صرح الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، بأن الرئيس الأمريكي يسعى إلى إعادة صياغة العلاقات الأمريكية-الأوروبية وفق معادلة جديدة قائمة على المنفعة والتكلفة والمكسب والخسارة، مشيرا إلى أن هذه التوجهات لا تقتصر فقط على قضية الرسوم الجمركية أو السياسات الحمائية التي يتم الترويج لها في الخطاب الإعلامي والسياسي، بل تمتد إلى قضايا أعمق تتعلق بالدفاع والأمن الأوروبي.

وأضاف «فهمي»، خلال حواره مع الإعلامية إيمان الحويزي، مقدمة برنامج «مطروح للنقاش»، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الطرح الأساسي للإدارة الأمريكية الحالية يقوم على ضرورة تحمّل الأوروبيين جزءًا من تكاليف الدفاع عنهم، وهي النقطة التي تشكل الأساس الذي ينطلق منه الرئيس الأمريكي في رؤيته لتصحيح مسار العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، موضحًا أن الاتحاد الأوروبي، بدوره، لديه مخاوف وهواجس متزايدة تجاه هذه التوجهات، مما يعكس حالة من عدم الثقة بين الطرفين.

وأكد الخبير السياسي أن هناك اختلافًا واضحًا بين إدارة ترامب الأولى والثانية، إذ أن التطورات المتلاحقة تُحدث تغييرات جذرية في شكل العلاقات مع أوروبا، مشيرًا إلى أن هناك حالة من عدم الارتياح الأوروبي تجاه الخطوات السريعة التي اتخذتها الإدارة الأمريكية، لا سيما فيما يتعلق بالسياسات الدفاعية والتجارية.

وأوضح «فهمي» أن الأوروبيين بدأوا في البحث عن ترتيبات أمنية مستقلة عن المظلة الأمريكية، ما قد يؤدي إلى تغيير في سياسات حلف شمال الأطلسي «الناتو»، مشيرا إلى أن فرنسا تلعب دورًا قياديًا في هذا الاتجاه، حيث يتبنى الرئيس الفرنسي موقفًا أكثر تشددا وتصاعديا في التعامل مع واشنطن.

وأشار «فهمي» إلى أن فكرة إنشاء «الجيش الأوروبي» أو «الفيلق الأوروبي» قد تعود بقوة إلى الطاولة، خاصة مع تصاعد المخاوف الأوروبية من تغيرات السياسة الدفاعية الأمريكية، مضيفًا أن بعض الدول الأوروبية بدأت، حتى قبل وصول الإدارة الأمريكية الجديدة إلى البيت الأبيض، في اتخاذ إجراءات لتعزيز إنفاقها الدفاعي والعسكري، وهو ما قد يمهد لتحولات جوهرية في بنية الأمن الأوروبي.

واختتم الخبير السياسي حديثه بالتأكيد على أن الإجراءات التي تتخذها الإدارة الأمريكية لا تقتصر فقط على الجانب الاقتصادي أو الرسوم الجمركية، وإنما هي جزء من رؤية أشمل لإعادة صياغة العلاقات مع الحلفاء وفق سياسات أكثر تشددًا، وهو النهج الذي لا يقتصر على التعامل مع أوروبا فحسب، بل يمتد أيضًا إلى الصين وروسيا ودول أخرى.

اقرأ أيضاًالرئيس الأمريكي يصف وزارة التعليم في بلاده بـ «عملية احتيال كبيرة»

الرئيس الأمريكي يوقع على إجراءات تنفيذية تتعلق بالعملات المشفرة والذكاء الاصطناعي

لأول مرة منذ 40 عاما.. إقامة حفل تنصيب الرئيس الأمريكي بمكان مغلق (فيديو)

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أوروبا الرئيس الأمريكي الإدارة الأمريكية الجيش الأوروبي العلاقات مع أوروبا الأوروبيين الرئیس الأمریکی العلاقات مع إلى أن

إقرأ أيضاً:

ما الدوامة الغريبة التي ظهرت في سماء أوروبا؟

في 24 مارس/آذار 2025، ظهرت ليلا دوامة مضيئة أخاذة الشكل في سماء عدة دول أوروبية، مثل بريطانيا والسويد والمجر وبولندا، وظلت مرئية لمدة نحو ربع الساعة، مما أثار دهشة كثيرين وأثار تكهنات واسعة النطاق.

