أميركا وأوكرانيا تقتربان من اتفاق بشأن المعادن النادرة
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد أن كييف وواشنطن تقتربان من التوصل إلى اتفاق بشأن الوصول إلى الموارد الطبيعية في أوكرانيا مقابل المساعدة الأمنية، بينما توقع المبعوث الأميركي أن يتم توقيعه في غضون أسبوع.
وقال زيلينسكي في مؤتمر في كييف "نحرز تقدما"، مضيفا أن مسؤولين أوكرانيين وأميركيين بحثوا الاتفاق في وقت سابق الأحد.
من جانبه، أكد المبعوث الأميركي، ستيفن ويتكوف لشبكة (سي إن إن): "أتوقع أن يتم التوقيع على اتفاق هذا الأسبوع. شهدتم تردد الرئيس زيلينسكي في التزامه حيال ذلك قبل أسبوع. بعث الرئيس (الأميركي دونالد ترامب) برسالة له، ولن يتردد بعد الآن".
وأضاف أن زيلينسكي: "يدرك أننا بذلنا الكثير وأنه يتعين التوقيع على هذا الاتفاق".
وتأتي التطورات الأخيرة بعدما أعلنت السلطات الأوكرانية الأحد وجود موارد حيوية أوكرانية تقدر قيمتها بنحو 350 مليار دولار في المناطق التي سيطرت عليها روسيا.
وقاومت كييف دعوات ترامب لاستخدام موارد أوكرانيا كتعويض للولايات المتحدة عن المساعدات التي تسلمتها في عهد الرئيس جو بايدن، لكن أجزاء كبيرة من قاعدة موارد أوكرانيا تقع في منطقة دونباس الصناعية في شرق البلاد حيث سيطرت روسيا على أراض وما زالت تتقدّم.
إعلانوقالت يوليا سفيريدنكو نائبة رئيس الوزراء الأوكراني في مؤتمر صحفي في كييف: "لدينا معلومات تفيد للأسف، بأن ما قيمته نحو 350 مليار دولار من هذه الموارد الحيوية المفيدة موجودة في المنطقة المحتلة مؤقتا".
وأضافت أن بعض الإحصاءات عن هذه الرواسب "قديمة"، لكن التقديرات مبنية على عمليات مسح جيولوجي وبيانات من مصادر مفتوحة.
ضماناتيسعى زيلينسكي للحصول على ضمانات أمنية ملموسة من ترامب مقابل إفساح المجال لواشنطن للوصول إلى موارد حيوية مثل الليثيوم والتيتانيوم واليورانيوم والمعادن الأرضية النادرة التي تعد أساسية في إنتاج الإلكترونيات.
وعبّر ترامب ومساعدوه -في وقت سابق- عن امتعاضهم من عدم رغبة زيلينسكي في توقيع اتفاق في هذا الصدد.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في أوكرانيا قوله إن الرئيس الأوكراني "غير مستعد" للموافقة على المطالب الأميركية الحالية.
لكن رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، أندريه يرماك شدد الأحد على أن المفاوضات تمضي قدما بشكل "طبيعي".
وقال في مؤتمر صحفي في كييف إن "أحدا لم يرفض أي شيء. العملية الطبيعية جارية. ويمكن أن تستغرق يوما واحدا أو عدة أشهر".
تصريح ترامبوقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس السبت إن الولايات المتحدة اقتربت من التوصل إلى اتفاق مع كييف بشأن تقاسم الإيرادات من المعادن الأوكرانية ضمن الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وأضاف ترامب أمام تجمع للمحافظين في ناشيونال هاربور بولاية ماريلاند على مشارف واشنطن "أعتقد أننا قريبون للغاية من التوصل إلى اتفاق".
وتابع أن الولايات المتحدة تريد استعادة مليارات الدولارات التي قدمتها واشنطن لأوكرانيا في شكل مساعدات عسكرية خلال حربها ضد روسيا، وقال إن واشنطن تطلب معادن نادرة أو نفطا أو "أي شيء يمكننا الحصول عليه".
