جوهانسبورغ-سانا

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد روسيا للعودة إلى صفقة تصدير لحبوب عبر البحر الأسود في حال تم الوفاء الحقيقي بالالتزامات تجاه الجانب الروسي.

وقال بوتين في كلمة اليوم عبر الفيديو خلال جلسة انطلاق أعمال قمة (بريكس 2023): “لم يتم احترام شروط صفقة الحبوب ولم يتم تنفيذ أياً من بنودها فيما يتعلق برفع العقوبات عن صادرات الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية، أي ببساطة تم تجاهل الالتزامات تجاه روسيا في هذا الصدد حتى أنهم منعونا من نقل الأسمدة المعدنية المحتجزة في الموانئ الأوروبية مجاناً، رغم أنه كان عملاً إنسانياً بحتاً لكن روسيا لا تخضع لأي عقوبات من حيث المبدأ، وبناء عليه فقد رفضت روسيا تمديد صفقة الحبوب لكنها مستعدة للعودة إليها إذا أزيلت العقبات أمامها وتم الوفاء بشكل واقعي وحقيقي بجميع الالتزامات تجاه الجانب الروسي”.

وشدد بوتين على أن روسيا قادرة على تعويض صادرات الحبوب الأوكرانية في ظل الإنتاج الجيد هذا العام وهي مستعدة لتوزيع الأسمدة الروسية المحتجزة في الموانئ الغربية مجاناً وستبقى مورداً موثوقاً للغذاء لأفريقيا رغم العقوبات، مشيراً إلى أن 70 بالمئة من صادرات أوكرانيا ذهبت نحو الدول الغنية ولم تستفد منها الدول الفقيرة.

وتعتبر صفقة الحبوب جزءاً لا يتجزأ من مجموعة اتفاقيات تنص على رفع الحظر عن الصادرات الروسية من المواد الغذائية والأسمدة، وإعادة ربط البنك الزراعي الروسي بنظام المصارف سويفت، واستئناف توريد الآلات الزراعية وقطع الغيار والخدمات، وترميم خط أنابيب الأمونيا تولياتي أوديسا، وعدد من الإجراءات الأخرى، وكذلك السماح لأوكرانيا بتصدير حبوبها وموادها الزراعية عبر البحر الأسود.

من جهة أخرى أكد بوتين أن القدرة الشرائية في دول (بريكس) تتجاوز نظيرتها في مجموعة السبع وأن التخلص من الدولار خلال التسويات بين هذه الدول عملية لا رجعة فيها، مبيناً أن صادرات (بريكس) بلغت 20 بالمئة من الاستثمارات العالمية خلال العقد الفائت.

وأشار بوتين إلى أن (بريكس) تعمل على تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء لتسريع النمو الاقتصادي وإعادة توجيه تدفقات النقل والخدمات اللوجستية إلى شركاء أجانب موثوقين بما في ذلك دول (بريكس)، كما أنها لاترى وجود لأي تحديات أمامها كتقلبات أسعار الطاقة والتصرفات غير المسؤولة من عدة دول.

ونوه بوتين بأهمية التعاون متعدد الأطراف بين دول (بريكس) إذ إنه لايكتفي بالمساهمة بالتنمية المستدامة لبلادنا؛ بل يساهم بتعافي الاقتصاد العالمي ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة في العالم أجمع، علماً أن روسيا تمد الطرقات باتجاه شركائها بهذه الدول، مؤكداً أن (بريكس) تعمل على تعافي اقتصادات أعضائها من جائحة كورونا.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

ترامب يستثني روسيا من الرسوم الجمركية .. مفاوضات سرية تسبق العقوبات | تفاصيل

في خطوة لافتة، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 10% على الواردات من عدة دول، مع فرض معدلات أعلى على بعض الشركاء التجاريين الرئيسيين. ومع ذلك، تم استثناء روسيا من هذه الرسوم، وهو ما أثار تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا القرار.​

ووفقًا لتصريحات كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، فإن روسيا لم تُدرج في قائمة الدول الخاضعة للرسوم الجديدة بسبب العقوبات الحالية التي فرضتها الولايات المتحدة عليها، والتي أدت إلى تقليص كبير في حجم التجارة بين البلدين. 