تكهن المراقبون بأسباب مختلفة، تتراوح من نشاط الطائرات إلى الظواهر الفضائية، مما أثار جدلا شديدا على وسائل التواصل امتد إلى العالم العربي.

دوامة سبيس إكس

بيد أن هذه ظاهرة معروفة تحمل الآن اسم "دوامة سبيس إكس"، وهي مرتبطة بأنشطة صاروخ "فالكون 9" التابع لشركة سبيس إكس، الذي انطلق من محطة كيب كانافيرال الفضائية، في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأميركية، في اليوم نفسه.

بعد إتمام مهمته، قامت المرحلة الثانية من صاروخ "فالكون 9" بحرق الوقود للخروج من المدار، للعودة إلى الغلاف الجوي للأرض، وخلال هذه المناورة، تخلص الصاروخ من وقوده المتبقي لتقليل خطر الانفجار عند العودة.

تجمد الوقود المنبعث بسرعة عند ملامسته لبيئة الفضاء الباردة، مُشكلاً سحابة من بلورات الجليد، ومع تقلب مرحلة الصاروخ ودورانها، نقلت حركة دورانية إلى السحابة المتمددة.

بعد ذلك، أدى انعكاس ضوء الشمس على جزيئات الجليد هذه إلى ظهور الحلزون المضيء الذي يُرى من الأرض.

إعلان عالم جديد مختلف

هذه الظاهرة متكررة، فقد رُصدت مثل هذه اللوالب كثيرا، وغالبًا ما ارتبطت بإطلاق الصواريخ التي تضمنت تفريغ الوقود.

فمثلا في أبريل/نيسان 2023، شوهد لولب مماثل فوق أجزاء من المحيط الهادي عقب إطلاق سبيس إكس، وفي يناير/كانون الثاني 2024، أبلغ بعض السكان في ألاسكا عن رؤية ظاهرة مماثلة، نُسبت لاحقًا إلى إطلاق المرحلة العليا من الصاروخ للوقود.

وتُسلط هذه الحادثة الضوء على تزايد وتيرة عمليات الإطلاق الفضائية وتأثيراتها الملحوظة على الغلاف الجوي للأرض، إذ إن الإطلاقات الصاروخية تتزايد يوما بعد يوم، ويخشى من أن تتسبب في تلويث الغلاف الجوي، وإعاقة الأرصاد الفلكية بالمراصد الأرضية.

وفي هذا السياق، تبرز الحاجة إلى تثقيف الجمهور حول هذه الظواهر، حتى يتم تجنب المخاوف والمفاهيم الخاطئة غير المبررة.

مقالات مشابهة

  • خبير سياسي: مخطط إسرائيلي لتنفيذ خطة ترامب بشان غزة
  • الاتحاد الأوروبي يعتزم الرد على رسوم ترامب بإجراءات ضد التكنولوجيا الأمريكية
  • القائم بالأعمال الأمريكي: يجب اتخاذ خطوات لتعزيز الاستقرار الاقتصادي الليبي
  • البرلمان الأوروبي يبحث فرض رسوم جمركية على شركات التكنولوجيا الأمريكية ردا على إعلان ترامب
  • خبير سياسي: الليبيون يرفضون التدخلات الأجنبية ومساءلة الناتو
  • ارتفاع الدولار في ليبيا.. خبير اقتصادي يوضح الأسباب والحلول
  • ما الدوامة الغريبة التي ظهرت في سماء أوروبا؟
  • سياسي كردي:تركيا لديها اليد الطولى في تشكيل حكومة الإقليم
  • توترات متصاعدة حول غرينلاند... الاتحاد الأوروبي يحذر من تهديدات الضم الأمريكية
  • الرئيس المشاط يوجّه رسالة للرئيس الأمريكي المجرم ترامب