أوكرانيا أرض المعادن النادرة تحتل أوكرانيا مركز الصدارة دون منازع في القارة الأوروبية، إذ تضم أراضيها 22 معدنا نادرا من أصل 30 معدنا تستخدمها دول القارة، و50 معدنا تصنفها الولايات المتحدة على أنها ذات "أهمية بالغة"، بقيمة إجمالية تصل إلى نحو 15 تريليون دولار. عالميا، تحتل أوكرانيا المركز الرابع (إلى جانب الهند والبرازيل وفيتنام) في حجم احتياطيات المعادن النادرة، بعد الصين (68% من الاحتياطيات)، ثم أميركا (12%)، ثم أستراليا (5%). بحسب مجلة "فوربس أوكرانيا"، تمتلك البلاد نحو 10% من احتياطيات العالم (وأكبر احتياطيات أوروبا) من معدن الليثيوم المستخدم في إنتاج البطاريات، بحجم يقدر بنحو 500 ألف طن. تمتلك أوكرانيا نحو 90 طنا من الزركونيوم المستخدم في المحركات النفاثة. تعد أوكرانيا أيضا من بين أبرز 10 دول غنية بمعدن التيتانيوم، المستخدم في إنتاج الصواريخ والطائرات والسفن، بحجم يصل إلى 2.3 ألف طن. إعلانوبصورة عامة، تضم أراضي أوكرانيا 660 طنا من الفاناديوم، و90 طنا من الزركونيوم، و50 طنا من النيوبيوم، و50 طنا من الكادميوم، وأيضا 15 طنا من التنتالوم، و5 أطنان من الغاليوم، و1.8 طن من السيريوم، وكذلك تضم 1.5 طن من الإنديوم، وطنا من السيلينيوم، وطنا من البريليوم، و0.8 طن من الإيتريوم، فضلا عن نصف طن لكل من التيلوريوم والسكانديوم والغرمانيوم والهافنيوم على حدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قمة الويب طنا من
إقرأ أيضاً:
ترامب يشق طريقه نحو ثروات أوكرانيا الدفينة وبوتين يحتل بعضها.. نخبرك القصة كاملة
يبدو أن ما تحت الأرض في أوكرانيا بات أثمن من الذي فوقها، حيث باتت ثروات أوكرانيا من المعادن ومصادر الطاقة مقسمة بعد الحرب فهي إمام تحت "الاحتلال الروسي"، أو ضمن "الامتياز الأمريكي".
ووقعت كييف وواشنطن، الأربعاء، اتفاقا اقتصاديا واسعا يقضي بإنشاء صندوق استثماري لإعمار أوكرانيا التي تمزّقها الحرب ويمنح إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إمكانية الوصول إلى الموارد الطبيعية الأوكرانية.
وقالت وزيرة الاقتصاد الأوكرانية يوليا سفيريدينكو إثر توقيعها الاتفاق في واشنطن إنّه سيتيح تمويل "مشاريع لاستخراج معادن ونفط وغاز" في أوكرانيا.
ومع سيطرة روسيا على نحو خمس أراضي أوكرانيا، فقدت أوكرانيا الكثير من هذه الاحتياطيات، ووفقا لتقديرات مراكز الأبحاث الأوكرانية التي استشهدت بها "رويترز"، فإن ما يصل إلى 40 بالمئة من موارد أوكرانيا المعدنية تحت الاحتلال.
وتحتل القوات الروسية اثنين على الأقل من رواسب الليثيوم في أوكرانيا، أحدهما في دونيتسك والآخر في زابوريجيا.
ماذا تملك أوكرانيا؟
تقول رئيسة جمعية الجيولوجيين في أوكرانيا، هانا ليفينتسيفا، إن بلادها تحتوي على حوالي 5 بالمئة من الموارد المعدنية في العالم.
