يمانيون:
2025-03-29@21:48:42 GMT

وداعًا سيد المقاومة.. لكنك باقٍ فينا للأبد

تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT

وداعًا سيد المقاومة.. لكنك باقٍ فينا للأبد

عبد الغني حجي

يا لدموع الأحرار كيف انهمرت كالسيل الجارف، ويا لقلوب المظلومين كيف اعتصرها الحزن حتى كاد أن يخنقها! إن رحيلك يا سيد المقاومة وجعٌ لا تطيقه الأرواح الحرة، فقد كنت للأُمَّـة شعلة مضيئة في لياليها الحالكة، وكنت للعدو كابوس يقضّ مضجعه، لا ينقشع ولا يزول.

أي حر يبكيك، أي مظلوم يشعر أن الأرض قد ضاقت عليه بفقدك، لقد كنت أكثر من قائد، كنت الأمل حين يخيّم اليأس، والصوت الذي لا يهادن، والقلب الذي لا يعرف الخضوع، علمتنا كيف يكون الشرف طريقًا لا يحيد، وكيف يكون الإباء موقفًا لا يُساوَم عليه، وكيف تكون العزة نهجًا لا ينكسر.

نم قرير العين، فقد أرهبت “إسرائيل” وأثخنتها جراحًا لا تندمل، كنت السيف المسلول على رقابهم، الرعد الذي يرعد في سمائهم، والهزة التي تزلزل كيانهم، لم ينعموا يومًا بحياة مستقرة، لا في سلم ولا في حرب، فقد كنت معركتهم المُستمرّة، لم تصالحهم يومًا، ولم ترضَ بالدنيّة، بل كنت عنوانًا للشموخ الذي لا يُطاول، والصخرة التي تتحطم عليها أحلامهم الاستعمارية، كم مرت عليهم السنوات وأنت في الميدان، تكتب تاريخًا جديدًا للأُمَّـة، ترسم بدمك وعرقك خريطة العزة، وتجعلهم يتجرّعون الخوف صباحًا ومساءً.

كنت الصوت الذي دوّى في وجوه الظالمين، والخطيب الذي زلزل بخطاباته قلاعهم، والمنبّه الذي أيقظهم من حلمهم بأنهم سادة هذه الأرض.

لقد مرغت أنوف الصهاينة في التراب، وسقيتهم كأس الذل وهم في صَغار، بينما أنت بقيت شامخًا عزيزًا، لم ينحنِ رأسك إلا لله.

أتدري يا سيدي؟ أنك من حفظ للأُمَّـة كرامتها، وأعدت إليها كبرياءها الضائع، وجعلت فلسطين تعود إلى موقعها في قلوب الأحرار، وأجبرت العدوّ على أن يعترف بك، أن يخشاك، أن يحسب لك ألف حساب، حتى بعدما رحلت، لم يهنأ بموتك، ولم يشعر بالنصر؛ لأَنَّه أدرك أن نهجك لم يمت، وأنك زرعت في قلوبنا روحك، فأصبح كُـلّ واحد منا نصر الله يحمل ذات القيم والمبادئ، ولا يساوم.

نعم، نعلم أنك في العليين، في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر، ونعلم أنك فزت فوزًا عظيمًا، لكننا لا نستطيع أن نراك إلا بيننا، معلمًا، ملهمًا، قائدًا، كيف لنا أن نقبل أن يغيب وجهك الذي كان لنا أماناً، وصوتك الذي كان لنا وعدًا بالنصر؟ كيف نستوعب أن ذلك الصوت الذي دوّى في الأرض رعدًا قد هدأ، وذلك الجسد الذي وقف سدًّا منيعًا قد غاب؟

لن ينسى اليمن سيد المقاومة، لن ينساه أحرار العالم، لن ينساه كُـلّ قلب خفق حبًا لفلسطين، كُـلّ روح تاقت للحرية، سيبقى ذكرك مشعلًا منيرًا في دروب الثائرين، وجرحًا غائرًا في صدور الطغاة، وستبقى روحك حيّةً في قلوب من عرفوا معنى الكرامة.

وداعًا يا سيد المقاومة.. لكنك باقٍ فينا، للأبد.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: سید المقاومة

إقرأ أيضاً:

عادل عبد الرحيم يكتب.. أحكي لكم عن طفولتنا "السعيدة" في وداع رمضان واستقبال العيد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق ** حلابسة وبالوظة وكازوزة وحرب أطاليا.. ياللا انشالله ما حد حوش

 

أعترف لكم أعزائي القراء، المعدودين على أصابع اليد الواحدة، بأنني لست من هواة البكاء على اللبن المسكوب ولا الحزن على ما فات حتى ولو كانت أيام وساعات العمر المعدودات.. لكن الشهادة لله لازم برضه أقر وأعترف بأن جيل "اليومين دول" في منتهى الحرمان من الفرحة والسعادة اللي كنا بنشعر بيها في المناسبات والأعياد وذلك رغم بساطة الامكانيات وندرة الأموال .. لكننا نحن جيل السبعينيات على سبيل المثال كنا نحاول اختلاس لحظات فرحة أو متعة بأي شيء وكل شيء .

