عربي21:
2025-03-31@15:04:20 GMT

تعزيز التجارة هدف جولة أردوغان الآسيوية

تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT

أربعة عوامل رئيسة جعلت تعزيز التجارة هدفا رئيسيا في جولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هذا الشهر إلى كل من ماليزيا وإندونيسيا وباكستان، أولها تدنى نصيب الدول الثلاث من التجارة الخارجية التركية، والتي بلغ نصيبها مجتمعة 1.5 في المائة من مجمل التجارة التركية في العام الماضي، وثانيها العجز التجاري المزمن لتجارة تركيا مع كل من ماليزيا وإندونيسيا منذ 18 عاما، وثالثها إيجاد بدائل تجارية للدول الأربع في ظل الإجراءات الحمائية التجارية، التي يفرضها الرئيس الأمريكي ترامب على الدول التي تحقق أمريكا معها عجزا تجاريا وهو ما ينطبق على الدول الأربع، ورابعها تعزيز التجارة بين الدول الأربعة الكبار الأعضاء في منظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي منذ عام 1997، ولهذا اصطحب الرئيس التركي معه وزراء التجارة والصناعة والتكنولوجيا والخارجية والدفاع وعددا من رجال الأعمال وممثلي شركات تركية كبرى.



وباستعراض مكانة الدول الثلاثة بالتجارة الخارجية التركية في العام الماضي نجد:

ماليزيا- بلغت قيمة الصادرات التركية لماليزيا 449 مليون دولار، بنسبة 2 بالألف من مجمل الصادرات السلعية التركية البالغة 262 مليار دولار، ولهذا لم ترد ماليزيا ضمن الدول الخمسين الأولى للصادرات التركية، في حين بلغت الواردات التركية من ماليزيا 4.7 مليار دولار بنسبة 1.4 في المائة من مجمل الواردات التركية البالغة 344 مليار دولار، مما أهّلها لاحتلال المركز السادس عشر بين دول الواردات التركية.

عجز تجاري مع ماليزيا وإندونيسيا

وتبلغ التجارة التركية الماليزية 5.1 مليار دولار، بنسبة 8 في الألف من مجمل التجارة التركية، محتلة المركز السابع والعشرين بشركاء التجارة التركية، ليبلغ العجز التجاري التركي معها 4.2 مليار دولار، وهو عجز تجاري تركي مستمر منذ عام 2007 بشكل متواصل، كما يعد العجز الأخير الأكبر بالقيمة خلال الأعوام الثمانية عشر.

وعلى الجانب الآخر ومن خلال بيانات التجارة الخارجية الماليزية لعام 2023، فقد جاءت تركيا في المركز السادس عشر لصادراتها بقيمة 3.8 مليار دولار بنسبة 1.3 في المائة من مجمل صادراتها، كما جاءت تركيا في المركز السادس والثلاثين بوارداتها وفي المركز الثامن عشر بين شركاء التجارة الماليزية، حيث تستحوذ دول جنوب وشرق آسيا على غالب المراكز الأولى لتجارتها.

إندونيسيا - بلغت قيمة الصادرات التركية لإندونيسيا في العام الماضي 386 مليون دولار، بنسبة واحد في الألف من مجمل الصادرات التركية، مما جعلها خارج الدول الخمسين الأولى بالصادرات التركية، كما بلغت الواردات التركية منها 2.4 مليار دولار، بنسبة 7 في الألف من الواردات التركية، لتحتل المركز التاسع والعشرين بين دول الواردات التركية، لتصل قيمة التجارة معها إلى 2.8 مليار دولار، بنسبة نصف في المائة من مجمل التجارة، في المركز التاسع والثلاثين بشركاء التجارة.

كما بلغ العجز التجاري التركي معها ملياري دولار، وهو العجز التركي المستمر معها منذ 18 عاما، وإن كان في العام الماضي أقل من العجز الذى تحقق قبل عامين.

وعلى الجانب الآخر وحسب بيانات التجارة الخارجية الإندونيسية عام 2023، فقد جاءت تركيا في المركز الرابع والعشرين بين دول الصادرات الإندونيسية بقيمة 1.5 مليار دولار، وفي المرتبة الثانية والثلاثين في الواردات الإندونيسية بقيمة 598 مليون دولار، وفي المركز الثاني والثلاثين في التجارة الإندونيسية بقيمة 2.1 مليار دولار، حيث تستحوذ دول جنوب وشرق آسيا على المراكز الأولى لشركاء التجارة لإندونيسيا.

