خرج الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب" مؤخرا كى يطرح ما أطلق عليه "مبادرة ترامب"، والتى قال فيها: (إن الفلسطينيين لن يكون لهم حق العودة إلى "قطاع غزة" بموجب الخطة التي وضعها، والتى تقضى باستيلاء الولايات المتحدة الأمريكية على القطاع الفلسطيني وترحيل الفلسطينيين منه). وفي معرض التعليق على ذلك قال " ترامب": (إنه ملتزم بشراء غزة وامتلاكها والتأكد من أن حماس لن تعود إليها).
أما رئيس وزراء إسرائيل "بنيامين نتنياهو" فقد أشاد بمقترح ترامب للسيطرة على قطاع غزة وترحيل سكانه، واصفا إياه (بأنه نهج ثوري إبداعي).. !! وأردف نتنياهو قائلا: (إنه اتفق والرئيس " ترامب" على أهداف الحرب التى حددتها إسرائيل فى بداية حربها ضد حركة حماس والتي استمرت خمسة عشر شهرا، ومنها ضمان ألا تشكل غزة تهديدا لإسرائيل)، وأوضح "نتنياهو": (كيف أن "دونالد ترامب" جاء برؤية مختلفة تماما وأفضل كثيرا بالنسبة لإسرائيل، وأن مقترحه بشأن مستقبل غزة تناقشه إسرائيل فى الوقت الحالى. مؤكدا أن الرئيس "ترامب" فى غاية التصميم على تنفيذه، وأعتقد أنه يفتح العديد من الاحتمالات بالنسبة لنا).
وبعيدا عن إشادة " نتنياهو" بالمبادرة التى جاء بها "ترامب" بشأن غزة، فإنها تعد على أرض الواقع المبادرة الأكثر غباء وخطورة من قبل رئيس أمريكى حيال الشرق الأوسط. والتساؤل الذي يمكن طرحه هنا هو: ما هو الجانب الأكثر وعيا فى هذه المبادرة؟ وماذا عن سرعة موافقة مساعديه وأعضاء حكومته على الفكرة؟ لقد ظهر أعضاء الحكومة كدمى يتم تحريكها من رأسها. كما أن القضية على أرض الواقع ليست مجرد مسألة تتعلق بالشرق الأوسط فقط، بل إنها نموذج مصغر لما يحدث داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
الجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب" فى ولايته الأولى كان محاطا بأشخاص يقيدون أسوأ أفعاله، بينما يحاط اليوم بأشخاص يعيشون فى خوف من غضبه فيما إذا خرجوا عن الخط وبادروا بانتقاده. ويبقى بعد ذلك تقييم خطة "ترامب"، فهناك من يرى أنها قد تنجح كقصة فى أفلام السينما، لكنها لن تتحقق على أرض الواقع لأن قبول مصر والأردن أو أى دولة عربية أخرى للعرض الذي قدمه "ترامب" والمتمثل فى قبول الفلسطينيين على أرض الدولة التى لا تمانع فى ذلك مثل الأردن، فإن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى زعزعة التوازن الديمغرافي للأردن، ويهدد استقرار مصر وإسرائيل.
هناك توقعات بأن المسلمين فى أوروبا وآسيا والشرق الأوسط قد يخرجون فى تظاهرات واسعة رفضا لإجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم. بل وقد تكون خطة "ترامب" أكبر هدية تقدمها الولايات المتحدة لإيران لتمكينها من العودة إلى الساحة السياسية في الشرق الأوسط. لا سيما وأن دعم هذه المقترحات قد تثير استياء الأنظمة السنية الموالية للولايات المتحدة الأمريكية، كما أن إيران عندئذ ستكون فى وضع يمكنها من تعزيز نفوذها في المنطقة على حساب الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: على أرض
إقرأ أيضاً:
أعضاء بالحزب الديمقراطي يطالبون ترامب بوقف الهجمات في اليمن
طالبت مجموعة من أعضاء الحزب الديمقراطي في مجلس النواب الإدارة الأميركية بوقف هجماتها "غير المصرّح" بها على الحوثيين في اليمن، وتقديم مبرر قانوني للضربات الأخيرة التي استهدفت صنعاء وعدة مدن يمنية.
ودعا أكثر من 30 نائبًا ديمقراطيًا في رسالة وُجهت إلى البيت الأبيض، إلى الالتزام بالدستور الأميركي، مؤكدين أن أي استخدام للقوة العسكرية يجب أن يسبقه تفويض صريح من الكونغرس، سواء بإعلان حرب أو بصيغة قانونية موازية، وفقا لموقع ذا إنترسبت.
وقال النواب في رسالتهم: "رغم أننا نتشارك القلق بشأن أمن الملاحة في البحر الأحمر، إلا إننا نطالب إدارتكم بوقفٍ فوري لاستخدام القوة العسكرية دون تفويض، وبالسعي للحصول على تفويض قانوني محدد من الكونغرس قبل الزج بالولايات المتحدة في نزاع غير دستوري في الشرق الأوسط، لما في ذلك من خطر على أرواح العسكريين الأميركيين وتصعيد قد يفضي إلى حرب تهدف إلى تغيير الأنظمة".
وأضافوا: "يجب أن تتاح الفرصة للكونغرس لخوض نقاش معمّق بشأن مبررات استخدام القوة الهجومية، والتصويت على أساسها، قبل تعريض الجنود الأميركيين للخطر وإنفاق المزيد من أموال دافعي الضرائب على حرب جديدة في الشرق الأوسط. فلا يملك أي رئيس الصلاحية الدستورية لتجاوز الكونغرس في قضايا تتعلق بإعلان الحرب".