فالأجيال الحالية، ومهما كان سعر الموبايلات التي يحملونها والتي ربما تصل للأيفونات مئوية الآلاف، لكنها وبكل أسف تعاني حرماناً خطيراً من الشعور بالسعادة.. ولن أتفلسف واستخدم عبارات تم استهلاكها من باب الانعزالية والتوحد اللتان تصيبان كل من يفرط في استخدام هذه التقنيات الحديثة، ولكنني سأكتفي بضرب مثال واحد.

كنا نقضي ساعات الصوم ما بين ذهاب للمدرسة ثم العودة لشراء مستلزمات المنزل التي تطلبها الأم أو يأمر بها الأب، ثم نأخذ قسطاً من الراحة لنستيقظ بعد وقت قصير على صوت الشيخ محمد متولي الشعرواي وهو يفسر القرآن العظيم بطريقته السهلة الممتنعة، ثم نستمع إلى صوت من الأصوات الملائكية لقراء القرآن الكريم بداية من الشيخ محمد رفعت أو صديق المنشاوي أو الطبلاوي أو حتى عبد الباسط عبد الصمد ثم ابتهالات "مولاي" للشيخ سيد النقسبندي التي ما أن تسمعها حتى يقشعر جسدك وتدمع عيناك أوتوماتيكياً.

وبعد الإفطار وعلى خلفية هذه الوجبة الإيمانية الرائعة.. نستمتع بمشاهدة فوازير نيللي، وبعدها بأعوام الفنانة شيريهان، ثم نلتف جميع أفراد الأسرة حول التليفزيون لمشاهدة المسلسل العربي وغالبا ما يكون إما كوميدي (صيام صيام) أو تاريخي (الفرسان) أو اجتماعي (ليالي الحلمية ـ أرابيسك).

وإذا قررنا الاستمتاع بـ"فسحة على ما قسم" فالوصفة سهلة، الوصفة هايلة.. فما عليك إلا أن تختار ما يحبه قلبك، وعلى طريقة "شبيك لبيك تطلب إيه" ستجد كل متع الطفولة الجميلة متاحة أمامك، فما عليك إلا أن تتحدى الكل والرغبة في النوم بعد الفطار ثم تنزل الشارع لتجد كل ما يسر الناظرين، حلابسة (حمص الشام فيما بعد) بالوظة (مهلبية) كازوزة (حاجة ساقعة أقصد).. أما لو حبينا نتشاقى ونعمل فيها عيال خطرة كنا نروح نشتري "حرب أطاليا" وهي عبارة عن كبسولات صغيرة جداً تحتوي على مادة متفجرة مثل البارود .

ونكمل ملحمة "الترويش" أو قل "الروشنة" ليلة الوقفة حيث نسهر طوال الليل حتى يحين موعد صلاة العيد فنذهب للمسجد ونبتهل بجوار الإمام ونحشر ألسنتنا في الميكروفون ونحن نردد "الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله".. بعدها نتفرغ لجمع العيديات من الأهل والأقارب ونشوف لنا فسحة لجنينة الحيوان ولا سينما علي بابا.

أما أطفال وشباب اليومين دول يا عيني عليهم لا بيحسوا ببهجة ولا لذة ولا متعة، إلا فيما ندر بطبيعة الحال، فالانكفاء على "الملعون"، عفواً المحمول أقصد، ينسج لهم عالماً من الخيال يسحبهم من الواقع فلا يكادون يرفعون وجوههم من المشاهدة فيه وكأنهم يبحثون عن حل لغز خطير أو ربما يفتشون عن كنز ثمين.

وبعد التعب والإرهاق من "البحلقة" في هذا الجهاز الساحر لا يملك الشباب والأطفال إلا استسلام الجسد لأقرب سرير أو حتى كرسي للحصول على استراحة بعد طول معاناة، وما أن يستفيقوا حتى تكون فاتتهم جميع هذه اللحظات الجميلة التي لا نملك الآن إلا سردها على من يمكنه السماع إلينا، أو الترحم عليها بعد التأكد من أنها أيام ولت ولن تعود.

على أية حال كل سنة وانتو وإحنا طيبين وبالعيد فرحانين وعن اللي ما يتسمى المحمول مستغنيين.. عيد فطر سعيد عليكم يارب.

 

مقالات مشابهة

  • دعاء وداع شهر رمضان .. تعرفوا عليه
  • دعاء وداع رمضان .. كلمات تغفر كل ذنوبك وتجبر بخاطرك قبل العيد
  • عادل عبد الرحيم يكتب.. أحكي لكم عن طفولتنا "السعيدة" في وداع رمضان واستقبال العيد
  • دعاء وداع رمضان.. ردد هذه الأدعية قبل الإفطار اليوم
  • اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.. دعاء وداع شهر رمضان 2025
  • دعاء آخر رمضان .. ردد أدعية وداع شهر الصيام تجعلك من الفائزين بخيري الدنيا والآخرة
  • كلمـات فـي وداع شهـر التوبـة والغفـران
  • الإجرام الذي لن ينتهي بشهادة الأعداء
  • زلزال دستوري.. الكنيست يقر قانوناً يغير وجه القضاء الإسرائيلي للأبد
  • كلام جميل عن وداع رمضان