77 عاما للعجز التجاري التركي

باكستان- بلغت قيمة الصادرات التركية لباكستان في العام الماضي 918 مليون دولار، بنسبة 4 في الألف من مجمل الصادرات التركية، مما جعلها خارج قائمة الدول الخمسين الأوائل للصادرات التركية، كما بلغت واردات تركيا منها 440 مليون دولار، بنسبة واحد بالألف من واردات تركيا، لتصل التجارة التركية معها إلى 1.36 مليار دولار، بنسبة 2 في الألف من التجارة التركية، لتحقق تركيا فائضا معها بقيمة 478 مليون دولار، وهو الفائض التجاري المستمر منذ عام 2016، بعد أن ظلت تركيا تحقق عجزا تجاريا مع باكستان منذ عام 2007 وحتى 2015 حسب البيانات المتاحة.

وعلى الجانب الآخر وحسب بيانات التجارة الخارجية الباكستانية لعام 2023، فقد جاءت تركيا في المركز الثامن عشر بالصادرات الباكستانية بقيمة 352 مليون دولار، وفي المرتبة الثانية والثلاثين بالواردات الباكستانية بقيمة 251 مليون دولار، وفي المركز الثلاثين بالتجارة الباكستانية بقيمة 603 مليون دولار، بنسبة 8 بالألف من مجمل التجارة الباكستانية، التي تتصدر دول آسيوية وأمريكية وعربية وأوربية المراكز الأولى لتجارتها.

وهكذا سعى الرئيس التركي في جولته الأخيرة لتعظيم التجارة مع الدول الثلاث، وتقليل العجز التجاري مع كلا من ماليزيا وإندونيسيا، في ضوء بلوغ العجز التجاري التركي مع العالم في العام الماضي 82 مليار دولار، وهو العجز المزمن والمستمر منذ عام 1947 بلا انقطاع لمدة 77 عاما، بعد أن كانت تركيا تحقق فائضا تجاريا قبل ذلك، والسعي للاستفادة من الطاقة الاستهلاكية الضخمة في إندونيسيا، الرابعة بعدد السكان في العالم بنحو 282.5 مليون نسمة، وفي باكستان الخامسة بعدد السكان في العالم بنحو 241.5 مليون نسمة. ومع بلوغ سكان ماليزيا 34 مليون نسمة، فإنهم يتميزون بارتفاع مستوى دخل الفرد من الدخل القومي والبالغ متوسطه حوالي 12 ألف دولار في العام الأسبق.

تعزيز التبادل التجاري بين البلدان الأربعة، تركيا وماليزيا وإندونيسيا وباكستان، يقلل من المخاطر المرتقبة لتجارتها مع الولايات المتحدة التي يبدو أنها لن تكتفي بفرض رسوم جمركية إضافية على كل من الصين وكندا والمكسيك، حيث بدأت بفرض رسوم إضافية على بعض السلع
كما أن تعزيز التبادل التجاري بين البلدان الأربعة، تركيا وماليزيا وإندونيسيا وباكستان، يقلل من المخاطر المرتقبة لتجارتها مع الولايات المتحدة التي يبدو أنها لن تكتفي بفرض رسوم جمركية إضافية على كل من الصين وكندا والمكسيك، حيث بدأت بفرض رسوم إضافية على بعض السلع، بداية من الصلب والألومنيوم بنسبة 25 في المائة من كافة الدول، والتي ستمتد إلى السيارات وأشباه الموصلات والأدوية والتي سيتم الإعلان عنها بدايات نيسان/ أبريل القادم.

الدول الأربع مهددة بالرسوم الأمريكية

وهذا مع الأخذ في الاعتبار تركيز الرئيس الأمريكي ترامب على فرض رسوم جمركية، على السلع الواردة من الدول التي تحقق الولايات المتحدة معها عجزا تجاريا مزمنا، وتنضوي الدول الأربعة ضمنها، حيث حققت الولايات المتحدة مع كل من ماليزيا وإندونيسيا عجزا تجاريا مستمرا خلال الأعوام الأربعين الأخيرة منذ عام 1985، وحققت عجزا تجاريا مستمرا مع باكستان منذ عام 1997 وحتى العام الماضي، كما حققت عجزا مستمرا مع تركيا منذ عام 2018 وحتى العام الماضي.