وبحسب بيانات رسمية، فإن أوكرانيا تمتلك رواسب من 22 من المعادن الـ34 الثمينة والنادرة، بما في ذلك اللانثانوم والسيريوم والنيوديميوم والإربيوم والإتريوم.
وقبل اندلاع الحرب مع روسيا، كانت أوكرانيا موردا رئيسيّا للتيتانيوم، حيث أنتجت حوالي 7 بالمئة من الإنتاج العالمي في عام 2019، وفقا لبحث أجرته المفوضية الأوروبية.
وأكدت أوكرانيا أنها تمتلك 500 ألف طن من احتياطيات الليثيوم، وخُمس الجرافيت في العالم، وهو مكون أساسي لمحطات الطاقة النووية.
لماذا يريدها ترامب؟
تعتبر "العناصر الأرضية النادرة" مهمة بسبب دورها في التقنيات الحديثة، وتصنيع النواقل الفائقة، وبطاريات السيارات الكهربائية، والإلكترونيات الضوئية لا سيما الليزر، والصناعات الدفاعية والطبية الدقيقة، إلى جانب المفاعلات النووية.
وعلمية استخراج العناصر الأرضية معقدة ومكلفة، بدءا من التعدين واستخراج هذه العناصر بشكلها الخام من الأرض، ومن ثم تكسيرها وطحنها إلى جزئيات دقيقة، ومن ثم فصلها عن باقي العناصر الأخرى واستخلاصها كيميائيا قبل تحويلها إلى معادن نقية.
ويريد ترامب منافسة الصين اقتصاديا، والمعادن النادرة حجر أساس في لعبة الاقتصاد الدولي.
وتحتفظ الصين بالصدارة في هذا المجال، حيث تمتلك أكبر احتياطيات من المعادن النادرة على مستوى العالم، تقدر بحوالي 44 مليون طن، وتُعد الصين واحدة من أكبر المنتجين والمصدرين لهذه المعادن، بما يسهم بشكل رئيسي في تلبية احتياجات الصناعات العالمية، هذه الاحتياطيات الكبيرة، بالإضافة إلى التفوق في القدرة على التكرير، جعلت الصين تُهيمن على السوق العالمي بشكل غير مسبوق.
روسيا تعرض خدماتها
وقبل توقيع الاتفاق بين واشنطن وكييف، أعلنت روسيا عن امتلاكها احتياطيات كبيرة من المعادن النادرة، أكبر من تلك التي تملكها أوكرانيا، وأنها منفتحة على الاستثمار فيها مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وبعض هذه المعادن النادرة، تقع في أراض أوكرانية بالأصل، ووصفها بوتين بأنها "أراضينا التاريخية الجديدة التي أعيدت إلى روسيا".
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن "روسيا هي واحدة من الدول الرائدة بلا منازع في احتياطيات هذه المعادن الأرضية النادرة".
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن موسكو لديها خططها الخاصة للتعاون مع واشنطن عندما تأتي "لحظة الإرادة السياسية".
وقالت وزارة الموارد الطبيعية الروسية، إن البلاد تمتلك احتياطيا لـ29 من العناصر المعدنية النادرة بحجم إجمالي يقدر بـ 658 مليون طن.
أبرز العناصر الأرضية النادرة والصناعات التي تدخل فيها:
السكانديوم (Sc)
سبائك الألمنيوم خفيفة الوزن لصناعة الطيران، ومصابيح الهاليد، ومصابيح بخار الزئبق، وعنصر تتبع مشع في مصافي النفط.
الإيتريوم (Y)
يستخدم في الإلكترونيات الضوئية لا سيما ليزر YAG، وفي شاشات التلفزيون، ومصابيح الإضاءة الفعالة، وشمعات الإشعال، وعلاجات السرطان، وعدسات الكاميرات والتلسكوبات.
