أثار إعلان إشهار حزب الجبهة الوطنية الجديد كثيرًا من الرواج والزخم فى الحياة السياسية الراكدة منذ حين، أو لدى من يهتمون بهذا الشأن ليس كونه رقما جديدا يضاف إلى معادلة الأحزاب المصرية التى تفوق الـ (١٠٠) حزب، ولكن لأنه بكل واقعية يبدو كما لو كان مختلفًا بعض الشيء عن كثير من السابقين، أو ربما ولد عملاقًا ليكون شريكا أساسيا فى كل ما هو قادم على المستوى السياسي والنيابي فى مصر.
الأسماء في قائمة المؤسسين تقول ذلك، فكل هؤلاء المشاهير من وزراء سابقين ونواب وسياسيين ورجال أعمال ونخب فى كل المجالات يبدو أنهم قد قرروا أن ينزلوا إلى الساحة من أجل التواجد بقوة وبشكل مختلف خاصة ونحن نستقبل قريبا موسما انتخابيا رفيع المستوى مع نهايات العام الحالي.
كنا ننتقد كثرة العدد وقلة الأثر وضعف الأوزان لدى كثير من الأحزاب التى تم تأسيسها بعد ثورة يناير ٢٠١١ حتى انحصر المشهد فى حزبين أو ثلاثه، ولكن ظهور حزب الجبهة بهذا الزخم الواضح ربما يكون دافعا لظهور مزيد من الأحزاب القوية القادرة ماديًا وفكريًا على التغلغل في كل أرجاء البلاد والوصول إلى قواعد الجماهير المنعزلة نسبيًا عن العمل الحزبي والحياة السياسية منذ حين.
لتكن بداية لتصحيح الشكل الحزبي في عدد معقول من الأحزاب القوية التي تسعى لبلوغ السلطة وتحقيق الأغلبية الكفيلة بتنفيذ برامجها ومصالح أعضائها فهذه هى قواعد العمل الحزبي في العالم كله. ليست الأحزاب جمعيات خيرية، ولا منتديات للتسلية وإضاعة الوقت، وإنما هى الركن الركين في الحياة السياسية، والتى هى بدورها جزء أصيل من حياة البشر في أي مجتمع، فالسياسة هي الحياة.
كل الأمنيات الطيبة للحزب الجديد وقياداته، ولكن يظل الرهان مُعلقا على حسن اختيار قيادات وكوادر الحزب بالمحافظات وتقديم أهل الفكر والخبرة ومن يقدرون على مخاطبة الجماهير وإقناعهم ببرنامج الحزب وأهدافه حتي نتحول إلى نمط حزبي يتسق مع ما جاء في كتب السياسة وما يعرفه الناس في كل دول العالم المتقدم، فنحن من أقدم البلدان في ممارسة الحياة الحزبية والنيابية عبر التاريخ.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
التساقطات المطرية تعيد الحياة لشجرة الأركان بالصويرة
زنقة 20 ا محمد المفرك
أحيت التساقطات المطرية الهامة التي شهدها إقليم الصويرة، مؤخرا، الأمل في نفوس الفلاحين ومربي الماشية، الذين يترقبون موسما فلاحيا جيدا، بعد فترة طويلة من الجفاف والتراجع الملحوظ في الموارد المائية.
وأنعشت هذه الأمطار، التي ينتظرها الجميع بفارغ الصبر، الأراضي الفلاحية، وكذا المراعي، مع إضفاء نفس جديد على السلاسل الفلاحية الأساسية بالإقليم، لاسيما شجر الأركان والزيتون وزراعة الخضروات خاصة الربيعية.
وفي قلب سهول شياضمة، استعادت حقول زراعات الخضروات ألوانها شيئا فشيئا، وتقوت المغروسات الفتية، التي تأثرت بسبب نقص الماء، بفضل هبة السماء الثمينة.
وبالنسبة للفلاحين المحليين الذين يتابعون بارتياح أولى علامات انتعاش الغطاء النباتي، تبشر هذه التساقطات بإنتاج أكثر وفرة وجودة أفضل، مع ضمان تموين أكثر استقرارا للأسواق المحلية في القادم من الأشهر.
والواقع أن فترة الراحة هذه في الري، لا تمثل تخفيفا لوجستيا فحسب، بل تشكل أيضا اقتصادا ثمينا للفلاحين. ويعم هذا الرأي جميع أرجاء الإقليم، إذ مكنت الأمطار الغزيرة الفلاحين من تعليق أنظمة الري مؤقتا، مما أدى إلى تقليل الضغط على موارد المياه وتخفيف تكاليف التشغيل.
من جهة أخرى، بات نفس الحماس ملموسا على مستوى حقول أشجار الزيتون والأركان، حيث يبدو أن الإزهار، الذي كان غير مؤكد بسبب عجز المياه، يسير الآن وفق المسار الصحيح، مما يبشر بموسم واعد لهذه الزراعات الهامة في الإقليم.