ولقد أسفرت جولة أردوغان الأخيرة عن توقيع 11 اتفاقا في ماليزيا، و13 اتفاقا في إندونيسيا و24 اتفاقية مع باكستان، بعضها يخص طائرات مُسيرة وسفنا حربية وإنتاج معدات عسكرية، ولهذا اصطحب معه في الجولة وزير الدفاع التركي، كما ارتكز أردوغان في جولته على العلاقات التاريخية بين المسلمين في تلك الدول والدولة العثمانية، ولهذا اصطحب معها رئيس الشؤن الدينية التركي، وظهر ذلك في الاتفاق مع قيادات تلك الدول على رفض تهجير سكان غزة، ومساعدة النظام الجديد في سوريا بعمليات إعادة الإعمار.

كما يمكن أن يساهم تعزيز العلاقات التجارية بين الدول الأربع في تعزيز التبادل السياحي أيضا، حيث لم يشكل السياح القادمون من الدول الثلاث مجتمعة إلى تركيا في العام الماضي، والبالغ عددهم 431 ألف سائح، سوى نسبة 8 في الألف من مجمل السياح الواصلين لتركيا والبالغ 52.6 مليون سائح أجنبي.

فمع ماليزيا، ظلت السياحة الواردة منها لتركيا تقل عن العشرة آلاف سائح سنويا منذ عام 2000 حتى 2003، واستمرت أقل من خمسين ألفا سنويا حتى عام 2012 وأقل من مائة ألف سائح سنويا حتى 2018، ولم تتخط المائة ألف سائح سوى عام 2019 حين بلغ العدد 114 ألف سائح، لكن تداعيات فيروس كورونا خفضت الأعداد، ورغم التحسن الذي شهدته السنوات الأخيرة إلا أنه ظل أقل من المائة ألف في السنوات الثلاث الأخيرة، ليصل في العام الماضي إلى 93 ألف سائح ماليزي.

ومع إندونيسيا ظل عدد السياح الإندونيسيين الواصلين لتركيا يقل عن العشرة آلاف منذ عام 2000 وحتى 2006، واستمر حتى عام 2011 يقل عن الخمسين ألفا سنويا، ليتخطى المائة ألف عامي 2018 و2019، وليصل العدد إلى ذروته في العام الماضي مع 202 ألف سائح إندونيسي.

ومن باكستان ظل عدد السياح الواصلين لتركيا يقل عن العشرة آلاف سنويا في بدايات الألفية الجديدة، وتخطى العشرة آلاف عام 2004 ثم تجاوز العشرين ألفا عام 2007 ثم الثلاثين ألفا حتى 2012، ليصل العدد عام 2019 إلى 131 ألف سائح باكستاني. وفي السنوات التالية لتداعيات فيروس كورونا تحسن العدد حتى بلغ 174 ألف سائح عام 2022، لكن العدد انخفض في العامين التاليين حتى بلغ 136 ألف سائح باكستاني في العام الماضي.

x.com/mamdouh_alwaly

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أردوغان ماليزيا تركيا الاقتصادي باكستان اقتصاد تركيا أردوغان باكستان اندونيسيا مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصادرات الترکیة الواردات الترکیة التجارة الخارجیة الولایات المتحدة التجارة الترکیة فی العام الماضی التجاری الترکی العجز التجاری الدول الثلاث الدول الأربع العشرة آلاف ملیون دولار عجزا تجاریا ملیار دولار إضافیة على الترکی مع بفرض رسوم ألف سائح منذ عام

إقرأ أيضاً:

بعد سجن إمام أوغلو.. هل يعيد أردوغان تشكيل المشهد السياسي في تركيا؟

لا تزال تركيا تعيش على أصداء سجن رئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو على خلفية اتهامات متعلقة بـ"الفساد"، ففي حين تدفع المعارضة بالشارع للضغط على الحكومة بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان بذريعة أن الاعتقال "سياسي"، فإن الأخير يرى في القضية فرصة لإعادة تشكيل المشهد السياسي داخليا، حسب مراقبين تحدثوا لـ"عربي21".

