الثورة نت/.
أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اليوم الأحد، أن الملايين خرجت بتشييع السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين للتأكيد على تجذر المقاومة.
وقالت الحركة في بيان لها: “في يوم مشهود من أيام العزة والصمود والوفاء على العهد، خرجت الملايين في مسيرة تشييع مهيبة لوداع شهيد الأمة سماحة السيد حسن نصر الله والشهيد القائد سماحة السيد هاشم صفي الدين، تأكيدًا على أن المقاومة ليست مجرد خيار، بل هي نهج متجذر في وجدان شعوب أمتنا”.


وأضافت: “هذه رسالة واضحة بأن دماء القادة الشهداء هي وقودٌ لاستمرار المقاومة حتى تحقيق النصر والتحرير. إن هذا التشييع التاريخي يؤكد قوة المقاومة واستمرارها وتجذرها، ويعمق مأزق العدو الوجودي أمام هذا الزحف الحاشد”.
وتابعت “الجهاد”: “لقد حاول الاحتلال، بأساليبه القمعية المعتادة، إجهاض هذه اللحظة التاريخية عبر استعراضات جوفاء وحركات بهلوانية هدفها بثّ الرعب في قلوب المشيعين، لكنه ارتدّ عليه خيبة وحسرة”.
وأوضحت الحركة أن “هذه التصرفات اليائسة تعكس إفلاس العدو وانتهاكه لأبسط القيم الأخلاقية والإنسانية، وهي لم ولن تفلح في كسر إرادة الصمود وكبرياء الكرامة التي تحدّت كل التهديدات وواصلت زحفها بإصرارٍ وإيمان”.
وأردفت “الجهاد”: “إن دماء الشهداء القادة هي مداد المقاومة وروح الإرادة والعزيمة، وتضحياتهم ليست إلا مشاعل تكتب فصولًا جديدة من الصمود والانتصار”.
وقالت: “لقد كان للشهيد القائد السيد حسن نصر الله ورفاقه القادة مواقف ثابتة تجاه القضية الفلسطينية، إذ لم يتنازلوا يومًا عن التأكيد على مركزية القدس في وجدان الأمة وضرورة حمايتها من التهويد والاستيطان، وجاء استشهادهم ليبرهن على أن المقاومة لا تساوم على الثوابت، بل تقدم الدماء فداءً للأرض والمقدسات”.
ووجهت التحية للشعب اللبناني الشقيق الذي خرج بجنازة مليونية ليؤكد مرة أخرى عمق التلاحم بين قوى المقاومة، وليجدد العهد بأن المسيرة مستمرة حتى دحر الاحتلال وتحرير فلسطين، كل فلسطين.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

لبنان بين فكَّي كماشة.. “إسرائيل” والجماعات التكفيرية ينطلقان لنفس المشروع

عبدالحكيم عامر

في جنوب لبنان، جيش الاحتلال الإسرائيلي يكثّـف عدوانه على لبنان، وفي شرق لبنان، تتصاعد اعتداءات الجماعات التكفيرية المتمركزة في سوريا.

للوهلة الأولى، قد يبدو الأمر وكأنه مُجَـرّد مصادفة، لكن الحقيقة والواقع يكشف أن الرصاصتين –واحدة بلسان عبري والأُخرى بلسان عربي– تنطلقان من نفس المشروع، وتخدمان ذات الهدف، بل وربما تحظيان بتمويل مشترك وإدارة غير مباشرة من نفس الجهة.

لماذا تتحَرّك الجماعات التكفيرية في هذا التوقيت؟

لم يكن غريبًا أن نرى الجماعات التكفيرية في سوريا تتجنب أية مواجهة مع العدوّ الإسرائيلي، رغم احتلالها ثلاث محافظات سورية وتاريخها الدموي ضد العرب والمسلمين، هذه الجماعات التي ترفع شعارات “الجهاد”، لم تطلق رصاصة واحدة على المحتلّ، لكنها في المقابل، تجرأت على استهداف لبنان بمحاولات تسلل واعتداءات على الحدود الشرقية، وكأنها تُكمل الدور الإسرائيلي في الجنوب.

العلاقة الخفية بين العدوّ الإسرائيلي والجماعات التكفيرية:

خلال الحرب في سوريا، كان العدوّ الإسرائيلي يقدم دعمًا غير مباشر للجماعات التكفيرية عبر فتح مستشفياته لمقاتليها المصابين، وتسهيل تحَرّكاتهم في الجولان المحتلّ.

تقارير استخباراتية عديدة أكّـدت وجود تنسيق بين بعض قيادات هذه الجماعات والاستخبارات الإسرائيلية، بما في ذلك تسليم مواقع الجيش السوري لحساب العدوّ الإسرائيلي.

