بيروت- في مشهد يفيض بالحزن والأسى، احتشد أكثر من مليون مشيع في شوارع بيروت، مودعين الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصر الله وخليفته هاشم صفي الدين، في واحدة من كبرى الجنازات التي شهدها لبنان تاريخيا.

وتوافدت الجموع الغفيرة من مختلف المناطق اللبنانية، ومن دول عربية وأوروبية، لتشارك في وداع استثنائي، جسّد حجم الفقدان، وألقى بظلاله الثقيلة على قلوب المشيعين.

الجماهير احتشدت منذ ساعات الفجر الأولى وسط أجواء من الحزن والحداد (الجزيرة) حضور استثنائي

وسط الزحام والدموع، تحدث القادمون من مختلف الدول عن حزنهم العميق، وهو ما انعكس في كلام باقر الجابري، القادم من العراق، قائلا "باستشهاد سيد المقاومة وسيد الجهاد، جئنا نحن المواكب العراقية، وخاصة موكب جمعية أنصار الإمام الخيرية، لنشارك إخوتنا اللبنانيين حزنهم، ولنكون في خدمة المعزين والمشيّعين".

أما آيات أيوب، الفلسطينية القادمة من بيروت، فتعبر عن امتنانها وحزنها في آنٍ واحد، وتقول "حضرنا اليوم لنؤكد وجودنا وولاءنا، ولنعلن أننا باقون على خطاه، ماضون في مسيرته، نحن ممتنون جدًا للشعب اللبناني، ولأهل الجنوب الذين لم يساوموا على الحق".

ومن اليمن، جاء جميل محمد أحمد، متحدثا بحرقة وغضب "جئنا لتشييع سيد الشهداء وسيد الأمة، ولولا الإجراءات المشددة لكان كل الشعب اليمني هنا، لقد كان هذا الرجل نصيرا للعرب والمسلمين، قدم كل شيء لنصرة الحق، ودعم أهل غزة ورفع راية الإسلام هناك".

إعلان

أما الطفلة زهراء، التي وقفت بعينيها الواسعتين وسط الحشد، فكان لكلماتها وقع خاص، إذ قالت بصوت بريء "عندما استشهد، شعرنا بحزن عميق، لقد فقدناه، لكنه الآن في الجنة، ومع ذلك نشعر أنه ما زال معنا على هذه الأرض".

مظاهر الحزن والفقد كانت واضحة على وجوه مئات آلاف المشاركين (الجزيرة) حشود مليونية

انطلقت المراسم من ملعب كميل شمعون الرياضي في بيروت، حيث احتشدت الجماهير منذ ساعات الفجر الأولى، ووسط أجواء من الحزن والحداد، رفعت الأعلام اللبنانية وأعلام حزب الله، بينما علت الهتافات التي عبرت عن حجم الخسارة.

شهدت المراسم حضورا رسميا واسعا، حيث مثل رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، في حين حضر وزير العمل محمد حيدر ممثلا لرئيس الحكومة القاضي نواف سلام، كما شاركت وفود رسمية وشعبية من أكثر من 70 دولة، أبرزها إيران، والعراق، واليمن، والكويت، والبحرين، وتونس.

واستُهلت المراسم بتلاوة آيات من القرآن الكريم، تلاها عزف النشيد الوطني اللبناني ونشيد حزب الله، قبل أن تُنقل الجثامين بين المشيعين لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة، ومع تصاعد مشاعر الحزن، شهدت الأجواء تطورا أمنيا لافتا، حيث حلق الطيران الإسرائيلي على علو منخفض فوق المنطقة.

الجنازة امتدت على مسافة 3 كيلومترات (الجزيرة) المقاومة مستمرة

في كلمته التي ألقاها خلال التشييع، أكد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم أن "المقاومة مستمرة كخيار إستراتيجي"، مشددا على أن الحزب باق على العهد رغم الخسائر الكبيرة، وأوضح قاسم أن "الموافقة على وقف إطلاق النار مع إسرائيل في هذه المرحلة تمثل نقطة قوة"، لكنه أكد في الوقت ذاته ضرورة تحمل الدولة اللبنانية مسؤولياتها.

وأضاف أن "إسرائيل لم تلتزم، وقد صبرنا، لكننا نواجه احتلالا وعدوانا، والقصف على الداخل اللبناني يعد اعتداء واضحا"، كما شدد على أن حزب الله لن يسمح للولايات المتحدة "بالتحكم بلبنان".

إعلان

وبعد انتهاء المراسم في المدينة الرياضية، حمل المشيعون نعش الأمين العام السابق حسن نصر الله، في مسيرة امتدت لنحو 3 كيلومترات، وصولا إلى موقع الدفن المستحدث خصيصا له بين الطريقين المؤديين إلى مطار رفيق الحريري الدولي، والذي من المتوقع أن يتحول إلى مزار اعتبارا من يوم غد الاثنين.

