لجريدة عمان:
2025-04-27@04:37:02 GMT

إيمانا بتكاملية الوطن «معا نتقدم»

تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT

يتلقى الناس كل حدث تفاعلي يعني بالوطن والتنمية بترقب ومشاركة ومتابعة، حيث الاحتفاء بالنقاشات التواصلية المباشرة، وتفعيل المشاركة الحقيقية عبر لقاءات واقعية بين العامة بمختلف فئاتهم والمسؤولين بمختلف قطاعاتهم ممثلين لكل من المجتمع والحكومة، ولما كان الأمر كذلك فلا عجب أن يتم التحضير سنويا لـ«ملتقى معا نتقدم» قبل انعقاده بأشهر طويلة، كما لا عجب من تغيير نسخته سنويًا وفقًا للأفكار التشاركية خلاله؛ سواء عن الحضور المباشر، أو عن المتابعة عبر قنوات التواصل الاجتماعي، ومع كل هذا الحرص وهذا الاهتمام فلا عجب من تزايد أعداد الراغبين بحضوره تفعيلًا لمبدأ المشاركة سبيل للتكامل والوحدة.

من النسختين الأولى والثانية بموضوعاتها الحيوية ومحاورها المتنوعة يأتي الملتقى في نسخته الثالثة 2025 مناقشًا موضوعات مختلفة تعد ضمن أهم أولويات الحكومة التي تمت مشاركتها للعموم من خلال استبانة إلكترونية عبر ثلاثة محاور: المحور الأول: ملامح الخطة الخمسية الحادية عشرة القادمة وجهود التنويع الاقتصادي والمحتوى المحلي وريادة الأعمال، والمحور الثاني: القطاع الخاص والاستثمار متضمنًا موضوعات منها دور القطاع الخاص في توليد فرص العمل، والاستثمار في تقنيات المستقبل والذكاء الاصطناعي، وجهود جهاز الاستثمار العماني في تنمية الاستثمارات المحلية والخارجية، والمحور الثالث: يعنى بتنمية المحافظات متضمنًا عدة موضوعات منها الاقتصاد المحلي والمُدن المستدامة والتخطيط العمراني.

«ملتقى معا نتقدم» انطلق تنفيذا للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- تعزيزًا للتواصل المجتمعي عبر حوارات مفتوحة، وتفعيلًا لدور الشباب وفئات المجتمع المختلفة في صياغة التوجهات والرؤى ورسم الاستراتيجيات المستقبلية مع المسؤولين من متخذي القرار، وما زال الملتقى مستمرًا في نسخته الثالثة المقرر إقامتها يومي 26 و27 فبراير 2025، بتنظيم الأمانة العامة لمجلس الوزراء سنويًا، وما تكراره السنوي إلا مرآة تعكس حرص جلالته على تفعيل المشاركة الفاعلة، والتنمية التكاملية.

يتضمن الملتقى عروضًا مرئيةً، ومعرضًا تفاعليًا، وماراثون الأفكار الشبابية، وجلسات نقاشية، إضافة إلى مبادرة صُنَّاعُ الأفكَار المستحدثة منذ النسخة الثانية من الملتقى تمكينًا لطاقات الشباب وتوجيه ابتكاراتهم وأفكارهم الإبداعية دعمًا للمشاريع والقرارات والسياسات الحكومية بما يلبي تطلعات المجتمع ومستهدفات رؤية عُمان 2040.

حضور ومتابعة مثل هذه المنصات التواصلية التفاعلية المتضمنة حضورًا ممثلًا لمختلف فئات المجتمع -عمريًا، وعلميًا، وظيفيًا، ومناطقيًا ومعايير أخرى أخذت بعين الاعتبار - يستوجب المتابعة بالضرورة، ليس فقط لما قد يصدر عنه من قرارات أو ما قد يعكس من خبرات وآراء وتصورات وأفكار لمشاريع، بل لقياس مستوى وعي العامة وممثلي الحكومة «معا» بالفرص الممكنة والخطط المستقبلية، مع إدراكهم (معا كذلك) للتحديات الراهنة وممكنات تجاوزها أو تقليص آثارها على أقل تقدير، ولا يمكن الوصول لكل ذلك إلا «معا»، كما لا يمكن تحديد أهداف المستقبل والحديث عن مآلات الغد دون الاستماع للرؤى المختلفة والآراء المتنوعة، وحتى الأساليب المتباينة سعيًا لتصورات واضحة لكل من احتياجات التنمية وأولوياتها وصولًا لأهدافها ورؤاها.

إن كان «ملتقى معا نتقدم» يحمل كل ذلك السعي للتفاعل والإخلاص للتكامل تماشيًا مع الرؤية الحكيمة لجلالته، كما يسعى إلى تعزيز التواصل الفاعل بين الحكومة والمجتمع لمناقشة التحديات ومواكبة التطلعات، مع إشراك المواطنين في عملية البناء والتطوير، كما يتيح الملتقى الفرصة للمواطنين لإبداء رؤاهم البنّاءة لدعم السياسات والبرامج التنموية، ويُوضِّح توجُّهات الحكومة وأولوياتها في كل مرحلة، مع إطلاع المجتمع على سياساتها وبرامجها ومبادراتها بشفافية تسمح بمرونة التغيير توافقًا مع التحديات الواقعية المرحلية المحتملة، فلا أقل من دعمه متابعة وتفاعلًا بنّاءً.