هذا التحالف غير المعلن يخدم مصلحة الطرفين فالعدوّ الإسرائيلي تحصل على ورقة ضغط إضافية ضد حزب الله، بينما تحصل هذه الجماعات على دعم لوجستي وتسهيلات تجعلها قادرة على تنفيذ مخطّطاتها العدوانية.

تشتيت حزب الله واستنزافه:

يدرك الكيان الصهيوني أن حزب الله يتمتع بجاهزية قتالية عالية، مما يجعله عقبة كبرى أمام أي مشروع إسرائيلي في لبنان والمنطقة؛ لذا، فَــإنَّ استراتيجية “تعدد الجبهات” تهدف إلى إنهاكه.

عندما تقصف “إسرائيل” الجنوب اللبناني، فهي لا تستهدف فقط أهدافاً عسكرية، بل تعمل على خلق بيئة أمنية غير مستقرة تُجبر المقاومة على الانتشار في أكثر من محور.

بالتوازي، تتحَرّك الجماعات التكفيرية على الحدود السورية اللبنانية، مما يُجبر حزب الله على توزيع قواته بين الجنوب والشرق؛ ما يشكل ضغطًا استراتيجيًّا عليه.

فهل المطلوب حصار المقاومة بين فكي كماشة؟

الهجمات المتزامنة، سواء من الجنوب العدوّ الإسرائيلي، أَو من الحدود الشرقية، حَيثُ الجماعات التكفيرية، ما تتعرض له المقاومة من ضغوط متزايدة، ليس من قبيل الصدفة أن تتزامن هذه التهديدات، فالمشروع واضح: استنزاف المقاومة وتطويقها بين فكي كماشة، بحيث تجد نفسها مضطرة لخوض معارك متعددة تُضعف قدراتها العسكرية، وتخلق بيئة مضطربة تخدم مشاريع التفكيك وإعادة تشكيل المنطقة بما يتناسب مع المصالح الأمريكية والإسرائيلية.

وحيثُ يعكس استراتيجية واضحة تهدف إلى تطويق حزب الله وإرهاقه في أكثر من جبهة، لكن التجربة أثبتت أن المقاومة لديها القدرة على مواجهة هذه الضغوط والتعامل معها بمرونة تكتيكية عالية.

المعركة اليوم كما هي عسكرية، هي معركة وعي أَيْـضًا، فالإعلام الذي يروج للجماعات التكفيرية هو نفسه الذي يهاجم حزب الله ويبرّر العدوان الإسرائيلي، والأموال التي تُدفع لتسليح هذه الجماعات، هي نفسها التي تدعم مشاريع التطبيع والتآمر على محور المقاومة.

لبنان اليوم أمام تحدٍّ كبير، لكن المقاومة الإسلامية “حزب الله” التي صمدت في وجه العدوان الإسرائيلي وصنعت معادلات الردع، لن تسمح بسقوطه بين فكي كماشة العدوّ الصهيوني وأدواته التكفيرية.

فالتجربة أثبتت أن المقاومة الإسلامية تمتلك المرونة التكتيكية اللازمة للتعامل مع الضغوط المتعددة، سواء عسكريًّا أَو أمنيًّا أَو إعلاميًّا.

قد يكون الرهان على إسقاط حزب الله، لكن كُـلّ محاولات الحصار والتطويق باءت بالفشل، والتاريخ شاهد على ذلك؛ فكما سقطت مشاريع تفكيك اليمن، ستسقط أَيْـضًا أية محاولة لحصار المقاومة الإسلامية في لبنان؛ لأَنَّ من يعتمد على مشروع تحرّري مستند إلى إرادَة شعبه، لا يمكن أن يُهزم.

الرهان على إسقاط المقاومة رهان خاسر.. والتاريخ شاهد على ذلك.

مقالات مشابهة

  • السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي: نشيد بالمؤتمر الدولي الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية” في صنعاء
  • السيد القائد يشيد بالمؤتمر الدولي الـ3 “فلسطين قضية الأمة المركزية” المنعقد في صنعاء
  • السيد القائد يشيد بمؤتمر فلسطين 3 المنعقد في صنعاء
  • الجهاد الإسلامي تعقب على استهداف الصحفيين في غزة
  • لم يعد للأُمَّـة الإسلامية حجّـة بعد موقف اليمن
  • لبنان بين فكَّي كماشة.. “إسرائيل” والجماعات التكفيرية ينطلقان لنفس المشروع
  • السيد القائد: لن نتفرج على الإجرام الصهيوني في لبنان وسنقف مع الشعب اللبناني وحزب الله في أي تصعيد
  • سركيس أبو زيد: حزب الله يغيّر استراتيجيته ويتجه نحو الحلول السياسية
  • السيد القائد يوجه رسالة عاجلة لحزب الله
  • حماس تنعى استشهاد القيادي صلاح البردويل