رفضٌ تلاه قبول: أوكرانيا تستأنف مفاوضاتها مع واشنطن بشأن المعادن النادرة
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
بدأ البرلمان الأوكراني التحضير الجاد لمفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن الوصول إلى المعادن الأرضية النادرة في أوكرانيا، بعد أن رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت سابق طلب واشنطن بالحصول على ثروة معدنية تقدر بحوالي 500 مليار دولار (477 مليار يورو).
وفي حديثه لقناة (NHK World) اليابانية، أعلن رئيس البرلمان الأوكراني، رسلان ستيفانتشوك، أن الفريق الحكومي المختص سيبدأ العمل على الاتفاق بدءاً من يوم الاثنين المقبل، مؤكداً أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يتضمن ضمانات أمنيةمن واشنطن.
وكان وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، قد عرض على الرئيس زيلينسكي في فبراير الماضي إمكانية حصول الولايات المتحدة على المعادن الأرضية النادرة في أوكرانيا، على أن تحصل واشنطن على 50% من إيرادات هذه الموارد الطبيعية، في إطار ما يعتبره المسؤولون الأمريكيون سداداً للدعم العسكري الذي قدمته واشنطن لأوكرانيا.
من جانبه، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الطرفين "قريبان جداً" من التوصل إلى اتفاق، مشيراً إلى أهميته.
في المقابل، رفض زيلينسكي التوقيع على الصفقة، مبرراً ذلك بعدم تقديم واشنطن الدعم الكافي أو ضمانات أمنية محددة.
وفي وقت سابق، ذكرت تقارير من شبكة بلومبرغ الإخبارية أن المفاوضات بين الجانبين لم تصل إلى اتفاق نهائي بعد، وأن هناك "قضايا إشكالية" تؤخر توقيع الاتفاق.
كما نقلت شبكة سكاي نيوز عن مصادر أوكرانية أن زيلينسكي غير مستعد لقبول النسخة الحالية من الاتفاق.
منذ بداية الحرب في 2022، قدمت الولايات المتحدة لأوكرانيا مساعدات عسكرية تقدر بحوالي 67 مليار دولار، ولكن زيلينسكي لا يزال يرى أن الدعم المالي لم يكن كافياً.
Relatedروبيو: لقاء بوتين وترامب مرهون بتقدم المحادثات حول أوكرانياأوروبا تخشى صفقة غير متوازنة في مفاوضات أوكرانيا.. هل يدفع ترامب القارة إلى حافة الهاوية؟ترامب: لن أفرض خطة غزة بالقوة ومشاركة زيلينسكي في المحادثات حول أوكرانيا لا تهمّواشنطن تطرح قرارًا "تاريخيًا" بشأن أوكرانيا في الأمم المتحدة الاثنينهل تواجه أوكرانيا خطر فقدان نظام ستارلينك؟في الوقت الذي تتصاعد فيه المفاوضات حول المعادن، ظهرت تقارير تشير إلى أنالولايات المتحدة قد تهدد بحرمان أوكرانيا من الوصول إلى نظام ستارلينكللأقمار الصناعية الذي تديره شركة سبيس إكس، والذي يستخدمه الجيش الأوكراني بشكل مكثف في التنسيق العسكري، مثل تنسيق الهجمات بالطائرات المسيرة.
وأفادت وكالة رويترز أن بعض المسؤولين الأمريكيين أبدوا استعدادهم لقطع الوصول إلى ستارلينك كجزء من الضغط على أوكرانيا. إلا أن إيلون ماسك، مالك شركة سبيس إكس، نفى هذه التقارير واصفاً إياها بـ"الكاذبة".
تعتبر المعادن الأرضية النادرة جزءاً أساسياً في العديد من الصناعات التكنولوجية، مثل الهواتف المحمولة، ومحركات الأقراص الصلبة، والسيارات الكهربائية.
ويُعتقد أن أوكرانيا تمتلك احتياطيات كبيرة من هذه المعادن، بما في ذلك التيتانيوم والليثيوم، وهما مكوّنان أساسيان لصناعات الطيران والسيارات والبطاريات.لكن قطاع التعدين تظل غير مستغلة إلى حد كبير بسبب الحرب الدائرة في البلاد والسياسات الحكومية التي تقيّد تطوير هذه الصناعة.
إضافة إلى ذلك، فإن ضعف البيانات الجيولوجية وصعوبة الوصول إلى بعض الموارد بسبب الغزو الروسي يعوقان استفادة البلاد من هذه الموارد.