في مواجهة ترامب.. الصين ترفع صوتها دفاعاً عن العدالة التجارية والنظام العالميرسوم ترامب الجمركية تدفع البورصة السعودية لأكبر تراجع لها منذ 5 سنوات

وأشارت ليفيت إلى أن التجارة بين الولايات المتحدة وروسيا تراجعت من 35 مليار دولار في عام 2021 إلى 3.5 مليار دولار في العام الماضي، مما يجعل فرض رسوم إضافية أقل تأثيرًا. ​

من جانبه، أوضح كيفن هاسيت، مدير المجلس الاقتصادي الوطني بالبيت الأبيض، أن الإدارة الأمريكية تسعى للحفاظ على الأرواح وإنهاء الصراع في أوكرانيا، وأن إثارة مسألة التعريفات الجمركية أثناء محاولة تحقيق السلام قد تكون لها نتائج عكسية. وأكد هاسيت أن هذا الاستثناء لا يعني أن التعامل مع روسيا سيكون مختلفًا تمامًا عن الدول الأخرى، بل يأتي في سياق الجهود الدبلوماسية الجارية.​

في سياق متصل، أشار تقرير لصحيفة "ذا غارديان" إلى أن كيريل دميتريف، المسؤول الروسي المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين، شارك في جهود دبلوماسية مع إدارة ترامب بخصوص النزاع في أوكرانيا. ورغم الإعلان عن وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية، استمرت الهجمات، مما يشير إلى تعقيدات في تحقيق تقدم دبلوماسي حقيقي. ​
The Guardian

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس ترامب كان قد وقع في 2 أبريل أمرًا تنفيذيًا بفرض رسوم متبادلة على الواردات من الدول الأخرى، بهدف تحقيق التوازن في الميزان التجاري الأمريكي. ورغم فرض هذه الرسوم، تم استثناء روسيا وبعض الدول الأخرى مثل كوبا وبيلاروسيا وكوريا الشمالية، نظرًا للعقوبات الحالية التي تحد من التجارة مع هذه الدول. ​
New York Post

هذا الاستثناء يعكس تعقيدات السياسة التجارية والدبلوماسية الأمريكية، حيث تسعى الإدارة إلى تحقيق توازن بين فرض عقوبات اقتصادية والتفاوض لحل النزاعات الدولية.​

مقالات مشابهة

  • الكرملين: روسيا مستعدة للمساعدة في حل التوترات النووية بين إيران وأمريكا
  • (22.1)مليون دولار قيمة استيرادات العراق من الحبوب التركية خلال شهر شباط الماضي
  • ترامب يستثني روسيا من الرسوم الجمركية .. مفاوضات سرية تسبق العقوبات | تفاصيل
  • لهذا السبب لم يتمّ إدراج روسيا في رسوم ترامب الجمركية
  • واشنطن بوست: ترامب يبدأ في إدراك حقيقة نيات بوتين
  • موسكو تدعم قوة مشتركة بالساحل الأفريقي.. هل تُجهز على ما تبقى من الـG5؟
  • تجارية سوهاج: الرسوم الجمركية على الملابس فرصة لتعزيز صادرات مصر إلى السوق الأمريكي
  • موسكو تدعم قوة مشتركة بالساحل الأفريقي.. هل تُجهز على ما تبقى من G5؟
  • رئيس سابق للاستخبارات البريطانية: بوتين يهدد أوروبا ولندن بحاجة للاستعداد للحرب
  • موسكو تواصل ريادتها على عواصم أوروبا وتعرض “ماتريوشكا” أول حافلة كهربائية ذاتية القيادة في روسيا