”.

اعتداءات على لبنان:

وأوضح قائد الثورة، أن العدو الإسرائيلي يستمر في اعتداءاته بكل أنواعها من قتل وتدمير وتجريف، والملفت هذا الأسبوع في لبنان هو استحداث العدو مواقع جديدة، وهذا يمثل انتهاكاً كبيراً وجسيماً للاتفاقيات واحتلالا بكل ما تعنيه الكلمة.

وأكد أن ضعف الموقف الرسمي اللبناني هو من الشواهد الواضحة والجلية على أن ضمانة لبنان وقوة لبنان هي بالالتفاف حول مقاومته الثابتة والصامدة.

وقال” لا تزال المقاومة في لبنان تمثل الردع الحقيقي للعدو الإسرائيلي ولولاها لكان العدو الإسرائيلي تجرأ على الاجتياح للبنان والسيطرة التامة عليه”.

وأضاف” نحيي إخوتنا الأعزاء في حزب الله والمقاومة في لبنان، والأمين العام لحزب الله والذي كانت كلمته كلمة قوية، ونؤكد أننا جنبا إلى جنب مع حزب الله في مساندتهم تجاه أي تصعيد عدواني شامل يقدم عليه العدو الإسرائيلي”.

وذكر السيد القائد أن العدو الإسرائيلي يواصل في سوريا كل أشكال الانتهاكات من توغل واعتقالات مذلة والاستحداث للمواقع والحواجز، ويستمر في الاستيلاء حتى على أراضٍ زراعية لتحويلها إلى مهبط للمروحيات ويطارد حتى رعاة الماشية.

وفيما يتعلق بمصر أوضح السيد القائد أن المجرم الكافر ترامب أعلن خطوة تمثل استهدافاً لمصر بإعلانه أن الأمريكيين سيستبيحون قناة السويس.. مؤكدا أن الأطماع الأمريكية والإسرائيلية لا تستثني أحدا.

جبهة مستمرة:

وأكد قائد الثورة أن عمليات اليمن مستمرة إلى عمق فلسطين المحتلة ضد العدو الإسرائيلي، والعدو الأمريكي لم يتمكن من إيقافها.. وقال” عملياتنا البحرية مستمرة، وهناك إغلاق تام أمام الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن وبحر العرب، والعدو الإسرائيلي في حالة يأس من إمكانية عودته للاستفادة من الملاحة في البحر الأحمر”.

وأكد أن الاشتباك مستمر مع القطع البحرية الأمريكية، وعلى رأسها حاملات الطائرات التي تعتمد تكتيك الهروب والمناورة.

وفيما يتعلق بإسقاط الطائرة “إف18″، أكد السيد القائد أن ذلك لا يقتصر على قيمتها المادية، بل في القيمة المعنوية من خلال الإرباك الأمريكي الواضح، حيث بات جليًا أن حاملة الطائرات ترومان ستغادر وهي تحمل عنوان الفشل في أداء مهامها”.. مشيرا إلى أن هناك عمليات اعتراض كثيرة تتم ضد الطائرات الأمريكية أثناء عدوانها على بلدنا، ويتم إفشال عدد كبير من عملياتهم.

وبين أن الأمريكي يلجأ أحياناً إلى تنفيذ عملياته العدوانية من مسافات بعيدة، قبل أن يتوغل في الأجواء اليمنية.. مؤكدا أن الأمريكي يفشل في تحقيق أهدافه، لم يستطع أن يضعف القدرات ولا أن ينهيها، ولم يتمكن من إيقاف عملياتنا، ولم يتمكن من كسر الإرادة والروح المعنوية لشعبنا العزيز.

وذكر السيد القائد أن البريطاني تابع ذليل لأمريكا والذراع الضعيف القديم من أذرع الشر الصهيوني.. وقال” البريطاني يورط نفسه ولينتظر العواقب على المشاركة في العدوان على بلدنا”.

وأكد أن الجرائم التي يرتكبها العدو الأمريكي ليست إنجازاً عسكرياً، إنما تعبر عن حقد وفشل، والدماء التي يسفكها لن تضيع هدراً، وسيذوق بإذن الله العواقب السيئة على جرائمه.

وجدد قائد الثورة التأكيد على أن الجرائم الأمريكية لا تضعف القدرات ولا تستهدف القيادات ولا تأثير لها على موقفنا وعلى الإرادة الصلبة لشعبنا العزيز.. لافتا إلى أن الجريمة الأمريكية بحق المهاجرين الأفارقة ينبغي أن تدان من كل العالم.

وأشار إلى أن الجرائم التي يرتكبها الأمريكي تؤكد أنه عدو للشعب اليمني بكله، وليس لفئة فقط من أبناء شعبنا.. مؤكدا أنه مهما كانت الجرائم، فشعبنا مستمر في أنشطته وثابت على موقفه وهذا شيء واضح بحمد الله.