وفي الوقت الحالي، تقدر بعض التقارير أن 40% من الموارد المعدنية في أوكرانيا لا يمكن الوصول إليها بسبب النزاع المستمر. ومع ذلك، تظل البلاد من أهم الدول التي تمتلك احتياطيات ضخمة من المعادن التي تزداد أهميتها في الاقتصاد العالمي.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات جديدة على روسيا وسط تحركات ترامب للتفاوض بشأن أوكرانيا فانس: الخطر الحقيقي الذي يواجه أوروبا يأتي من داخلها لا من روسيا ولا الصين السفير الأوكراني لدى ألمانيا: "روسيا تشن حربًا ضد الغرب، والكثيرون لا يرون ذلك" فولوديمير زيلينسكيدونالد ترامبسوق المعادنفلاديمير بوتينأوكرانياالحرب في أوكرانياالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل ألمانيا أوكرانيا حسن نصر الله أولاف شولتس إسرائيل ألمانيا أوكرانيا حسن نصر الله أولاف شولتس فولوديمير زيلينسكي دونالد ترامب سوق المعادن فلاديمير بوتين أوكرانيا الحرب في أوكرانيا إسرائيل ألمانيا أوكرانيا حزب الله حسن نصر الله أولاف شولتس دونالد ترامب حركة حماس نيويورك إيران روسيا المعادن الأرضیة النادرة فی أوکرانیا الوصول إلى
إقرأ أيضاً:
تحوّل في الموقف الأوكراني.. زيلينسكي: مستعد للتخلي عن منصبي من أجل السلام في أوكرانيا
في تصريح مفاجئ، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده للتخلي عن منصبه إذا كان ذلك سيساهم في تحقيق السلام في أوكرانيا، مشددًا على أن بلاده يجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ من أي مفاوضات دولية لحل النزاع المستمر مع روسيا.
وقال زيلينسكي، خلال مؤتمر صحفي في كييف، إن "أي حل سلمي يجب أن يضمن سيادة أوكرانيا ووحدتها الترابية، وإذا كان استقالتي ستؤدي إلى إنهاء الحرب، فأنا مستعد للنظر في ذلك". وأضاف أن أوكرانيا جزء من أوروبا، ولا يمكن استبعادها من أي مفاوضات دولية تتعلق بمستقبلها"، في إشارة إلى المبادرات الدبلوماسية التي يتم تداولها مؤخرًا.
تُعد هذه التصريحات تحولًا ملحوظًا في موقف زيلينسكي، الذي لطالما أكد رفضه التفاوض مع موسكو دون انسحاب القوات الروسية بالكامل من الأراضي الأوكرانية، وخاصةً من المناطق التي أعلنت روسيا ضمها، مثل دونيتسك ولوغانسك وزابوروجيا وخيرسون.
لكن الضغوط العسكرية المستمرة، إلى جانب التحديات الاقتصادية والدعم الدولي المتذبذب، قد تكون دفعت زيلينسكي إلى إعادة النظر في استراتيجيته، خاصة مع تنامي الدعوات الأوروبية لإيجاد حل دبلوماسي للأزمة.
لم يصدر رد رسمي حتى الآن من موسكو، لكن وسائل إعلام روسية وصفت تصريحات زيلينسكي بأنها "مناورة سياسية" تهدف إلى تحسين موقف كييف في المفاوضات المحتملة. وكانت روسيا قد أكدت مرارًا أنها لن تقبل بأي اتفاق لا يعترف بضم المناطق الأربع التي أعلنتها جزءًا من أراضيها.
على المستوى الدولي، تباينت ردود الفعل: الاتحاد الأوروبي رحّب بتصريحات زيلينسكي، معتبرًا أنها قد تفتح الباب أمام حل تفاوضي، لكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة احترام السيادة الأوكرانية، والولايات المتحدة التزمت الحذر، حيث صرّح مسؤول في البيت الأبيض بأن واشنطن "تدعم أي مسار يحقق السلام العادل، لكن يجب أن يكون وفق شروط أوكرانيا وليس بإملاءات خارجية"، والصين، التي دعت مرارًا إلى حل تفاوضي، أشادت بتصريحات زيلينسكي، معتبرةً أنها "خطوة إيجابية نحو إنهاء الصراع".
يرى المحللون أن خيار التفاوض قد يصبح أكثر واقعية في ظل استمرار الحرب دون تحقيق نصر حاسم لأي طرف، إلا أن مسألة التخلي عن المنصب تظل موضع شك، حيث لا توجد ضمانات بأن ذلك سيؤدي فعلًا إلى إنهاء النزاع.
كما أن مستقبل أوكرانيا في المفاوضات قد يعتمد بشكل كبير على مدى دعم الحلفاء الغربيين، وما إذا كانت هناك ضغوط دولية على كييف وموسكو للجلوس إلى طاولة التفاوض.
تصريحات زيلينسكي تعكس مرحلة حساسة في الحرب الأوكرانية، حيث بدأ النقاش يتجه نحو إمكانية الحلول الدبلوماسية بعد أكثر من عامين من الصراع. ومع ذلك، لا يزال المشهد ضبابيًا، ويبقى السؤال: هل سيتحقق السلام فعلًا عبر المفاوضات، أم أن الحرب ستستمر رغم التلميحات السياسية؟