اللانثانوم (La)
يدخل في الزجاج عالي معامل الانكسار، وتخزين الهيدروجين، وأقطاب البطاريات، وعدسات الكاميرات والتلسكوبات، ومحفزات التكسير في مصافي النفط.
السيريوم (Ce)
عامل مؤكسد كيميائي، ومسحوق تلميع، ويدخل في صناعة الطلاء المقاوم للماء لعنفات التوربينات.
البراسيوديميوم (Pr)
المغناطيسات النادرة، والليزر، ومادة أساسية في إضاءة القوس الكربوني، وتلوين الزجاج، ونظارات اللحام، ومضخمات الألياف البصرية.
النيوديميوم (Nd)
المغناطيسات النادرة، ومحركات السيارات الكهربائية.
البروميثيوم (Pm)
البطاريات النووية، والطلاء المضيء.
الساماريوم (Sm)
امتصاص النيوترونات، وقضبان التحكم في المفاعلات النووية.
اليوروبيوم (Eu)
يدخل في صناعة مصابيح بخار الزئبق، ومصابيح الفلورسنت، والتصوير بالرنين المغناطيسي.
الغادولينيوم (Gd)
يدخل في الزجاج عالي معامل الانكسار، ليزر، وأنابيب الأشعة السينية، وعامل تباين في التصوير بالرنين المغناطيسي، وسبائك الفولاذ والكروم، والتبريد المغناطيسي، والموصلات الفائقة.
التيربيوم (Tb)
يدخل في صناعة مصابيح فلورسنت، والسبائك المغناطيسية الانضغاطية، وأنظمة السونار البحرية، ومثبت لخلايا الوقود.
الديسبروسيوم (Dy)
يضاف إلى مغناطيس النيوديميوم، والليزر، والسبائك المغناطيسية الانضغاطية، والأقراص الصلبة.
الهولميوم (Ho)
يدخل في صناعة الليزر، ومعايرة الطول الموجي في المطياف البصري، والمغناطيسات.
الإربيوم (Er)
يدخل في صناعة ليزر الأشعة تحت الحمراء، وفولاذ الفاناديوم، وتقنية الألياف البصرية.
الثوليوم (Tm)
يدخل في صناعة أجهزة الأشعة السينية المحمولة، ومصابيح الهاليد المعدني.
الإتربيوم (Yb)
يدخل في صناعة ليزر الأشعة تحت الحمراء، وعامل اختزال كيميائي، وشعلات التمويه، والفولاذ المقاوم للصدأ، وأجهزة قياس الإجهاد، والطب النووي، ومراقبة الزلازل.
اللوتيتيوم (Lu)
يدخل في صناعة كاشفات التصوير المقطعي البوزيتروني (PET)، والزجاج عالي معامل الانكسار، والمواد المضيئة للفوسفور، ومصابيح LED.
التيتانيوم (Ti)
يدخل في صناعة الطيران والفضاء، والأطراف الصناعية، والطلاء المقاوم للتآكل، والمعدات الطبية، وهياكل السفن، ومحطات الطاقة، ومحركات الطائرات.
الليثيوم (Li)
يدخل في تصنيع بطاريات الليثيوم أيون، وتخزين الطاقة، وصناعة الزجاج والسيراميك، والأدوية، وصناعة الطيران.
الغرافيت (C)
يدخل في صناعة البطاريات، والأقطاب الكهربائية، وصناعة الفولاذ، ومواد التشحيم، والمحركات الكهربائية، والطلاءات المقاومة للحرارة.
اليورانيوم (U)
يدخل في صناعة الوقود النووي، وتوليد الطاقة الكهربائية، والأسلحة النووية، والدروع الواقية، والمحركات النووية في الغواصات والسفن.
البيريليوم (Be)
يدخل في صناعة الطيران، والأقمار الصناعية، والمفاعلات النووية، والأشعة السينية، وصناعة السبائك المعدنية، والإلكترونيات، وتقنيات الفضاء.