أما جثمان هاشم صفي الدين، فسيُنقل إلى مسقط رأسه في بلدة دير قانون النهر في جنوب لبنان، حيث سيُدفن يوم غد الاثنين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قمة الويب

إقرأ أيضاً:

رئيس دينية الشيوخ: حب الشعب المصري لآل البيت يتفق مع صحيح الدين

كتب - محمود مصطفى أبوطالب:

قال الدكتور يوسف عامر رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، النائب الأسبق لرئيس جامعة الأزهر، إن التكوين الثقافي والمعرفي للأديب نجيب محفوظ كان له بالغ الأثر في وصوله للعالمية، إضافة إلى دراسته في الفلسفة، وإدراكه للمذاهب الفلسفية واتجاهاتها المختلفة، وإطلاعه في علم النفس، وقراءته للآداب أثرا عميقا، وإدراكه للواقع، وتأثره بالبيئة المصرية التي عاشها.

وأضاف عامر خلال كلمته في الندوة التي عقدتها كلية الآداب بجامعة دمنهور، الخميس، عن الكاتب الكبير نجيب محفوظ، بالتعاون مع وزارة الثقافة، أن الأديب العالمي امتاز بتعبيره عن الهوية المصرية، وتصويره لها تصويرا دقيقا، يتجلى في وصف المواضع والأحياء الشعبية والمآذن والقباب، والحرف القديمة كمبيض النحاس وبائع العرقسوس...، ووصفه للأزياء والحلي والمصوغات، والأعراف والتقاليد.

ولفت رئيس لجنة الشؤون الدينية بمجلس الشيوخ، إلى أنه من جذور الهوية المصرية التي سجلها أدب نجيب محفوظ، الجانب الصوفي في وجدان الشعب المصري، الذي ظهر في محبة المصريين لآل البيت رضوان الله عليهم وتعلقهم الروحي بهم، وجسّد ذلك في أحد مشاهد "بين القصرين" والذي أوضح أن التبرك بآل البيت رضوان الله عليهم معناه معرفتهم بصلاحهم، وأن أضرحتهم مواطن للتبرك، وأن منزلتهم من الله تعالى عظيمة، ولذا تهفو القلوب إليهم، مشيرا إلى أن حب آل البيت رضي الله عنهم وأرضاهم الذي يتميز به الشعب المصري، متفق مع صحيح الدين، فها هو سيدنا أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه يقول: «ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته".

وأوضح عامر أن الهوية المصرية تجلت في الحفاظ عليها في اللغة التي استعملها نجيب محفوظ في رواياته، إنها اللغة العربية في صورة سليمة جميلة سلسة عذبة، ولم نشعر معها أنه يضيق بها، أو أنه يشعر أنها لا تلبي حاجاته، وقراء نجيب محفوظ لم يشتكوا وعورة ألفاظه ولا صعوبتها، لقد وصف بها وبالغ في وصفه كما شاء، دون صعوبات تحول بينه وبين الوصول للقراء.

ولفت إلى أن ذلك يدل على أن الأديب الكبير يرى أن اللغة العربية السليمة معطاءة قادرة على أن تعطي الأجيال ما يشاءون دون أي عوائق، ما يعد حفاظا جليا من على الهوية، فالحفاظ على اللغة العربية حفاظ على الهوية.

اقرأ أيضا:

ارتفاع الحرارة ورياح.. الأرصاد تعلن طقس الساعات المقبلة

مواعيد تسليم الجوازات.. تنبيه من "السياحة" بشأن الحج 2025

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

مجلس الشيوخ الدكتور يوسف عامر آل البيت

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة نقيب التمريض تلتقى مجدي يعقوب لبحث سبل دعم التمريض المصري أخبار سأظل صحفيًا.. البلشي: لن أدخل مجلس الشيوخ أخبار محمود مسلم معلقًا على مشاجرة قيادات سوهاج: "مشهد عبثي" أخبار بعد مسلسل منتهي الصلاحية.. تحرك برلماني بسبب المراهنات والألعاب الإلكترونية أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

رئيس "دينية الشيوخ": حب الشعب المصري لآل البيت يتفق مع صحيح الدين

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

خلال ساعات.. خبراء وبنوك يرجحون خفض المركزي للفائدة بهذه النسب حقيقة منع معتمرين من دخول مطار سفنكس الدولي.. بيان رسمي يكشف التفاصيل الذهب يتراجع عن مستواه القياسي خلال منتصف تعاملات اليوم 27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • أيمن أبو عمر: كل علم نافع طريق إلى الجنة.. وطلب العلم لا يُختصر في الدين فقط
  • خالد الجندي: كل كلام سيدنا النبي فى الدين مؤيد بالوحي
  • رئيس دينية الشيوخ: حب الشعب المصري لآل البيت يتفق مع صحيح الدين
  • طيران الإحتلال الإسرائيلي يحلّق فوق بيروت والضاحية الجنوبية
  • توتر دبلوماسي بين بيروت وبغداد.. ولبنان يتخذ القرار بتفكيك الجناح العسكري لـحماس
  • لا سلاح يُسلّم.. والمُحتلّ لا يؤتمن
  • وزير حرب الاحتلال: مصر هي التي اشترطت نزع سلاح حماس وغزة
  • تشييع جثمان النائب سعداوي راغب إلي مثواه الأخير بالإسكندرية
  • في عزاء حزين.. مصطفى بكري يودع صديقه النائب سعداوي راغب بمسقط رأسه بالعامرية
  • شارك في المنتدى العربي للتنمية المستدامة.. وفد سوري في بيروت