وأوضح قائد الثورة أن الوقفات القبلية مبهجة وعظيمة معبرة عن العزة الإيمانية لشعبنا العزيز ولم تتوقف كل هذه الأسابيع في مختلف المحافظات.. مبينا أن القبائل اليمنية هي العمود الفقري للمجتمع، وهي ذات تاريخ عظيم في مواجهة الغزاة والطامعين والمستكبرين والظالمين.

وقال” قبائل اليمن خرجت بسلاحها وبعزمها بثباتها لتعبر عن موقفها الصادق والوفي، تخرج كجيش مكتمل بكل ما تعنيه الكلمة فهي تمتلك الإرادة والعزم والشهامة والنخوة والشرف والتوجه الإيماني”.. مشيرا إلى أن خروج قبائل اليمن على نحو واسع في مختلف المحافظات يعبر عن ثبات الشعب وصموده.

وذكر أن الخروج الشعبي العظيم في المسيرات المليونية في الأسبوع الماضي بلغ 901 مسيرة في مختلف المحافظات، والوقفات بلغت 1820 ما بين مسيرة ووقفة في مختلف المحافظات.

وأكد السيد القائد أن ” خروج شعبنا كما قلنا لا مثيل له في كل العالم ويعبر عن عزم ووعي وإيمان وشعور بالمسؤولية وعن ضمير إنساني حي”.

وقال” العدوان الأمريكي لم يؤثر على مستوى قوة وضعنا، قوة الموقف قوة الإرادة، قوة الثبات، وعلى مستوى الإمكانات والقدرات والقناعة بالموقف”.. مضيفا ” نحن نلمس رعاية الله سبحانه ومعونته ونصره، والمسؤولية هي بالثبات والاستمرار والعمل على مراكمة الإنجازات المهمة”.

ودعا قائد الثورة شعبنا العزيز إلى الخروج المليوني العظيم يوم الغد إن شاء الله تعالى في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات حسب الترتيبات المعتمدة.. مجددا التأكيد على أهمية الخروج المليوني، فالأمريكي يحاول أن يقيس مدى تأثير جرائمه على مستوى الروح المعنوية.

وأشار إلى أن الخروج الواسع العظيم يحبط معنويات العدو، وهو إحباط للأمريكي والإسرائيلي ولكل أبواقهم وأعوانهم الموالين لهم.. لافتا إلى أن الخروج المليوني جزء من الجهاد، جزء عظيم مهم من الموقف، ويعبر عن الثبات العظيم.

وقال السيد القائد” أرجو بتوفيق الله أن يكون الخروج يوم الغد مشرفاً ويمثل صفعة كبيرة للأمريكي ودلالة واضحة على ثبات هذا الشعب، وأن يلمس إخوتنا من أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم أنهم ليسوا وحدهم وإن تخلى عنهم الآخرون”.

وأضاف” لن نتفرج مع الآخرين لمعاناة الشعب الفلسطيني ولن نتجاهل كما يتجاهل البعض، نحن بتوفيق الله وقفنا هذا الموقف ومستمرين فيه ولن نتراجع عنه أبداً لأنه موقف من منطلق إيماننا وإنسانيتنا وثقتنا بالله واستجابتنا له”.. مؤكدا ” لو لم نتحرك في هذا الموقف لكان ذلك سببا لهلاكنا وخسارتنا في الدنيا وفي الآخرة”.

مقالات مشابهة

  • (نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في الذكرى السنوية للصرخة وحول آخر مستجدات العدوان على غزة والتطورات الإقليمية والدولية
  • السيد القائد يستنهض الأمة ويطلق صرخة الحرية في وجه مشاريع أخطبوط الشرّ الصهيوني
  • السيد القائد يؤكد الوقوف إلى جانب حزب الله في أي تصعيد عدواني شامل يقدم عليه العدو الإسرائيلي
  • السيد القائد:المشروع القرآني أثبت فاعليته في تحصين من يتحرك على أساسه من الولاء لأمريكا ولإسرائيل
  • السيد القائد: الأمريكي لم يضعف قدراتنا .. ولينتظر البريطاني عواقب عدوانه
  • السيد القائد يحذر من مشروع مصعد البراق
  • حماس: تصريحات نتنياهو حول “الانتصار الحاسم” تغطية على فشل جيشه
  • “حماس” تشيد بمقاومة بيتا وتدعو للتصدي لاقتحامات العدو وجرائم المستوطنين
  • حماس” تشيد بمقاومة بيتا وتدعو للتصدي لاقتحامات العدو وجرائم المستوطنين
  • قبائل أفلح اليمن بحجة تعلن النفير والجهوزية لمواجهة العدو الأمريكي