شولتس يعترف بالهزيمة: نتائج الانتخابات صادمة ومريرة
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
في أول تعليق له بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات الألمانية، وصف المستشار الألماني أولاف شولتس الهزيمة التي مني بها الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD) بأنها "صادمة ومريرة"، مؤكدًا أنه يتحمل المسؤولية الكاملة عن التراجع الكبير في أصوات الناخبين.
وقال شولتس، في مؤتمر صحفي عقده في مقر الحزب ببرلين "نتائج الانتخابات صادمة بالنسبة لنا.
وفقًا للنتائج الأولية، حل الحزب الاشتراكي الديمقراطي في المرتبة الثالثة بعد حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي (CDU/CSU) وحزب البديل من أجل ألمانيا (AfD)، حيث حصل على أسوأ نتيجة انتخابية له منذ عقود.
وتُظهر البيانات أن الناخبين فضلوا التحول نحو أحزاب اليمين والمحافظين، تعبيرًا عن عدم الرضا عن أداء الحكومة الائتلافية، التي كان شولتس يقودها بالشراكة مع حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر (FDP).
أسباب التراجع وفق المحللينويرى المراقبون أن أسباب الهزيمة تعود إلى عدة عوامل، أبرزها: الأزمة الاقتصادية، وارتفاع التضخم وتراجع النمو الاقتصادي أثرا على ثقة الناخبين في قدرة الحكومة على تحسين الوضع المعيشي.
وفي مقدمة هذه الاسباب يأتي ملف الهجرة: تصاعد الجدل حول سياسات اللجوء أدى إلى تحول أصوات الناخبين نحو الأحزاب اليمينية، التي تعهدت بتشديد القيود.
فضلا عن تفكك التحالف الحاكم بسبب الخلافات المستمرة بين أحزاب الائتلاف الثلاثي أضعفت صورة الحكومة أمام الناخبين.
مع هذه النتائج الكارثية، يواجه شولتس ضغوطًا هائلة داخل حزبه، حيث بدأت أصوات داخلية تطالب بتغيير القيادة أو تبني نهج جديد لاستعادة ثقة الناخبين.
وبينما لم يعلن شولتس صراحة عن أي خطوات مستقبلية، فإن البعض يرى أن هذه الهزيمة قد تمهد لخروجه من المشهد السياسي خلال الأشهر المقبلة، خاصة مع صعود فريدريش ميرتس مرشح المحافظين الأوفر حظًا لتشكيل الحكومة الجديدة.
تبقى ألمانيا أمام مشهد سياسي متغير، حيث تتجه الأنظار نحو المفاوضات الجارية لتشكيل الحكومة المقبلة، بينما يتعين على الحزب الاشتراكي الديمقراطي إعادة تقييم سياساته واستراتيجيته، في محاولة للعودة إلى المنافسة مستقبلاً. والسؤال الأبرز الآن: هل ستكون هذه الانتخابات نهاية حقبة شولتس في السياسة الألمانية؟
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أولاف شولتس المستشار الألماني الانتخابات الألمانية المزيد الاشتراکی الدیمقراطی
إقرأ أيضاً:
وزير دفاع ألمانيا: نتائج الانتخابات كارثية.. ومستعدون للتفاوض مع المحافظين
وصف بوريس بيستوريوس، وزير الدفاع الألماني وعضو الحزب الديمقراطي الاجتماعي (SPD)، نتائج الانتخابات الأولية لحزبه بأنها "مأساوية وكارثية"، مشيرًا إلى أن الحزب يواجه واحدة من أسوأ هزائمه في تاريخه السياسي.
وفي تصريح لقناة "إيه آر دي" الألمانية، قال بيستوريوس "إنها نتيجة مدمرة وكارثية ومأساوية. هذه لحظة صعبة للحزب الديمقراطي الاجتماعي، لكن علينا استخلاص الدروس من هذه الانتخابات".
كما هنأ حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) وحليفه الاتحاد الاجتماعي المسيحي (CSU) على فوزهما في الانتخابات التشريعية، مؤكدًا أن الديمقراطيين الاجتماعيين بحاجة إلى الوحدة الداخلية وإعادة تقييم استراتيجيتهم السياسية.
تشكيل الحكومة الجديدةوأضاف بيستوريوس أن دوره في هذه المرحلة هو قيادة الحزب في حال بدأت مفاوضات لتشكيل ائتلاف مع المحافظين بقيادة فريدريش ميرتس، مشددًا على أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي "لطالما كان مستعدًا للتفاوض، وهو مستعد الآن أيضًا".
إلا أنه أكد أن "الأمر الآن متروك لفريدريش ميرتس في تنفيذ مهمة تشكيل الحكومة"، حيث من المتوقع أن يصبح المستشار الألماني الجديد إذا نجح في بناء تحالف ائتلافي مستقر خلال الأسابيع المقبلة.
المحافظون في المقدمة واليسار يتراجعحقق حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي فوزًا كبيرًا في الانتخابات البرلمانية الألمانية، حيث تصدرت الكتلة المحافظة المشهد الانتخابي بحصولها على 29% من الأصوات، وهي زيادة ملحوظة مقارنة بانتخابات 2021، وفقًا لبيانات استطلاعات الخروج الصادرة عن معهد "إنفرا تيست".
في المقابل، حقق حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليميني المتطرف قفزة غير مسبوقة، حيث تضاعفت نتائجه ليحتل المركز الثاني بحصوله على 19.5% من الأصوات، مما يجعله قوة سياسية أكثر تأثيرًا في البرلمان المقبل.
أما الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD)، الذي يتزعمه المستشار الحالي أولاف شولتس، فقد تعرض لنكسة تاريخية، مسجلًا 16.5% فقط، وهي أسوأ نتيجة له منذ تأسيس جمهورية ألمانيا الاتحادية عام 1949. كما حصل حزب الخضر على نحو 13.5% من الأصوات، مما يعكس تراجع التأييد للأحزاب التقليدية وسط صعود التيارات اليمينية والمحافظة.
مستقبل ألمانيا السياسي في مهب التفاوضمع هذه النتائج، تدخل ألمانيا مرحلة حساسة من المشاورات السياسية، حيث سيبدأ المحافظون بقيادة فريدريش ميرتس مفاوضات مكثفة لتشكيل ائتلاف حاكم.
ويبقى السؤال المطروح: هل سيتمكن المحافظون من تأمين تحالف قوي، أم أن التعقيدات السياسية ستدفع البلاد نحو مأزق حكومي قد يستمر لأسابيع أو حتى شهور؟