ويعد إمام أوغلو المنتمي إلى حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، أحد أبرز السياسيين في معسكر المعارضة، كما ينظر إليه في الأوساط التركية على أنه منافس محتمل لأردوغان، في حال تمكن الأخير من خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة سواء من خلال تعديل الدستور أو إجرائها مبكرا.

ودأب حزب "الشعب الجمهوري" بقيادة أوزغور أوزيل على وصف اعتقال إمام أوغلو بأنه "سياسي" و"انقلاب على الرئيس القادم"، سيما أنه جاء بعد ساعات قليلة من إلغاء جامعة إسطنبول شهادة رئيس بلدية إسطنبول الجامعية بسبب "التزوير" خلال انتقاله إلى كلية إدارة الأعمال عام 1990.

وتسحب إلغاء الشهادة من إمام أوغلو فرصه للترشح إلى الانتخابات الرئاسية إذ ينص القانون في تركيا على ضرورة تقديم شهادة جامعية للترشح، لكن الشعب الجمهوري لا يزال يدفع بإمام أوغلو نحو السباق الرئاسي بعدما أصر على إجراء انتخابات تمهيدية محددا رئيس بلدية إسطنبول المسجون مرشحا رئاسيا عن الحزب.


وعلى مدى الأيام الماضي، شهدت تركيا توترات إثر نزول عشرات الآلاف من مناصري إمام أوغلو إلى الشوارع للمطالبة بإطلاق سراحه، ما أدى إلى اعتقال المئات على خلفية أعمال شغب وصدامات مع رجال الشرطة.

ومن شأن التطورات المتسارعة في تركيا أن تعيد تشكيل المشهد السياسي الذي تكون بعد الفوز الساحق لحزب الشعب الجمهوري في الانتخابات المحلية في آذار /مارس عام 2024، حيث غدا الحزب لأول مرة الأعلى حصولا على أصوات الناخبين، كما فتحت الأبواب أمام لإدارة البلديات الكبرى في العديد من المدن.

ويؤكد الباحث محمود علوش أن "قضية أكرم إمام أوغلو ستعيد تشكيل السياسة الداخلية التركية على نطاق واسع، سواء على مستوى علاقة المعارضة بأردوغان أو على مستوى حالة المعارضة نفسها".

ويشير في حديثه مع "عربي21"، إلى أن "هذه القضية جاءت في خضم عملية إعادة تشكيل فعلية للسياسة التركية، بدأت خصوصًا بعد عملية السلام الجديدة التي أطلقتها الدولة مع حزب العمال الكردستاني، بهدف إبعاد الحالة الكردية عن صفوف المعارضة، وأيضًا تفريغ التيار القومي المعارض من قوته".

وكانت تركيا شهدت على مدى الأشهر القليلة الماضية تحولات وصفت بالتاريخية، بعدما أطلق زعيم القوميين الأتراك دولت بهتشلي مبادرة لإنهاء الصراع مع حزب العمال الكردستاني، من خلال دعوة رئيسه المسجون في تركيا عبد الله أوجلان إلى إلقاء خطاب يطالب بإلقاء السلاح وحل التنظيم والانخراط في العملية السياسية.

وبالفعل، توجه أوجلان برسالة حملها حزب المساواة والديمقراطية للشعوب "ديم" إلى حزب العمال الكردستاني، طالبا حل التنظيم وإلقاء السلاح، وقد أكد الأخيرة عزمه الامتثال لذلك معلنا عن وقف أحادي لإطلاق النار مع تركيا.

وشدد حزب العمال الكردستاني على أن نجاح العملية "يتطلب أيضا توفر السياسات الديمقراطية والأسس القانونية المناسبة"، بحسب ما نقلته وسائل إعلام تركية.

وكان تحالف الشعب الجمهوري وفي مقدمته إمام أوغلو مع حزب "ديم" المناصر للأكراد في تركيا، عاملا مهما في التقدم الذي أحرزه الحزب في الانتخابات المحلية الأخيرة، حسب مراقبين.

لكن مع التقارب بين الأكراد والقوميين الأتراك، ودفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نحو تعزيز الجبهة الداخلية من خلال الحوار السياسي للوصل إلى هدف "تركيا خالية من الإرهاب"، فيبدو أن حزب الشعب الجمهوري بدأ في فقدان أحد أهم تحالفاته لصالح أردوغان وحلفائه في تحالف "الشعب الجمهوري".