وختاما، لا بد من جسور تواصل ومنصات نقاش وتفاعل قادرة على استقراء الواقع كما هو، قادرة على استجلاء المستقبل عبر المتاح من موارد ومصادر محلية، والممكن من وسائل وشراكات عصرية حديثة، حريٌّ بنا جميعا أن نكون ضمن «معا نتقدم» إيمانا يقينيا بأن الرؤى الفردية الضيقة لن تصنع تنمية، ومكاتب السُلطة المغلقة لن تحرز تقدمًا، وصوت المسؤول الواحد لن يصنع وطنًا.

حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: معا نتقدم

إقرأ أيضاً:

اضداد السليمانية

بقلم : د. علاء هادي الحطاب ..

تقاس الندوات والملتقيات وكذلك مراكز التفكير السياسي بمخرجاتها التي من المفترض ان تأتي بشيء جديد عمن سبقها من مخرجات او افكار او دراسات، اي ان معيار الانجاز والمُخرج العلمي والفكري الجديد والعملي الذي يضيف الى المشكلة حلا او على الاقل مقترحا او رؤية. 
ولهذا تعقد المؤسسات ذات العلاقة سواء كانت كليات او مراكز تفكير او حتى مؤسسات معينة ندوات وحوارات تستضيف فيها معنيين من خارج كوادرها ليضيفوا اليها طروحات تخدم الشأن محل البحث والدراسة.
ملتقى السليمانية الذي تقيمه الجامعة الامريكية في السليمانية والذي يرعاه رئيس الجمهورية الاسبق الدكتور برهم صالح هو واحد من تلك الملتقيات الذي يهتم بالشأن الفكري والعلمي والاكاديمي في الموضوعات التي يتم بحثها ومناقشتها، وما يميز هذا الملتقى الذي اختتم اعماله في دورته التاسعة قبل ايام في السليمانية هو التنوع الفكري والسياسي والايديولوجي لضيوفه، اذ استطاع هذا الملتقى في دورته التاسعة ان يجمع اضداد مختلفين سياسيا وفكريا داخليا وخارجيا، فقد ضمت قاعته ابان الافتتاح سياسيين عراقيين اختلفوا وتصارعوا كثيرا، وربما بعضهم ما يزال كذلك، كذلك جمع متصارعين على المستوى الدولي ولاحظنا كيف جلس الايراني مثلا الى جانب الامريكي في حوار واحد وعلى منصة واحدة، بل تبادلوا ارقام الهواتف فيما بينهم.الموضوعات التي طُرحت داخليا وخارجيا كانت مهمة على مستوى الرؤية والموقف، وعلى لسان صانعي قرار او اكاديميين يقدمون طروحات وقراءات استشرافية للمستقبل، والاخير بحد ذاته عصف ذهني مهم، يمكن الاستفادة منه على مستوى اتخاذ القرار او تحليل الاحداث الجارية في العراق والمنطقة، بل والعالم. 
هكذا ملتقيات مهمة، ليس فقط لجمعها اضداد وسماع مواقف كل منهم ورؤيته وجها لوجه، بل تكمن اهيمتها في دراستها وتفكيكها والعمل عليها، فلم يأت المسؤول ليلقي مجرد كلمات ويذهب، بل جاء ليرسل رسائل لمواقف محددة، بينما الباحث جاء ليقدم عصارة خبرته في مجال اختصاصه الذي يشتغل عليه، بينما ضيوف الملتقى وهم في غالبيتهم من النخبة يجدون فيما يُطرح موائد غنية للبحث والتحليل. 
استمرار عقد هكذا ملتقيات في السليمانية او بغداد او اي مكان اخر في العراق، حتما يغني التجربة السياسية اذ لم يكن على مستوى القرار كونه يحتاج لارادة سياسية فأنه يغنيه على مستوى الفهم والادراك.

د. علاء هادي الحطاب

مقالات مشابهة

  • «الإمارات للتطوير التربوي» تنظم الدورة الـ11 من الملتقى السنوي ليوم التوحد
  • «الإمارات للتطوير التربوي» تحتفي بـ «عام المجتمع»
  • المدير العام للمؤسسة العامة للحبوب: نتقدم بجزيل الشكر والامتنان لجمهورية العراق الشقيقة على مبادرتها الكريمة، بإطلاق حملة لنقل 220 ألف طن من القمح كهدية إلى الشعب السوري
  • خليل حرفوش قرر عدم الترشح الى الانتخابات البلدية إيماناً مني بمبدأ المداورة
  • همم تتلاقى.. فعالية اجتماعية لطلبة الدمج العقلي ببهلا
  • السبت .. انطلاق ملتقى توظيف إيد في إيد للأشخاص ذوي الإعاقة
  • ملتقى توعوي بعبري حول مخاطر الزيوت المهدرجة وسلامة الغذاء
  • السبت.."القومي للأشخاص ذوي الإعاقة" ينظم ملتقى توظيف "إيد في إيد" بمركز شباب الجزيرة
  • «جمعية المناعة الذاتية».. الأولى في الوطن العربي والرابعة عالمياً
  • اضداد السليمانية