ويعتبر الباحث التركي علي أسمر أن "إمام أوغلو ذهب ضحية لتقارب التيار القومي مع التيار الكردي"، مشيرا إلى أن "اعتقاله جاء بعد مسار المفاوضات مع عبد الله أوجلان".

ويضيف في حديثه مع "عربي21"،  أن "الدليل على ذلك هو الدعم الخجول من حزب الشعوب الديمقراطي لإمام أوغلو بعد اعتقاله، حيث صرّح الحزب بأنه لن ينزل إلى الشارع، ولديه قضايا أكبر من قضية إمام أوغلو".

"الشعب الجمهوري" وصراعاته الداخلية
يرى علوش أن "هذه المعركة ليست مجرد قضية شخصية تتعلق بإمام أوغلو، بل هي معركة حاسمة للحزب ذاته، ومن يكسب هذه الجولة سيحصل على مكاسب تتجاوز هذه القضية”، محذرا من أن "استسلام حزب الشعب الجمهوري للوضع الراهن ستكون له عواقب كبيرة على دوره في المعادلة السياسية".

كما أشار إلى أن "قضية إمام أوغلو قد تفتح الباب أمام تنافس داخلي كبير داخل الحزب لإعادة تشكيل المشهد القيادي، خاصة أن إمام أوغلو لعب دورا رئيسيا في تغيير الحزب والإطاحة برئيسه السابق كمال كليتشدار أوغلو"،

وأضاف الباحث أن "غياب إمام أوغلو عن المشهد السياسي أو ضعف تأثيره قد يفسح المجال أمام شخصيات أخرى كانت متضررة منه للبروز والتصدر من جديد".


ومنذ خسارة مرشح تحالف المعارضة السداسي للانتخابات الرئاسية في 2023 كمال كليتشدار أوغلو السباق لصالح أردوغان، بدأت تقارير صحيفة تشير إلى انقسامات داخلية في حزب الشعب الجمهوري، وهو ما أطاح بكليتشدار أوغلو الذي قال إنه "طعن من الظهر" من زعامة الحزب.

في المقابل، أوضح أسمر أن "حزب الشعب الجمهوري سيحاول المناورة، لكن من الأفضل له أن يهيئ مرشحا جديدا، مثل أوزغور أوزال أو منصور يافاش"، لافتا إلى "وجود أخبار غير مؤكدة عن نية كليتشدار أوغلو العودة إلى قيادة الحزب، ما قد يؤدي إلى صراعات داخلية حول المرشح الرئاسي المقبل".

وأضاف الباحث التركي أن "التراجع الذي يشهده الحزب المعارض يعود إلى الصراع بين تيار كليتشدار أوغلو وتيار إمام أوغلو".

ولفت أسمر إلى أن "الحزب فاز في الانتخابات المحلية بفضل أصوات الأكراد، لكن مع مسار المفاوضات وإمكانية تخفيف الحكم عن أوجلان وإطلاق سراح صلاح الدين دميرتاش، فمن المحتمل أن يتجه الأكراد لدعم الحزب الحاكم أو تقديم مرشحهم الخاص بدلًا من دعم حزب الشعب الجمهوري".

أردوغان وإدارة الملف
شن الرئيس التركي في أكثر من مناسبة هجوما حادا على المعارضة بسبب حشدها الأنصار في الشوارع، معتبرا أن ما شهدته بلاده خلال الأيام الماضية، "يؤكد مجددا أن تركيا، كدولة كبيرة، فيها حزب معارضة رئيسي يفتقر إلى البصيرة والرؤية والجودة، ويبدو صغيرا وضعيفا سياسيا".

في المقابل، انتقدت المعارضة حملة الاعتقالات التي طالت إمام أوغلو ومقربين منه على خلفية تهم متعلقة بـ"الفساد" و"الإرهاب"، معتبرة أن ذلك بمنزلة "انقلاب على الرئيس القادم".

يرى علوش أن "أردوغان يرى في قضايا الفساد المزعومة ضد إمام أوغلو فرصة لإخراجه من المشهد السياسي، كما أنها فرصة لإدانة تجربة حزب الشعب الجمهوري في الحكم المحلي، خاصة أن فوز الحزب في الانتخابات البلدية الأخيرة أظهر أردوغان في موقف ضعيف".

وأضاف أن "أردوغان يعمل على إعادة تشكيل صراعه مع المعارضة بعدة مسارات، منها إخراج إمام أوغلو من المعادلة السياسية، والتأكيد على أن القضية لا تتعلق بشخصه فقط، بل تمس تجربة الحزب في الحكم المحلي"،

وبحسب علوش، فإن "الرئيس التركي يسعى أيضا إلى تفكيك المعارضة، خصوصا من خلال إبعاد الحالة السياسية الكردية عنها، مما يمنحه هامشًا أقوى للترشح لولاية رئاسية جديدة".

أما أسمر، فاعتبر أن "سياسة الحكومة التركية كانت ذكية جدا؛ إذ انتظرت توفر أدلة قوية مصدرها حزب الشعب الجمهوري نفسه، ثم استخدمتها لاستبعاد إمام أوغلو من المشهد السياسي"، مضيفًا أن "التقارب مع الأكراد ساعد الحكومة على تنفيذ هذه الخطوة، إذ لولاه لكان الوضع أكثر صعوبة".

لكنه لفت إلى أن "الخطأ الوحيد كان في طريقة اعتقال إمام أوغلو، التي تمت بخشونة شديدة وأدت إلى هبوط الليرة ونزول الناس إلى الشوارع"، موضحًا أنه "لو تم استدعاؤه والتحقيق معه بشكل طبيعي، لتم تفادي هذه التداعيات".

مستقبل إمام أوغلو
بعد احتجاز دام أربعة أيام، نُقل إمام أوغلو إلى سجن "مرمرا" الواقع في منطقة سيلفي على أطراف مدينة إسطنبول إثر قرار القضاء سجنه على ذمة اتهامات متعلقة بـ"الفساد"، رافضا طلب النيابة العامة اعتقاله على ذمة قضية "الإرهاب".

كما أعلنت وزارة الداخلية إبعاد إمام أوغلو عن منصب رئيس البلدية، ما أدى إلى انتخابات داخل المجلس البلدي، فاز بها نوري أصلان المنتمي إلى حزب "الشعب الجمهوري" برئاسة البلدية بالوكالة.


وتثار العديد من التساؤلات حول مصير إمام أوغلو بعد سجنه وإلغاء شهادته الجامعية، وسط تراجع زخم الاحتجاجات في معسكر المعارضة بعد ما يقرب من أسبوعين على اتقاله.

في السياق، يوضح علوش أنه "من غير الممكن تحديد التأثيرات القانونية المباشرة على إمام أوغلو وتجربته السياسية، إذ سيتعين انتظار المسار القضائي، لكن سياسيا، فرص نجاته من هذا الصراع تبدو محدودة للغاية”.

أما أسمر، فأشار إلى أن "المظاهرات مستمرة لكن بزخم أقل، لأن أحزاب المعارضة لا تقدم دعما حقيقيا له، فباستثناء حزب الشعب الجمهوري، لا يرى أحد من المعارضة أن هذه قضيته”، معتبرا أن "الحزب الحاكم نجح في شق صفوف المعارضة".

ويوضح أسمر أنه "حتى لو تم الإفراج عن إمام أوغلو، فإنه لن يتمكن من الترشح بسبب إلغاء شهادته، ما يعني أنه يواجه صعوبات كبيرة سيكون من الصعب تجاوزها جميعا".

مقالات مشابهة

  • تصعيد غير مسبوق فى تركيا.. هل تتجه البلاد نحو مزيد من السلطوية؟
  • بعد «الإساءة لشخص الرئيس».. السلطات التركية تعتقل صحفي من السويد
  • سول وبكين وطوكيو تتفق على تعزيز التجارة الإقليمية بينهم
  • ثلاث دول عالمية تتفق على تعزيز التجارة
  • ثلاث دول عالمية تتفق على تعزيز التجارة والسبب جمارك ترمب الجديدة
  • المدعي العام لولاية ويسكونسن يرفع دعوى قضائية لمنع إيلون ماسك من التبرع بمبلغ 2 مليون دولار في الانتخابات
  • كوريا الجنوبية والصين تتفقان على تعزيز التعاون التجاري
  • بعد سجن إمام أوغلو.. هل يعيد أردوغان تشكيل المشهد السياسي في تركيا؟
  • إمام أوغلو: أردوغان حول تركيا إلى "جمهورية خوف"
  • إمام أوغلو: أردوغان حول تركيا إلى "جمهورية خوف"